11 سبتمبر 2001 ؛يوم فجرت أمريكا نفسها بنفسها .

نور الهدى عساسي

الحوار المتمدن-العدد: 6348 - 2019 / 9 / 11 - 05:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

وحوش وول ستريت هم من نفذ المذبحة ؛ تنظيم القاعدة ليس له الامكانيات اللازمة لتنفيذ مثل هذه العملية الرهيبة ؛ القاعدة قد تستهدف مبنى بسيارة مفخخة ؛ او ترسل انتحاري بحزام ناسف لمحطة قطار او مركز تسوق؛ أو شاحنة دهاسة مجنونة تمعس الناس في الشارع ؛ أو شخص مسطول يحمل سكينا ليبقر بطن امرأة بأحد شوارع باريس أو لندن أو ميونيخ .. لكن أن تنجح القاعدة باختطاف طائرات و تصويبها كصواريخ عملاقة نحو برجي التجارة العالمي ؛ ومركز البانتاغون ؛و يتسبب ذلك في موت أكثر من ثلاثة ألف شخص فهذا من ثامن المستحيلات ؛ رفقا بعقولنا .

الجناة هم عصابات لوبيات السلاح و النفط والعقار و الدواء و الغذاء و الاشهار والتبغ و قطع الغيار ...والتي لم تكن راضية على تدبير ساسة أمريكا لمصالحها في العالم ؛ مثلا بالنسبة لشركات السلاح الكبرى ؛ كانت هناك بؤر توترات و إرهاصات حرب في أكثر من نقطة في العالم؛ و كان من شأنها ابرام عقود بيع اسلحة بالمليارات لكن أداء الحكومة الأمريكية لم يكن ناجعا؛ اذ لم تقم الحكومة الأمريكية بتنشيط و تفعيل تلك البؤر المتوترة بطريقة جيدة ؛ ففوتت على اللوبيات أرباحا بالمليارات وفوتت على خزينة الدولة مداخيل ضريبية ينتفع منها المواطن الأمريكي عبر المشاريع الاجتماعية . التعليم – الصحة – السكن - بناء الطرق .....و الشركات العملاقة بأمريكا هي المؤثر رقم واحد في الانتخابات الرئاسية و هي من تختار رئيس البيت الأبيض.

رفقا بعقولنا؛ ليست القاعدة هي من نفذت العملية؛ بل أمريكا فجرت نفسها نفسها؛ عالمنا متوحش وهذا التوحش يزداد يوما بعد يوم وبوتيرة مخيفة؛ و أحيانا تضطر دول كبيرة تنفيذ مذابح وولائم دم في حق مواطنيها من أجل أجنداتها السياسية ؛ و أحيانا تذبح رؤسائها كم حدث مع جون كنيدي سنة 1963
بعد أحداث 11 سبتمبر تم غزو افغانستان والعراق و تم التخطيط لزوابع الربيع المدمر التي احرقت سوريا و ليبيا واليمن و أعطبت مصر وتونس ؛ وقسمت السودان الى شطرين؛ ووضعت امريكا يدها على نفط السعودية ومواسم الحج و نجحت في تحصيل الجزية من المملكة البعيرية ؛ وتم الترويج لايران كفزاعة في وجه السعودية ومشيخات الخليج فأبرم الخلايجة المسطولين عقود بيع أسلحة بالمليارات؛ و هذا السلاح استعملته السعودية و الامارات لتدمير اليمن وقتل أطفاله و بعض هذا السلاح سيطاله الصدأ ليرمي في مكب نفايات بصحاري الربع الخالي ليتم شراء أسلحة أخرى بأثمان باهضة ؛ و الآن يتم التخطيط للشوط الثاني من الربيع العربي الذي سيطال الملكيات والسلطنات لتصير بلداننا خرائب تنعق فيها البوم و جحورا للكلاب الضالة ...
أمريكا الآن تعد العدة لذبح السعودية؛ و ايران تمسك سطل الماء والمنشفة تماما كما فعلت مع الطالبان و صدام حسين ؛ ايران فتحت أجوائها السيادية وملفاتها الاستخباراتية للمقاتلات الأمريكية لضرب وتشتيت الطالبان بأفغانستان ؛ و هي من فتحت جنوب العراق حيث لها نفوذ للقوات الأمريكية التي ألقت القبض على صدام ....وهنا لا ألوم ايران التي تتقن لعبة الشطرنج ؛ وتتعامل مع أمريكا بمصطلح الند للند عكس آل سعود الذين يدفعون الجزية لأمريكا و يسمحون لها بقواعد عسكرية ...

#نور_الهدى_عساسي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات