أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم فوزي - حول الاشتباك في الاحجتاجات المصرية الراهنة















المزيد.....

حول الاشتباك في الاحجتاجات المصرية الراهنة


ابراهيم فوزي

الحوار المتمدن-العدد: 6362 - 2019 / 9 / 26 - 23:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


راقبنا كما راقب جموع شعب مصر المقهور الحركة التي اندفعت في شوارع وميادين مصر تكسر حالة الصمت التي سادت على الشوارع المصرية منذ ان اعتلا الديكتاتور عرش مصر، وانفتح باب واسع من السجالات والاهتمام بتحليل الحركة وآمال انتصارها على صعيد الجماهير قبل المهتمين بالسياسة والشأن العام.

نظرة لطبيعة الحركة:

إن فرحنا الشديد كمناهضين لنظام عبدالفتاح السيسي ببداية حركة شعبية في الشوارع المصرية تطالب برحيل النظام وتكسر صمت الميادين المصرية لا يجب أن تنسينا دورنا في تحليل تلك الحركة وقراءتها قراءة جيدة وشرح دورنا وآمال انتصارها.

إن نظام الإفقار والقمع والتجويع الذي مارسته الدولة المصرية منذ اليوم الأول لصعود الديكتاتور تراكمت نتائجه حتى أصبح حملاً ثقيلًا على أنفاس الجماهير المصرية، ولم يكن يقف أمام أن تنزل الجماهير في الشوارع الا غياب الطرح السياسي الشعبي للجماهير المنتظرة الساخطة على نظام الديكتاتور، إن غياب القيادة السياسية وتردد ووقوف القادة السياسيين وعدم وعيهم وايمانهم بالدور الطليعي في الحركة المصرية وغياب طرح برنامج عمل يخلص الشعب المصري من سلطة الديكتاتور، وخوف السياسيين على مصالحهم الذاتية ورضاهم بفتات السلطة وعدم تجذير المعارك السياسية أضاع فرص كثيرة، الحركة السياسية المعارضة في مصر أضاعت فرص كثيرة واكتفوا فقط بنشر بيانات ومواقف نخبوية مثل(تيران وصنافير - الانتخابات الرئاسية- التعديلات الدستورية). هذا بالاضافة سعت الدولة لإرهاب المواطنين عبر زيادة وتيرة القمع والاعتقالات والقتل والتهجير واغلاق الميادين.

إن اختمار الظرف الموضوعي للغضب الشعبي حدث منذ وقت، فلم يعد لهذا النظام أى ظهير شعبي حقيقي، إن ما حدث في الأسابيع الأخيرة حيث تلقت الجماهير دعوات اعلامية شعبوية مكثفة اشعلت النيران في الحطب، زادت من غضب الشعب وحمست الجماهير، لتنقلب زمام الأمور مرة أخرى لتنطلق في الشوارع في حركة امتدت لميادين ومحافظات تفاجئ سلطة عبدالفتاح السيسي وتنازع على ملكية الميادين محاولة إنهاء احتلال السلطات الميادين.



هل نحن أمام صراع حقيقي داخل الدولة المصرية؟

تخرج علينا أصوات عالية من الليبراليين وبعض السياسيين المشعوذين تتحدث بأن صراع بين أروقة الحكم في مصر يهدف لازاحة عبدالفتاح السيسي من القيادة السياسية لمعسكر النهب، ويذهب البعض لما هو أكثر من ذلك محللاً أن صراع يدور بين المخابرات العامة والمخابرات الحربية من جهة أخري. قبل أن أؤكد وأنفى تلك التكهنات علينا أن نرجع خطوة للوراء ونرى كيف ولماذا تكوَن حلف الانقلاب بقيادة عبدالفتاح السيسي؟

جائت ثورة يناير لتهز سلطان دولة مبارك، بعد إسقاط ديكتاتورية البوليس وإحراق مقراته وانهاء سيطرته على الدولة المصرية اندفعت الجماهير في الشوارع واحتلت الميادين حتي سقط الديكتاتور مبارك. لم تهدأ الحركة بل انطلق المصريون يحاربون من أجل دفع رموز نظام مبارك داخل السجون، وتدمير جهاز أمن الدولة أحد أقوى أذرع نظام حسني مبارك. حبس النظام أنفاسه فخطر الثورة أصبح قريب يهدد النظام كله، وأمام هذا تعامل المجلس العسكري باستخدام مفرط للقوة حتى أصبح الشعب يعادي القوات المسلحة، انطلقت الهتافات في الميادين تطالب برحيل حكم العسكر، بعد حكم دام سنة ونصف شهد عدة مذابح (ماسبيرو - مجلس الوزراء- محمد محمود - العباسية).

عبر نضال الملايين أجبرت الدولة العسكرية لأول مرة منذ نشأتها لتسليم السلطة لرئيس مدني مع وعدهم بالمحافظة على مصالح الدولة العميقة، ولكن باستمرار الاحتجاجات انتزعت الجماهير مساحات من الممارسات السياسية والنضالية لم تكن ابداً تصب في مصالح قلب نظام الدولة أو رجال الأعمال. امتدت الإضرابات حتى وصل تطور الحركة في بعض منها لاستيلاء العمال على المصانع (مثال مصنع رامي لكح). أصبح الغضب الشعبي من حكومة الاخوان المسلمين مضاعف وأصبح الخطر أقرب على الدولة المصرية.

