الشرائع السماوية جاءت لهداية وإصلاح البشر وأفعال الناس ليست حجة عليها

عبد العزيز فرج عزو

الحوار المتمدن-العدد: 6358 - 2019 / 9 / 22 - 00:09
المحور: حقوق الانسان
    

الخلط بين شرائع السماء والأفعال البشرية عمل غير سليم فالأفعال البشرية هي من عمل
الإنسان ووسوسة الشيطان أما شرائع الله تعالي التي نزلت علي الأنبياء والمرسلين فقد
جاءت بالحق من الله تعالي لكل خلقه فالأنبياء جميعا من أول سيدنا ادم وحتى سيدنا محمد
عليهم السلام لا يخالفون ما نزل عليهم من آيات وعبر ومواعظ ربانية اللهم سوي
بعد عتاب لهم في بعض الأمور التي اجتهدوا فيها من أنفسهم للصالح العالم ولكن جاء
العتاب لهم من الله لتصحيحها فالإسلام والشرائع السماوية التي نزلت بالوحي الشريف
علي الأنبياء والمرسلين هي التي نزلت بالصدق والخير والحق والإصلاح للناس
ولكن الأقوام التي خالفت الخير الذي نزل بها ونشروا الفساد ولم يمتثلوا لأمرها هم
من يتحملون وزرهم وأخطاءهم وطبائعهم الفاسدة فالإسلام والشرائع السماوية التي
نزلت من الله لم تكره احد من الناس في الدخول فيها أو الخروج منها يقول الله تعالي
[ وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ] سورة الكهف الآية رقم 29.
وقال الله تعالي أيضا [ ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا. أفأنت تكره
الناس حتى يكونوا مؤمنين ] سورة يونس الآية رقم 99.
إما استناد بعض الناس إلي روايات وقصص مدلسة ومخالفة للشرائع السماوية الصحيحة
كتبت في أزمان قديمة تقر بعض الأعمال والأفعال المخالفة لبعض معتنقي الشرائع السماوية
فهذا ليس حجة علي مناهج السماء الصحيحة بل هي حجة علي من فعلها ودسها في الكتب
التي تخالف القران الكريم والكتب السماوية الاخري فبعض العرب والمسلمين واليهود
والمسيحيين الذين خالفوا ما نزل علي أنبيائهم من آيات بينات واضحات والتي تأمرهم
بالخير والرحمة والصدف والأمانة والإصلاح والتعامل الإنساني السليم في
كل المجالات في الأرض مع كل البشر وأداء الحقوق ونشر العدالة والحق
وقد خالفوا ما جاء بها من خير وقاموا بالقتال ضد بعضهم وسلب حقوق الغير وممارسة
أفعال ضارة في كثير من العصور السابقة والحالية فهؤلاء قد خالفوا وصايا الله التي جاءت
في الكتب السماوية وقام الأنبياء بتبليغها لهم ولكن لم يمتثلوا ويعملوا بها وخالفوا أمر الله
تعالي واتجهوا لنشر الإجرام والفساد والسرقة والقتل ...الخ فهؤلاء الذين أجرموا في
حق أنفسهم وفي حق الناس والمجتمع يتحملون وزرهم وأخطاءهم وحدهم ولا نحملها
لشرائع السماء التي أمرت بالخير والصلاح في كل شئون الحياة ونقول لهؤلاء إن شرائع
السماء التي جاءت لكم ولغيركم للإصلاح والخير هي حجة عليكم في الدنيا والآخرة
ونقول لهم أيضا أن من اقترف إثم وفساد وإجرام في حق نفسه وفي حق الغير ولم يتب
ويرد الحقوق لأصحابها قبل موته فحسابه عند الله تعالي يوم القيامة الذي لا يغفل ولا ينام
فالله تعالي خالق كل شيء وهو لا يظلم احد فلا نتحجج بما جاء بعض كتب التراث والتي
أمتلئ الكثير منها بأشياء تخالف منهج السماء الصحيح سواء كان ذلك في الإسلام أو المسيحية
أو اليهودية فلا نحمل أفعال البشر الخاطئة التي اقترفوها في الدنيا ضد بعضهم إلي الكتب السماوية
الطاهرة ولا نحمل الأنبياء والمرسلين الذين أرسلهم الله للإصلاح والهداية للناس دون أكراه لا احد
في الدخول فيها أو الخروج منها كما قلنا عاليه وكذلك نقول إن الأنبياء والمرسلين لا يقتبسون شرائع
الغير ووضعها في كتبهم الأنبياء لا يملكون هذا الأمر فالله تعالي هو المشرع وحده والأنبياء
هي التي تبلغ وترشد الناس فقط قال تعالي في كتابه الكريم [ قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول
فإن تولوا فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم وإن تطيعوه تهتدوا. وما علي الرسول إلا البلاغ
المبين ] سورة النور الآية 54.
وقال تعالي أيضا [ إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا. وإن من أمة إلا خلا فيها نذير وإن
يكذبوك فقد كذب الذين من قبلهم جاءتهم رسلهم بالبينات وبالزبر وبالكتاب المنير ]
سورة فاطر الآية 24.
ونقول أيضا أن الأنبياء والمرسلين عندما يبشرون بعض الناس في زمانهم او للناس من
بعدهم بالجنة فهذه بشارة فقط لتحفيزهم لفعل الخير والصلاح لأنفسهم وللناس ولكن الأنبياء
لا يملكون لأحد دخول الجنة أو النار وإنما الذي يملكها هو الله تعالي وحده فقط فكلام الأنبياء
بالنسبة لتبشيرهم بدخول الجنة ليس سك لهم بدخول الجنة وإنما تحفيزهم لعمل الخير لعلهم
يكونوا منها يوم القيامة بأمر الله تعالي فالأنبياء والمرسلين رغم أنهم من أهل الجنة لا يملكون
مفاتيحها أو دخولها إلا بأمر الله تعالي لهم يوم القيامة قال تعالي [ قل لا أملك لنفسي نفعا
ولا ضرا إلا ما شاء الله. ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء. إن أنا
إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون ] سورة الأعراف الآية رقم 188.
فالخلاصة أن إصرار بعض الناس من اتباع الشرائع السماوية الثلاث علي الأفعال والأعمال
الضارة علي مر العصور السابقة والحالية والقادمة هو عمل ليس في صالحهم بل سوف
يحاسبون عليه يوم القيامة لأن الله لم يأمرهم إلا بالخير في الدنيا وحسن الثواب في الآخرة
بشرط الامتثال لأمر الله تعالي والعمل بوصاياه الطيبة في الدنيا قال تعالي [ يا أيها الذين
آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون ] سورة الحج الآية رقم 77
فكل إنسان سوف يحاسب أمام الله تعالي علي ما فعل من خير أو شر كل علي حده قال تعالي
في كتابه الكريم [ ولقد جئتمونا فرادي كما خلقتاكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم.
وما نري معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء لقد تقطع بينكم وضل عنكم ما كنتم تزعمون ]
سورة الأنعام الآية رقم 94.
وقال أيضا [فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره. ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ] سورة الزلزلة الآيات
رقم 7 و8

#عبد_العزيز_فرج_عزو (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات