أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - طارق رؤوف محمود - الطفولة البائسة في العراق















المزيد.....

الطفولة البائسة في العراق


طارق رؤوف محمود

الحوار المتمدن-العدد: 6362 - 2019 / 9 / 26 - 11:17
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    




تحتفل الكثير من دول العالم باليوم العالمي للطفل وبأوقات مختلفة ومنها في شهر تشرين الأول والثاني من كل عام ، نحن في العراق هل نحتفل ؟ بعد تشرد العائلات الى خارج الوطن ونزوح الاخرين داخله والارهاب والعصابات المنضمة ،ثم تهجير ونزوح الالاف بعد ان هدمت بيوتهم ومؤسساتهم التعليمية ولجأ معظمهم الى الخيام في أماكن نائية لا وجود لمدارس او معاهد فيها ،عمليا حرم الطلبة والأطفال من التعليم في جميع المراحل وبالأخص الدراسة الابتدائي والمتوسطة التي تخص الطفل العراقي، كما ان العديد من اطفلنا فقدوا معيلهم واصبحوا يتسولون في الشوارع وبيع السكائر وغير ذلك لكسب لقمة العيش لعوائلهم ، اكيد هذا الطفل فقد شخصيته الاجتماعية واضطرب سلوكه نتيجة المعاناة والقلق النفسي والاكتئاب ودفع العديد من الأطفال الى الانحراف والسرقة والكذب والعنف ، اذهبوا الى منطقة معامل الطابوق ستجدون مئات من الأطفال يعملون لإعاشة عوائلهم
زوروا شوارع العاصمة بغداد وشاهدوا الأطفال بعمر الزهور يفترشون الأرض لبيع السكائر وبعض اللوازم الأخرى، وأيضا ستنبري لكم سيارات التاكسي وهي تنقل العشرات من الأطفال لتوزيعهم على الشوارع والازقة للتسول تديرهم شبكات من العصابات ثم تستخدمهم للسرقة والمخدرات والجرائم الأخرى اذهبوا الى ورشات تصليح السيارات والى الأسواق ستجدون مئات من الأطفال يعملون بأجور زهيدة جدا وبخلاف احكام قانون العمل وتسربوا من مدارسهم ، وحالات أخرى غير أخلاقية يستغل الأطفال فيها لبراءتهم وصغر سنهم، ناهيك عن جرائم اختطاف الأطفال والمساومة عليهم او بيعهم والمتاجرة بهم خارج الوطن، ويشاهد العالم من خلال شاشات التلفزيون حال الأطفال في المخيمات وهم يعانون اقسى الظروف التي لا يتحملها البشر بالإضافة الى فقدانهم الدراسة والتعليم .. ان حال الطفولة في العراق اسوء ما في العالم هذا ما تؤكده منظمات الأمم المتحدة والجهات المعنية بحقوق الانسان لأنها مخالفة لمبادئ إعلان جنيف لحقوق الطفل لعام 1934 وإعلان حقوق الطفل الذي اعتمدته الجمعية العامة في 30/ تشرين ثاني / 1959والمعترف به في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وفي العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية ولا سيما في المادتين 33 ،34 كما تعترف الدول الموقعة إن لكل طفل حقا أصيلا في الحياة ، وعليها تسجيله فور ولادته وله الحق في الاسم والجنسية، و ينبغي إن ينشأ في بيئة عائلية وفي جو من السعادة والمحبة والتفاهم، وتربيته بروح المثل العليا، وخصوصا بروح السلم والكرامة والتسامح والمساواة والحرية والإخاء ، وتكفل الدولة هذه الحقوق وفقا لقوانينها والتزاماتها بموجب الصكوك الدولية المتصلة بهذا الشأن . اليس من حقنا ان نقارن بين حال الطفل العراقي.. وبين حال الطفل في دول العالم المتحضر؟ عندها سندرك كم كنا على خطأ في رعاية الطفل، وان التاريخ سيلعننا لغدرنا بالطفولة!
وهذه لمحة بسيطة عن الطفولة وتعليمهم في الغرب:
التعليم في مراحل الطفولة المبكرة اخذ ازديادًا واضحًا في العالم حيث انضمت العديد من المدارس الخاصة وبعض المدارس الحكومية لتقدم تعليم مرحلة ما قبل المدرسة وقبل الروضة (والذي يعرف ما قبل الحضانة) فإن السنوت الثلاث إلى الخمس الأولى من حياة الطفل يمكن أن تكون هي الفترة الأكثر أهمية في تعليمه. وخلال هذه المرحلة العمرية، تسعى هذه العقول الصغيرة بجد لتطوير الجوانب البدنية والفكرية والعاطفية وتبنت العديد من الدول اسلوب التعليم ما قبل الحضانة. يبدأ الأطفال تعليمهم الرسمي في حوالي سن السادسة وقبل ذلك يلتحقون ببرنامج للروضة في سن الخامسة أو برنامج للحضانة قبل ذلك السن). يلي ذلك اثنا عشر عاما من الدراسة، حيث يكمل الطالب عادة الصفوف الدراسية من الصف الأول حتى الثاني عشر
بناء الطفولة : الدولة تتكفل الطفولة أينما تكون في المدرسة او البيت في الجانب العلمي ،والمعاشي ،والصحي ،والاجتماعي ، وتقدم لطلاب الصفوف الابتدائية والمتوسطة ايضا وجبات فطور صباحا وأخرى ظهرا (بوفيه) كما تتكفل الدولة الحفاظ على تنشأت الطفل بشكل سليم حيث لا يجوز معاملته في المدرسة او في البيت بالزجر والضرب او استخدام العنف معه من قبل إدارة المدرسة او البيت واي مخالفة تخضع للمسائلة ، كما تقوم مراكز طبية متخصصة بزيارة مدارس الأطفال لأجراء فحوص دورية للسمع والنظر ، والاسنان مجانا للتأكد من سلامة الاطفال، كما تضم مدارس الأطفال باحثات متخصصات اجتماعيا يراقبون الأطفال ويسعون لمعاونتهم في كثير من الحالات وبنفس الوقت يقدمون العون لعوائل الاطفال من ذوي الدخل المحدود ، وتقوم الباحثات بين فترة وأخرى اعداد حقائب تحتوي على عدد من المواد التي تحتاجها هذه العائلات وترسلها لهم دون علم أي احد. ويتناول الطلاب المناهج المقررة لمراحل دراستهم، بالإضافة الى محاضرات إضافية تركز على حب الوطن والإخلاص له ،والحفاظ على النظافة في المرسة وفي جميع الأماكن وسلوك الطريق السليم بالتعامل مع الاخر والتسامح والابتعاد عن الكذب والسرقة والعنف ،كل ذلك لغرض بناء شخصية الطفل.ومعظم أطفال المدارس ينقلون بسيارات الباص من البيت الى المدرسة وبالعكس ،وباصات الطلبة تتمتع بامتياز عند وقوفها لنقل الطلبة حيث تلزم كل السيارات الخاصة والعامة بالوقوف خلفها او بجانبها لحين صعود الطلبة او نزولهم وهناك أيضا مرشدين عند باب المدارس لمساعدة الأطفال حال خروجهم او عبورهم الشارع.
اما مدارس الأطفال شيء رائع (عندما تشاهدها ستصاب بحصرة وألم على حال مدارسنا )صالات الدراسة واثاثها تحتوي كل وسائل التعليم وأجهزة الكومبيوتر قاعات منتشرة لكل اقسام الرياضة والفنون ، مخازن وورش ومطابخ والعديد من الأماكن الصحية ،ناهيك عن الحدائق التي تزهو بأنواع الزهور والأشجار وساحات الألعاب الرياضية المتنوعة ، وتقوم الإدارة بوضع مناهج لتوعية الأطفال من خلال الزيارات الى كثير من المؤسسات والمراكز التجارية والترفيهية ،والحدائق العامة وحدائق الحيوانات بالإضافة الى سفرات متنوعة الى المراكز التاريخية والتراثية وسفرات الى المدن ، او غير ذلك العديد من الخدمات والهدايا ووسائل الايضاح التي تقدم للطفل من قبل الدولة والمؤسسات والشركات التعليمية والخيرية .وبين فترة وأخرى تلتقي الإدارات مع أولياء الأطفال وتقوم كل معلمة حسب منهجها بشرح وضع أطفالهم بالتفصيل ، ويتعامل المدرسين والمرشدين مع الطلبة الأطفال بكل لطف وشفافية ، ان رعاية الطفل تفوق أي رعاية أخرى .
هذه لمحة مختصرة عن رعاية الطفل في الغرب وامريكا ، كي نحصي مظلومية أطفالنا الذين فقدوا مدارسهم ووسائل التعليم والمعرفة ؟، يسرحون في ارض الخراب دون العناية الصحية والغذائية وتحت ظروف قاسية من الحر والبرد والمطر، وهم رجال المستقبل لا كننا نبعثهم ظلما لمستقبل مجهول بغير حسام؟



