أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالوهاب القرش - من جرائر الفكر الديني المنغلق!!















المزيد.....

من جرائر الفكر الديني المنغلق!!


عبدالوهاب القرش

الحوار المتمدن-العدد: 6419 - 2019 / 11 / 25 - 08:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


العقول المنغلقة هي: العقول التي ترفض الاجتهاد وطرح الرؤى , بما يتواءم مع مُعطيات العصر, وبما لا يخلّ بالنص أو المقاصد العليا للشرائع , وجوهر الدين ؛ وهي بذلك تكون معول هدم وسببًا من أسباب تخلف المجتمعات - التي استعمرتها- عن اللحاق بالركب الحضاري.
هذه العقلية الجامدة؛ ابتُليتْ بها سائر الأزمنة، وعانتْ منها كل العصور .. فقد وقفوا في وجه دعوات الإصلاح، وحاربوا رسالات السماء؛ دفاعاً عن مواريث بالية، وعقائد باطلة، فاتهموا "نوح" بالسفاهة، ورموا "صالح" بالضلالة، وهددوا "شعيب" وأتباعه، قائلين: {لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا}! وقالوا عن موسى وهارون: {سَاحِرَانِ تَظَاهَرَا}!
هذا؛ وقد عانى المسيح عيسى بن مريم- عليه السلام - من هذا الصنف العنيد (الكتبة والفرِّيسيُّون) أشدّ المعاناة، فظلُّوا يناوئونه، ويتربصون به، ويتهمونه بتعطيل الشريعة!
لذا؛ ضاعت تعاليم الإنجيل القدسية ووصاياه الروحية؛ فاليهود رفضوه جملةً وتفصيلاً؛ قائلين: لا نؤمن إلاَّ بكتاب موسى الذي كلَّمه الرب وجهاً لوجه!
والمسلمون المتعصبون؛ أداروا ظهورهم للإنجيل؛ بحجة أنَّه كتاب محرَّف! فحرموا أنفسهم من حِكمه وأمثاله، واشراقاته الروحية، وفيوضاته الوجدانية، كما حرموا أنفسهم أن يكونوا من{الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ}!
والمسيحيون لمْ يكونوا أحسن حالاً من غيرهم، فنظراً لعدم إلمامهم بأسرار اللغة ومراميها، وأساليبها كالمجاز، والتأويل، والكناية، والاستعارة، وما شابه ذلك؛ لمْ يفهموا مراد الإنجيل وغاياته البعيدة، ومقاصده العليا .. فوقعوا في صدامٍ عنيف، وصراعٍ رهيب، وأزمةٍ مريرة!
نذكر من ذلك جانباً؛ ففي العصر الرسولي؛ سخِر الكتبة والفرِّيسيُّون (العقول المنغلقة) من المسيح – عليه السلام- ، عندما رأوه يعالج أحد المرضى يوم السبت! واتهموه بأنه يخرق الشريعة! فأراد أن يعلِّمهم أنَّ الله لم يجعل الإنسان عبداً للشريعة، إنما الشريعة خادمة للإنسان، فقال: " السَّبْتُ إِنَّمَا جُعِلَ لأَجْلِ الإِنْسَانِ، لاَ الإِنْسَانُ لأَجْلِ السَّبْتِ ". (مرقس 2:27).
نعم؛ لقد أراد سيدنا عيسى- عليه السلام - أنْ يعلِّمهم أنَّ "الإنسان" هو أهم مقاصد الشريعة، فقال لهم: " إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً، لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَارًا بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ ".(متى:9 :13).
لقد تناسى الكتبة والفرِّيسيُّون (العقول الجامدة) أنَّ وصايا سيدنا عيسى- عليه السلام - ومواعظه في مجملها كانت روحية, فهو لم يضع شريعة بديلة ؛ لا في القتل أو السرقة أو الزواج والطلاق، أو العبادات, ولكنه في كل هذا أعطى البعد الروحي ... وهذا هو الفارق بين رسالة المسيح ورسالة موسى, فالمسيح – عليه السلام- لمْ يرفض شريعة موسى، ولمْ يلغها, لكنه أكملها؛ بإعطائها البعد الروحي.
ففي القتل مثلاً، تقول شريعة موسى: (لاَ تَقْتُلْ، وَمَنْ قَتَلَ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ). أمَّا سيدنا عيسى- عليه السلام -؛ فقد أراد نزع الكراهية، واقتلاع البغضاء من النفوس، فقال " إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلًا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ " (متى 5: 22). فالغضب هو البادرة الأولى في جريمة القتل؛ لذا؛ حذَّر سيدنا عيسى - عليه السلام - من الغضب في المبتدأ.
