أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رضوان بلفقيرة - قراءة سوسيولوجية في كتاب (الفلاح المغربي المدافع عن العرش)















المزيد.....



قراءة سوسيولوجية في كتاب (الفلاح المغربي المدافع عن العرش)


رضوان بلفقيرة

الحوار المتمدن-العدد: 6392 - 2019 / 10 / 27 - 21:29
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


-1 الدراسة الظاهرية:
عنوان الكتاب: الفلاح المغربي المدافع عن العرش.
الاسم الكامل للمؤلف Rémy LEVEAU

عدد الصفحات: 336
. حجم الكتاب: متوسط الحجم ینتھي ترقيم صفحاته عند 336
دار ومكان النشر والطبعة: عن مطبوعات المؤسسة الوطنية للعلوم السياسية
بفرنسا الطبعة الثانية 1985 ،التصميم والغلاف طارق جبريل، مطبعة النجاح
الجديدة ،منشورات وجھة نظر.
محتوى الكتاب: يتكون الكتاب من إحدى عشر فصلا وخاتمة وملحق
وكرونولوجيا سياسية مجملة، وفهرس، قسم الكتاب لثلاثة أقسام قسمان في
الجانب النظري وقسم للبحث الميداني .
المصادر والمراجع المعتمدة:أھم ما كتب عن السوسيولوجية الكولونيالية
بالمغرب وثائق ومراسلات ومذكرات إدارية خاصة من وزارة الداخلية
باعتبار ریمي لوفو كان ملحقا بھاته الوزارة مما یسر له لأمر الوصل لھاته
المعطیات.
نبذة عن حیاة المؤلف:ریمي لوفو أستاذ جامعي بمعھد الدراسات الجامعية
بباريس نشر حوالي ثلاثون من المقالات حول النظم السیاسیة وبالأساس بلیبیا
والمغرب، وذلك بالدورية الفرنسية للعلوم السیاسیة، وبحوليات شمال إفريقيا
والقانون المتوسط وبمجلة جغرافيا المغرب وموسوعة أونیفیرسالیس، كما عمل
. ملحقا بوزارة الداخلية، توفي سنة 2005
المترجم: الأستاذ محمد بن الشيخ ولد سنة 1943 وتوفي سنة 2003 درس بكلیة
الآداب دار المھراز بفاس، ترجم العديد من الكتب والمقالات ،اشتغل مترجما

في مجلة، وجھة نظر وكان حلمه الأخير قبل رحيله ترجمة كتاب :الفلاح
المغربي المدافع عن العرش.
-2 الدراسة الباطنية:
- ملخص عام حول محتوى الكتاب:
مقدمة:
يطرح Rémy LEVEAU من خلال ھذا المؤلف تساؤلات شكلت الإشكاليات الأساسية التي سيعالجها ،إشكالات ھمت زمن التحولات الحاسمة في البنیات الھیكلیة للمغرب إضافة إلى الهجرة القروية وتضخم المدن، حيث استطاع المغرب من خلال حس ناذر من الاستمرارية أن یتدبر كل ما یتعلق سواء بدخوله في نظام الحمایة أو بخروجه منھا، أو إعادة بنائه لوحدته السیاسیة، وحتى الوقت الراهن نجح الملك من التمكن في التحكم في هدا المسار التطوري من خلال عمله بمهارة على تحريك خيوط لعبة سياسية محصورة على النخب الاجتماعية.

