أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عيبان محمد السامعي - الأبوية السياسية كإحدى أوجه أزمة الأحزاب السياسية اليمنية














المزيد.....

الأبوية السياسية كإحدى أوجه أزمة الأحزاب السياسية اليمنية


عيبان محمد السامعي

الحوار المتمدن-العدد: 6367 - 2019 / 10 / 2 - 18:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعيش الأحزاب السياسية في اليمن في حالة كُساح عام, وهذا يعود إلى طبيعة الأزمة البنيوية المركبة التي تنهش هياكلها, إذ تتعدد مظاهر هذه الأزمة وأسبابها وعواملها وآثارها الماحقة على العمل السياسي والفعل المدني في البلاد.
الأمر الذي يفرض على معشر الباحثين تشريح هذه الأزمة بمبضع نقدي جاد سعياً لإخراج الأحزاب السياسية منها واستعادة دورها.
وكمحاولة أولية, نسلط الضوء في هذه التناولة على ما نسميها "الأبوية السياسية" باعتبارها إحدى أوجه أزمة الأحزاب السياسية اليمنية.

وتقوم الأبوية السياسية على أساس مكين يتمثل في تهميش الشباب وإقصاءهم مادياً ومعنوياً من المشاركة الفاعلة داخل البنى الحزبية, واحتكار المراكز القيادية, وقد وصل الأمر إلى درجة احتكار الأحكام القيمية والصواب والخطأ, وما يجوز وما لا يجوز, واصطناع تراتبية جيلية تقوم على أساس معيار السن في تصنيف الأعضاء وهو معيار تقليدي يتناسب مع واقع المجتمعات القديمة "مجتمعات العشائر والقبائل والمجتمعات الزراعية التقليدية" حيث كان كبار السن يمثلون مخزن الخبرة الحياتية ولهذا كانوا يحتلون مواقع السلطة والزعامة في هذه المجتمعات، لكنه في عصر الصناعة والعلم والتقدم التكنولوجي صار معياراً غير علمي، بل كابح للتطور، ويتناقض جوهرياً مع الديمقراطية والقيم المواطنية الحداثية, ويعمل على تعميق وتوسيع الفجوة الجيلية (الفجوة بين جيل الكبار وجيل الشباب), عوضاً عن تجسير هذه الفجوة والبحث عن سبل كفيلة لتحقيق التلاقح والتكامل بين الجيلين.

ويصل الأمر بالأبوية السياسية إلى تبخيس قيمة الشباب, والتقليل من قدراتهم, والحط من شأنهم, فما دمت شاباً فأنت لا تفهم شيئاً, أما إن تجرأت في توجيه نقد موضوعي ــ وهو حقك الطبيعي والقانوني والإنساني ــ لمن هو أكبر منك, فقد اقترفت خطيئة تستوجب الويل والثبور وعظائم الأمور!!

فات على الأبوية السياسية هذه حقائق جلية, تتمثل في أن معظم التجارب السياسية الناهضة في تاريخ بلدنا كان الشباب يلعب دوراً محورياً فيها, فالحركة الوطنية اليمنية نشأت وتنامت في أوساط الشباب, وكان الشباب طليعة التغيير الثوري في مختلف المحطات التاريخية ابتداءً من ثورة 1948م, مروراً بانتفاضتي 1955م و1959م, وثورة 26 سبتمبر 1962م وثورة 14 أكتوبر 1963م والاستقلال الناجز في 30 نوفمبر 1967م, وصولاً إلى ثورة 11 فبراير 2011م.
علاوة على أن معظم الأحزاب السياسية اليمنية نشأت وتأسست بسواعد الشباب, فـ "الحزب الاشتراكي اليمني" مثلاً الذي تأسس رسمياً في 13 أكتوبر 1978م كانت معظم قيادته من الشباب بمن فيهم مؤسسه الشهيد عبدالفتاح اسماعيل الذي لم يبلغ حينها عمر الأربعين عاماً.

