أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علاء شدهان القرشي - رؤوس الأموال الرمزية - النجف مثالًا














المزيد.....

رؤوس الأموال الرمزية - النجف مثالًا


علاء شدهان القرشي

الحوار المتمدن-العدد: 6428 - 2019 / 12 / 4 - 03:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


رؤوس الأموال الرمزية
مرجعية النجف مثالًا
[على أنني ما زلت مقتنعًا أن هذا المنصب ينجح في المجتمعات الرعوية، كمجتمعنا العراقي، والمجتمعات ذات الأغلبية الشيعية، تماما كالمجتمعات ذات الأغلبية القبائلية، فهي تحتاج إلى طوطمٍ يرعاها، ودالاي لاما يرشدها لأنها لم تبلغ الفطام بعدُ. وحتى بلوغ سن الرشد نحتاج إلى رأس المال الرمزي هذا وتعلم كيفية استثماره].
من ثروات العراق التي لا يعرف قدرها العراقيون أنفسهم، مرجعية النجف، تلك الطاقة الظاهرة الـمُـمَـثَّلـة بمرجعٍ واحدٍ، والكامنة في نفوس الملايين. تنعكس موجاتها الإيجابية في الكتلة الاجتماعية الخاصة (الشيعة)، ويفيض تأثيرها على الكتلة الاجتماعية العامة (السنة والكرد)، فهي من هذا الجانب تقوم بتطوير الهوية الوطنية، وتنميتها، وتكريسها، بدلًا من ثقافة المكونات المستوردة.
هذه إحدى الثروات العميقة، ورؤوس الأموال الرمزية التي يتمنى التوفّر عليها كثيرٌ من دول الجوار، وتحسدنا عليها مراكز القرار في دولٍ إقليميةٍ وعالميةٍ.
ثلاثةٌ يمكنهم أن يستثمروا في هذه الطاقة، بدلًا من تجاهلها، بالتعاون والاشتراك، المؤسسة الدينية، والسلطة، والشعب.
الأولى لحماية نفسها، وإدامتها، وصيانتها، وأداء وظيفتها التي وجدت من أجلها. والثانية لأغراضٍ مشابهةٍ، بالإضافة إلى تسريع عمليات الاستقرار الأمني، والاقتصادي، والاجتماعي الذي هو بالأساس وظيفتها الكبرى. والثالث لحماية نفسه كذلك، في المجالات الثلاثة الأساسية التي تخص وظيفة السلطة. وهي لذلك توصف بأنها: صمام أمان.
يمكن نقدها، بلا مواربةٍ، وبشكلٍ مباشرٍ، ولا يضر ذلك ناقدها فهي كيانٌ حاضٌر باقٍ، واسعٌ ويتسع، بأبعادٍ دينيةٍ، واجتماعيةٍ، وسياسيةٍ، واقتصاديةٍ.
لا تتوقف حياة رأس المال الرمزي هذا على شخوصٍ بعينهم، فهو وجودٌ رمزيٌّ، قالبٌ اجتماعيٌّ ثابتٌ ومستقرٌّ، بركائز معهودةٍ ومعقودةٍ منذ قرونٍ متماديةٍ، وهي ركائز فوقيةٍ تَشَكَّلَتْ في أزمانٍ متعاقبةٍ، فاكتسبت صورتها النهائية التي تؤثر في الفاعلين الدينيين الذين يُـتَّـفَـقُ على تمثيلهم لهذا المنصب بطرقٍ معروفةٍ.
بعبارة أخرى، يُشكِّل المكانُ والعَـقْـدُ الراسخ للمنصب قوةَ ضغطٍ وتصنيعٍ وتطويعٍ، للشخص المتفق عليه، بسبب البناء الفوقي المستقر والثابت، فلا يمكنه الخروج عنه، ولا مخالفته، ولا إعادة صياغته. تماما كالبناء الفوقي للأسرة، ولكل مؤسسةٍ مجتمعيةٍ، فيجد الابن نفسه غير قادر على الخروج على البناء الفوقي للأسرة، فيقلب الموازين داخل نظام الأسرة، وإن فعل ذلك فإنه سيفقد صفة البنوة، ويخسر الأسرة نفسها.
وما ذلك إلا لأن أبعاد مفهوم الأسرة تم بناؤها على مدى آلاف السنين، بعد عمليات المحاولة والخطأ التي لا تحصى، حتى اكتمل المفهوم وأصبح منتجًا، مؤثرًا تأثيرًا إيجابيًا.
وهو كذلك مفهوم المرجع والمرجعية، فأبعاده تَشَكَّلتْ بعد عمليات الخطأ والصواب والمحاولة والفشل لمرات لا تُحصى، حتى انتهت بصورتها النجفية، راسخةً، ثابتةً، منتجةً، مؤثرةً.
كتبتُ سابقًا: أنها تحمي نفسها، وترعى مصلحتها، بمبررات دينية، منها: أنها رأس المذهب، وحمايتها حمايته. والحماية و"الحفظ" والصيانة، كما بينا أعلاه، وظيفةٌ من وظائفها، وبُـعْـدٌ من أبعاد مفهومها، فلا يمكن التفصّي عنه، ولا الهرب، وسيغدو الآن واضحًا مرادي بما كتبت في السابق، من دون اتهامي بتهمٍ غريبةٍ.
على أنني ما زلت مقتنعًا أن هذا المنصب ينجح في المجتمعات الرعوية، كمجتمعنا العراقي، والمجتمعات ذات الأغلبية الشيعية، تماما كالمجتمعات ذات الأغلبية القبائلية، فهي تحتاج إلى طوطمٍ يرعاها، ودالاي لاما يرشدها لأنها لم تبلغ الفطام بعدُ. وحتى بلوغ سن الرشد نحتاج إلى رأس المال الرمزي هذا وتعلم كيفية استثماره.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ميغان تشوريتز.. النجمة اليهودية التي تحدت الصهيونية بجنوب أف ...
- محافظة القدس: إسرائيل تدمر آثارا إسلامية أسفل المسجد الأقصى ...
- محافظة القدس: إسرائيل تدمر آثارا إسلامية أسفل المسجد الأقصى ...
- فرنسا: نصب تذكاري للمحرقة اليهودية يتعرض للتشويه بعبارة -الح ...
- محافظة القدس: الاحتلال يدمّر آثارا إسلامية أموية أسفل المسجد ...
- حرس الثورة الاسلامية: اليمن سيوجّه ردّا قاسيا للصهاينة
- “نحن أبناء الأرض”.. مسيحيو غزة يرفضون التهجير
- مسيحيو غزة: باقون في الأرض رغم القصف والتهجير
- رئيس الوكالة اليهودية يلغي زيارته لجنوب إفريقيا خشية اعتقاله ...
- إسرائيل تمنح وسام الرئاسة لزعيم الطائفة الدرزية


المزيد.....

- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علاء شدهان القرشي - رؤوس الأموال الرمزية - النجف مثالًا