أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر يوسف - رسالة مفتوحة إلى قيس سعيد














المزيد.....

رسالة مفتوحة إلى قيس سعيد


عمر يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 6413 - 2019 / 11 / 19 - 15:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد تكون معتصما جاء يلبي النداء وقد تكون حرا ساقه القدر لأمة استعبدت منذ عقود حتى أنها باتت ترى الحرية ضربا من جنون، وقد تكون مصلحا جاء يعيد بناء هيكل أمة نخرها السوس، قد تكون ذلك أو غير ذلك مما آمل أن يكون كما يبدو فيصدق ظاهرك باطنك.

لا تنس قيس أن مهمتك صعبة ولو ساقك الله إليها سوقا وكنت حرا فلن تجدها طيبة، لا تنس أن السوس نخر في جسم أمتنا حتى بت ترى من يشهد الله على ما في قلبه أمامك وهو ألد الخصام بينه وبين نفسه.

لا تنس أن الفساد يطعم العبيد وعرف العبد أن يطعم على شبع وجوع ودونها يبيع أمه التي ولدته.

لا تنس أنك بت رب سلطة، ولرب السلطة سلطة صنم العبد، فلو قلت أن اللبن أسود أمّن العبيد على ما تقول وإن لم يكن منطقيا.

لا تنس أن بيننا شياطين إنس من الخليج تحديدا، يرومون شراء كل صوت حر لكي يبقى تربعهم رهن إرادة الأميركي والصهيوني والروسي وأي راكب وإن كان عابر سبيل، طالما أنه ليس من بني جلدة يعرب.

لا تنس أنهم مستعربين ولو تهجدوا الليل وعمروا المساجد ونادوا بالحرية، فللعبد ظاهر لا يتفق وباطنه، ولكن يتفق كل حين مع هواه وشهوته.

لا تنس أن عمرك قصير ولو طال وأنك ستسأل عما تفعل ويسألون.

مباشرة إمساك زمام الأمر بحسم تعكس قلبا طيبا وطفوليا بعض الشيء. لا ينجح قلب الأمور رأسا على عقب في أي مشروع تراد به الاستدامة.

هذا الخمر وملك اليمين، لم يحرما دفعة واحدة لأن القوم ألفوهما واحتاجوا وقتا لكي يسودوا أنفسهم بدل أن تسودها شهواتهم، ولكن التدرج استمر بدين الحق حتى اليوم. خطوات بطيئة لكنها واثقة.

هذا ميكافيلي يردد الأمر نفسه، لن ينجح حكم ينأى بالشعوب عن عاداتها دفعة واحدة. لن ينجح حكم لا يحترم ثقافة الشعوب المحكومة وإن كان يريد بهم جنة الدنيا وإن كانوا يمارسون ما يهوي بهم إلى التهلكة سراعا.

وأقول لك من فلسطين الأبية، لا ينجح حكم لا يحقق الاستدامة. قيس سعيد سيموت يوما، ربما بيد مستعرب خليجي أو أفاق أو جاسوس أو خائن، وربما في فراشه، وربما ممتطيا فرسا ويحمل سيفا يجاهد به، سيموت لا مفر، وماذا بعد ذلك؟ تحبط الأمة إبان قتل حر يكاد يكون وحيدا؟ تنتظر حظها العاثر عله يسوق لها آخر؟ تتخبط أبعد مما تخبطت؟

لا مفر من الموت إلا بخلق جيش أحرار لا يكون فيه قيس سعيد وحيدا، بل يعلم العالم أن هناك ألف ألف مثله، وخير منه.

تريث وفكر، فالتعامل مع دياثة السياسة لا يفي به الشرف فحسب، بل الدهاء والمكر والحنكة.

والحكم فتنة، فاستعذ بالله منها وأقدم بمكر وسعة حيلة كما يقدم لاعب الشطرنج الذي يربط الملك من كل جانب، فلا يدع له مفرا من الهزيمة.

التعليم أولا وثانيا وثالثا وعاشرا، التعليم سيأتي بقيس كلما افتقد بدر في ليلة ظلماء، ومن ثم تأتي قبضة من حديد على الباطل، بيدك ويد شرفاء تؤمهم حولك من قبيل لطفي بشناق و إبراهيم القصاص وأنيس شوشان وغيرهم ممن لا يتورعون عن قول رأي مختلف يشذ فيه عن القطيع.

من رحم الحرية ولدت تونس، ولم تقف عند الشابي، لا بد أن يستجيب القدر وسيفعل... طوعا أو كرها، معلقة استجابته بالإرادة...فلو صح منك الهوى أرشدت للحيل.



#عمر_يوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وعد بلفور...وعد قطعته السلطة الفلسطينية على نفسها


المزيد.....




- -تنمر وخيانة-.. المتحدث باسم خارجية إيران عن الضربات الأمريك ...
- من فوردو إلى أصفهان.. إليكم تسلسل هجوم أمريكا الزمني على منش ...
- الصواريخ الإيرانية تخرق القبة الحديدية.. دمار كبير يصيب عدة ...
- هل -انتهى- البرنامج النووي الإيراني بالفعل كما أعلن ترامب؟
- هل تم استهداف محطة بوشهر النووية جنوب إيران؟
- مؤتمر صحفي لوزير الدفاع الأمريكي : -دمّرنا البرنامج النووي ا ...
- ضربات إيرانية متواصلة على إسرائيل تحدث اضرارا بمواقع مختلفة ...
- مضغ العلكة قبل الأكل.. حيلة غذائية أم فخ للجهاز الهضمي؟
- ما القصة وراء تسريب 16 مليار كلمة مرور؟
- إيران تمتص أثر الضربة الأميركية وتخفي طبيعة ردها القادم


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر يوسف - رسالة مفتوحة إلى قيس سعيد