أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علاء عبدالعزيز - سطورٌ في سبيل نهضة نينوى















المزيد.....

سطورٌ في سبيل نهضة نينوى


علاء عبدالعزيز

الحوار المتمدن-العدد: 6411 - 2019 / 11 / 17 - 15:07
المحور: المجتمع المدني
    


سطورٌ في سبيل نهضة نينوى.
هُنا في مدينتي - الموصل، وبعد سنين من الركود والسُبات الذي طال أمدهُ طويلاُ حد الهلاك والإنقراض، عاد الحِراكُ الفكري من جديد وبالتحديد بعد دحر جنود الظلام والرجعية الدينية، التي أرادت وبكل ما أوتيت من قوة وجبروت ودعم لامتناهِ أن تجثم على صدورنا وتُجهز على ما تبقى من عقولنا، ظنّاً منها أن عقارب الساعة يمكن إرجاعها إلى الوراء.
وبعد ما يُقارب الثلاث سنوات من طرد جنود الظلام والرجعية والتخلف إلى حيث لا رجعة، أصبح من الواجب على كل فرد يملك شيئاً من التفكُّر في هذه المدينة المظلومة أن يعيد حساباتهِ ويسأل نفسه أولاً وبعدها ينقل السؤال إلى المحيط المهتم. السؤال الذي كان يجب أن يُسأل قبل هذه الفترة بزمن طويل. السؤال الذي لم يجرؤ أحدنا أن يسألهُ لأي سبب كان، ولاسيما أن الأسباب كثيرة ولكن النتيجة واحدة، وهي: من هم الذين يديرون الدفة الفكريّة في هذه المدينة، وفي محافظة نينوى عموماً؟

نينوى والموصل تحديداً بعد عام 2003 حيث الغزو والإحتلال الأمريكي البغيض للعراق دخلت مرحلةً جديدة. مرحلةً حرجة حيث تذبذبت المواقف حيال الإحتلال وما نتج عنه، فهي لم تُحرك ساكناً في الأيام الأولى من الإحتلال كما هو معروف!. وبعدها زاد التخبُّط في وسط من فاقوا من الصدمة، وأخذت نوبات الصحوة تعتريهم فجن جنونهم ولم يستطيعوا تحديد ملامح الصورة التي رسموها باللون الرمادي!، فسادت الضبابية والتردد مواقفهم، فخرج زمرة منهم رافعين السلاح بوجه المُحتل دون دراسة لعواقب فعلتهم تلك وإن كانت تلك من حقهم -أقصد مقاومة المحتل- ولكن الضرر وقع بشكل كبير من جراء تلك الخطوة غير المدروسة فكان ما كان.!!

وزمرةُ أخرى حاولت التسلق في سُلّم العهد الجديد حيث الساحة السياسية التي لم تكن لهم أي تجربة سابقة فيها، فعاثوا فساداً وخراباً في مقدراتنا السياسية، فهم حمقى ولا تجربة لديهم، فضلاً على أنهم غير مرغوب فيهم على المائدة السياسية الجديدة والتي يتم طبخ أغلب ما عليها في المطبخ الأمريكي والإقليمي!.
وهكذا بقيت الشريحة الكُبرى من الشعب الموصلّي بلا قبطان أو مرشد يأخذ بيدهم إلى بر الأمان.

كُل هذا والطبقة المعوّل عليها ساكتة لا بل خرساء!. وأقصد هنا من يسمون بالأكاديميين في شتى التخصصات والمشارب، ومن يسمون بالمثقفين والمؤثرين ثقافياً -بالمفهوم الكلاسيكي للثقافة والمثقف- فهؤلاء لم يحركوا ساكناً، وهنا لن أذكر المواقف الفردية القليلة جداً جداً، لأن الكلام عن الدور الجماعي والعمل الجمعي التي تخرج بنتائج واضحة ومجدية.
أصبح هذا الشعب المغلوب على أمرهِ لقمةً سائغة وسهلة تتلقفها الذئاب ولا سيما من بني جلدتها!.

