أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - ما کذب الفؤاد ما رأی (قرآن كريم)














المزيد.....

ما کذب الفؤاد ما رأی (قرآن كريم)


راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 6371 - 2019 / 10 / 6 - 16:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هو الأبهی
الحمد للّه الّذی أشرق علی الفؤاد بنور الرشاد و نوّر القلوب بسطوع آيات القدس بکلّ روح و سداد و هدی المخلصين الی معين العرفان ببّينات ظهرت فی حقيقة الآيات و الکلمات و أخرج الطالبين الی عالم النور من بحبوحة الظلمات و الصلاة و التحيّة و الثناء الساطع من زجاجة القلب المقدّس الطافح بالبشارات و نزل الروح الامين علی فؤاده بالآيات المحکمات و آله الطيّبين الطاهرين أولی البراهين و الحجج البالغة بين الممکنات و وسائط فيض الحقّ بين الموجودات فاعلم ايّها الواقف فی صراط اللّه المتوجّه الی اللّه و المقتبس من أنوار معرفة اللّه بانّ الآية المبارکة الّتی نزلت فی الفرقان بصحيح القرآن قوله تعالی "ما کذب الفؤاد ما رأی" لها سرّ مکنون و رمز مصون و حقيقة لامعة و شؤون جامعة و بيّنات واضحة و حجّة بالغة علی من فی الوجود من الرکع السجود و نحتاج فی بيان حقيقتها لبثّ تفاصيل من موازين الادراک عند القوم و شرحها و دحضها حتّی يظهر و يتحقّق بالعيان انّ الميزان الالهی هو الفؤاد و منبع الرشاد فاعلم بانّ عند القوم من جميع الطوائف أربعة موازين يزِنون بها الحقائق و المعانی و المسائل الالهيّة و کلّها ناقصة لا تروی الغليل و لا تشفی العليل. و لنذکر کلّ واحدة منها و نبيّن نقصه و عدم صدقه فأوّل الموازين ميزان الحسّ و هذا ميزان جمهور فلاسفة الافرنج فی هذا العصر و يقولون بأنّه ميزان تامّ کامل فاذا حکم به بشیء فليس فيه شبهة و ارتياب. و الحال انّ دليل نقص هذا الميزان واضح کالشمس فی رابعة النهار فانّک اذا نظرت الی السراب تراه ماء عذباً و شراب و اذا نظرت الی المرايا تری فيها صوراً تتيقّن بانّها محققّة الوجود و الحال انّها معدومة الحقيقة بل هی انعکاسات فی الزجاجات و اذا نظرت الی النقطة الجوّالة فی الظلمات ظننتها دائرة أو خطّاً ممتدّاً و الحال انّها ليس لها وجود بل يتراءی للابصار و اذا نظرت الی السماء و نجومها الزاهرة رأيت انّها اجرام صغيرة و الحال انّ کلّ واحد منها توازی أمثال و اضعاف کرة الأرض بآلاف و تری الظلّ ساکناً و الحال انّه متحرّک و الشعاع مستمرّاً و الحال انّه منقطع و الأرض بسيطة مستوية و الحال انّها کرويّة. فاذا ثبت بانّ الحسّ الّذی هو القوّة الباصرة حال کونها أقوی القوی الحسّيّة ناقصة الميزان مختلّة البرهان فکيف يعتمد عليها فی عرفان الحقائق الالهيّة و الآثار الرحمانيّة و الشؤون الکونيّة و امّا الميزان الثانی الّذی اعتمد عليه أهل الاشراق و الحکماء المشّاؤن هو الميزان العقلی و هکذا سائر طوائف الفلاسفة الاولی فی القرون الأوّليّة و الوسطی و اعتمدوا عليه و قالوا ما حکم به العقل فهو الثابت الواضح المبرهن الّذی لا ريب فيه و لا شکّ و لا شبهة أصلاً و قطعاً. فهؤلاء الطوائف کلّهم اجمعون حال کونهم اعتمدوا علی الميزان العقلی قد اختلفوا فی جميع المسائل و تشتّت آرائهم فی کلّ الحقائق. فلو کان الميزان العقلی هو الميزان العادل الصادق المتين لما اختلفوا فی الحقائق و المسائل و ما تشتّتت آراء الأوائل و الأواخر. فبسبب اختلافهم و تباينهم ثبت انّ الميزان العقلی ليس بکامل فانّنا اذا تصوّرنا ميزاناً تامّاً لو وزنت مائة ألف نسمة ثقلاً لاتّفقوا فی الکميّة فعدم اتّفاقهم برهان کاف واف علی اختلال الميزان العقلی ثالثة الميزان النقلی و هذا أيضاً مختلّ فلا يقدر الانسان ان يعتمد عليه لانّ العقل هو المدرک للنقل و موزن ميزانه. فاذا کان الاصل ميزان العقل مختلّاً فکيف يمکن ان موزونه النقلی يوافق الحقيقة و يفيد اليقين و انّ هذا أمر واضح مبين و أمّا الميزان الرابع فهو ميزان الإلهام فالإلهام هو عبارة عن خطورات قلبيّة و الوساوس الشيطانيّة هی أيضاً خطورات تتابع علی القلب من واردات نفسيّة. فاذا خطر بقلب أحد معنی من المعانی أو مسألة من المسائل فمن أين يعلم انّها إلهامات رحمانيّة فلعلّها وساوس شيطانيّة. فاذا ثبت بأنّ الموازين الموجودة بين القوم کلّها مختلّة يعتمد عليها فی الإدراکات بل اضغاث أحلام و ظنون و أوهام لا يروی الظمآن و لا يغنی الطالب للعرفان و أمّا الميزان الحقيقی الالهی الّذی لا يختلّ أبداً و لا ينفکّ يدرک الحقائق الکلّيّة و المعانی العظيمة فهو ميزان الفؤاد الّذی ذکره اللّه فی الآية المبارکة لأنّه من تجلّيات سطوع أنوار الفيض الالهی و السرّ الرحمانی و الظهور الوجدانی و الرمز الربّانی و انّه لفيض قديم و نور مبين و جود عظيم. فاذا أنعم اللّه به علی أحد من أصفيائه و أفاض علی الموقنين من احبّائه عند ذلک يصل الی المقام الّذی قال علی عليه السلام "لو کشف الغطاء ما ازددت يقيناً" لانّ النظر و الاستدلال فی غاية الدرجة من الضعف و الادراک فانّ النتيجة منوطة بمقتضيات الصغری و الکبری فمهما جعلت الصغری و الکبری ينتجّ منهما نتيجة لا يمکن الإعتماد عليها حيث اختلفت آراء الحکماء. فاذاً يا ايّها المتوجّه الی اللّه طهّر الفؤاد عن کلّ شؤون مانعة عن السداد فی حقيقة الرشاد و زن کلّ المسائل الالهيّة بهذا الميزان العادل الصادق العظيم الّذی بينّه اللّه فی القرآن الحکيم و النبأ العظيم لتشرب من عين اليقين و تتمتّع بحقّ اليقين و تهتدی الی الصراط المستقيم و تسلک فی المنهج القويم و الحمد للّه ربّ العالمين.
حضرة عبدالبهاء : مكاتيب حضرة عبدالبهاء المجلد الأول، ص: 109



