تأثير العناصر البصرية للتعبئة والتغليف على المستهلك (ج1)

احمد حسن عمر
(Dr.ahmed Hassan Omar)

الحوار المتمدن-العدد: 6378 - 2019 / 10 / 13 - 19:42
المحور: الادارة و الاقتصاد
    

تأثير العناصر البصرية للتعبئة والتغليف على المستهلك (الجزء الأول)
اعداد
د.أحمد حسن عمر
مقدمة
بدأت التعبئة بطريقة بدائية حيث كان الإنسان يقوم باستخدام بعض المواد البسيطة لتصنيع عبوات تعمل علي تسييل نقل وحفظ الأغذية، ثم تطورت من حيث الشكل والمادة المستخدمة في تصنيع العبوات، وظهرت الثورة الصناعية وتأسست خلالها صناعة التعبئة حيث ظهرت عبوات الصفيح وأكياس الورق وصناديق الورق المقوى والكرتون، وتلي ذلك ظهور الورق الموضوع عليه بيانات خاصة بالعبوة حيث تقدمت في القرن التاسع عشر والقرن العشرين صناعة مواد الطباعة والتصوير، بعد عام 1800 ظهرت اللدائن بصورة بدائية ثم تطورت لتصبح أحد أهم الأوعية المستخدمة في التعبئة.

من أهم السياسات والاسترتيجيات التي تقدم عليها المؤسسات الإنتاجية سياسة التعبئة والتغليف،حيث أصبح التغليف جزء أساسيا من حياتنا المعاصرة فقد تطورت أدواره عبر مراحل التاريخ وخاصة في الدول المتقدمة باعتباره احد المكونات الأساسية للمنتج الذي يعمل على تعزيز صورته الذهنية لدى المستهلك، تجاوز دوره الوظائف التقنية ليرتقي إلى الدور الترويجي في مواقع البيع بالاعتماد على العناصر التي يحملها سواء البصرية والمعلوماتية التي تعمل على رسم وترسيخ صورة المنتج في ذاكرة المستهلك.

وحققت صناعة التغليف في العالم رقم أعمال أكثر من 310 مليار يورو وحوالي 100000 مؤسسة يعمل بها حوالي 5 ملايين عاملا في مجال التعبئة والتغليف، ويتم توزيع رقم الأعمال العالمي بطريقة غير عادلة على مختلف مكونات الغلاف، فالمواد التي يصنع منها تحصل على حصة% 80 ثم تتبعها العناصر الإضافية للتغليف كالأغطية، الغراء، بطاقات التبيين وغيرها بنسبة% 12 ، وحوالى %8 من رقم الأعمال تخصص لشراء المعدات والأجهزة الخاصة بالتغليف، ويتم تقسيم إنتاج التغليف حسب المواد على النحو التالي:
مادة التعبئة والتغليف % بالقيمة % بالوزن
الورق و الكرتون 34 37
البلاستيك 30 22
المعادن 25 30

الورق و الكرتون % 34 بالقيمة و % 37 بالوزن، البلاستيك بالقيمة30 %و 22 بالوزن، المعدن % 25 بالقيمة و % 30 بالوزن ، وتعتبر ثلاثة أرباع من الأغلفة المصنوعة في العالم موجهة لنحو % 15 من إجمالي سكان العالم و%85من السكان لا يملكون ما يكفي من الأغلفة وهذا ما يحد بالنسبة إليهم من المشكلة الإيكولوجية.

كما تختلف تكلفة الغلاف من منتج لآخر حسب طبيعة كل منتج، وخصائصه ومميزاته، حيث يتراوح معدل تكلفة الغلاف ما بين % 10 - % 40 من التكلفة الإجمالية للمنتج في حالة المنتجات الغذائية، وقد تصل التكلفة الى % 60 لبعض السلع التي تصنف ضمن المنتجات الفاخرة كالعطور.

ولقد كان ينظر للغلاف على انه مجرد عبوة ولذا كان التركيز منصبا على قدرة هذه العبوة على حماية ما بداخلها من منتج،أما الآن فينظرون إلى الغلاف على انه نوع من الترويج و التقديم للمستهلك اما العبوة فتمثل الرسالة الاتصالية التي يرسلها المسوق إلى المستهلك،الذى يرى المئات بل الآلاف من المنتجات في المحلات والمتاجر، فحلت العبوة محل رجل البيع الذي يعمل على جذب انتباه المستهلك وإعطاء انطباع جيد عن المنتج.

