أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شفيق الجندوبي - مديح النسّاجة














المزيد.....

مديح النسّاجة


شفيق الجندوبي

الحوار المتمدن-العدد: 6432 - 2019 / 12 / 8 - 23:27
المحور: الادب والفن
    


مستهتـِرٌ.. هَــتِـــرْ..
ذاك هو حذائي المغـتــرْ..
لا يستحي من وطئه غـِـلالــَة القمرْ..
هل غشيته سكـْرة الغـَـجـَـرْ ؟
أم يا ترى منعوله قد سُلـِب النّظرْ ؟
يدوس غير آبه أو سائل ِ
دوْسا على الأنامل ..
يتيه تيه جاهل ِ
وأخرق.. وغافـل ِ
على يديْ نسّاجة الزَّهَـرْ..
تـُدَوْزِنُ الألوان بالوترْ..
وتخلس من قزح المساء ما بهرْ..
تحوك للعشّاق حلما خضِــلاً
من قوس ذاك القـُزَحِ،
مسبّحا..مهلّلا .. مبتهلا
آياته الألوان والأشكال في صلاته
وسورة قدسيّة الصّوَرْ
******
نسّاجة رغم الغياب لم تغبْ
حشاشة من روحها ألفيتها
في رقصة الخيطان تضطربْ
وتسخر من شيبها فالقلب لم يشبْ
وعشقها مستعـر ككبّة اللـّهبْ
نسّاجة عميقة..
رشيقة أنقية...
مرهفة رقيقة..
نبيلة الإحساس..
رائعة الأثـرْ...
لـُحْمتـُها في نسْجها من كَبـِــدٍ
تصطبر في عشقها
تثابر في كَـــبَــدٍ..
تستودع مهجتها في نولها كي تبتكرْ..
منسوجَها الغضّ النّضِــــــرْ
إذا التقت لُحمتها مع السّدى..
من فرجة مفتوحة على المدى
تبسّمتْ لآلئ ُ وانتثرت دُررْ
********
لكنّما في غـفلة قد داسها الهَــتِـــرْ
لم ينتبه.. لم يحتفلْ..لم يختلج ..لم يذّكرْ
هل نعقد الرجاء في الحذاءْ ؟
و قد قضى في التّفه منتعل الحذاء؟
في زمن الغباءْ
أترعت الرؤوس بالخواءْ
وصديت رياضنا للماء والرّواء
وجدبت أرواحنا..لا ظلّ..شجرْ
وماتت النخلات في الواحات..
وجفّت المآقي وحبّنا انتحرْ
********
تداخل المرجان والحجرْ
وشائك الأسلاك والقيثار والوترْ
فأنّى لي بقدرة التّفريق ِ
في زمن التّهجين والتلفيق ِ
والرّأس من فراغها دنت من الحذاءْ؟
واختلطت أشياء بالأشياءْ..
تداخل الجليل بالحقير ِ..
والخيْشُ بالحرير ِ..
وبعرة البعير..
بحبّ الكستـناءْ
سيّان في أيّامنا الرّأس والحذاءْ
وشائك الأسلاك والقيثار والوتـرْ
و قرمز المرجان وحمرة الصّديد
والحمإ المسنون وأكرم الحجرْ
استوطن الكلال في نفوسنا
و احتلّنا في كوننا الضّجرْ
*********
يا أيّها الحـــــــــــــــــــذاء..
يا جــِــلــْـدة ً ميّتة ً
مصبوغة التّمويه والبياضْ
عمياء في شعورها
خاوية الوفاضْ
مزهوّة بحمقها
خرقاء تفــتخـــــــرْ
ماذا يزيد عنك ملاّكك البشر؟
*********
إنّ الذي تدوسُ، لو دريت، في النّسيجْ..
في صخـّة الغبار و العجيجْ..
و صولة النّشاز والضّجيجْ..
مَوْسقة للـّوْن والأريجْ
زغردة الأفراح والحنّاء..
و فتنة مكنونة في حمرة الضّريجْ..
من كوكب الآهات والسّهـرْ
لم يغنم الغاوون رغم غيّهم في حبّها وطرْ
*******
يا أيّها الحذاءْ..
يا جلدة ميّتة
ودبغة صفيقة..
عديمة الحياة والحياءْ
لم تحتف بموكب الألوان في الخيطان ِ
ورقصة الأشكال تنتشي من حوْكها البهيجْ..
و خلجة الفؤاد في التّسهاد
وشوقه المَـهـِـيجْ..
وغصّة الأشجان في الولهان ِ..
وأنّة النـّـشيجْ..
لا تبتئس كثيرا يا أيّها الحذاء
فصنوك مزدهر في معـشر البشر
إذ حربهم ماحقة لا تبقي...لا تذرْ
********
يا أيّها الحذاءْ
إنّ الذي تدوسُ، لو دريت، بالنّعالْ
روائع النفيس من شطحة الخيالْ
ومطلق البديع والجمالْ
فخيطه وصوفه..
ولونه وضوؤه...
وسحره وقدّه..
مبرومُ نور ٍ من بــصـــرْ
فمن ترى يا أبله قد طمس النّظــرْ؟
كيف السّبيل لعذرك؟
ومن سيمحـو ذنبك؟
يا واطئ القلوبْ
ومالئ الألواح بالذنوبْ
ومؤذنا للرّوح بالغروبْ
إذ دست غير آبه أو سائل ِ..
وتهت تيه جاهل ِ
وأخرق.. وغافــل ِ
هزئت بالأناملِ...
أنامل العاشقةِ الهيفاءْ
نسّاجةِ الأفياء والأضواء والزَّهَرْ..
والآن جئت يا غشيم تعتذرْ؟
كم من مآثم في شرعة الغفّار تغـتفـرْ
فالزّلل مؤصّل في طينة البشرْ
إلا ذنوب الأخرقِ ِ الهَـتِـــرْ..
هيهات تغتفـــرْ
من داس غير آبه..
أو سائل ِ أو حافل ِ..
وتاه تيه جاهل ِ
وأخرق.. وغافــل ِ
يستمهن جلالة الأناملِ...
أنامل العاشقةِ الهيفاءْ
نسّاجةِ الأفياء والأضواء والزَّهَـرْ..
واهبةِ اللآلئ ِ ناثرة ِ الدّرَرْ



#شفيق_الجندوبي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجلّيات في حضرة سيلين
- رحيق الأقليّة
- طلع الجرذ علينا
- حالة وجد
- لست صداك
- البليد
- هم.. ونحن ..والإصلاح
- طكّوس
- البوصلة


المزيد.....




- ورشة برام الله تناقش استخدام الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار ...
- أسماء أحياء جوبا ذاكرة نابضة تعكس تاريخ جنوب السودان وصراعات ...
- أنقذتهم الصلاة .. كيف صمد المسلون السود في ليل أميركا المظلم ...
- جواد غلوم: الشاعر وأعباؤه
- -الجونة السينمائي- يحتفي بـ 50 سنة يسرا ومئوية يوسف شاهين.. ...
- ?دابة الأرض حين تتكلم اللغة بما تنطق الارض… قراءة في رواية ...
- برمجيات بفلسفة إنسانية.. كيف تمردت -بيز كامب- على ثقافة وادي ...
- خاطرة.. معجزة القدر
- مهرجان الجونة يحتضن الفيلم الوثائقي -ويبقى الأمل- الذي يجسد ...
- في روايته الفائزة بكتارا.. الرقيمي يحكي عن الحرب التي تئد ال ...


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شفيق الجندوبي - مديح النسّاجة