القسم الأول:
الفصل الأول:من الحمایة إلى الاستقلال
– زوال الأعیان ثم عودتهم إلى الضهور-
يعتري Rémy الدهشة مع أول صفحة من الكتاب عندما یرى أن العالم القروي لم یكن یخضع للتدبير إلا على يد بضع مئات من الموظفين الفرنسیین المدنیین أو العسكریین، وھوالذي يمثل 80 %من الساكنة تقريبا، ألم يقل عبد لله العروي أن المغرب بلد قبائل؟ ولرسمنا لمخطط ھذه الوضعیة یمكن أن نقول أن الإدارة الفرنسية ضمنت لنفسها مراقبة المغرب النافع تاركة في نفس الوقت للأعيان المجال لاستغلال العالم القروي التقلیدي،وبھذا يبدو أنها كانت تسحب من الملك أحقيته في أعمال المراقبة، والظاهر أن ھذا الأخير كان قد ترك للإدارة الفرنسية بمقتضى ما ورد في معاھدة فاس مسؤولية القیام بتحديث البلاد (ص¬6 )، غدت الحركة الوطنية بعید الاستقلال تستعد لحكم المغرب محاولة تجاوز النخب التقليدية والحد من سلطات الملك بل و دسترتھا وتحديث الدولة ببد أن فطنة القصر ووعيه مبكرا بتلك الإرادة جعلته يوقع تحالفا مع الأعیان المراد تھمیشھم معیقا بذلك أیة عملية للتحديث ومعززا الأشكال التقليدية ومجمدا انتشار أیة قوة تغییریة.فالملك كان يعلم أن أي مسؤول سيعقد تحالفا مع العالم القروي سيضمن لنفسه السيطرة على النظام السياسي المغربي في شموليته(ص7).
يقرRemy Leveau بأھمیة المعرفة السوسيولوجية فقد جعلها أساس أي
تدبیر ناجح، ذلك أن التدفق القروي نحو المجال الحضري وعدم القدرة على الاندماج یشكل خطرا كامنا يبعث على التخوف أكثر من العواقب التي یمكن أن تمس البوادي التي ستعرف تفككا سريعا، وهو ما سيخلق أزمة حادة حسب روبير مونتاني.كان محمدا الخامس يستقبل المستائين من القرويين ويصغي إلى تظلماتهم وكان يبدو بالنسبة لهم أن واقع أسر ھذه البورجوازية الجديدة التي تزدريهم وتتجاهلهم، وهدا إنما أتى من تولي شباب وظائف لإدارة الحمایة دون معرفة سوسیولیوجیا بالبلاد، فالموظف المغربي الذي يستقبل القروي، هو بصفة
عامة شاب يستعمل اللغة الفرنسية في الحديث ويتحرك برغد وهو وسط رموز السلطة المحيطة به، إذ سرعان ما يشعر صاحبنا بالتضايق بحیث قد ينتبه إلى عمامته التي على رأسه وإلى لهجته العامية الخشنة (ص25) طبعا للعوامل السيكولوجية هنا أهميتها التي لا يمكن نكرانها، يعطي REMY LEVEAU
قراءة أخرى لحالة ثورة عدي أوبھي سنة 1957 التي تعد بمثابة الإشارة الأولى ذات الدلالة عن بعض ردود الفعل المتوقع أن تھزالعالم القروي، كما أن عدة مواقف مماثلة اندلعت في مناطق الردف ولم تكن الحكومة لتسيطر علیھا إلا عبر التوجه لطلب التدخل من الملك.
إن استبعاد الأعیان عن السلطة المحلیة، لم يلحق أي ضرر بوضعيتهم الاقتصادية، بل قد سمح لهم أن يقطفوا من جديد قدرا من النفوذ الضائع من بين أیدي الإداریین الجدد عن طريق التحالفات العائلية أو عبر تحالفهم مع القصر مما سيفرض على السلطات المحلیة إعادة إدماجهم داخل المحور السياسي، بل إن أبناء وأقرباء القواد والشيوخ سيبرزون في النظام الجديد للنخب المحلیة بصفتهم إداریین أو منتخبين.
الفصل الثاني:البحث عن إطار إقليمي جديد وعن قواعد اللعب لصالح الأعیان
كانت الفكرة الموجهة لمردي الإصلاح بعد الاستقلال ھي تقويض الإطار القبلي
العتيق، فبالنسبة لابن بركة كرجل يحمل مشروعا تحدیثیا للدولة یرى أن الجماعة المحلیة يجب أن تفتت الإطار القبلي(ص29)
ولقد تمت عملية التقطيع الانتخابي الجديد رغم تنوعه حسب المناطق إما بحسب الري كمنطقة تادلة مثلا أو تقطيع اثني كمنطقة مداغ وتریفاس بوجذة أو التورع عن المساس بالحدود القبیلة الصحراء نموذجا.إن من شأن التقطيع الجماعي أن يبين مدى الالتباس الذي طبع المحاولات التي كانت تسعى بالمغرب المستقل إلى إنشاء نخب محلیة جديدة وذلك من خلال العمل على تغییر الإطار الذي تنبني عليه العلاقات بين السلطة وبين المواطنين (ص 30)وعلى كل حال إن التقطيع للجماعات المحلیة القرویة ھو تقطيع یعمل في حد ذاته بشكل مسبق لصالح استمرارية النخب المحلیة،بالنظر إلى أنه لم یكن مصاحبا بإصلاحات بنیویة عميقة.كما أن طريقة الاقتراع ستأتي لتقوية ھذا التوجه، أي أن اختيار طریقة الاقتراع ھي التي ستمكن من السیطرة على العالم القروي واختراقه ثم مأسسته وھذا كان هدف الأحزاب السیاسیة ،بينما للقصر هدف آخر يمنع تلك المناورات وذلك بدخوله ضمن تحالفات مع النخب المحلیة، متمسكا بفكرة الاقتراع الفردي ضدا على الاقتراع باللائحة الذي تبنته الأحزاب، غير أن المهارة التي كان يتصرف به القصر، بالإضافة إلى المسار التطوري الذي عرفته اللعبة السیاسیة الوطنية قد دأبا إلى فشل مخطط الأحزاب، وذلك لأن الرھان على أسلوب الاقتراع الفردي قد قوى إلى حد بعید من طابع الخاصية الأثنية لدى الجماعات القاعدية، وھو ما ساعد على إقامة نظام للنخب الوسيطة التي تعید الارتباط بالماضي، حيث سیسھم الملك بدور حاسم من خلال استعمال سلطته التحكيمية.
الفصل الثالث:إعطاء الأسبقية لإعادة تكوين الشبكة الإدارية المحلیة
شكلت الانتخابات الجماعية محور الصراع والمنافسة الدائرة ببن الأحزاب والقصر، ھذا الأخير الذي حاول إعادة بناء شبكة إدارية قاعدية یمكن أن تدمج في إطارها النخب المحلیة.
إن نظام القواد والأعيان كان محكوما عليه بالزوال نھائیا بعد إذ اتهم بسبب دوره في عزل محمد الخامس سنة 1953 ، ولكن لم یكن بالإمكان التخلي عن خدمات هؤلاء الأعوان دون السقوط في شلل الإدارة المحلیة، ولقد حاول حزب الاستقلال التخلص منهم باتباع النموذج التونسي، غیر أن التمردات التي وقعت سنة 1957 و 1958 قد دفعت إلى التوقف عن تطبيق ھذا النموذج ،ومع ذلك كان مشكل الإدارة المحلیة أحد أدق المشاكل المحتاجة إلى الحل بداية الشهور الأولى للاستقلال، ففي يوم 12 یونیو 1956 توافد الوفود من تازة و وجدة وتافلالت معبرين عن رفضهم للقواد الجدد الذين تم تعیینھم من قبل محمد الخامس بعد
اجتماعه مع العمال ،مما ألزم إعادة إنشاء شبكة من الشيوخ والمقدمين تماثل ما كان في عھد الحمایة ويؤكد ریمي لوفو أن الدور الذي يقوم به صغار الأعوان ھو دور صعب على التحديد ومن المؤكد أنه دور يتجاوز بكثير القیام بالمھام الصغيرة على ما یبدو، والتي تلقى على كاھلھم من لدن القواد، ویستدل المؤلف بإحدى المذكرات الصادرة عن عمالة الدارالبیضاء والمؤرخة ب 17 ینایر 1957 والتي تحدد المھام الحقيقة للشيخ التي یباشرھا نیابة عن القائد ،مما یفھم أن الشيخ أصبح منذ بدایة 1956 یحظى بالإقرار به عونا من أعوان الدولة مع منحه تعويضا قدره 250 درهما في الشھر( ص )52 ،نفس الإجراء المماثل
المطبق فيما يخص تعیین الشيوخ سيطبق عل المقدمين حیث يستدل المؤلف بمذكرة صادرة من وزارة الداخلية في 1958 أنجزت بتعاون مع وزارة المالية فيما یتعلق بوضعية هؤلاء الأعوان، وفیھا یتم تحديد صلاحیتھم،غیر أن بعض الصلاحيات لدى المقدمين ھي صلاحيات مرصودة للزوال على قدر ما تتوصل الإدارة العصرية لنشر أنشطتها وتنویعھا،غیر أن دور المقدم يبقى حیویا خاصة مراقبة أنشطة الأحزاب والعمليات المتعلقة بالانتخابات، فهؤلاء الأعیان یعتبرون بمثابة وسائط ضرورية من أجل سیر الأعمال لحوالي 300 قائد ورئيس دائرة
الذين يكونون الهيكلة الأساسية للإدارات الإقليمية .
يظهر أنه في مآل الإدارة المحلیة فإن الطبقة المسيرة للمغرب المستقل قد أخذت على حسابها اتباع نفس التطبيق ونفس الروح لدى مؤسسات الحمایة التي كانت تهدف إلى إبعاد المغاربة من تحمل المسؤولية، وسيظل ھذا النظام للمراقبة السیاسیة عبر العالم القروي الذي يستند على دعم النخب المحلیة یعمل وذلك مادام الأمر یتعلق بصيانة مجموعة من العلاقات غیر المحددة بوضوح، إن ھذا النظام يستقبل الإصلاحات المقررة من لدن السلطة المركزية على شرط ألا يلزمه أحدا بأن يعيد النظر في التوازنات التقليدية.
الفصل الرابع:الأعیان والعصرنة
لقد رأينا كیف أن النظام الملكي قد نجح بعد الاستقلال في استخدام العالم القروي عن طريق نخبه المحلیة، لإحداث التوازن في مقابل القوى السیاسیة الأخرى، ولقد تبنى محمد الخامس لحسابه والحالة ھذه تكتيكا ضد الأحزاب ،كان ھو نفسه الذي استخدمته الحمایة في السابق ضده، في إبان الأزمات التي انتهت كما نعلم إلى النفي سنة 1953 ولقد تبین بأن الملك الذي كان يمارس السلطة بشكل مباشر منذ 1960 قد التزم مع نفسه بأن یكون متيقظا بشكل خاص لكل العوامل التي قد تتسبب في إضفاء أي تغییرما في إطار علاقاته مع العالم القروي وهكذا فقد تم بعین المكان وضع شبكة مركبة من العناصر الوسيطة، خصوصا بعد سنة 1960 وذلك من لدن وزارة الداخلية بھدف ضمان الدعم السياسي من البوادي والأرياف، وكان ھذا النوع من التحالف يقتضي بأن تكون السلطة حريصة على الاستجابة