فسيدنا عيسى - عليه السلام - في جميع أحاديثه؛ كان يورد المبادئ الأساسية دون الحديث في التفاصيل والاستثناءات .. من أمثلة ذلك:
قال المسيح – عليه السلام-: "أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ .." (متى5 : 44). هل معنى ذلك، أنَّ من يأتي لمحاربتي وقتلي أكون مطالباً بأنْ أحبه؟ فالله –سبحانه- لا يحب الشرير إذا أصرَّ على شره، بلْ يطرحه في جهنم! إذنْ هناك تفاصيل واستثناءات وأنواع من الأعداء والعداءات، ولكن المسيح - عليه السلام - أورد المستوى الرئيسي في العلاقات, أمَّا التفاصيل فمتروكة لضمير جماعة المؤمنين.
مثال ثانِ: قال المسيح- عليه السلام -: " مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضاً. وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَاصِمَكَ وَيَأْخُذَ ثَوْبَكَ فَاتْرُكْ لَهُ الرِّدَاءَ أَيْضاً"(متى5 :40-41). فليس المقصود أن تكون "ملطشة"! بلْ يأمرك بأنْ تنفق العفو ما استطعت!
مثال ثالث: قال المسيح- عليه السلام -: " لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحًا . لَيْسَ أحَدٌ صَالِحًا إلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ " (متى 19: 17). فهل هو بهذا نفى الصلاح عن نفسه؟ أمْ أنَّ كل عبارة لها تفسيرها وتفاصيلها؟!
مثال رابع: قال في موعظة الجبل: " قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ (شريعة موسى): لاَ تَزْنِ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا، فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ". (متى 28:27). فهو بهذه الموعظة؛ يضيِّق مساحة الشر، وينهى عن مجرد القرب من مقدِّمات الزنى. وقد عبِّر عن ذلك القرآن الكريم بقوله: (ولا تقربوا الزنى).
مثال خامس: "سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ (شريعة موسى):لاَ تَحْنَثْ، بَلْ أَوْفِ لِلرَّبِّ أَقْسَامَكَ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَحْلِفُوا الْبَتَّةَ, بَلْ لِيَكُنْ كَلاَمُكُمْ نَعَمْ نَعَمْ لاَ لاَ, وَمَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ فَهُوَ مِنَ الشِّرِّيرِ". (متى 5: 33/ 37).
وهنا نجد نهياً عن الحلف، ومع ذلك أقسم الملاك في سفر الرؤيا "وَأَقْسَمَ بِالْحَيِّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ، الَّذِي خَلَقَ السَّمَاءَ وَمَا فِيهَا وَالأَرْضَ وَمَا فِيهَا وَالْبَحْرَ وَمَا فِيهِ"(سِفْر الرؤيا 10: 6). و سيدنا عيسى - عليه السلام - نفسه حلف أثناء محاكمته «أَسْتَحْلِفُكَ بِاللَّهِ الْحَيِّ .." (متى 26: 62– 64).
من هنا ندرك؛ أن سيدنا عيسى - عليه السلام - في موضوع القسم؛ وضع المبدأ الأساسي والمستوى الذي يريد أن يحيا فيه الكل, ولكنه لم يدخل في التفاصيل, ولم يورد الحالات التي يجوز فيها القسم، فهذا ليس من عادته في التعليم أن يورد المبدأ ثم يورد الاستثناءات، ولكنه يوضح العنوان الكبير فقط. وعندما جاءوا إليه بالمرأة الزانية ليختبروه هل سينفِّذ الشريعة أم لا ؟ رفض أن يحكم على المرأة، وعلَّم الجميع درساً في الصفح والغفران، لقد أورد مبدأً عامًا في معاملة الخطاة، ولكنه لم يورد التفاصيل، فمن المستحيل أن كل شخص خاطئ سنقول له اذهب بسلام ولا تفعل ذلك ثانية، ولا لزوم للعقوبة ولا للمحاكم ولا للقوانين، ولكن المسيح - عليه السلام - شدد على المبدأ الأساسي الذي يريد أن يعلِّمه، وهو هنا أننا جميعاً خطاة، ويجب أن لا ينظر أحد للخاطئ باستعلاء, بلْ نمد إليه أيدي الرحمة والمساعدة. أمَّا التفاصيل فمتروكة للمؤمنين؛ يحكموا فيها بما يناسب الوضع والحالة.
لقد جنت (العقلية المحنطة) على المجتمعات جناية لا تغتفر! بحسب أن تنظر إلى تلك الطوابير الطويلة من الذين حصلوا بالفعل على أحكام قضائية بالطلاق, لكن لمْ تُفتح لهم رحمة (المجلس الإكليريكي) للحصول على تصريح بالزواج للمرة الثانية! ليس هذا فحسب، بلْ –أيضاً- الأسر المُحطَّمة من الداخل, ولا تجد لها حلاً بعد أن فشلت كل الحلول السلمية في إصلاح ذات البين!