#طارق_رؤوف_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وحدة نضال الوطنيين المستقلين كفيل بانقاذ العراق
- التطرف والحروب - تطمر فرص السلام وتدمر عالمنا العربي والاسلا ...
- عيد الاب -
- دور المنظمات النسوية في تحسين أوضاع المرأة ، بمناسبة يوم الم ...
- العلماء المهجرين ووطنيتهم .. وبدلا عنهم الجهلة والمتخلفين
- المدافعين عن كرامة وحرية الانسان وبين من ينتهك حقوق الانسان ...
- جرائم العنف والاغتصاب .. والقوانين الدولية .. بمناسبة اليوم ...
- الخلاص من الارهاب ؟ والفاسدين والميليشيات المومولة وعصابات ا ...
- استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين
- رجال من الزمن الجميل- رشيد محمود طه - وزير العدل الاسبق
- الام مدرسة اذا اعددتها - اعددت شعبا طيب الاعراق - بمناسبة يو ...
- يوم المرأة العالمي وظاهرة التحرش والعنف ضدها
- هل نحتفل بعيد الحب
- العراق ودول الجوار والانتخابات والدكتور العبادي
- زمر جياع المال والسلطة لم يشبعوا ؟
- مناهضة العنف ضد المرأة - وزواج القاصرات
- استفتاء التقسيم نذير شئم - واليوم العالمي للسلام
- عودة داعش الارهابي على الحدود العراقية بحافلات حلفائنا
- النظام القضائي الاميركي .. وبلاد الرافدين اليوم
- دول العالم تحقق السعادة والامن للشعب دون جيوش او فصائل مسلحة ...


المزيد.....




- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...
- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - طارق رؤوف محمود - الطفولة البائسة في العراق