أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم يوسف - العراقيّ يحمل كفنه أينما ذهب!














المزيد.....

العراقيّ يحمل كفنه أينما ذهب!


كرم يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1558 - 2006 / 5 / 22 - 10:17
المحور: الادب والفن
    


فظاعة ، وهول إعصار الإرهاب في العراق ، بات خبراً " غير مهم " في نشرات الأخبار، حيث أن المُشاهِد ما عاد يثيِّره حمَّام الدَّم العراقي، ولا عدد القتلى ، ولا تفاصيل القتل وقطع الرؤوس ، وتماماً كأن تقول: إنَّ موت العراقيّ بات أمراً غير مهم....!
في ظلِّ هذه الأزمة التي يعيشها العراقي من موت وتصفيق العالم لقتلته وتسميتهم بالمقاومة ترى هل من حلٍّ لأزمة الموت الموقوت وغير الطبيعيّ ، الموت الموقوت بالمذهب والانتماء، هذا الموت الذي يملي عليك أن ترى الشمس تشرق من جيوب الإرهابيين ، وإلا عليك أن تدفع فاتورة الموت روحاً، وإذا نظر العراقيون إلى الشمس من خلال ثقوب" جيوب" الإرهابيين ، ترى هل سيسمح أولئك الإرهابيون أن يرى العراقيون كل قرص الشمس، أم أنَّ الضريبة ستزداد"، ها نحن اليوم نعيش عصراً ، بات الإرهاب فيه ذا مفهومٍ كيفي، فحيناً التبرع برغيف خبز إرهاب، وتارةً أخرى التبرع برصاصةٍ إرهاب ، وتارةً التبرع بربتة على كتف الإرهاب.
أرض بابل ما عاشت يوماً إلا ورويت فيه بدماء جديدة، والأسوأ من كل هذا، أنَّ هذه الدماء يهدرها أهلُ بيت واحد، وما يدعو للقلق أكثر، أن قتل الأطفال، واغتيال المآذن، والكنائس، واقفة، يثير الفرحة في قلوب الكثيرين، هؤلاء الكثيرون الذين لا يعون أنَّ ما يصفقون له اليوم ،سيكون مدعاة ندمهم وبكائهم غداً، لأنَّ الإرهاب اليوم بات يبحث عن دائرةٍ أوسع، عن فضاء أسود أكبر.
وما يؤسف، أنَّ ممَّن يصفقون لقتل العراقيّ بعض من القوى العربية التي بات الإرهاب يجد في أوردتهم مكاناً خاصاً لتدور دورات الحقد في أوردتهم، كذلك أنَّ العديد من القوى الشيوعية في العالم العربي، باتت تتغاضى عن جريمة قتل الأبرياء، في العراق ،وتكتفي بنشر صور جنود التحالف المقتولين في العراق، دون أن تدين حتى ولو ببيان حرق المصاحف ، والأناجيل ، وزهق الأرواح البريئة.
إنَّ هذه النظرة، غير المتكاملة، إلى الحدث الإرهابي والتصفيق ، للجزء في العراق يكرَّس مفهوم الإرهاب حباً في نفوس الناشئة ، وهذا ما سيؤثر على سيكولوجية الناشئ العربي.
إنَّ كلَّ إنسان ذي ضميرٍ يقظ لينبذ الاحتلال، والقدم الغريبة، التي تطأ أرض أيَّ منا هي قدم منبوذة، ودون الغوص في خلفيات التدخل الأمريكي في العراق، ومن هو السبب المباشر في استقدام " الغرباء "، حيث إنَّ وقف حمام الدم العراقي ، من شأنه أنّ يعجل في خروج قوات التحالف من العراق، دون الانتباه إلى هذا الأمر، فإنَّ من ينبذ الوجود الأمريكي في العراق، فهو يدافع عنه حين يصفق للإرهاب ، لأن الجماعات الإرهابية، والتكفيرية، هي سندٌ قوي لقوات التحالف في العراق، وهذه وجهة نظري الشخصية .
هذا العراقيّ الذي طالما حلم بحياة تحت شمس بغداد الدافئة ، بات اليوم يحلم بقبر منفرد ،واأسفاه ....!، لا قبر جماعياً يُرمى فيه، ويُدفن، هو، وأخوته، أو هو وأبناء حيِّه ، ومدينته ،ِ أو هو وأبناء مذهبه ،مادام أنَّه قد حُرم من اسمه ،ومسجده ،وقبلته، ومدرسته ,وأشعاره ،ووطنه .!.
هذا العراقيّ، كبش فداء العصر، الذي يدفع الضؤيبة بسبب ديكاتوريات بلده منذ الحجاج وحتى صدام ، ما عاد يرفض الموت الجماعيّ، ولكن ، يريد أن تكون رأسه على كتفيه ، وليس بين يديه، أنّّ السكوت عن الإرهاب ، وعدم ادانته ، ولو بأيّ شكل ، لهو تأكيدٌ صارمٌ على التصفيق للإرهابي ، وهو ينجز مهمته في تفخيخ طفلٍ ، أو جسر ، أو مدينة ، أو العراق بأكمله.
إنَّ كل من يصفق لللإرهاب في العراق ،عليه أنَّ يسكت وهو يرى دفاتره ، وأقلامه، وأفكاره، وأخوته، ومدينته وعلمه يحترق بيدي ذلك الخائف من نور الشمس ، وهو يلثم نفسه كلما أعلن بياناً يبشر بقتل صبية في شهرها الأول.



#كرم_يوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يحتاج السوري إلى وصاية أكبر ....؟


المزيد.....




- كتّاب وأدباء يوثقون الإبادة في غزة بطريقتهم الخاصة
- حين أكل الهولنديون -رئيس وزرائهم-.. القصة المروّعة ليوهان دي ...
- تكريم الإبداع والنهضة الثقافية بإطلاق جائزة الشيخ يوسف بن عي ...
- أهمية الروايات والوثائق التاريخية في حفظ الموروث المقدسي
- -خطر على الفن المصري-.. أشرف زكي يجدد رفضه مشاركة المؤثرين ف ...
- هل يحب أطفالك الحيوانات؟ أفلام عائلية أبطالها الرئيسيين ليسو ...
- أحمد عايد: الشللية المخيفة باتت تحكم الوسط الثقافي المصري
- مهرجان -شدوا الرحال- رحلة معرفية للناشئة من الأردن إلى القدس ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم يوسف - العراقيّ يحمل كفنه أينما ذهب!