لرغبات القرویین وخصوصا ما يرتبط بالقطاع التقليدي.وكان من اللازم على السلطة أيضا أن تعمل على تشجيع الرفع من الإنتاج بعد أن أصحب ضروريا أمام متطلبات التزايد السكاني وتنامي الحاجيات الفردية(ص 68)،أمام ھذا الوضع وجدت الملكية أمام خیار صعب إما أن تقبل بالإصلاح الذي وضعته حكومة عبد لله ابراھیم(1960-1961) ترتب عنه من إضرار بالبنيات الزراعية، وإما أن ترفض الإصلاحات البنيوية حتى لا تثیر استیاء النخب المحلیة، لكن الحكومة التي كان يترأسها الملك بعد تاريخ 28 ماي 1960 عملت كثيرا على التخفيف من قوة الفقرات حول الإصلاح الزراعي إذ وجدت ظروف مواتية للتحالف مع النخب المحلیة بحیث انتقل التصنيع إلى درجة موالية، بينما تحولت وجھة
الجھود من لدن النظام نحو العالم القروي التقليدي الذي كان يتعرض للتناسي من لدن الحكومات السابقة، ھكذا سيعمل النظام أوليات التكافل عبر الدواوير لتطبيق مشاريع التنمية عبر بعض المناطق القرویة الغنية كالغرب آو عن طريق مشاريع التشجير أو أواش الإنعاش الوطني أو مشاريع النهوض بحوض سبو إحدى أھم المشاريع الذي كان يهدف إلى تحقیق الزراعات المركزة مع الحفاظ على الھیاكل المواتية للنخب المحلیة، ھكذا انطلقت دراسة سنة 1962 في إطار مشروع عھد به إلى منظمة التغذية والزراعة FAO فكان على الإدارة أن تنجز الأعمال لإعادة تشكيل البنیات الزراعية وأن تعمل على النهوض بوضعية
الزراعات البورية وذلك بھدف التمھید لأراضي الري بعد ذلك نشر الزراعات المتوسعة من قبيل الشمندر والقطن والأرز وقصب السكر على امتداد أجود الأراضي الزراعية .كما سيقرر الملك في 21 یونیو 1961 الإعلان عن انطلاق مشروع الإنعاش القروي الذي تحول إلى الإنعاش الوطني وحسب ما یبدو فالملك بواسطة ھذه المھمة الإدارية العصرية يمكنه أن يظل متمكنا من التحكم المباشر في العمال والمنتخبين المحلیین وعلى المستوى المحلي فلقد أفضى الإنعاش الوطني إلى تقوية مكانة وزارة الداخلية والنخب المحلیة، ومن أجل أن
یستطیع مشروع الإنعاش الوطني أن یتدخل عبر مجموع الأقاليم وبالأخص منھا الجھات المحرومة.
یبین ریمي لوفو في ھذا الجزء أهمية العالم الأمازيغي في دراسة النخب المحلیة ،فإذا كانت السياسة الأمازيغية في أیام الحمایة تھدف إلى العمل على تأخير نظام سياسي موحد، فإن سياسة النظام الملكي اتجاه الأمازيغ ھي قبل كل شيء إزاء النخب المحلیة بغرض التحالف مع العالم القروي في سبيل إضعاف قوة البورجوازية الحضرية والطبقة العمالية(ص94).
القسم الثاني
لمحة حول الجغرافية السیاسیة للمغرب الإقليمي
یفتتح رمي لوفو ھذا القسم بإعطاء فكرة أساسية مفادها أن التحليل المنصب على نظام النخب منذ الاستقلال یمیل إلى تبیان الكیفیة التي حل من خلالها النظام الملكي محل الإدارة الفرنسية (ص 110)،بشكل تدريجي في القیام بدور الحامي والمؤطر للنخب المحلیة.
الفصل الخامس:أقالیم الشمال
یؤكد ریمي لوفو أن القطيعة مع الجنوب في هده المنطقة قد ترجمت على أرض الواقع من خلال التأثير الثقافي الإسباني القوي كما أن المد الوطني قد تعرض للتأخير عبر ھذه الجھة.
عمل فرانكو في الفترة الممتدة من 1936 إلى 1939 على إدارة شؤون الریف بقدر كبیر من العنایة حتى لا یثیر استیاء النخب المحلیة ،وكان یھدف إلى توفير أفواج المجندين الذین یوجھون للحفاظ على التوازن الداخلي لإسبانيا مع تقوية مدى الحركة الاندماجية بین الریف وإسبانيا، ویمثل الجنرال أمزیان نموذجا لهذا التوجه حیث كان من قدماء المحاربين ثم حاكم بجزر الكناري وھو أحد رموز ھذه السياسة الإسبانیة،إضافة إلى عبد الخالق الطرس ب TERWEL الذي عین في حكومة الخلیفیة.وحري بالذكر أن النخب المحلیة بأقاليم الشمال لیس لھا وبنفس الدرجة تلك الشرعية التي نلمسها جنوب البلاد وذلك بسبب المقاومة التي واجھت بھا القوى الاستعمارية.ویعرض المؤلف في خضم تحلیله أربعة من
أھم مدن الشمال وھي طنجة، تطوان الحسيمة والناظور مع خصوصية النخب المحلیة لطنجة باعتبارهم یتمیزون بالمواطنة الدولية cosmopolitisme ويعود الفضل في ازدھارھا إلى الجھاز الإداري الدولي الذي یضفي علیھا صفة المدینة العاصمة، بينما الحسيمة تمثل مصدر قلق للإدارة بعد مشاركة سكانها في تمرد الریف، وبما أن نفس الأسباب الاقتصادية والاجتماعية التي أدت إلى ھذا التمرد ما تزال قائمة، فقد كان من الواجب على الإدارة أن تتسامح إزاء بعض السلوكيات من قبيل زراعة الكیف أو التعریة المبالغ فیھا للغابات وجاءت الھجرة نحو أوربا لتخفض الضغط الذي كان سيغدو غیرمحتمل.
الفصل السادس:الجنوب والجهات شبه الصحراوية
یعتبر ریمي لوفو أن وضعية النخب ھي مختلفة في جنوب البلاد وبالمناطق الشبه الصحراویة، غیر أنھا لا تعتبر مفصولة عن النظام السياسي الشمولي ،وما یمیز ھذه الجھة أنھا خضعت لنفوذ كبار القواد كالتهامي الكلاوي باشا مراكش والذي كان عنوانا للمنافسات المحلیة من خلال صیغتین:إما أن یكون الواحد من أنصار الكلاوي، أو أن یكون من خصومه، إضافة إلى أبناء كبار الأعیان المنتمین إلى الجیل الثاني الذین لم یتعرضوا بعد الانتقال ، للتجريد من أھلیتھم من مثل نجل عدي أوبھي الذي انتخب بكرندو، أو ابن البكاي الذي انتخب ببركان أو ابن القايد العايدي الذي فاز في سيدي بو عثمان بمنطقة الرحامنة. ویشیر ریمي لوفو أن ھاته المنطقة تأثرت من جھة بجامعة ابن یوسف التي كانت تسھم بدور سياسي مھم ، وأيضا الدار البيضاء من جھة أخرى حیث تؤدي جیدا دورھا
باعتبارها محورا لتوجيه النخب المحلیة على امتداد الجنوب وذلك على المستوى
الاقتصادي، إضافة إلى مراكش باعتبارها العاصمة الثقافية للجھة .
في ھذا الفصل سیلط رمي لوفو الضوء على أھم مناطق الجھة الجنوبية وھي مراكش ورززات، أكادر وقصر السوق،باعتبارھا ذات قوة اقتصادية وثقافية وتمركزت بھا أھم النخب المحلیة المتشكلة من الأعیان ومشاھیر القواد الذین حاولوا بسط نفوذهم على مناطق تواجدهم واستغلوا الانتخابات من أجل استرجاع ھذا النفوذ الضائع مع الاستقلال ،فما میز المواجهات الانتخابية أنھا عكست صورة الثقافة التقليدية باعتبارها وسیلة للتواصل مع الجماھیر ،أيضا الغنى في الميدان العقاري والتجاري، وأظهرت محدودية المترشحين من ذوي الثقافة الفرنسية، وفي المقابل نصادف في التخوم الصحراویة خاصة قصر السوق
وورززات تشابكا من علاقات التشارك والخضوع بین العرب والأمازيغ المستقرين أو الرحل والحراطین( ص 141 )كما یسجل ریمي لوفو الدور الذي لعبه عامل إقليم ورززات الذي عین سنة 1960 وكان ضابطا ريفي الأصل ویحظى بدعم الجنرال المذبوح حیث عمل على دعم ومحاباة انتشار الحركة الشعبية بالمنطقة وأيضا على إعادة تكوین شبكات النخب التقليدية التي كانت قد تعرضت للاندحار بشكل عیني على ید جیش التحرير.
الفصل السابع :"المغرب النافع"
یوضح ریمي لوفو أن الجمع ضمن مجموعة واحدة في دراسة كل من مدن الساحل والأقاليم الشاطئية الغنية والحواضر التقليدية، من قبیل فاس ومكناس والأطلس المتوسط والشرق یمكن اعتباره عملية قد تبدو اصطناعية ،وهذه الجھات ھي ما اصطلح علیه في عھد الحمایة بالمغرب النافع والتي توفر نوع من الوحدة الثقافية وأيضا نقف أمام النطاق المتعلق بالنفوذ الفاسي الذي یتحكم إلى جانب المحطات الرابطة الأخرى في شبكة النشر للثقافة التقليدية كما أن وجود الإدارة المحلیة عبر ھذه الجھات ھو وجود ذو أھمیة غیر متساوية في جميع
الأحوال ،كما أن الأحزاب والنقابات لھا أيضا تمركزها القديم والقوي عبر البلاد وھي تحتفظ دائما ببعض المتواطئين بداخل الإدارة المحلیة،وأیضا وجود مجموعة ذات أھمیة نسبية من قدماء الأعیان في أیام الحمایة ،والذين عادوا للاندماج من جديد في لعبة النخب المحلیة انطلاقا من 1960 وذلك بعد فترة من التواري عن الأنظار طیلة السنوات الأولى من الاستقلال (ص 150 )كما أن التضامن الاثني یمثل كابحا حقیقیا مانعا من توغل النخب الحضرية عبر الوسط القروي وھو بھذا حجرة عثرة بجلاء في وجه المترشحين الذین یتم إنزالهم من لدن السلطات والذين أغلبيتهم من أتباع جبھة الدفاع عن المؤسسات بعدما تحول
حزب الاستقلال إلى حزب معارض بعد الاستفتاء. توصل ریمي لوفو إلى أنه إذا انضمت العوامل الاجتماعية والتاريخية إلى جانب المعطیات الاقتصادية فإنها تولد وضعيات سياسية مختلفة، ثم تحدث بالتالي تأثیرھا بشكل واضح على صعيد الظروف التي تضفي طابعها على كنه التنافس فیما بین النخب المحلیة وھو ما أثبته من خلال دراسة العملية الانتخابية في المناطق الأكثر تأثيرا في المغرب النافع:أقالیم الساحل الرباط الدار البيضاء والمغرب الأوسط:فاس مكناس بني ملال ثم المغرب الشرقي من خلال دراسته كل من وجدة وتازة.