وتعرف التعبئة والتغليف بأنها احد المكونات والعناصر المادية الشكلية للسلعة حيث تحوى وتحمى وتبيع السلعه كما تساعد على تشكيل إدراك وتصور المستهلك عن السلعة، كما تمثل احد أنواع الجاذبية البيعية.

أصبحت الألوان والعناصر الجرافيكية تستخدم على العبوات والأغلفة توازيا مع نمومنافذ البيع بالتجزئة وانتشار فن عرض المنتجات، كما حلت المساحات الكبرى محل دكاكين البقالة وحلت العبوة والغلاف محل بائع التجزئة كمحرض أساسي للمستهلك عند الشراء، باعتبار الغلاف البائع الصامت وحلت الطباعة بالألوان محل الطباعة بلون واحد، وأدى التقدم التكنولوجي بالمؤسسات إلى استخدام البرمجيات والتكنولوجيا الرقمية لتصميم العبوات والأغلفة سواء كان الاهتمام بقطاع التغليف عالميا أو محليا، فإن المستهلك يبقى الوحيد الذي يحكم ويقدم رأيه حول جودة التغليف والجانب التسويقي فيه، كما يسمح بتحديد فرص الشراء ومعدلات المردودية.

أسباب زيادة الاهتمام بتعبئة السلع و تغليفها
 انتشار طريقة اخدم نفسك بنفسك واختيار ما يناسبه من المنتجات دون مساعدة من البائع
 ارتفاع القدرة الشرائية للمستهلك حيث لم يصبح السعر متحكما في القرار الشرائي للمستهلك
 المتطلبات القانونية : إلإلزام بوضع معلومات كافية ودقيقة حول المنتج الذي تحتويه العبوة
 نسبة الأمية من عدد السكان: تعتمد على الشكل الخارجي عند اتخاذ القرار الشرائي.
 انتشار السلع المتشابهة وارتفاع حدة المنافسة
 الإبداع والتقدم التكنولوجي في صناعة مواد التغليف يؤدى الى تحسن ملحوظ في المنتج ويؤدي إلى رفع رقم أعمال المؤسسة

لم يكن الغرض الأساسي من تصميم الغلاف إلى حفظ السلعة، وبمرور الزمن اتضح للمنتج انه بإمكانه ترويج مبيعاته عن طريق تصميم الغلاف بشكل جذاب ملفت للنظر حيث عهد بهذه العملية إلى فنانين في الرسم و التصميم فهؤلاء الفنانين يتقنون التصميم ولكن معلوماتهم قليلة عن مشاكل البيع والتسويق فكانت معظم الأغلفة التي صممت في ذلك الوقت غير ملائمة لأذواق المستهلكين وأدت إلى خسائر كبيرة تكبدها المنتجون مما جعلهم لا يدركون أهمية التغليف في ذلك الوقت. ثم ظهر بعد ذلك المصمم الصناعي حيث كان جوزيف سينل أول من استعمل مصطلح" تصميم صناعي" في سنة 1919 وهو أقدم مصمم صناعي في أمريكا والعالم.
عند تصميم العناصر البصرية المشكلة للتعبئة والتغليف والمتمثلة في الشكل،الحجم،اللون،مواد التصنيع والرسومات والصور المطبوعة على الغلاف باعتبار هذه المكونات المؤثر الكبير على عين المستهلك للوهلة الاولى عند التلاقي مع المنتج التي من شانها ترسيخ صورته في الاذهان وبذلك كسب مستهلك جديد او الحفاظ على المستهلك الدائم
أما تصميم العناصر الكتابية للتغليف والمتمثلة في المعلومات الانتاجية وبلد تصنيع العبوة او الغلاف فمن الضروري جدا اعطاؤها اهمية كبيرة لاعتبارها المؤثر القوي على المستهلك لتعريفه بالمنتج قبل اتخاذ قرار شرائه من تواريخ الانتاج ونهاية الصلاحية وطريقة الاستعمال والحفظ ...مما يجعل من الضرورى حسن اختيار نوع وحجم خط كتابة المعلومات، وضعي الكتابة اما امامية للغلاف او خلفية حسب الضرورة، اظهار اسم البلد المصنع الذي يؤثر على شريحة كبيرة من المستهلكين وهذا كله يتجسد في التصميم المناسب للتغليف.

#احمد_حسن_عمر (هاشتاغ)       Dr.ahmed_Hassan_Omar#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل