أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - طالب عبد الأمير - أهمية الوعي الإعلامي لفهم تطور تقنية المعلومات ووسائل الاتصال الجماهيرية الحديثة















المزيد.....

أهمية الوعي الإعلامي لفهم تطور تقنية المعلومات ووسائل الاتصال الجماهيرية الحديثة


طالب عبد الأمير

الحوار المتمدن-العدد: 6365 - 2019 / 9 / 30 - 13:13
المحور: الصحافة والاعلام
    


الى جانب موضوعتين رئيسيتين، وهما الإحتفاء بأدب كوريا الجنوبية - وهذا تقليد دأب عليه معرض الكتاب في غوتنبرغ غرب السويد، سنوياً، باختيار أدب دولة من الدول ليكون ضيفاً رئيسيا في المعرض- والى جانب موضوعة المساواة، يسلط معرض الكتاب في غوتنبرغ، هذا العام، في نسخته الخامسة والثلاثين، للفترة مابين 26 الى 29 سبتمبر/ أيلول الضوء على "الوعي الاعلامي" الذي يعد واحدا من أهم المواضيع الشائكة التي تشهدها المجتمعات كافة، والصناعية منها على وجه الخصوص، والتي تتسارع فيها وتيرة التحولات نحو مجتمع المعلوماتية، أو المجتمع الرقمي، كما تسميه أدبيات هذا العالم الالكتروني الذي تتوازى أو تتشابك مساراته مع العالم المادي.
يخصص المعرض أحدى منصاته لمناقشة موضوعة مدى ادراك الفرد للمتغيرات المتسارعة، الجارية في البنى المجتمعية، التي تتوغل من خلالها وسائل نشر المعلومات، وتحشر نفسها في حياة الانسان، دونما إستئذان، وبطريقة توحي الى القبول والتفاعل الايجابي. فيجد المرء نفسه منخرطاً فيها دون تفكير متمعن. فتؤثر على حياته اليومية وتغير من عاداته وسلوكه الاجتماعي.
وخلال المناقشات في هذه المسألة الهامة والضرورية، يطرح مجموعة من تلامذة المدارس أسئلة على عدد من الإعلاميين لمعرفة آرائهم في مايجري في مجال الاعلام والمعلوماتية.
أن ما يدركه المرء من التطور المتسارع في تكنلوجيا المعلومات، ومن ثم تطور قنواتها، وسائل الاتصال، هو أن ثورة تقنية انطلقت منذ عقود، إستطاعت أن تقلب المفاهيم التقليديه السائدة في المجتمعات وتوفر للأفراد امكانية التواصل مع بعضهم البعض، بصورة سلسلة وخارقة للزمن، عابرة للحدود الجغرافية السياسية. وبناء علاقات اقتصادية حرة. وأن مشاعية إستخدام الانترنيت، من قبل الأفراد والمؤسسات وغيرها من أكثر من عشرين عاماً، بعد أن كانت تعد أدوات سياسية استخدمت في الصراع بين الدول المهيمنة، وضعت حجر الاساس لأفكار جديدة تتحرر بموجبها الجماهير الغفيرة من القيود التي تكبلت بها جراء ممارسات السلطات التعسفية ضدها. فتنطلق في هذا الفضاء الذي لا يعد فيه للحكومات المحلية الدورالواسع في السيطرة على حرية مواطنيها في التعبير. اذ أعتبرت الشبكة، التي يطلق عليها العنكبوتية مجازاً، فضاءً واسعا بلاحدود، ولا مركز تسلط. حتى إستقطبت ملايين الناس وبلغاتهم وثقافاتهم وخلفياتهم المختلفة.
لكن سرعان ما إصطدمت القضايا المتعلقة بالإنترنت بمصالح القوى العالمية المتحكمة بالاقتصاد العالمي. قوض الحلم في فضاء حر بلا حدود، كما يشير جاك جولدسميث وتيم وو مؤلفا كتاب Who Controls the Internet? Illusion of Borderless World ”من يحكم الإنترنت؟ أوهام عالم بلاحدود" الى أن الكثيرين، خلال منتصف التسعينات، ظنوا بأن الدول سوف لا يتسنى لها التحكم بالآثار المحلية للإتصالات غير المرغوب بها عبر الانترنت، تلك التي نشأت خارج حدودها". لكن السنوات الأخيرة أثبتت "أن الحكومات الوطنية لديها كم هائل من الوسائل والطرق التي تتحكم من خلالها بإتصالات الإنترنت التي تتم خارج حدودها". وهذا الكلام كتبه المؤلفان منذ عقد من الزمان.
واليوم تشهد المجتمعات، تطورات هائلة ومتسارعة في وسائل الاعلام والاتصالات، أخذ، من خلالها، تدفق المعلومات وغزارتها مديات لم تشهدها المجتمعات من قبل، خلال مسار تطورها ووسائل تقدمها عبر التاريخ. وكنتيجة لذلك بات الانسان الفرد اليوم محاطاً، بل محاصراً بالمعلومات التي لم تعد حكراً، على فرد أو فئة دون أخرى، بل هي سوق مفتوح لكل من يود الإدلاء بدلو بضاعته. غير أن الفارق مازال هو نفسه فيما يتعلق بقدرة من يملك أدوات الوسائل لجعل هذه الجهة او تلك بمقدورها التأثير على العقول وصياغتها بطريقة تبدو مخملية ناعمة.
وتأخذ النقاشات الخاصة والعامة اليوم مساحات واسعة عبر وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي المتعلقة بهذه المسألة التي تحتوي المجتمع بكل مؤسساته وافراده. فالفرد العادي يستخدم الانترنيت ووسائل التواصل الاجتماعية كالفيسبوك والتويتر وغيرهما، تماماً كما تسخدمه الشركات الاهلية والعامة ومؤسسات الدولة وسلطاتها التقليدية المعروفة. لكن المنافسة على التأثير في وعي المتلقي، الذي لم يعد بدوره أحادي الاتجاه. بمعنى لم يعد متلقياً فحسب، بل ومرسلاً أو مصدراً للمعلومة بذات الوقت، ستكون في النهاية لصالح من يملك ادوات التأثير على الرأي العام، والاساس فيها الدعاية والإعلان بحلته الرقمية الجددة.
وفيما يتعلق بمعرض الكتاب في غوتنبرغ الذي أنهى أعماله الأحد 29 سبتمبر 2019، فقد ركزت المنصة الخاصة بالوعي الإعلامي، على دور المؤسسات البحثية والتعليمية في إشاعة المعرفة حول المعلوماتية ووسائل الإعلام والإتصال الجماهيرية، مع التركيز على الشبيبة والناشئة وحتى الاطفال في المدارس في إفساح المجال للنقاشات الهادفة الى خلق إدراك لمغزى التطورات الجارية في تقنية المعلومات، في المجتمع وتأثيراتها على حرية التعبير، التي ستظل بالنسبة للسويد باعتباره بلداً ديمقراطي حجر الأساس لنظامه الاجتماعي. فالمجتمع يتغير ولكن مبادئ الديمقراطيه فيه تبقى ويبقى دور وسائل الاعلام الجماهيرية، الكتب والصحف والإذاعة والتلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي والتحولات الرقمية وغيرها في التأكيد على تطبيق تلك المبادئ في حرية التكلم والاستماع والكتابة والمشاهدة والتعبير، من خلال حيادية هذه الوسائل، ومراقبة عمل الحكومة والتحقق من سلامة إدارة السلطات لمهامها. إضافة الى توفير أماكن في الفضاء العمومي للنقاشات في المتغيرات الجارية.
غير أن حرية التعبير ليست خالية من الحدود، كما أن حدودها غير ثابتة وتتأثر بالتغيرات الحاصلة في السياقات الثقافية والاجتماعية، وهذا ما تفرزه بعض النقاشات الحادة والشديدة في هذا المجال، مما يفرض مسؤلية اكبر في استيعاب هذه التطورات الحاصلة على المستويات التقنية الحديثة اصلاً كالتلفون الذكي والتلفزيون الذكي والساتلايت والذكاء الصناعي ورقمنة الانترنت وغيرها.
أننا كأفراد نساهم، بشكل وآخر، بوعي أو بدونه، في صناعة المعلومات التي تحاصرنا. فكل شخص بمستطاعه، لو سنحت له الفرصة، أن يصبح مادة او مصدرا للدعاية. غير أن الأهم في كل هذا النقاش هو أن يكون الانسان مطلعاً على ما يجري ومدركاً لمعرفة دوره في هذا العالم الجديد، والمهارات الواجب توفرها لديه لفهم دور وسائل الاعلام والاتصالات في المجتمع.. في خلق ارضية معرفية ومساهمة فعالة تستوعب هذه التطورات والتقليل من تأثيراتها الجانبية، وهذا جوهر ثيمة النقاش.