القسم الثالث :تحليل كمي لعوامل الانتماء إلى مجموعات النخب المحلیة
یعتبر ریمي لوفو في ھذا الشق الميداني أنه یطرح صعوبات وعوائق منذ اختيار عینة البحث، باعتبار ھاته الدراسة عرفت الانجاز من مصادر مرجعية إدارية، وھي مصادر لایكون أي باحث میالا لأن یخولھا القدر الكبير من الثقة، غیر أنه یقدم دليلا یسند به شرعية اختياره من خلال عرض دراسة مماثلة ل lusien pye و morrose Berry في دراستهما لبعض الحالات المتشابهة واللذان أثبتا أنه لیس من المستحيل استعمال أي تنظيم سياسي وحكومي باعتباره مرجعية یمكن الاستناد علیھا في إطار الاشتغال بالبحث.وهكذا جمع ریمي لوف معطیات دراسته انطلاقا من استمارة أنجزت باللغة الفرنسية ثم وجھت إلى
عمال الأقالیم،وبالتالي انصب تحليل المعطیات على 723 أجوبة تغطي شمولية المترشحين للفوز بمقاعد في البرلمان المغربي ،رغم أن ھذه الأجوبة تعرضت للتتميم وتتسم باللاتساوي،ورغم ھذه التحفظات یخلص ریمي لوفو أن ھذه المعطیات تمثل كلا موحدا حول الطبقة السیاسیة بالمغرب.
الفصل الثامن:السن عامل يكتنفه الغموض
یعد العمر مصدرا مؤكدا لاكتساب الاعتبار الاجتماعي في البلدان الإسلامیة،إذن السن سيكون من بین العوامل التي تفرض نفسها فیما یخص تعیین المترشحين ولقد استنتج ریمي لوفو الخلاصات التالية من خلال تحليل معطیات ھذا المتغير أھمھا:
- الفئة العمرية من 31 إلى 40 سنة ھم الأكثر ترشيحا في الأوساط الحضرية فھم يتوفرون بصفة عامة على ماض وطني أكثر بروزا وعلى تعليم عصري.
- الفئة العمرية ما بین 41 و 50 يترشحون بالدوائر الانتخابية القرویة فھم يتمتعون بالثقافة التقليدية.
-المزدوجين بین العربية والإسبانية أكبر سنا من المزدوجين بالعربية والفرنسية خاصة في أقالیم الشمال.
- انطلاقا من 30 سنة الأغلبية المطلقة من المترشحین لا يكتبون إلا باللغة العربية.
- السن یمثل أحد العوامل الكبرى المرتبطة بالاعتبار الاجتماعي وبالالتزام السياسي.
- المترشحین المنتمین لحزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية ھم الأصغر سنا.
- أخيرا خلص ریمي لوفو إلى أن عامل السن لا یعتبر بمثابة عامل دقيق للتمايز بین المترشحین والمنتخبين.
الفصل التاسع:التعليم عامل للتمايز بین مختلف فئات الطبقات والأعيان
یؤكد ریمي لوفو في ھذا الفصل أن دراسة متغير التعليم له دلالات كبیرة مثله مثل عامل السن، غیر أنه في بلد تبلغ فيه نسبة الأمية 93 %بالبوادي، فالباحث علیه أن يبذل جھدا مضاعفا من أجل رصد مدى تأثير التعلم من زاوية أقل شكلية فمثلا إتقان اللغة الفرنسية أو الإسبانية والاهتمام بالعوامل الثقافية ھكذا سيقدم ریمي معطیات كمیة من خلال الارتكاز على عامل الأمية باعتباره مقیاسا،ثم اللغات المنطوقة فالمسار الدراسي عبر بعض المؤسسات المدرسیة،مع تخصص متعمق أكثر فأكثر وبعد تحليل ھاته المعطیات نطرح أھم الاستنتاجات التي خلص إلیھا:
-المترشح المثقف القادم عبر الجامعات التقليدية:فلغته ونظام القیم لدیه یتیحان له أوسع درجة من التواصل مع الجماھیر.
-المترشح المثقف العصري الذي كان نادرا جدا في سنة 1963 والذین تلقوا تكوینھم في بدایة الاستقلال ولم يكونوا يجدون ما یكفي من الوقت ولا الإرادة الكافية للاندماج عبر الوسط القروي .
- الثلاثية اللغوية التي تقوم على العربية والفرنسية والأمازيغية تمثل ما یقارب 8%من المترشحین على الصعيد الوطني.
- المعدل الوطني للناطقين بالعربية والفرنسية یساوي %20
-المعدل الوطني في الازدواجية العربية الإسبانية یتحدد في 43 %مع اختلافات جغرافية كبرى .
- بالنسبة لأقاليم الجنوب فھي مختلفة بشكل واضحا إلا أنھا أقل تجانسا نسبة
% 80بمراكش و 100 %بورززات من المترشحین یجھلون الفرنسية وهذه المنطقة تتميز بعزلة قوبة جدا وھي تقليدا نيةtraditionalité
- فیما یخص اللغات المكتوبة عند المترشحین:أكثر من نصفهم لا يكتبون إلا باللغة العربية والربع فقط من بینھم یكتبون بالعربية والفرنسية وتتراجع ھاتهين النسبتين كلما تقدمت أعمارالمترشحین .
- التوزيع الجغرافي لدى المترشحین من أصحاب الشهادات یبین لنا أن النصف من هؤلاء لا سیما منھم المحامون والأطباء یتقدمون عبر الدوائر الانتخابية الحضرية في مقابل ھذا فالمجازون باللغة العربية وقدماء الضباط وبشكل غیر متوقع المهندسون یتقدمون بترشيحاتهم عبر الدوائر الانتخابية القرویة وھذا بسبب الارتباطات العائلية.



الفصل العاشر:المشاركة الاجتماعية والسیاسیة
في ھذا الفصل یبین ریمي لوفو الأھمیة التي تكتسیھا العوامل العائلية من خلال إبراز الاستمراريات والتكافلات لدى المجموعات التي تتمكن من التأثير في السلوكيات السیاسیة وكل ذلك باعتماده على المعطیات الكمیة التي بعد تحلیلھا نقدم أھم ما توصل إليه المؤلف:
-المترشحون الذي سبق لھم أن شاركوا إيجابا أوسلبا في مسار الحصول على الاستقلال یمثلون أكثر من المجموع الكلي.
- حزب الاستقلال ھو حزب المقاومة صاحبة الصيت الشائع.
- نظام القرابة یؤدي دورا مھما داخل النظام السیاسي الوطني.
- ثروات المغرب النافع ستظل تمثل مصدرا للنفوذ العائلي .
- جھة الجنوب تمثل استثناءا حیث أن النفوذ یتأتى بصفة أكثر بناءا على النجاح الشخصي.
- النفوذ الشخصي لدى بعض المترشحین غیر المتعلمين مرده انتماءهم لأسر غنية جدا ھي من بین أسر القواد والشيوخ.
-ھناك نوعا من الانتجاع أو الترحال السیاسي والذي یعتبره ریمي لوفو بمثابة خاصية في السلوكات السیاسیة لدى النخب السیاسیة المحلیة وھو ناتج عن التأثير الإداري المحلي أو لضغط التیارات الفكرية.
- عملت الإدارة على استقطاب المنتمین إلى بعض الزوايا لتعزيز نفوذ الحزب الحكومي فیما رفضت الأحزاب تزكيتهم إما لشبهة تواطئھم مع المستعمر أو لكونهم تقلیدانیین.


