أنتم لستم منا

أيلول ألأيوبي

الحوار المتمدن-العدد: 1558 - 2006 / 5 / 22 - 10:36
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

( عيدٌ وبأي حالٍ عدتَ يا عيدُ ) . عيد ألعمال مرَ هذا ألعام ، وفي ألقلوب مرارة ألعيش . فالخوف على ألمستقبل لم يعد هاجساً وحسب ، بل بدأ يطرق ألأبواب ، مهدداً بألجوع وألعوز وألحرمان . واذا كان ألمثل أللبناني ألعامي ألقديم عن حال ألفقير يقول: ( مشتهي ألعضة بألرغيف ) . فان آلآف ألعائلات أللبنانية ستشتهي ألرغيف في ظل هذه ألسياسات ألأقتصادية للحكومة ألعتيدة ، لا بل ان آلآف ألعائلات لن يبقى لها ملجأ يسترها اذا تحقق مشروع ألتعاقد ألوظيفي، ألذي سحبته ألحكومة خوفاً على نفسها لا رأفةً بألعمال ألذين لم ولن تفكر بهم يوماً . فمن مشروع ألتعاقد الى ورقة بيروت واحد ألأصلاحية ، ألخطة واحدة تندرج في مخططٍ جهنمي يهدف الى افقار ألناس وبيع ألممتلكات ألعامة وألتي هيَ أساساً ملك لهم . لكن عندما يقرر ألشعب بفئاته ألكبرى ألمحرومة تخطي ألعقبات وألمطبات ألطائفية وألسياسية ، وألنزول الى ألشارع مطالباً بحقه ألمشروع ، في مظاهرات نقابية محقة ، فهو لا يخاف أن يرجمَ بحجارة ألمتسيسين ألوصوليين ألأنتهازيين ، ولا أن يتهم بما في نفوس ألمتهمين من جحودٍ ونفاق ، نعم انها ( حجة في نفس يعقوب ) . وهيَ حجة غريبة عن واقع ألمتظاهرين وآدائهم ألأنضباطي ألسليم في ألمظاهرتين . وألسؤال ألمضحك ألمبكي :ممن رجمنا يا ترى ؟ لقد رجمنا ، واحسرتاه من ألذين كانوا بألأمس ألقريب من ألمدافعين عن قضايا ألعمال وألفلاحين . لقد رجمنا وأنتقدت ألمظاهرات ألمطلبية بعبارات ألتخوين ، تارةً بألعمالة للسورليالية وألطغمة ألبعثية ، وأخرى لهدف اسقاط ألحكومة ألمسماة وطنية وأصلاحية بحسب رأيهم هم . وألحق ، لقد غابت عن مظاهراتنا ألمطلبية رايات أحزاب كنا معها على دروب ألنضال من أجل ألعدالة وألتقدم ، وكم تمنينا أن يستفيق هؤلاء ألرفاق من غيبوبتهم ألطويلة ويعودوا الى ألساحات ألتي نزلَ اليها معلمهم وقائدهم ألشهيد ، فلا يتقوقعوا في انعزالية طائفية وعشائرية ضيقة ، ليصبحوا عدداً زائداً في يومٍ انتخابي قادم . بدل أن يبقوا نبراساً لعقيدتهم ألتقدمية. كم نتمنى لهم أليوم مراجعة ما قاله لهم بألأمس ألمعلم ألشهيد ( كمال جنبلاط ) في كتابه ( ربع قرن من ألنضال ) وفي ألفصل ألذي يحمل عنوان : انتشار ألحزب ومشاريعه عام 1950 – حيث جاء فيه ما يلي : ( ألبؤساء وألمشردون سيحررون ألعالم ... أيها ألرفاق ، أيها ألأصدقاء : أن الذين أصابتهم لعنة هذه ألأرض منذ ثلاثة ألف سنة حتى أليوم هم ألذين سيبدلون أنظمة هذه ألأرض وروحيتها ... فيستبدلون أللعنة بألرحمة وألمجافاة بألأخوة وألحنان ... أن ألعمال ليسوا بحاجة الى أحد . أن هؤلاء ألبؤساء وألمشردين ، هؤلاء ألذين ليسَ على صدرهم قميص ... هم ألذين سيحررون ألعالم . أيها ألرفاق ، عليكم تقع ألمسؤولية ألكبرى وأنتم ألسباقون ، فيجب أن نؤمن أن هذه ألمعركة هيَ معركة ألمشردين وألبؤساء وألفلاحين وألعمال ، معركة ألعدالة ، معركة ألأخوة... ويجب أن نعمل لأزالة وصمة ألعار ، وصمة أللعنة عن وجه هذه ألأرض ، كما يعمل ألجبابرة وكما يعمل ألأبطال . والا فسيقول لكم أحد هؤلاء ألكادحين ، أخوتنا في ألأنسانية وفي ألوجود في غد : أننا لسنا بحاجة اليكم ... لستم منا... ) .
أما نحن عمال لبنان وفقراؤه ومعذبوه من جراء سياسات ألحكومات ألمتعاقبة ، ومن جراء ما أنتجته ألطائفية ألمريضة لشرقنا هذا ولوطننا ألحبيب ، وبأسم ألشعب اللبناني الذي انتفضَ ضد الذين اتهموه بألخيانة وألعمالة متناسين أنفسهم يومَ كانوا يقفون في ألصفوف على أدراج مكتب ألمفوض ألسامي ألسوري ألقابع في عنجرحينها ، وها هم أليوم أنفسهم يتسكعون على أدراج ألقنصليات وألسفارات قاصدين واشنطن ونيويورك وباريس ولندن . نحنُ ألذين خوت بطونهم من لقمة ألعيش ألكريم نتيجة سياستهم ألأقتصادية ( ألناجحة ) نحن ألذين تعرت صدورنا من قميص تسترها ، وهم يجوبون ألعالم متسوقين أجمل ألملابس وأغلاها ثمناً . نحن ألذين أثقلتنا ألأيام وشيبت طواحينها شعرنا بينما هم يعيشون ألنعيم ويفرغون ملذاتهم في طواحين ألهواء . نقول لهؤلاء : نعم ! لقد نزلنا الى ألشوارع ، وسنزل مرات ومراتٍ ومرات لنبرهنَ لكم أنه : لا مكانَ لكم بيننا ، لسنا بحاجة اليكم ! لسنا منكم وأنتم لستم منا .

#أيلول_ألأيوبي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات