أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - أوات أسعدي - السياسي أوتو ويلس وصيحته الانسانية الشجاعة ضد الدكتاتورية (1873.09.151939.09.16)














المزيد.....

السياسي أوتو ويلس وصيحته الانسانية الشجاعة ضد الدكتاتورية (1873.09.151939.09.16)


أوات أسعدي

الحوار المتمدن-العدد: 6353 - 2019 / 9 / 17 - 23:30
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


بمناسبة مرور 80 عاماً على وفاته....

مانعرفه عن السیاسي الألماني الشجاع أوتو ویلس الذي أنتخب عام ١٩١٩ رئیساً للحزب الإشتراكي الدیمقراطي الألماني، هو أنە کان أحد أبرز المناهضین لهتلر و صعود حزب الإشتراكي القومي في بلاده. حیث توفي بعد أسبوعين من هجوم المانیا النازية علی بولندا عام 1939 في منفاه بباريس وهو أبن السادس والستين.
لقد كتب الكثير من المقالات حول شخصیة و حیاة ویلس، الذي يستحق التقدير في كل زمان، لکننا نعرض هنا بإختصار ما کتبه جورج بونش في مجلة دير شبیغل الألمانیة عن اعتراضه الجريء لقانون الذي منح هتلر ان يصبح دكتاتوراً في المانيا.
في الثالث والعشرين من مارس/أذار عام 1933 و بالتحديد في الساعة 2,05 ظهراً بدأ إجتماع البرلمان في برلين و في دار الأوبرا كرول. كان هناك صليباً معقوفاً ضخماً مرعباً معلق على الحائط خلف المنصة یلمع. أستخدم تلك القاعة المعروفة کمکان للإجتماع بعد حرق الرايخستاغ (مبنى البرلمان الالماني).
أما رجال کتیبة العاصفة الـ "إس أ" و وحدات من الـ "إس إس" فقد کانت تحمي أماکن الدخول والخروج من القاعة، وكان بعضهم يصرخ بملء حنجرته: "نطالب بقانون التفويض، وإلا فستندلع نار!"
لم يحضر 107 عضو من أعضاء البرلمان من الحزبين الإشتراكي الديمقراطي و الشيوعي الألماني الإجتماع لأسباب معروفة، فأنهم كانوا إما قابعين في السجون أو هاربين خوفاً على حياتهم.
وكان هتلر بحاجة الى أغلبية ثلثي أصوات الحاضرين، وبالتالي توصل کل من وزير الداخلية فريك ورئيس الرايخستاغ غورينغ الی مایمکن وصفه بخدعة، حيث إعتبرا النواب الغائبين بدون عذر بـ "حاضرين". وهكذا لم تنجح مسألة مقاطعة الإجتماع. لم يُحصى مقاعد نواب الحزب الشيوعي الألماني (81 عضواً) وبذلك اکتمل "النصاب القانوني".
ومع ذلك فقد ظل الإئتلاف المكون من حزب النازيين والحزب الشعب الوطني الألماني بقيادة هوغنبرغ معتمداً على سلوك حزب الوسط وحزب الشعب البافاري. وكانت هاتان المنظمتان تمثلان الكاثوليكية السياسية المتفككة داخلياً.
وربما كان بأمکان هذين الحزبين منع دفع البلاد الی الهاوية. لکن عندما أكد هتلر، وهذه المرة مرتدياً الزيّ العسكري، بأن الطوائف المسيحية "أهم عوامل حفظ الأمة الألمانية" و ستبقى حقوق تلك الطوائف مصانة، أصبح في وضع يسمح له ان يكون مطمئناً بالحصول على أصوات هذه الأحزاب.
عند الساعة 6,18 مساءً صعد رئيس حزب الإشتراكي الديمقراطي الألماني أوتو ويلس على المنصة ليلقي کلمته، وفي يده مخطوطة من خطاب كتبه له الصحفي فريدريك شتامفر وكان ذلك الخطاب أخر إقرار رسمي عن الإلتزام بالديمقراطية.