الفصل الحادي عشر:تحكم السلطة والموارد المحلیة
في ھذا الفصل یبین ریمي لوفو أن النخب المحلیة حافظت بین أیدیھا على القاعدة الاقتصادية التي ترتكز علیھا سلطتها ،والبعض منھم وجد فرصة لتكوين نفوذ سياسي وشخصي وذلك انطلاقا من 1960 ،إن السیطرة على الأراضي وعلى عوامل الإنتاج الأخرى ذات الأھمیة المتنوعة تبعا لتنوع الجھات ھي أيضا بمثابة عامل كبیر في نطاق السلطة المحلیة ستأتي دائما من الماضي من خلال ممارسة بعض الوظائف، ومن خلال تحليل المؤشرات التي توصل إلیھا ریمي لوفو نستخلص مایلي:
- الجیل الأول من رجال السلطة الذین تعرضوا للعزل في 1960 قد تقدموا للانتخابات .
-أكثر من نصف المترشحین قد تمدرسوا بالمدرسة القرآنية بل وأیضا الأغلبية الساحقة من الشيوخ وأكثر من النصف من قدماء القواد.
- ثلث المنتخبين من قدماء الموظفين بالمغرب المستقل ومن بین هؤلاء یعتبر عدد المدرسين مرتفعا% 20
- أظهر التحليل الجغرافي للوضعية المالیة للمترشحين عن بعض الاختلافات الدالة، ففي الشمال ھناك أقلية محسوبون بأنهم فقراء ،ببنما المترشحین المحسوبين أغنياء في الأقاليم الأخرى یمثلون 50 %،وھناك 75 %من الأعضاء ،المنتمین إلى جبھة الدفاع عن المؤسسات الدستورية یعتبرون من الأغنياء جدا.
- تعد الوظائف المخزنیة وتملك الأراضي عبر العالم القروي بمثابة المصادر الأساسية للتمتع بالنفوذ.


