أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية - هيلدا حبش - الثورة الشعبية بوجه الجميع














المزيد.....

الثورة الشعبية بوجه الجميع


هيلدا حبش

الحوار المتمدن-العدد: 6393 - 2019 / 10 / 29 - 19:38
المحور: ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية
    


إحتلت الناس في لبنان خلال الأيام القليلة الماضية، كل الساحات العامة التي كانت محرمة عليهم، أعادوا إمتلاك وطنهم، وسلطة القرار فيه، أثبتوا أنهم أعصياء على الهزيمة، وبأن الطقس الماطر، القمع، البطش، البلطجة، التهويل، التخوين لن يزيدهم سوى إصراراً.
رفعت الناس الراية الوطنية فقط – لا الحزبية ولا الطائفية - وأجبرت كل قوى السلطة على تبنيها، في محاولة الإقتراب منها والإقتران فيها. لفظت الناس السلطة دفعة واحدة، كسرت حواجز الخوف، وأخذت تستعيد صوتها، لتسمعه لكل الباحثين عن إرضائها. صوت الناس المخطوف منذ زمن طويل تحرر من قيده، فأخذت أركان السلطة تهتز، وبدأت هندسات الثورة المضادة.
لا تقوم ثورة في أي مكان بالعالم لتواجه دروبها فتلاقي الورود، أضحى واضحاً اليوم بأن السلطة في المنطقة كلها هي إحتلال، إن كانت السلطة اللبنانية المتلطية بدستور الإنتداب الفرنسي، أو السلطة العراقية المتلطية بدستور بريمر، وبأن هذه الأشكال تحكم بتحالف كل قوى الإحتلال والهيمنة، وبأن المقاومة الحقيقية الوحيدة هي مقاومة الشعب لكل هؤلاء.
الشعوب اليوم أدركت أن لا تضامن خارج تضامنها مع بعض، فقوى السلطة تتحالف حصراً مع بعضها، وبأن السلطة لا تمتلك سوى أن تدافع عن سيطرتها، وإن كانت المعاملة "الناعمة" من القوى الأمنية اللبنانية قد شكلت مفاجأة، فهي تخفي وراءها محاولة تسلق السلطة من قبل القادة الأمنيين.
الشعب اليوم يملك صلاحية القرار، هنالك من يحاول تسلق جراحه وحراكه، وهنالك من يحاول الإلتفاف والإنقضاض عليه، الناس نزلت إعتراضاً على ونتيجة لتردي الأوضاع المعيشية بشكل لا يمكن ترقيعه. وفي حال تراجعت الناس اليوم، ستجد واقع أسوأ من ذلك الذي دفعها إلى النزول.
إن إنتفاضات الشعوب العربية هي في مواجهة من إحتلوا مواقع تمثيلهم في السلطة، بمعاونة أنظمة الهيمنة والطغيان، إذاً هي إنتفاضة بوجه إحتلال مدمر للسلطة، لذلك إن إنتفاضتهم هي مقاومة، يجب تطويرها لثورة تنهي الإحتلال، وتحرر الناس من سلطة تغتصب موقع القرار، وترسي قواعد الحكم الذي يحرر الإنسان من الذل.
وفي حين دعمت السفارات وعلى رأسها سفارة الإتحاد الأوروبي، حكومة الرئيس الحريري، تأتي التهم بأن المنتفضين يتلقون دعم السفارات، ويأتي ذلك مع حملات منظمة من التهويل، ومن الأخبار الكاذبة التي تتردد حول أخذ خوات، وطلب هويات، وهي إجراءات الأحزاب الطائفية وليس إجراءات الناس.
وفيما الجيوش الإلكترونية تجتاح كل المواقع، فإن التضليل أيضاً، موجود في الشارع فبعض القنوات تأتي مع متظاهرين مفترضين في وسيلة نقل واحدة، وتجري مقابلات بسيناريوات مرسومة سلفاً.
أتت غزوة حزب الله وحركة أمل وبتسهيل وتواطئ من القوى الأمنية، في حين كان يتحضر الرئيس الحريري للإستقالة نزولاً عند رغبة الشارع، لتؤكد بأن هذه الميليشيات تشكل الدولة العميقة في لبنان.
بعدها جاءت إستقالة الرئيس سعد الحريري إستجابةً لمطالب الناس بعد مرور ثلاثة عشرة يوم من الإنتفاضة، وشكلت نصرها الأول، والخطوة الأولى في طريق طويل نحو بناء وطن.
عاشت إنتفاضات الشعوب المباركة، من البحر إلى البحر، الأمل الأخير للشعوب.



#هيلدا_حبش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لبنان يعيد إحياء الربيع العربي
- كلام السيد: صمت دهراً ونطق كفراً


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- ثورة تشرين الشبابية العراقية: جذورها والى أين؟ / رياض عبد
- تحديد طبيعة المرحلة بإستخدام المنهج الماركسى المادى الجدلى / سعيد صلاح الدين النشائى
- كَيْف نُقَوِّي اليَسَار؟ / عبد الرحمان النوضة
- انتفاضة تشرين الأول الشبابية السلمية والآفاق المستقبلية للعر ... / كاظم حبيب
- لبنان: لا نَدَعَنَّ المارد المندفع في لبنان يعود إلى القمقم / كميل داغر
- الجيش قوة منظمة بيد الرأسماليين لإخماد الحراك الشعبي، والإجه ... / طه محمد فاضل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية - هيلدا حبش - الثورة الشعبية بوجه الجميع