#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أن الوجود لا يمكن أبدًا أن يصبح غير موجود
- المصير الراهن للعالم الإنساني
- مفهوم النضج الإنساني 4-4
- مفهوم النضج الإنساني 3-4
- مفهوم النضج الإنساني 2-4
- مفهوم النضج الإنساني 1-4
- الرقيّ الماديّ والرقيّ الروحيّ
- الحكمة في صياغة كثير من الآيات في قالب مجازي من التشبيهات ور ...
- الحكمة في صياغة كثير من الآيات في قالب مجازي من التشبيهات ور ...
- الحكمة في صياغة كثير من الآيات في قالب مجازي من التشبيهات ور ...
- الحكمة في صياغة كثير من الآيات في قالب مجازي من التشبيهات ور ...
- الحكمة في صياغة كثير من الآيات في قالب مجازي من التشبيهات ور ...
- نداء لأهل العالم -مصيرُ وقَدَرُ العالمِ الإنساني (6)
- نداء لأهل العالم- الجامعةُ المتحدةُ للعالم الإنساني (5)
- نداء لأهل العالم- طرازٌ ونموذجٌ لمجتمعٍ آت (4)
- نداء لأهل العالم- وحدة العالم الإنساني (3)
- نداء لأهل العالم –مصائب العالم الإنساني (2)
- نداء لأهل العالم (1)
- الإنقلاب العظيم للعالم الإنساني
- التعاليم البهائية الجديدة New Baháí Teachings


المزيد.....




- -في تهديد مباشر-.. ترامب: المرشد الأعلى الإيراني -هدف سهل- و ...
- ماما جابت بيبي.. استقبال تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل ...
- ترامب: المرشد الأعلى هدف سهل.. نعلم أين يتواجد
- باسم يوسف يثير جدلا بمنشور عن الحرب الإيرانية الإسرائيلية، ف ...
- الرئيس الأمريكي: نعرف تماما أين يختبئ المرشد الأعلى ولكن لن ...
- الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: نعرف تماما أين يختبئ المرشد ال ...
- ثبت الأن تردد قناة طيور الجنة الحديث على النايل سات وعرب سات ...
- مقتل العشرات من منتظري المساعدات جنوب قطاع غزة، وإغلاق المسج ...
- العراق.. السوداني يدعو الدول العربية والإسلامية للتعاون في ...
- هل تعتقد أن اغتيال المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي فكرة جيدة ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - ما کذب الفؤاد ما رأی (قرآن كريم)