احمد الحمد المندلاوي
الحوار المتمدن-العدد: 6363 - 2019 / 9 / 28 - 18:30
المحور:
الادب والفن
موسوعة مندلي /71 اسماعيل
الباحث / احمد الحمد المندلاوي
# من مندلي شخصيات و ذاكرة ..في بيتهم خُبأت أسرار مدينتنا؟!
حارس المدينة ومؤرخُ وأمين الثقافة. وكل واحد منهم، يكنزُ بعضاً من حكايانا.
في مندلي مدراس عدة، ومحال تجارية كُثر، شوارع معبدة وغير معبد وبساتين غناء وحدائق، لكن في مندلي مكتبة عامة واحدة. ويقال.. الحي الذي فيه مكتبة، تندثر فيها الخرافات؟
في اقصى يسار المدينة كان بيتهم الطيني الكبير، اخوةٌ تشربوا الصبر من قيض تموز، وتعلموا الحكمة من نبات الفطر، كيف يشقوا طريقهم في الحياة. فبرز منهم المؤرخ المعروف "جميل ابراهيم"
على كتف بيتهم الايسر بساتين نخيل ورمان، وحدود محلة قلم حاج، ولد وترعرع ذاك الصبي الهادئ اللطيف عام ١٩٤٧، وتعلم الحروف الاولى في مدرسة المثنى، تدرج في مدارس مندلي حتى اجتازها كلها ليلتحق بجامعة المستنصرية، ويختار بعناية القسم الذي شُغف فيه، قسم المكتبات- كلية الاداب. لولعه بالقراءة. فشغل بعد تخرجه، مديراً لمكتبة مندلي عام ١٩٧٤ ٢٠١٢، فنهل من غدير كتبها حتى اصبح موسوعة في التاريخ والثقافة العامة. ومرت السنين عجاف على مندلي، واتت الحرب والهجرة، وبقى ذاك المدير على رأس عمله، كأي حارس مخلص وامين على ارث المدينة المهجورة، واشتدت سنوات العجاف ضرواةً، وبقيت مندلي مهجورة الا من القليل من اهلها، واتت حرب ضروس اشد من حرب العراقية الايرانية، وركنت المكتبة كانها قطعة اثرية، لا يتذكرها الا من مر بجانبها، او له فيها ذكرى او حدث، لقد انشغلت الناس بالمعيشة، وتركوا الكتاب من شدت وجع الحصار.. وجاءت حرب اشد وطئة، واكثر إلاماً مما شهدنا، فأمر مسؤول المدينة ان يسكن المهجرين في اروقة المكتبة، وذاك اخر عهد لها حين كانت قائمة وتحتضر، حتى تم إحراقها ...!! وكأن هولوكو قد بُعث من جديد! فحزن مديرها وحارسها وامينها، لكن الاحزان لا تعيد شيئاً.. فها نحن هنا لنتذكر الاستاذ اسماعيل ابراهيم حبيب الزيدي
مدير مكتبة مندلي، ونتذكر إرث مندلي المندثر من خلاله..
الباحث / احمد الحمد المندلاوي - 2019م
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
# من / صفحة (مندلي شخصيات و ذاكرة ..)
#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