أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - فيصل بلوش - الإنتفاضة اللبنانية : من ضد من : ولماذا الآن ؟















المزيد.....

الإنتفاضة اللبنانية : من ضد من : ولماذا الآن ؟


فيصل بلوش

الحوار المتمدن-العدد: 6386 - 2019 / 10 / 21 - 09:54
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


قد يصعب ذهنيا إستيعاب معادلة الجمع مابين واقع جمالية فعل الإحتجاج ورقي حالة الإنتفاضة ، وما بين قبح الدوافع والمسببات التي تقف خلفها ، وبتعبير آخر منذ متى كانت الآسطيتيقا تعبير عن حالة تراجيدية؟

يجد هدا التساؤل موقعه في أناقة الإنتفاضة الشعبية اللبنانية بتعبيراتها الحضارية المتنوعة ،إذ تُعد حالة ثقافية راقية و متميزة في الشكل الفني والمضمون المطلبي ، حركة شعبية لم ترتهن في تشكلها وتبلورها سوى لناصية الإرادة الشعبية التي إكتوت بجشع الرأسمالية المتطرفة ورموزها، فأن يكون الحراك الناعم تجاوزا لمعطى الطوق الطائفي /المدهبي وقفزا على حواجز الأبوية السياسية ، لتعدُّ أبرز ملامح الإستثنائية و التميز في بلدٍ حكمته الحتمية التاريخية بإتفاق طائفي كُتب لأن يتحكّّم في مصير الدولة والمجتمع اللبنانيين،بسجل مليء بمحطات الإحتقان الأهلي الداخلي..

مضاهر فك التبعية العضوية والرمزية والولاء للجد/الأب السياسي/المذهبي ...تعد منجزا رمزيا منذ اللحظات الأولى لتبلور الإنتفاظة اللبنانية ،فشعار كلن يعني كلن صار صوتا يتجاوز لحظة الإنفعال النفسي أو العصبي إلى حالة تعبيرية عن السخط الشعبي على أركان النظام القائم من دون إستثناء هذا مع إستثناء بعض السلوكيات المتطرفة المستفزة وغير المحسوبة والتي تضمر توجيها للمسار نحو الإحتقان الطائفي ،فحالة إنقلاب على نمودج الابوية السياسية أسست له دواعي منطقية ومشروعة مرتبطة بكون هذا النموج شكل احدى معيقات التنمية الاقتصادي والاجتماعية وأحد عوامل التفاوث الهرم الإجتماعي ، بما جعل مصوغات الانتفاضة مرتبطة بمطلب العدالة الإجتماعية والكرامة الانسانية وتبديد الفجوات الطبقية والقضاء على الفساد والقطع مع مختلف مضاهر التجويع الممنهج ، وكدعوة لتجديد النخب السياسية وتجويد السياسات العمومية عبر مؤسسات مواطنة تقوم على إرساء مبدأ تكافؤ الفرص والعدالة المجالية ..

مهرجان الإنتفاضة اللبنانية الناعمة هو تعبير عن حالة الرفض للبنية التي تقوم عاى أساسها الدولة وما أفرزته دولة المحاصصة من منظومات عصبية في الاجتماعي والسياسي والاقتصادي وكذا لاتجاهات ومكونات سياسية مرتهنة للسفارات الخارجية في كل ما يتعلق بالخبز والأمن والأفراح والأقراح ...
وإن كان هذا السرد ليُعد شبكة مختصرة من التعقيدات والعوامل اللبنانية الداخلية التي تشرعن لاي رد فعل لحق الإنبثاق والتعبير عن عدم الرضى بالوضع ،فإنه مع وضع الإنتفاضة اللبنانية في سياقها الزمني - الاقليمي ،قد يستدعي الامر بعض الحيطة والحذر في الرهان على أناقتها ونعومة أصواتها ومضمونها القيمي ومواطنة تعبيراتها المختلفة ،خصوصا بعدما إكتملت مقاربات الزعماء السياسيين بعناوين ومواقف تنتج نفس الإصطفافات مع تغيير في الرؤية المنهجية للتعاطي مع الوضع لكل طرف سياسي بما تحمله من تناقضات فيما بينها ،لنشكل اللحظة مختبراللفاعل السياسي في قدرته على تدبير الأزمة والمرحلة ، بما لا يدفع الوضع نحو الأسوأ ، هذا وإن كانت الذاكرة التاريخية و الوعي الجمعي اللبناني قد خبِر عبر تاريخه مختلف المكائد والفخاخ التي وظفت تنوعه الثقافي والمدهبي والسياسي كمدخل للعبث بأمنه الداخلي و برسم معادلات الداخل والخارج لإجهاض كل محاولة لإنعتاق الدولة والمجتمع من قوى لاتزال تعتقد انها تمتلك صك الوصاية على أجزاء من لبنان ..