خاتـــــــــمة:
النخب المحلیة والنخب الوطنية والنظام السیاسي
لقد طرح الاستقلال على الطبقة السیاسیة المغربية مشكل أن تتحمل على عاتقها عصرنة البلاد التي كانت الحمایة تضطلع بھا ،إلى حدود ذلك التاريخ
بقدرما من النجاح.وفي1956 كان النظام الملكي والبورجوازية الحضرية والطبقة العاملة، ما یزالون متشاركين من أجل الحصول من المستعمر على أوسع استقلال ممكن .إلا أنھم سرعان ما أصبحوا متنافسين فیما بینھم، بھدف التمكن من السیطرة على البناء المستقبلي للوطن.ولقد كان الأعیان القرويون والمزارعون قد استبعدوا من اللعبة السیاسیة الوطنية.
وفي مقابل ھذا بدا أن البورجوازية الحضرية كانت تقف في المكان المناسب من أجل اقتطاف المخلفات التي تركتها الحمایة وراءها ،بينما كان النظام الملكي یرفض متطلبات المسار الذي من شأنه أن یحد من دوره، ویجعل منه بالتالي مجرد رمز وطني.ومن ھنا سیتبوأ مكانة راجحة ضمن النظام السیاسي ، وذلك عندما أبان بالدليل بكونه الوسيط الوحيد الممكن الذي یمكن أن یتعامل مع الطبقة المزارعة.وانطلاقا من 1960 أصبحت النخب المحلیة تجعل من المستحيل
إتمام أي مشروع للإصلاح الزراعي، مھما بلغت درجة محدوديته ثم تسوغ بالتالي مشاركة الملاكين العقاریین في ممارسة السلطة المحلیة.وكانت تقصي كل نظام جبائي من شأنه أن یؤدي إلى تمويل المشاريع الهادفة إلى تطوير بعض القطاعات الأخرى اعتمادا على الميدان الزراعي وبالخصوص منھا قطاعات التصنيع.بل إنھا كانت تدفع النظام على العكس في اتجاه عقد تحالفات تضمن لھا توزيع مواردها عبر القطاع التقليدي ، وكذا استثماراتها الزراعية الضخمة، اعتمادا على التمويل الأجنبي. تلك كانت بصفة إجمالية التبريرات التي كانت وراء القرارات المختلفة إلى حد كبیر من قبیل حذف ضريبة الترتیب وإنشاء الإنعاش الوطني سنة 1961 ثم من قبیل سياسة السدود الكبرى التي جاءت لتتابع المسیر عبر ھذه الاختيارات انطلاقا من 1965 .
ویختم ریمي لوفو مؤلفه الشیق بقصة البقال والشيخ التي أوردها D.LERNER
في مؤلفه حول تحول المجتمع التقليدي والذي یبین فیه كیف قبلت النخب المحلیة التركية تیار التغییر وعرفت كیف تجني الربح من خلال التحولات الاقتصادية بل أصبحت ھي الفاعل الملائم الذي یقوم بمهمة التعريف بالأفكار الجدیدة،فھل تستطيع النخب المحلیة المغربية ان تتقبل ھذا النوع من التطور في المستقبل؟
وفي الملحق یستخلص ریمي لوفو أن الاستمرارية واضحة للعيان بین مغرب 1984ومغرب 1960 ابتداءا من عاھل البلاد، فإن الطبقة التي كانت موجودة في بدایة الاستقلال ماتزال كائنة على الساحة بعد ثلاثين سنة مضت وذلك بالرغم من حدوث انقلابين أو ثلاثة، مما یؤكد على ضوء التحليلات الواردة في ھذا الكتاب بأنها كانت تحليلات صحيحة في مجموعها.
-3 أھمیة وقیمة الكتاب:
یعد الكتاب مدخلا أساسيا لفھم التحولات التي عرفها المغرب إبان فترة الحمایة
وخروجه منھا وفي فترة بناء الدولة ،وھو عبارة عن أطروحة ریمي لوفو
وھي دراسة في غایة الأھمیة حول النخب المحلیة والحراك الاجتماعي
والسياسي في مغرب ما بعد الاستقلال لقد كانت ھذه الأطروحة بمثابة
التشخيص الميداني للحياة الاجتماعية والسیاسیة بالمغرب والتي بناءا علیھا
وضع النظام المغربي خطة العمل التي مكنته من تحجيم النخب الحضرية ذات
التوجه الوطني و اليساري ،وفي نفس الوقت فتح المجال لعودة النخب القرویة
التقلیدیة،من التي سبق لھا أن وضعت نفسها في خدمة نظام الحمایة،وبھذا استطاع
النظام الملكي أن یتنبه مبكرا لخطورة المخططات الاقتصادية التي وضعتها
حكومة الأستاذ ابراھیم سنة 1958 ،والتي نھجت سياسة وطنیة تقوم على بناء
صناعة وطنیة ثقيلة وإصلاح زراعي،وتعمیم التعليم والخدمات الصحية..ھاته
الإصلاحات ھي التي أثارت حفيظة النظام إلى ما قد تشكل علیه خطرا في
المستقبل من خلال إفرازها وتكوینھا لأجيال ونخب قد لا تقبل بنظام ملكي
یحتكر كل السلطات ویھیمن على صناعة القرار السیاسي بشكل كامل لقد عمل
النظام على الأخذ بخلا صات بعض التقارير والاستشارات والدراسات
الاقتصادية والأبحاث الاجتماعية والتقارير السیاسیة التي أنجزها مجموعة من
الباحثين والضباط والمراقبين المدنیین والاستعماریین السابقین،الذین بقي
بعضهم یشتغلون كتقننين ومستشارين في وزارة الداخلية والذین كانوا بالفعل
عقلها المدبر طیلة فترة الستينات والسبعينات من القرن الماضي من أمثال
الكولونيل فیرلي وكامي سكالابر وأولیفي وغیرھم وھنا تأتي أطروحة ریمي
لوفو "الفلاح المغربي المدافع عن العرش"التي خلصت إلى أن الفلاح المغربي
ومن خلاله النخب المحلیة،ستبقى مخلصة لنظام حكم العرش مدافعة عن
الجالس علیه، لذلك سيتخذ النظام من الإجراءات الإدارية ما یقوي قبضته الرقابية والأمنية على البلاد ومن القرارات السیاسیة ما یضیق به الخناق على كل من لا یوافق النظام في سياسته.__



