أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد دوير - الحداثة الغائبة والتحديث الريعي














المزيد.....

الحداثة الغائبة والتحديث الريعي


محمد دوير

الحوار المتمدن-العدد: 6347 - 2019 / 9 / 10 - 23:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حينما دخلت مصر مرحلة التحديث منذ 200 سنة تقريبا، لم يسبقها عملية فصل ثقافي وقطيعة معرفية ونقد للواقع والتراث الذي تقف عليه . وبعد عدة سنوات وقعت تحت الاحتلال الانجليزي ولم تخرج منه سوي علي ايدي حكم العسكريين الذي استمر حتي الآن. وطوال هذا الفترة لم تجد من المساحة ما يسمح لها بحسم القضايا الخلافية كالديمقراطية والفقه الدستوري والمواطنة ودور الدين في الحياة والخلافة ودور المثقفين والنخبة وحدود العلاقة بين الطبقات ومدي نقائها الاقتصادي واستقلالها ...الخ .
كان من بين أهم هذه القضايا التمييز بين مصطلحي " الأمة" و " والوطن " .. انحاز للأول التيار الإسلامي والقومي والمصري حيث فهم كل منهم الأمة وفقا لمنهجه في التناول.فيما انحاز الليبراليون لمفهوم الوطن وما يعني من دلالات. وحينما شرع الفقهاء القانويين في وضع دساتير البلاد وضعوه وفقا للعقيدة الوطنية وليس الأممية، ولكن الممارسات كانت اقرب الي فكرة الأمة، سواء امة الخلافة أو القومية العربية أو الخصوصية المصرية ذات البعد التاريخي الفرعوني.فحدث انفصان في الشخصية المصرية المعاصرة، حيث يشير الدستور الي شيء ويمارس الحاكم شيء أخر، يتحدث الدستور عن المواطنة ويتحدث الزعيم عن الدولة. يحافظ الدستور علي الفصل بين السلطات، وتسعي السلطات علي الواقع للاندماج تحت العرش الرئاسي .. لا يختلف في هذا المسعي الموالاة والمعارضة . مما يعني أن المجتمع المصري يعاني جدا من " أزمة البدايات " وتدفع الاجيال الحالية ثمنا باهظا نتيجة تقاعس الأوائل في حسم اشكاليات النهضة.. ونتيجة هذا التقاعس أتي الينا كل شيء نبتورا.. فلا انجزنا الدولة بالمعايير الحديثة ، ولا نتجنا مثقفا عضويا بالمعني الايديولوجي أو السياسي، ولا قدمنا نظرية سياسية في الحكم اللهم إلا نظرية حكم الفرد، وبالتالي فنحن لم نخرج بعد من حيث الإقطاع السياسي وان كنا نتحدث لغات ونسكن في بيوت بها احدث ما أنتجته البشرية. وكما قال نزار قباني نعيش قشرة الحضارة ولكن يكمن تحتها مجتمع لا متحضر تسكن في دهاليز عقله كافة أنماط العبودية، عبودية الشعب للحاكم، المرأة للرجل، العامل لصاحب العمل، الموظف لرئيسه ، المثقف للآخر الغربي ....الخ.فكيف يمكن أن نتجاوز كافة هذه العراقيل لإنتاج حالة حداثية تأخرت عن التحديث مائتي عام ؟ كيف نخلق حداثة غابت كثيرا، ونؤطر تحديث يتغذي علي أنماط ريعية وطفيلية؟ هذا هو السؤال المربك الذي تنتظره إجابات مستحيلة.



#محمد_دوير (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وفاة مرسي
- في فقه المصالحة: العسكر والإخوان واليسار
- الثورة المصرية.. والبحث عن دولة يناير (3)
- الثورة المصرية .. والبحث عن دولة يناير (2)
- الثورة المصرية والبحث عن دولة يناير(1)
- التنوير الآتي من طيبة وليس من آثينا
- الحركة الاشتراكية الرابعة
- 30 يونيو: الحدث ذو الألف وجه
- حول انتخابات الرئاسة المصرية...ورقة للنقاش
- الاشتراكية العاجزة..1-5
- عشر مقولات ..في قتل الأقباط
- أسلمة النضال.. وسلفنة الثقافة
- شحاتة عبد الحليم .. تاريخ من العطاء
- خمسون عاما ..خلف قضبان الحياة
- أبو هشيمة: القصة والدلالة
- هل مصر علي أبواب انقلاب عسكري ؟
- تيران وصنافير ... والطبقة الوسطي ..!!
- يعني إيه كلمة وطن ؟
- عن التظاهر في لحظتنا الراهنة
- العلية والضرورة والمصادفة


المزيد.....




- أشار إلى عملية البيجر.. سفير إسرائيلي: هناك -طرق أخرى- للتعا ...
- ‌‏غروسي: أجهزة الطرد المركزي في نطنز ربما تضررت بشدة إن لم ت ...
- OnePlus تعلن عن حاسب ممتاز وسعره منافس
- جيمس ويب يوثق أغرب كوكب خارج نظامنا الشمسي تم رصده على الإطل ...
- الاستحمام بالماء الساخن.. راحة نفسية أم تهديد صحي خفي؟
- وداعا للوهن!.. علاج ثوري قد يكون مفتاح الشباب الدائم للعضلات ...
- الذكاء الاصطناعي -يفكّر- كالبشر دون تدريب!
- وكالة -مهر-: دوي انفجار شمال شرقي العاصمة الإيرانية طهران
- -‌أكسيوس-: اقتراح لعقد اجتماع بين إدارة ترامب وإيران هذا الأ ...
- وزير الدفاع الأمريكي: سياستنا في الشرق الأوسط دفاعية ولا ني ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد دوير - الحداثة الغائبة والتحديث الريعي