وبالتالي فالحالة اللبنانية بإنتفاضتها وبحجم التغطية والمتابعة الإعلامية المتواصلة خصوصا من لدن فضائيات خليجية لها مصالح في كل صغيرة وكبيرة بلبنان ، لهو أمر يستدعي بعض القراءة البعيدة عن الٱنطباع الرمانسي الأولي ..
فبقراءة خاطفة للسياق الإقليمي المجاور لهذه الرجَّة اللبنانية ،يمكن التوقف خلالها على المتغير الإقليمي المتسارع ،بإعتباره محددا نسقيا خارجيا إلى جانب العامل الداخلي ،حيث يمكن إستحضار خط طهران - بيروت بإعتباره العمود الفقري الأفقي لمجتمعات ودول هده العواصم ...فقد تكفي قراءة هذا الخط الجيوستراتيجي خلال الاسبوعين الماضيين ، لإستخلاص بعض اللحظات المفصلية وربطها بما تلاها من تداعيات ، ويمكن التوقف بالخصوص على :

- إعادة الإتصال مابين سورية والعراق من خلال تأمين معبر البوكمال ،وما تلا هذا المنجز من حراك شعبي عراقي كانت شعاراته إصلاحية واقتصادية واجتماعية مشروعة ، ولوحظ خلالها حالة انقلاب اتباع بعض الطوائف المدهبية /السياسية على زعمائها ..
- متغيرات الشمال السوري ب شرق وغرب نهر الفرات ،وما تعنيه من انسحاب امريكي وتركي ،وعودة قسد مضطرة للدولة السورية ..وما لهذه المتغير من دلالة في عودة السيادة للدولة السورية على فضائها الطبيعي ...وضعٌ جديد أعلنت معه الخارجية اللبنانية جبران باسيل برمجة زيارة مستقبلية لدمشق ، إعلان يشبه فتح معبر البوكمال السوري مع العراق لذى العقل المتعطش لحالة التشضي والإنفصال في خط طهران - بيروت .

ولكون القوى الاقليمية والدولية التي كان ولايزال لها دور تفكيكي تخريبي لحالة الاتصال والتواصل بين مكونات المنطقة، قد تبدد مشروعها وتعيش حالة من التراجع والنكوص خصوصا امريكا والسعودية، فإن ترك الفراغ في المنطقة يعد من العيوب التي قد تفقد معها هذه القوى لآليات التحكم والتدخل وقد تنفلث من قبضتها أدوات وخيوط توجيه المؤسسات والمقررات التي لها آثار تتجاوز في أهدافها ماهو لبناني إلى ماهو إقليمي ودولي ..

إن أهم منجز حققه لبنان وعبر مبدأ الشعب - الجيش - المقاومة ...هو تجاوزه للخطر الإستراتيجي والأمني الذي كان قائما في محطات مصيرية عدة ، أبرزها تأمين الحدود الشرقية مع سورية من إرهابيي داعش/النصرة ،وقبلها رسم معادلة الردع البري والجوي بالشمال اللبناني ..منجزين يعدان إحالة على عناصر القوة التي ينبغي حفظها وتأمينها لدى الحراك والوعي الجمعي في أي محاولة للإنقلاب الداخلي على منظومة التجويع والفساد..

في خضم إنتفاضة الكرامة اللبنانية ، تظل قاعدة الشعب - الجيش - المقاومة هي المبدأ الاساسي الذي ينبغي أن يكون ملازما ومدخلا لأي رهان على التغيير والقطع التاريخي مع عوامل الفساد العام ، معادلة على كل عنصر من عناصرها الثلات حماية العنصر الآخر ،لكونها الضمان الوطني الوحيد لحماية لبنان من كل ما يتهدده من مخاطر ومؤامرات الداخل والخارج .



#فيصل_بلوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حينما يبحث التائه عن منطقة آمنة
- 8 مارس،مدخل لقراءة مغايرة لوضعية المرأة


المزيد.....




- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - فيصل بلوش - الإنتفاضة اللبنانية : من ضد من : ولماذا الآن ؟