#رضوان_بلفقيرة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان الحقيققة للدكتور الديالمي: انتصارلإعلام الفرجة امام الس ...


المزيد.....




- مبنى قديم تجمّد بالزمن خلال ترميمه يكشف عن تقنية البناء الرو ...
- خبير يشرح كيف حدثت كارثة جسر بالتيمور بجهاز محاكاة من داخل س ...
- بيان من الخارجية السعودية ردا على تدابير محكمة العدل الدولية ...
- شاهد: الاحتفال بخميس العهد بموكب -الفيلق الإسباني- في ملقة ...
- فيديو: مقتل شخص على الأقل في أول قصف روسي لخاركيف منذ 2022
- شريحة بلاكويل الإلكترونية -ثورة- في الذكاء الاصطناعي
- بايدن يرد على سخرية ترامب بفيديو
- بعد أكثر من 10 سنوات من الغياب.. -سباق المقاهي- يعود إلى بار ...
- بافل دوروف يعلن حظر -تلغرام- آلاف الحسابات الداعية للإرهاب و ...
- مصر.. أنباء عن تعيين نائب أو أكثر للسيسي بعد أداء اليمين الد ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رضوان بلفقيرة - قراءة سوسيولوجية في كتاب (الفلاح المغربي المدافع عن العرش)