تكلم ويلس بهدوء وبتأمل، ولم يسمح ان يتشتت إنتباهه بسبب ضحكات النازيين، التي دونت بشكل مستمر في المحضر الرسمي للجلسة. "أنتم"، وجه خطابه الى نواب النازيين "أنتم تسعون في بادئ الأمر القضاء على الرايخستاغ بغية مواصلة ثورتكم". هذا وشدد ويلس قائلاً ، "إن تدمير ما هو موجود بالفعل، لم يكن يوماً من الأیام ثورة".
قبل ان يهتف أنصار هتلر "صيحات صاخبة عن الخلاص" (هكذا في البروتوكول) أقر زعيم الحزب الإشتراكي الديمقراطي علانية ً "بأنتمائه في هذه اللحظة التاريخية الى مبادئ الإنسانية والعدالة والحرية والإشتراكية". ومن ثم خاطب ويلس المستشار الالماني هتلر قائلا ً: "لا يمنحك اي قانون تفويضي تلك السلطة لتدمير الأفكار التي هي أبدية وغير قابلة للدمار".
كان هتلر غاضباً وفي طريقه إلى المنصة دفع بقوة بنائبه بابن، والذي كان يحاول تهدئته، الى الجانب. "وأنا لا أريدكم أبداً أن تصوتون على ذلك" هكذا صرخ الرجل في وجه الإشتراكيين الديمقراطيين. "ينبغى ان تصبح المانيا حرة، ولكن لا عن طریقكم!"
إضطر ويلس بعد فترة وجيزة على أثر ذلك الى الفرار، حیث توفي عام 1939 في باريس.
لقد صوت 444 عضواً لصالح قانون التفويض، وكان ذلك أغلبية كبيرة جداً، وقد علق رئيس حزب الوسط اللاهوتي لودفيغ كاس علی هذا الأمر في إشارة الى "المأزق الملتهب الذي يعانيه الشعب والدولة."
والليبراليون من جهتهم، ومن ضمنهم النائب تيودور هويس والذي اصبح في وقت لاحق أول رئيس لجمهورية ألمانيا الإتحادية، فقد وضعوا "مخاوفهم الجدية" جانباً "تحسباً لتطورات قانونية ملائمة".
ولم يكن هناك سوى 94 صوتاً ضد القانون، أتت جمیعها من قبل أعضاء الحزب الإشتراكي الديمقراطي الألماني.
دخل القانون في اليوم التالي حيز التنفيذ، أطلق هتلر علیه إسم "قرار السلم أو الحرب". وعلقت الجریدة المركزية للحزب النازي "فولكشة بيوباختة"، بأنە بأستطاعة هتلر من الآن فصاعداً أن "يفعل كل ما هو لازم لخلاص ألمانيا." وهذا يعني بکل وضوح: "أن وهم بابن و هوغنبرغ، بالقدرة على إستخدام هتلر لإقامة دولة استبدادية قد تفتت بعد أقصر وقت. أما هتلر فقد کان في طريقه نحو الدكتاتورية من دون رجعة.



#أوات_أسعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التغلب على الماضي.. برانت والمالكي
- هل يحقق المالكي ما تمناه الملك فيصل الاول؟


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة طعنه وما دار بذهنه وسط ...
- مصر.. سجال علاء مبارك ومصطفى بكري حول الاستيلاء على 75 طن ذه ...
- ابنة صدام حسين تنشر فيديو من زيارة لوالدها بذكرى -انتصار- ال ...
- -وول ستريت جورنال-: الأمريكيون يرمون نحو 68 مليون دولار في ا ...
- الثلوج تتساقط على مرتفعات صربيا والبوسنة
- محكمة تونسية تصدر حكمها على صحفي بارز (صورة)
- -بوليتيكو-: كبار ضباط الجيش الأوكراني يعتقدون أن الجبهة قد ت ...
- متطور وخفيف الوزن.. هواوي تكشف عن أحد أفضل الحواسب (فيديو)
- رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية -لا يعرف- من يقصف محطة زا ...
- أردوغان يحاول استعادة صورة المدافع عن الفلسطينيين


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - أوات أسعدي - السياسي أوتو ويلس وصيحته الانسانية الشجاعة ضد الدكتاتورية (1873.09.151939.09.16)