#طالب_عبد_الأمير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في محل والدي
- قصة قصيرة: في محل والدي
- نوبل في الأدب توسع آفاقها
- هل يحصل على جائزة نوبل هذا العام؟ أدونيس يقول أن منتقديه لم ...
- في الذكرى السادسة لرحيلة كاظم السماوي شاعر ومناضل اممي
- تراتيل الرجوع
- غموض وصية ألفريد نوبل وراء مأزق جائزته للآداب، عبارة «الأدب ...
- مرثية للوطن
- لوركـــــــــــا المتألق ابداً
- هل إنتهت حرب الولايات المتحدة على الارهاب؟
- مصافحة بيد واحدة
- عز الدين ميهوبي: لا يمكن تصور اتحاد يعلق عضوية الأدباء العرا ...
- سلام عبود في (زهرة الرازقي) العودة للنقاء العراقي وطيبة الجذ ...


المزيد.....




- الأرض أم المريخ؟ شاهد سماء هذه المدينة الأمريكية وهي تتحول ل ...
- وصف طلوع محمد بن سلمان -بشيء إلهي-.. تداول نبأ وفاة الأمير ا ...
- استطلاع رأي: غالبية الإسرائيليين يفضلون صفقة رهائن على اجتيا ...
- وصول إسرائيل في الوقت الحالي إلى أماكن اختباء الضيف والسنوار ...
- شاهد: شوارع إندونيسيا تتحوّل إلى أنهار.. فيضانات وانهيارات أ ...
- محتجون يفترشون الأرض لمنع حافلة تقل مهاجرين من العبور في لند ...
- وفاة أحد أهم شعراء السعودية (صورة)
- -من الأزمة إلى الازدهار-.. الكشف عن رؤية نتنياهو لغزة 2035
- نواب ديمقراطيون يحضون بايدن على تشديد الضغط على إسرائيل بشأن ...
- فولودين: يجب استدعاء بايدن وزيلينسكي للخدمة في الجيش الأوكرا ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - طالب عبد الأمير - أهمية الوعي الإعلامي لفهم تطور تقنية المعلومات ووسائل الاتصال الجماهيرية الحديثة