وهكذا تم إبعاد الموصل والموصليين الذين يشكلون ثقلاُ سُكانيّاً وجغرافياً وتاريخياً، عن مسرح الأحداث السياسية التي يتم العرض عليه في العاصمة بغداد، حيث الممثلون والمهرجون والكومبارس، والكثير من السيناريوهات التي يتم تمثيلها وإخراجها من قِبل مخرجين محترفين في مجال المسرح التغييبي والتجهيلي، فتوالى المخرجون بدءاً من الأمريكان ومن في سكَّتهم، وصولاً إلى مخرجين أقزام من محيطنا الإقليمي!.

وخُطفَ العِراقُ من أقصاه إلى أقصاه!. ومع تلك الإختطافة أُختُطِفت نينوى والموصل أيضاً ولكن هذه المرّة على يد زمرة لم يُحسب لهم حساب!!.

نعم إنها (زمرةُ) تبيّن فيما بعد خطورتها والكوارث التي خلفتها!!.
الزُمرة التي أمتطت أخطر شيء الإطلاق وهو (الدِّين) حيثُ بدأت تعزفُ ألحاناً شتّى، ألحاناً دفعنا ثمن كل نوتة فيها دماً وألماً وحسرةً وفراقا.

وهكذا غاب صوت العقل وساد صريخ النقل من على منابر كان المعوّل عليها والمرجو منها أن تكون عوناً لهذا الشعب المنكوب!.

وعلى يد هذه الزمرة التي لبست لباس التقوى والتدُّيُن والدعوة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, حدثت أبشع الجرائم من قتل وتهديد وإقصاء وتهجير وتخوين وتكفير، لكل مخالف لها ولشريعتها وسنتها وخطابها وجوقتها.
فتسيدوا الأرض لأكثر من عقدٍ من الزمن!، والأنكى أن من فضّلوا الصمت وأصابهم الخَرس أنضموا إلى هذه الزمرة المجرمة. فجامعة الموصل وغيرها من الصروح العلمية تم إختطافها من قبل أفراد ومجموعات تنتمي لهذه الزمرة الدينية اللعينة!.

وكذلك جميع مؤسسات الدولة الحكومية والأهلية في شتّى تفرعاتها أصبحت أسيرةً تحت حكم هؤلاء الأوغاد.
فطالنا الإبتزاز الديني المشرعن فمنا من وجب عليه دفع الجزية ومنا من دفع الفدية مقابل الحياة!.

وتم تتويج كل ذلك القهر والشحن والكراهية والتحريض ضد المخالف والقتل على الهوية، بكارثةٍ غزو وإحتلال تحت رآيةٍ دينية واضحة في العاشر من حزيران من عام 2014. حيثُ تم غزو الموصل من قِبل البرابرة الجُدد وتحت عنوان (الخلافة) و(الدولة الإسلاميّة) فكان ما كان ولا نحتاج أن نسهبُ في التفاصيل، فكلنا عاش وشهد تلك الأيام السوداء الداميّة، ورأينا بأم أعيننا أفعال وتشريعات جنود الخلافة في دولتهم الإسلامية المقبورة!!.

إلى هنا استعرضنا ولو بشكل مختصر جداً التاريخ القريب للمدينة وما وقع في تلك الفترة من أحداث كانت عواقبها وخيمة وكارثية! وتجنبتُ ذكر التفاصيل الكثيرة في تلك السنوات الدامية على الصعيد السياسي والأمني ولا سيما أيام حكم رئيس الوزراء الأسبق (نوري المالكي) وما عاناه الموصليون من ظلم وقهر على يد قوات الأمنية أو ما سُميّ هنا بـ(جيش المالكي) سيء الصيت.

واليوم وبعد دحر الإرهاب بكل مسمياته وعودة نينوى والموصل إلى الحياة الطبيعية وإستقرار الأوضاع إلى حدٍ ما. ماذا يقع على عاتقنا لديمومة هذا المكسب؟ وكيف لنا أن ننمِّ ونستثمر هذه الفرصة، كي نلحق بالركب، ونعوِّض ما خسرناه خلال سنوات طويلة، والأهم أن تكون لدينا خطط ورؤى واضحة وناجعة في العمل للمستقبل.

