أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - كريم نبيل الزغيّر - الحِجاب .. - الفرمان الاجتماعيّ - ضدّ المرأة














المزيد.....

الحِجاب .. - الفرمان الاجتماعيّ - ضدّ المرأة


كريم نبيل الزغيّر

الحوار المتمدن-العدد: 6392 - 2019 / 10 / 27 - 16:06
المحور: المجتمع المدني
    


أعلمُ أَنَّ السباحةَ مع تمساحِ التاريخ تغريرٌ ، والذنب فيه لِمن دخلَ عليهِ في موضعهِ ، والذي يستخرجُ السُّمّ من نَابِ المادويّة ( العقائديّة ) فيبتلعهُ ليجرِّبهُ جانٍ على نفسهِ ، ومن دخل على أسدِ ( المُسلِّمات ) لم يأمن من وثبتهِ ، لكنَّ الصمتَ المُطبق حول الاضطهاد التاريخيّ للأنثى باجبارها على جملةِ قراراتٍ دينيّة من الأزمنةِ الغابرةِ السحيقة هو تخاذلٌ إنسانيٌّ وضميريّ ، فالامتطائيّةُ كسلوكٍ ذكوريٍّ – أبويّ تجاه المرأة في مجتمعاتنا تتعملق عبر الاغتيالِ الكيانيّ لها وباستخدامِ " الفرامانات الدينيّة " دون " الغوصِ " في دقائقها ودوافعها وحقائقها .



الحِجاب هذه النُدبةُ التي إذا ما قرّرَ أحدٌ أَنْ يستجلي غورها ، تناهى إليه الصخب والنحيب والصراخ والعويل ، فالحقائقُ الاجتماعيّةُ ليست للاستطلاعِ إنما للخضوعِ لها ، بل وتحيق بها الحِراب والنصال كي لا يتجاسر أحدٌ على الحملقةِ بأسبابها ، أثناء دراستي الجامعيّة كنت أحبذ الحديث مع الفتيات المُحجّبات وذلك للحصولِ على إجابةٍ لسؤالٍ ملحاح وهو : " كيف اقتنعن بالحجاب ؟! " . كانت الفتياتُ تُجبن على هذا السؤال بأَنّه " قرارٌ أُسريٌّ " ، وكثيرٌ من الفتياتِ يرغبن في عدمِ ارتدائهِ ولكنّ ذلك قد يكلّفهنّ الدراسة الجامعيّة ، أمّا فتياتٌ فلا يتقبّلن هكذا أسئلة فهذا الحجابُ بالنسبةِ لهم هو الذي يذود عنهن " تحرّش الذكور " ، ويستجلب لهنّ ثقة الأُسرة واحترامها .


نزلت آية الحِجاب كنتيجةٍ لقصّة زواج النبيّ مُحمّد ( ص ) مِن زينب بنت جحش ، وذلك أَنَّ الرسولَ لما تزوّج زينب أولم وليمةً دعا إليها بعض أصحابه ، وبعد أَنْ تناولوا طعامهم ، خرج النّاس وبقي رجال يتحدّثون في البيت ( بيت الرسول ) بعد الطعام ، فشقّ ذلك على الرسول أي ( أزعجه ) ، فانطلق إلى حجرةِ عائشة ( زوجته ) ، وبعدئذ عاد إلى بيتهِ فوجد القوم لا زالوا يتحدّثون ، وكان النبيّ شديد الحياء ، فخرج فطلبها ( أي طلب زينب ) إلى حُجرةِ عائشة ، فأُخبر حينها أَنَّ القومَ خرجوا ، فرجع إلى بيته ووضع ررجله داخل البيت ورجل خارجه ، وأرخى بعدها الستر بين رجليه وذلك ليحجب البيت ، فنزلت آية الحجاب .


أمّا آية الحجاب فهي : ( يا أيّها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلّا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين اناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث ، إذ ذلكم كان يؤذي النبي فيستحي منكم والله لا يستحي من الحق ، وإذا سألتموهن متاعا فأسالوهن من وراء حجاب ، ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن ) . يمكن للقارئ أَنْ يُحدِّق في مضمونِ الآية التي اختزلت لنساءِ النبيّ دون غيرهن من نساءِ المسلمين ، بدليل أنّه خصّ " بيوت النبي " ، وبالرغم من القاعدةِ الفقهيّة المُريبة وهي ( العبرة لعموم اللّفظ لا لخصوص السبب ) ففي هذه الآية السبب الخاص وكذلك اللفظ الخاص أيضًا ، ثم أَنَّ هذه الآية نزلت في مقتضى ، أيّ لحالٍ مُعيّن ، ثم نُسخت هذه الآية بآيةٍ أُخرى وهي ( وأزواجه أمهاتهم ) ، فصارت نساء النبيّ بنصِّ هذه الآية مُحرّمات على المسلمين كتحريمِ أمهاتهم ، وصار الحجاب منسوخًا إذ ليس لحجابِ الأُمّهات عن أبنائهن معنى لا في العقلِ ولا في الشرعِ ولا في العرفِ والعادة .






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- وكالة معا الفلسطينية تدين اعتقال إسرائيل لرئيس تحريرها وتحمل ...
- اليونيسف: كل دقيقة مهمة لإنقاذ الأرواح بقطاع غزة
- جنوب السودان على حافة المجاعة… برنامج الأغذية العالمي يبدأ ب ...
- شبه المهاجرين -بالماشية-.. البديل يطرد نائب برلماني من الحزب ...
- الاحتلال يحاصر 2.3 مليون فلسطيني في أقل من 15% من مساحة غزة ...
- اعتقالات وهدم منازل بمخيم طولكرم والمستوطنون يصعدون هجماتهم ...
- حزب الله اللبناني يدين اعتقال قوات إسرائيلية مدير مكتب قناة ...
- ما هو -آيس بلوك- الذي يسمح بالإبلاغ عن مكان وُكلاء إدارة اله ...
- مع انتهاء مهلة المغادرة الطوعية ماذا ينتظر المهاجرين غير الن ...
- بالأسماء.. الاحتلال يُصدر ويجدد أوامر الاعتقال الإداري بحق 6 ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - كريم نبيل الزغيّر - الحِجاب .. - الفرمان الاجتماعيّ - ضدّ المرأة