ومن أجل الحفاظ على مصالح الفساد تعاون عبدالفتاح السيسي مع مجموعة من المرتزقة "تمرد" ليحدث انقلاب عسكري يعقبه خطوات من القمع لإنهاء حالة من التمدد الثوري في الميادين، فنفَذ حظر تجوال دام لمدة شهور، وبحجة الحرب على الإرهاب قمعت كل الأصوات المصرية المطالبة بالحرية والعدالة الاجتماعية، تم اغلاق مقرات الأحزاب وبعض الجرائد المستقلة وإلقاء القبض على النشطاء والمدونين والطلبة ...الخ.

عبر تلك الخطوات القمعية والاحتلال الدائم للميادين تمكن النظام العميل من السيطرة على الشارع المصري، والسيطرة على كل وسائل الإعلام المملوكة للدولة والمستقلة، ليعلن السيسي بداية عصر جديد من تماسك الطبقة الحاكمة واعلان انتصاره على الثورة المصرية كان عليه :
أولاً، إرضاء رجال الجيش والشرطة والقضاء -أسلحته للقمع المباشر-، قدم السيسي تنازلات سخية من زيادة مرتبات وحصانة وعدم ملاحقات قانونية، لتتكون طبقة الحكم بمفهوم العصابات، السيسي وخلفه ضباط الجيش والشرطة.

ثانياً كان عليه إرضاء رجال الأعمال، من أجل اكتمال اصطفاف النظام الطبقي خلف السيسي، فقد اقترض مليارات الدولارات من صندوق النقد والبنك الدوليين ومن الصين والخليج وأمريكا بشروط اقتصادية مجحفة على الطبقات الفقيرة من المجتمع و بفائدة مضاعفة في السداد وتسهيلات جديدة لرجال الأعمال، حتى يتمكن من ضخ المليارات في مشاريع تحقق نجاح فاسد لكل الأطراف، وتنتفع دولة السيسي اعلامياً عن طريق الضجة التي تقام حول المشاريع التي يشيدها، وينتفع كبار رجال الأعمال والجيش والشرطة بمليارات الجنيهات ليضمن ولائهم.

ثالثاً من أجل إرضاء النظام العالمي لدعمه في مشروعه الاقتصادي وغض الطرف عن ممارساته القمعية تجاه الجماهير والحركة السياسية، قدم تنازلات علي سبيل المثال : الموافقة على صفقة القرن قبل إعلان بنودها أمام الشعوب، وتنازل عن جزيرتي تيران وصنافير من أجل حماية أمن إسرائيل.

رابعاً، قمع كل من تسول له نفسه منافسته على مقعده وسيادته في الحكم (اعتقال أحمد شفيق وسامي عنان -قتل محمد مرسي بدم بارد).
وبهذا أصبح الديكتاتور مسيطر على عرش مصر تدعمه طبقة حكم فاسدة متصالحه وداعمة لكل إجراءاته القمعية من قتل وتخويف وتهجير.

إن شرح المعطيات السابقة لا يمكن أن يؤول بالضرورة إلى الشرح الليبرالي حول وجود تشققات داخل النظام تسعى لإحداث تغيير في المعادلة السياسية، وانه درب من دروب التكهنات والتنجيم التي لا تنبع أبداً من تحليل سياسي مادي علمي. لكن ما يمكننا رصده بوضوح هو أن مجموعة من فلول مبارك الذين لم تلتقي مصالحهم وأطماعهم السياسية مع نظام عبدالفتاح السيسي يحاولون بوضوح دفع الشعب للنزول للشوارع من أجل تحقيق شروط جديدة في المعادلة السياسية يستطيعون من خلالها تمديد نفوذهم وتحقيق أطماعهم في الرجوع للسلطة.

أما ما يمكننا التنبؤ به من خلال فهمنا وقراءتنا لخبرات الثورات السابقة أنه لا تحالفات تدوم للأبد، فقد تضطر الطبقة الحاكمة في مصر للاستغناء عن حكم السيسي من أجل الحفاظ على نفسها وعلى مصالحها السياسية والاقتصادية عبر الاطاحة به كما فعلت الدولة بمبارك في السابق.

ما العمل؟

إن الحركة التي نشأت بشكل شعبوي غير مسيس أحيت النقاشات السياسية من جديد وحولت الاهتمام بالسياسة والسلطة من حيز نخبوي الى حيز شعبي كما حدث عقب ثورة 25 يناير. فالجميع الآن يناقش ما العمل من أجل إسقاط دولة عبدالفتاح السيسي. بلا شك سنشهد استمرار لذلك الحراك في الأيام القادمة.

علينا أن نشارك في ذلك الحراك لا مشاركة ميدانية فحسب بل بتكوين سياسة لتك الحركة تحاول دفعها لمصالح الأغلبية الشغيلة من الوطن، وتمنع تغلغل الفلول والعسكر ورجال الأعمال بداخله عبر افهام واعداد الجماهير لدورها وأن مصالحها تكمن في الخلاص من ضباط الجيش والبوليس والقضاء. علينا أن نطور سلاح الجماهير في التعامل مع دولة عبدالفتاح السيسي، يجب أن يتجذر الصراع ليصل الي مؤسسات الدولة "الجامعات والمصانع والهيئات"، على تلك الحركة أن تعدَ وتدعو وتنشر أوسع دعاية من أجل الإعداد لإضراب عام يشل يد الدولة المصرية ويمكن الجماهير من إعلاء كلمتها. إننا لا نسعي لإزاحة عبدالفتاح السيسي من السلطة فحسب، حتى لو كانت خطة صعبة وتحتاج لكثير من النضال والكفاح، بل نحلم بإنشاء مجتمع ديموقراطي لا طبقي فيه السلطة الحقيقية للشعب.



#ابراهيم_فوزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا فشل تكتيك الاضراب العام في الثوره المصريه ؟


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم فوزي - حول الاشتباك في الاحجتاجات المصرية الراهنة