واليوم، ونحن أولاد اليوم والغد، ماذا يتوجب علينا كي نقِ أنفسنا وأهلنا في نينوى والموصل من أخطار لازالت محدقةً بنا، فالخطر باقٍ والعدو يتربص ويراقب نقاط ضعفنا.
وعلى عاتق من يقع تلك المهمة العظمى في توعية وتثقيف وإرشاد الشعب وتوجيهه نحو بر الأمان؟

شخصياً أرى -وبإختصار شديد- أن جزءاً من تلك المهمة التوعوية والتثقيفية تقع بشكل على عاتق من يزعمون أنهم صفوة المجتمع وقادتهِ وأقصد هنا من يبرزون أنفسهم ويقولون نحن النخبة ونحن المثقفون ونحن الأكاديميون ونحن ونحن ...الخ

فكما أسلفت وحددت الفئة أو الطبقة أو الشرائح التي تقع عليها جزء كبير من تلك المهام، أقول مرّة أخرى أن الأخطار لازالت محدقة بنا ولم تندثر، وأن المرحلة القادمة ليست ورديّة، ولاسيما نحن نعيش ثورة وطنية شعبية عارمة منذ أكثر من شهر، ثورة تشرين العظيمة، ثورة الفقراء والمظلومين والمحرومين، والتغيير قادم لا محال!

ونينوى عموماً والموصل خصوصاً ليست بالبعيدة عن الأحداث الجارية في بغداد والوسط والجنوب، فمن ثاروا هم بني جلدتنا وشعبنا وأخوتنا في الإنسانية والوطن، ومصيرنا واحد وما يجمعنا معهم كثير وكبير وعميق، ولا سبيل لنا إلاّ بالوقوف معهم بكل ما نستطيع، وعلينا ألا نخجل حتى وإن كانت أدواتنا بسيطةً فهم يعذروننا ويقدرون أوضاعنا وخاصة الأمنية منها. مع ذلك فشباب نينوى لم يقصروا بالحضور في قلب الحدث في بغداد لأداء واجبها وتأكيد موقف نينوى والموصل من دعمها ومساندتها بكل قوة وإباء للثورة والثوّار.
كل ما تقدم كان إستعراضاً سريعاً وتذكيراً لنا جميعاً، وتحريضاً لنا كي نشحذ الهمة ونُبادر قبل أن يداهمنا الزمن وتغادرنا الفرص، وتضمحل الحلول.

فيا أيُّها المثقفون من مُفكرين وأكاديميين ونُخب وأدباء وكُتّاب وفنّانون وطلبة في المدارس والجامعات، أنتم من يقع عليكم الجزء الكبير من المسؤولية. ويا كُل فردٍ مهما كنتُ وكان موقعك أنت اليوم جزءٌ من هذا الجسم الإجتماعي العملاق ومن هذه المنظومة والثقافة والبيئة والرقعة الجغرافية، ويقع على عاتقك شيء من المسؤولية اتجاه هذه المحافظة والمدينة التي عانت ما عانت.

وأخيرا، أدعو أن تتبلور المواقف وتنضج وتكون على قدر المسؤولية ويبادر كل من يرى في نفسه أو جماعته الكفاءة لتأسيس حركة أو جمعية أو أيّاً تكن المسميات كي يدخل كل من أراد أن يكون مواطناً حُرّاً مسؤولاً وعضواً فعّالاً في منظومة الإصلاح والتوعية والتثقيف نحو الأفضل من أجل نينوى العريقة والموصل التي تنهض من تحت الركام.

وللحديث بقيّة...

#علاء_عبدالعزيز
17 تشرين الثاني2019



#علاء_عبدالعزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...
- انتقاد أممي لتقييد إسرائيل عمل الأونروا ودول تدفع مساهماتها ...
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة دون معوقات
- نتنياهو يتعهد بإعادة كافة الجنود الأسرى في غزة
- إجراء خطير.. الأمم المتحدة تعلق على منع إسرائيل وصول مساعدات ...
- فيديو خاص: أرقام مرعبة حول المجاعة في غزة!!
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بفتح المعابر لدخول المساعدات إلى غز ...
- مسؤول أممي لبي بي سي: -المجاعة في غزة قد ترقى إلى جريمة حرب- ...
- الأونروا تدعو لرفع القيود عن وصول المساعدات إلى شمال غزة
- الأمم المتحدة: هناك مؤشرات وأدلة واضحة تثبت استخدام إسرائيل ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علاء عبدالعزيز - سطورٌ في سبيل نهضة نينوى