أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - أيلول ألأيوبي - ولدَ ليكونَ ثائراً














المزيد.....

ولدَ ليكونَ ثائراً


أيلول ألأيوبي

الحوار المتمدن-العدد: 1520 - 2006 / 4 / 14 - 13:48
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


مثلما يلفظ ألبركان حممه ألنارية ، هكذا لفظني رحم أمي ملطخاً بألدم لاعناً يوم ألولادة.
خرجتُ الى ألوجودِ آكانَ على يد قابلةٍ أم طبيبٍ لا فرقَ عندي ولا خلافَ ، انما ألغرقُ في ألخلافة وأيةُ خلافة ؟ .
انها خلافة نهج ألثورة ، وألثورات قد انزوت ، خلافة ثوار ربطوا ألخيل في غير مرابضها ، فألقوا ألسلاحَ ولم يعودوا يأتون فلاحاً . خرجتُ أغني أو أصرخ في وجه ظلامي منذ يوم ألولادة . لفظني رحم أمي ، عارياً حافياً ومعلقاً بخيطٍ من صلبِ امعائيً . أبصرتُ ألنور في دنيا ألظلامِ ، وأدركتُ ألحقَ في شريعةَ ألغابِ . شربتُ من دموع أمي بعدما جفَ ألسبيلُ ، وأطعمني أبي من خبزٍ عجنَ بعرق ألجبينِ .
صرختُ ألثورة وأنا وليدٌ ، ترعرعت على ألتمردِ وأنا صغيرٌ ، عشقتُ ألحرية وأنا أسيرٌ. . أسيرٌ في ثيابٍ ليست من مغزل أمي ، وصوفها ليسَ من صوف نعاج بلادي . أسيرٌ في حذائي ، لأنه ليسَ من حياكة اسكافي بلادي ، وجلده ليسَ من انتاجها .كل ما لدي وعلى جسدي يأسرني . حقيبتي ألتي فيها كتبي وذادي ، هل هيَ خيطت من شعر ماعز بلادي ؟ وهل كتبي وأقلامي تعنيني ؟ تمردتُ على أستاذي ، وشاكستُ معلماتي ، أغلقتُ كتاب ألتاريخ ، وهزئتُ من ألجغرافيا ! مزقتُ كتبَ ألأدب ألعربي وقواعد أللغة ألسيباوية ! رفضتُ جداول ألحسابي ، لعنتُ ألفيزياء وكرهتُ ألكيمياء ، تعنتُ في قبول أللغات الأجنبية ، ولستُ أدري لماذا ؟ .
فوضويٌ أنا دون هدف ، ثائرٌ أنا دونما أن أعرف معنى ألثورة .أطليتُ على ألحياة رفضياً في ألطبع ومتناقضاً حتى مع ذاتي .
وراء جدار عازل ، عزلتُ ، وبين جدران ألبيتِ وألمدرسة سجنتُ . خرجتُ الى ميدان ألعمل ظناً فيه ألحرية وألأستقلالية وألقوة وألمناعة ،فاذا به سجنٌ آخر تسجن فيه حريتي وتكبل يداي . عدتُ أبحث عن ألحرية في ألقلمِ كتابة وفي ألأنام كتباً ، بعدما كنت قد رفضتهم في ألمدرسة . فأجبرتُ على ألصمتِ وكفت يدايَ عن ألكتابة . أشبعت ضرباً في ألشارع ألوطني ، وداسوا بحذائهم على أحلامي . عصبوا مقلتيَ بعصبةٍ سوداء ، ونكلوا بي تحتَ شعار ألأمن وألوفاق وألخط ألوطني . أشبعوا جلدي من سياطهم تحتَ شعار ألوحدة ألوطنية ، وألقوا بي في دهاليز ألظلام تحتَ شعار ألحفاظ على ألحرية وألسيادة وألقانون . عدتُ وتمردتُ ، تظاهرتُ وشجبتُ ، وتحتَ خيمة ألحرية ألواهمة اعتصمتُ .
بألديمقراطية ألمتعددة ألألوان فرحتُ ، ولم أكن أدرك أن من ورائها ظلامتي وظلمي ، لكونها ديمقراطية مزيفة ، ولباسها مستورد . لم أكن أعلم أنها سببُ تعاستي وحرماني وأنها جوعي وظمأي ، وظلامية حكامي .
وجدتُ في وجه مثالي ( غيفارا ) تعبيراً عما يخالج نفسي من شعورٍ وقلق . أخذتُ من حياته عبراً ومن استشهاده أمثولة . رضعتُ ألثورة من بندقيته ألعتيقة . ومن صورته وحده تعلمت أن ألحب ألم ، وألثورة عطاء لا متناهي وألفوضى بدايتها ، وألرفضية مسلكيتها .
علمتُ لماذا أنا فوضوي ، ولماذا أنا رفضي ، ولماذا أنا متمرد ، اذن أنا ثائر. ثائر لأنني أرفض ألوصاية منذ يوم ألولادة ، ثائر لأنني اعشق ألحرية. ثائر بكوني أتطلع حالماً بغد يسقط به ورق ألتين عن عورتهم ، فيظهر ألفساد وتحل ألحقيقة مكان ألرياق ، تسود ألعدالة ألمطلقة ، وتغيب جزمة كانت تدوس أحلامي وألشباب
تختفي ديمقراطيات كاذبة ومستوردة ، وتظهر ديمقراطية حقيقية فيا ثقافة للشعوب لا غاية لتصادم ألأقطاب وألأعراق وألحضارات . وعندها أعود وأفتح كتب ألتاريخ والأجتماع ، واسأل : هل بقيَ لرسم ألحدود بيني وبين أخي ألأنسان من معنى ؟ هل يبقى ألدين مصدرخلافٍ وعداء وتصادم ؟ أم أنه سيصبح اختلافاً يغذي جوهر ألثقافة وألعملية ألديمقراطية ألحقيقية ؟ هل يبقى أللون وألعرق سبباً للتباعد ، أم يصبح مصدراً للتلاقي وألأخاء بين ألأنسان وأخيه ؟ أي جدوى من بقاء ألأوطان ألمصطنعة ؟ وهل من ضرورة للنزاع حول ألأرض وخيراتها ؟ أم أن هذا ألصراع يخدم سراً ألأمبريالية ألمتوحشة ؟ ولماذا هناك ثري يملك من ألمال مما يفيض ، وفقير معدم يتسول على رصيف ألشارع ؟ . هل يبقى ألدين أفيون ألشعوب ومخدرها ، وتبقى ألطائفية مادتاً سامة ، تخدر ألعقول وتقتل ألشعوب وتدمر ألأمم ؟ هل يتحرر ألأنسان من آنانيته ؟ وهل تتحرر عقولنا من ألوطنيات وألقوميات ألضيقة ؟ هل سنبقى ندور في ألفلك ألأميريكي وفيلمه ألطويل ؟ هل سنبقى مجانين نتصادم حول ألعروبة حيناً والوطنية ألصغيرة حيناً آخر ؟ ومتى سنستفيق من غيبوبة سببتها لنا جاهليتنا ؟ ومتى سنتوقف عن ألنحيب وألبكاء على أطلال وذكريات ؟ متى سنكون ألفعل بدلاً أن نبقى ردة ألفعل ؟ والى متى سنبقى نودع ولا نستقبل؟ الى متى ؟ ؟ ؟ كل هذه ألتساؤلات كانت سببَ ثورتي وبركان نقمتي . أسأل نفسي وأسأل كل ناقمٍ ثائرٍ مثلي منذ يوم ألولادة : أما زلنا فوضويين أم نحنُ ثوار يمارس علينا ألقمع في جاهلية ألقرن ألواحد وألعشرين ؟ ؟ ؟.



