أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالوهاب القرش - العرب من عبادة الأصنام إلى تقديس الأقدام!!














المزيد.....

العرب من عبادة الأصنام إلى تقديس الأقدام!!


عبدالوهاب القرش

الحوار المتمدن-العدد: 6420 - 2019 / 11 / 26 - 16:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لو أن "عمرو بن لحي الخزاعي" – لعنه الله - كان حياً بيننا هذه الأيام، لامتنع عن جلب ذاك الصنم الحجر وإدخاله إلى مكة وجزيرة العرب أيام الجاهلية، ولعمد فوراً لافتتاح قناة فضائية رياضية ، وجعل من بضع صور تلتقطها كاميرات - فائقة الجودة - للرياضيين أصنامًا إعلامية، ومن حولها تلتف الشعوب من قبائل قريش وسائر بطون العرب.. الحقيقة أن تقديس "الرمز"، والسعي للـ"التجسيد"، وصناعة التصورات وفقًا للرموز الحسية، ما تزال هي المحرك النفسي والعاطفي والعقلي للشعوب العربية والإسلامية، مع تغير الوسائل من الصخر والحجر إلى العدسات والصور!
إن متابعة أحد نجوم الألعاب الرياضية وبخاصة كرة القدم اليوم أصبح كصنم يعبد، وأصبح هذا "النجم" يضفى عليه من الصفات والأوصاف ما كان يضفى على الأبطال في الحروب والمعارك الفاصلة التي كانت تقرر مصير الأمم والأقوام ، وتعز أناسًا وتذل آخرين.
كثيرون – للأسف – يتابعون كل دقائق وتفاصيل هذه النجوم الزائفة ، والأبطال المغاوير المخدوعين الخادعين، الذين صاروا معبودين لدى الجماهير السذج، وألهت بهم الحكومات والدول شعوبها عن الهام الأهم في أمور دينها ودنياها..قد يتهمنا كثير من المثقفين - من الذين يسمون أنفسهم "تقدميين" و " متنورين" و " ومهذبين" – بـ"الرجعية" و " التخلفية " أو بما يرون من أمثال تلك الكلمات والتعبيرات التي يستخدمونها.
الحق أقول : إن الإنسان السوي العاقل من لا يهتم بأنباء لعبة رياضية تقام هنا أو هناك ، ومباريات تعقد في مدينة تلو أخرى وفي دولة إثر أخرى ، ولقد باتت الحكومات والبلاد تعني بها عناية ترغمها على الإهمال في كثير من شئونها التي عليها يتوقف إزدهارها ورقيها في المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والفكرية..أليس من الأفضل والأنفع لنا أن تتابع أخبار وأنباء التي تهم العالم الإسلامي ، أو العالم الإنساني ، والمقالات والتحليلات والتقارير التي تعود على أبناء الإنسان بخير في دينهم أو دنياهم.
إن ما يبذل على المباريات الرياضية من الجهد والمال والعناية لو بذل على الشعب ومصلحته الأصلية الضرورية لعم الرخاء، وانتشرت الرفاهية فيما يتصل بغذائه ودوائه وكسائه وضرورياته الأولية، ولقضي على كثير من الأزمات الاقتصادية والمشكلات الاجتماعية.
إن أجهزة الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة التي تشغل حيزًا كبيرًا من أوقاتها في نقل المباريات الرياضية وتحليلها، وتركز عليها من شديد العناية ما يتضاءل أمامه عنايتها بأمور أخرى أهم في حياة الشعب والأمة والوطن، لو أنها اقتطعت بعض أجزاء هذه الأوقات وصرفته في الثقافة الحقيقية والتعليم والتربية، وإرشاد الشعوب إلى طرق الحياة، وسبل العيش لعاد ذلك على الشعوب بكسب كبير.
حرام على الدول أن تبذل على الرياضة وملاعبها ولاعبيها ومبارياتها أموال طائلة ربما امتصتها من الطبقة الكادحة، تلك الطبقة التي تعيش في مستوى معيشي تحت مستوى الفقر، بل تحت مستوى الصفر، وإذا كانت دول الوثنيات ، وثنية الأصنام ، وثنية الرأسمالية ، وثنية الشيوعية ، وثنية الاشتراكية ، وثنية اليمين واليسار، تعبد صنم الرياضة ، فليس في ذلك غرابة لأن الشيء من معدنه لا يستغرب.
ولكن ما بال الدول العربية و الإسلامية التي تعيش قضايا مصيرية في الدين والوطن والقومية تعبد هذا الصنم أو ذاك عبادة جميع أنواع "الوثنيين " و ربما بصورة أشد وأشنع ، وبعناية تفوق عناية الوثنيين الجاهلين.. فهل ثمة وسيلة للاستدراك؟!..سؤال إجابته عند من لم يفتقد الإيمان بالله.







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من جرائر الفكر الديني المنغلق!!


المزيد.....




- خطوات تنزيل تردد قناة طيور الجنة الجديد على نايل سات 2025 “ا ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد على كل الأقمار الصناعية
- الجديد هنـــــــــــا .. أحدث تردد قناة طيور الجنة الجديد عل ...
- بابا الفاتيكان الجديد يدلي بموقفه تجاه الذكاء الاصطناعي
- بابا الفاتيكان: الذكاء الاصطناعي -تحد رئيسي أمام البشرية-
- “إليك الآن… تردد قناة طيور الجنة 2025 الجديد للأطفال على جمي ...
- البابا الجديد .. أول بابا أميركي في تاريخ الكنيسة الكاثوليكي ...
- بابا الفاتيكان: الذكاء الاصطناعي تحد رئيسي أمام البشرية
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل جمعا من العمال
- صراع الشريعة الإسلامية في السياسة السودانية


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالوهاب القرش - العرب من عبادة الأصنام إلى تقديس الأقدام!!