فقد أبى (المجلس الإكليريكي) أن يفتح لهم باب الرحمة، وحكم عليهم بعذاب شديد!
المفارقة العجيبة؛ أنَّ الإنسان المسيحي يستطع بكل سهولة وبإرادته المحضة؛ أن يترك الدِّين كله بلا أدنى مشكلة, ولكنه لا يستطع أن يترك زوجة!
لقد تناست (العقلية الهامدة) أنَّ المسيحية رسالة روحية في المقام الأول، فهي تنشد المثالية في كل شيء, وتنشد التعالي على مُتطلبات الجسد, وبالتالي يتوجَّب على الفرد المسيحي أن يحيا بشكل (شبه روحاني) في (أرض الغربة) استعداداً للانتقال إلى الحياة الآخرة (الروحانية)!
لذا؛ أخطأتْ العقلية "الأرثوذكسية" عندما تمسكوا بظاهر النص، ولم يفهموا مراده.
أليس هذا اجتزاء للنص وإخراجه من السياق العام؟ وهذا الشيء مرفوض شكلاً وموضوعاً, لأن هناك بون شاسع بين (الكراهة والتحريم). وحاشا للمسيح - عليه السلام - أن يُناقض نفسه, فهو القائل: " لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ"(متى: 5: 17) فلمْ يحرِّم سيدنا عيسى – عليه السلام - شيئاً مما أحلَّه الله في شريعة موسى، كالطلاق، وتعدد الزيجات.
كما أنَّ التعاليم الإنجيلية جاءت في سياق عام لواقعة معينة؛ تكلم فيها المسيح – عليه السلام- عن الطلاق؛ هي أن اليهود –كعادتهم معه- كانوا يحاصرونه بالأسئلة التي تتعلق بشريعة موسى، محاولين أن يثبتوا عليه مخالفة الشريعة، وهى من الكبائر, وقد سألوه عن أشياء كثيرة منها: الزواج بأرملة الأخ, والطلاق, وحد الرجم.
فعلى سبيل المثال؛ عندما سُئل عن زواج الأخ بأرملة أخيه الميت (ليقيم له نسلاً كما تقضي الشريعة) لمن تكون الزوجة في الملكوت؟ جاءت إجابته بأن هناك (في الملكوت) لا يزوجون ولا يتزوجون, ولم يمنع هذا النوع من الزيجات، أيْ لم يقل (لا تتزوج أرملة أخيك) وإنما أوضح المفهوم الروحي للملكوت.
وعندما سُئل عن عقاب المرأة الزانية؛ هل تُرجَم أمْ لا, لمْ يقل بإلغاء حد الرجم، بلْ أجاب: " مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ!"(يوحنا:7) أيْ الصالح منكم وبلا خطية فقط هو من باستطاعته أن يقيم عليها الإدانة والحد.
وعندما سُئل عن الطلاق, وأن موسى أمر المُطلِّق أن يعطي طليقته كتاب طلاق، أيْ وثيقة إثبات فكانت إجابته: "إِنَّ مُوسَى مِنْ أَجْلِ قَسَاوَةِ قُلُوبِكُمْ أَذِنَ لَكُمْ أَنْ تُطَلِّقُوا نِسَاءَكُمْ..."(يوحنا:19 :8) . ولم يقل (لا تطلِّق).
فسيدنا عيسى- عليه السلام -؛ كان يضع الإطار الروحي الذي من خلاله تنتظم كل العلاقات الإنسانية.
لكن؛ التمسك الحرفي بالنصوص لن يحمي الأسرة مادام يتم تناول النصوص بصيغتها الشكلية، وبعيداً عن مغزاها الحقيقي، فما أسهل أن يتم لصق أحد الزوجين الزنا بنفسه لكيْ يتخلص من شريكه، أو أن يزني بالفعل، ووقتها ستطلقه الكنيسة، فهل هذا هو وضع الزواج في نظر سيدنا عيسى- عليه السلام -، مجرد تنفيذ آلي لقوانين صماء دون وعي؟
لم يلغ سيدنا عيسى- عليه السلام - أياً من أحكام الشريعة التي أنزلها الله على موسى - عليه السلام -، وإنما قنَّنَ العديد منها بما يتلاءم مع (الإنسان الروحاني) الذي كان ينشده المسيح – عليه السلام- ، حين قال: "إنَّ موسى من أجل قساوة قلوبكم أذِنَ لكم أن تطلقوا نساءكم, ولكن من البدء لم يكن هكذا, وأقول لكم: إن من طلق امرأته إلاَّ بسبب الزنا وتزوج بأخرى يزني، والذي يتزوج بمطلقة يزني, قال له تلاميذه: إنْ كان هكذا أمر الرجل مع المرأة، فلا يوافق أن يتزوج, فقال لهم: لَيْسَ الْجَمِيعُ يَقْبَلُونَ هذَا الْكَلاَمَ بَلِ الَّذِينَ أُعْطِيَ لَهُم... مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ" (متى19: 8/11).