#أيلول_ألأيوبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واقع أمة
- انشقاق خدام ومشهد آخر من ألفيلم ألأميريكي ألطويل
- ألديمقراطية وصدام ألحضارات
- لماذا أغتالوك ؟
- في ألأتحاد قوة
- تسونامي
- هل يعيد ألتاريخ نفسه؟
- آت يا وطني - تحية الى ألحزب ألشيوعي أللبناني
- في ذكرى استشهادك غيفارا


المزيد.....




- الجيش الباكستاني يجري تجربة صاروخية ناجحة وسط تفاقم التوترات ...
- مصر تبلغ الولايات المتحدة رفضها التدخلات الإسرائيلية في سوري ...
- من هم أبرز الصحفيين الذين قُتلوا في حرب غزة؟
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد قواته لحماية الدروز في سوريا، ...
- فرنسا ـ محاولة سرقة ساعة فاخرة بقيمة 600 ألف يورو من أمير قط ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن -انتشاره بجنوب سوريا- وبيدرسون يدين ال ...
- البرلمان العربي يندد بانتهاكات إسرائيل
- الجيش الإسرائيلي ينشر مشاهد لغاراته العنيفة الأخيرة على مواق ...
- مراسل RT: الطائرات الأمريكية تشن 6 غارات على مديرية مدغل في ...
- -القسام- تنشر فيديو لأسير إسرائيلي نجا من القصف على غزة يوجه ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - أيلول ألأيوبي - ولدَ ليكونَ ثائراً