ومن الأمور الملفتة أن مراحل الاستنهاض الوطني والثوري تحققت عندما كان الشباب يقود المشهد الحزبي والسياسي. وفي مقابل ذلك عندما فرضت الأبوية السياسية سلطويتها على البنى الحزبية وعلى المجال العام وعلى معايير الصواب والخطأ, شاع الجمود والتكلس وانسداد الآفاق في السياسة, وتآكلت كوامن فاعلية الأحزاب, وانحسر نشاطها, وابتعدت رويداً رويداً عن قواعدها وقواها الاجتماعية لتتحول في نهاية المطاف إلى أعجاز نخل خاوية..!

وللخروج من هذه الأزمة "المخنق" لابد أولاً وقبل كل شيء تصحيح النظرة تجاه الجيل الشاب, وإشراكه بفاعلية في الحياة السياسية والحزبية.
إن مجتمع المشاركة هو مجتمع مدني بالضرورة, يفرز الناس حسب عطائهم وإنجازهم لا وفق امتيازات أو أفضليات تعود لتفوق وهمي بحسب العمر/ السن أو الجنس أو النوع أو اللون أو الدين أو المذهب أو المكانة الاجتماعية أو المرتبة الاقتصادية.
إنه مجتمع الديمقراطية التشاركية, حيث لا يُقصى فيه أحد, ولا يقلل من شأن ومكانة أحد, بل الجميع يشارك بفعالية وبتكاملية وبحسب القدرات والإمكانات الذاتية والموضوعية.


عيبان محمد السامعي
باحث سوسيولوجي وسياسي يمني



#عيبان_محمد_السامعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيلول الخالد : محطات على الطريق (*)
- الثقافة من منظور ثوري
- بلقنة اجتماعية أم متحد وطني؟!....
- الحركة العمالية والنقابية في اليمن خلال 80 عاماً.. التحولات ...
- الحركة العمالية والنقابية في اليمن خلال 80 عاماً.. التحولات ...
- الحركة العمالية والنقابية في اليمن خلال 80 عاماً.. التحولات ...
- الحركة العمالية والنقابية في اليمن خلال 80 عاماً.. التحولات ...
- الحركة العمالية والنقابية في اليمن خلال 80 عاماً.. التحولات ...
- الحركة العمالية والنقابية في اليمن خلال 80 عاماً.. التحولات ...
- الحركة العمالية والنقابية في اليمن خلال 80 عاماً.. التحولات ...
- الحركة العمالية والنقابية في اليمن خلال 80 عاماً.. التحولات ...
- قضية المرأة في فكر الشهيد فتاح
- الحركة العمالية والنقابية في اليمن.. التحولات ورهانات المستق ...
- الحركة العمالية والنقابية في اليمن خلال 80 عاماً.. التحولات ...
- الحركة العمالية والنقابية في اليمن خلال 80 عاماً.. التحولات ...
- مسألة السيادة الوطنية في السياق اليمني الراهن.. دراسة تحليلي ...
- هموم وقضايا السياسة والتنمية السياسية في اليمن المعاصر
- مقبل الخالد..
- عن ذكرى الكرامة والحوار الوطني في اليمن
- اليسار حزين على بوتفليقة!!


المزيد.....




- توجيه من ترامب بطلاء الحاجز الحدودي مع المكسيك بالأسود وسبب ...
- بابتسامة أمام صيحات استهجان.. نائب ترامب ووزير دفاعه يتعرضان ...
- الشرع يصدق على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب السوري
- خلية إضفاء الشرعية سلاح إسرائيلي آخر في إبادة غزة
- السعودية.. مقاطع مدى شبه محمد بن سلمان بجده عبدالعزيز تثير ت ...
- تقسيم سوريا لـ3 دول وماذا يعني للأردن وتركيا والعراق وإسرائي ...
- لماذا تعيد دمشق فتح أبوابها لموسكو الآن؟
- إسرائيل تستدعي آلاف الجنود لبدء خطة احتلال غزة وحماس تندد با ...
- أهلكت 140 مليون إنسان.. لماذا تصنع الدول الكبرى المجاعات الق ...
- جدل في لبنان بعد تصريحات البطريرك الراعي عن سلاح حزب الله


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عيبان محمد السامعي - الأبوية السياسية كإحدى أوجه أزمة الأحزاب السياسية اليمنية