ومن خلال القراءة المتأنية للنص السابق؛ يتضح أن النهي والتحريم غير موجودين, فلم يقل سيدنا عيسى- عليه السلام - (لا تطلِّق) وإنما قال (من طلَّق) وشتان بين الاثنين! فالمسيح –عليه السلام - لم يلغِ الإرادة المنفردة للطلاق كما تفعل الكنيسة اليوم, ولكن كلمة (من طلَّق) هنا تعني (كراهة الفعلة).
كذلك؛ نلاحظ في النصوص السابقة أن القديس "متى" فقط هو الذي أورد الزنا كسبب للطلاق، أمَّا (مرقص، ولوقا) فلم يذكراه ، فلو كان الأمر نصاً تشريعياً حرفياً؛ لكان من الواجب أن يرد ذِكره في الأناجيل الأخرى، ولكن الأمر -كما ذكرنا- لا يتعدى أن يكون حديثاً من المسيح – عليه السلام- عن مبدأ أخلاقي عام دون الاهتمام بالدخول في تفاصيله. فقد وضع قانوناً رئيساً لموضوع الطلاق، وأراد أن يشدد على وحدة الزواج وقدسية رباطه.
لكن – من أسف- تمسك المنغلقون الأثوذكس بحرفية النص الإنجيلي أو بقراءات (العقلية الفرِّيسيُّة المنغلقة) وليدة أزمنة غابرة للنص، حكمتها ظروف معينة!
كما نسيَ هؤلاء؛ أنَّ التحريم في الإنجيل؛ يأتي واضحاً وصريحاً، كما في مواضع كثيرة، لأنه يحمل أوامراً ونواهي مثل: حب قريبك كنفسك (أمر)، ولا تقتل (نهي)، ولا تزنِ (نهي).
ولكن كلام المسيح – عليه السلام - عن الطلاق لم يكن يحمل هذا المعنى على الإطلاق (الأمر والنهي) للتأكيد على أن التطليق لغير علة الزنا من المُحرمات المُطلقة.
وللتوكيد قال المسيح – عليه السلام -:(من استطاع أن يقبل فليقبل) هنا وضع شرط الاستطاعة, والذي لا يذكره السلفيون الأرثوذكس على الإطلاق في قراءات النص المقدس!!
من هنا نعلم؛ كيف جنى العقل الفريسي على المجتمعات المسيحية؟ وكيف حول حياتها إلى جحيم، وأفسد على الناس دينهم ودنياهم؛ بسبب العِوج العقلي الذي أصابه، والخلل النفسي الذي ابتُلِيَ به!
بلْ انظر إلى ما فعله اليهود العبرانيين بإخوانهم السامريين؟ وما فعله المسيحيون باليهود ثم بالمسلمين في إسبانيا، وما فعله الكاثوليك بالأرثوذكس! وما يفعله الشيعة بالسنَّة في العراق!
بلْ انظر كمْ من دور العبادة التي هُدِمتْ بأيدي العقلية الجامدة المنغلقة - التي تتمسك بالنصوص ولا تفهمها - من مختلف الديانات ؟ وكمْ من الرءوس التي فُصِلتْ عن أجسادها بسبب ثقافة الكراهية التي نشرها تلك العقول المستعمرة الهامدة ؟ وكمْ من النساء التي طُلِّقتْ، والأطفال التي يُتِّمتْ ، والمصائب التي حلَّتْ هنا وهناك ؛ بسبب الاستقطاب المذهبي ، والخطاب السلفي البغيض؟!
إنَّ هذه الحروب الطاحنة بين أتباع الديانات، وأنصار المذاهب ؛ سببها عدم الفهم ، وسوء التأويل ، هذا الفكر الذي الضال المضل ، والذي عشش وفرخ وباض في العقول المنغلقة القلوب المظلمة والأنفس الشريرة ؛ وقد ساعدتْ بدورها في تأجيج الصراع ، ونشر الكراهية بين البشر على النحو الذي لا يخفى على أحد ... والله من ورائهم محيط!
باحث في العلوم الإسلامية
مصر



#عبدالوهاب_القرش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالوهاب القرش - من جرائر الفكر الديني المنغلق!!