أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى بودغية - ما هو -الوطن-..؟؟














المزيد.....

ما هو -الوطن-..؟؟


مصطفى بودغية

الحوار المتمدن-العدد: 6398 - 2019 / 11 / 3 - 07:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو هذا السؤال سهلا عندما يطرح علينا..لكنه ليس كذلك..إذ يمكن أن يختزل البعض "الوطن" في مساحة جغرافية معينة..وقد يغلفه البعض براية كبيرة..أو يحشره في شعار معين مثل "الله الوطن الملك"..أو يضعه البعض في حضن "العقيدة"..أو يحدده بنظام سياسي قائم..أو يرجعه إلى "أصل عرقي ما" أمازيغي أو عربي.. وقد يختلط لدى البعض مفهوم "الوطن" بمفهوم "الهُوِيّة" ذات أساس ديني أو عرقي أو لغوي ثقافي.. لكن..في واقع الأمر..كل ما ذكرناه يشكل عناصر في مفهوم "الوطن" دون أن تضع له هذه العناصر تعريفا شاملا يتسع لها جميعها في وحدة عقلانية قادرة على أن تتحمل التعدد..وتحرر "الاختلاف" من مضمونه القدحي..وذلك باعتباره طاقة خلاقة مبدعة فاعلة في الصيرورة التاريخية لهذا "الوطن" ضمن حركته نحو التطور والتجدد..وبهذا يكون معنى "الوطن" أشمل من كل تلك العناصر..ولا يعني مجموع عناصره..
في حين يجب علينا أن ننتبه إلى أن مفهوم "الوطن" بمعناه التاريخي لم يظهر إلا حديثا..مع فلاسفة الأنوار.. ومع بروز الدولة القومية المعبرة عن المجتمع الصناعي التجاري..حيث رسمت الحدود ووضعت عليها نقط الجمارك لحماية الأسواق الداخلية لكل دولة..وظهور أيضا "جواز السفر" لعبور الحدود "وبطاقة التعريف الوطني" لتحديد المواطنين المتنمين للوطن الواحد..وبداية التعليم العمومي واعتماد اللغة الموحِّدة لنشر ثقافة موحَّدة..وضعت كل هذه الإجراءات لترسيخ مفهوم "الوطن" في مقابل مفهوم "الأمة" التي كانت تقوم عليها "الدولة الثيوقراطية" التي كانت تتقلص وتتمدد حسب منسوب قوتها وعنفوانها دون مراعاة لأية حدود قانونية..حيث كانت حدودها ترسمها دراعها القوية بقوة سلاحها ونظامها العسكري..
غير أن مفهوم "الوطن" في الفلسفة السياسية الحديثة لا بد وأن يستدعي نسقا سياسيا متكاملا يتضمن مفاهيم ترتبط به..مثل مفاهيم : المواطن والمواطنة والوطنية والثروة الوطنية والديمقراطية والتعاقد الاجتماعي والحق والواجب والمدنية وسيادة القانون المدني والمجتمع المدني والشرعية والمشروعية وفصل السلط واستقلال القضاء وفصل الدين عن الدولة والمجتمع السياسي والحزب والنقابة....وغيرها من المفاهيم التي تشكل مجتمع المواطنة والمواطنين..
تجدر الإشارة أن كل الأوطان غير متجانسة في بنيتها الداخلية..حيث تدخل ضمنها هويات فرعية ولغات ثانوية وثقافات جهوية..وهو ما يشكل تعدد الوطن داخليا واختلافه الذاتي مع إضافة الاختلافات السياسية المتنافسة على صياغة معينة لنظامه السياسي..وبهذا المعنى يصبح المواطن كائنا مدنيا يحيا هويته الخاصة جهوية كانت أو عرقية..لكنه..في النهاية..ومن زاوية سياسية واجتماعية وثقافية يبادر إلى التعاون والتضامن مع باقي المواطنين مهما كانت درجات اختلافاتهم عنه لبناء الوطن الذي يتسع للجميع..ويسعى إلى المساهمة في تحسين عيش الجميع..ويدافع عن مشاركة الجميع في الحياة السياسية ويدافع عن الجميع في إبداء الرأي والتعبير والاحتجاج والتجمهر ضد الطغمة المستبدة المحتكرة للثروة وحق الكلام..أي كل مواطن مهما كانت هويته يسعى مع باقي المواطنين نحو بناء مجتمع المواطنة والمدنية بعيدا عن أي تعصب عرقي أو عقائدي..هكذا يصبح المواطن ليس هو ذاك الذي يحرق الراية حقدا أو الذي يقبلها حبا..أو ذاك الذي يتبجح بهويته العرقية أو الدينية..أو الذي يمجد "شعار" النظام السياسي القائم..بل يصبح المواطن طاقة معطاءة واندفاعا حيا نحو وطن منحوت من الأمل..يصبح المواطن هو ذاك القادر على صياغة وطن بمضمون اجتماعي واقتصادي وثقافي متجدد ومتطور..
ربما قد يغدو هذا المعنى لمفهوم "الوطن" و"المواطن" هو المدخل الأساس لبناء "الوطن العالمي" و"المواطن العالمي"..وذلك بالمرور من تجاوز الوعي بالنظام الاستبدادي المحلي نحو الوعي بتجاوز النظام الاستبدادي العالمي ضد الشركات العملاقة والأنظمة الدموية ..المحتكرة للثروة العالمية..المتغولة على شعوب العالم الفقيرة..فاالمواطنة ذات البعد الإنساني تبدأ من "التضامن" المحلي إلى "التضامن" العالمي نحو بناء عالم جدير بهذه الصفة المغيبة في الحاضر والآتية من المستقبل..التي نسميها "إنسانية".....



#مصطفى_بودغية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديث الكآبة ..
- هؤلاء الرجال..


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى بودغية - ما هو -الوطن-..؟؟