أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - وفاء جابر أحمد - إحتراق غابات الامازون. الأزمة البيئية الأسوء في تاريخ الكوكب














المزيد.....

إحتراق غابات الامازون. الأزمة البيئية الأسوء في تاريخ الكوكب


وفاء جابر أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 6331 - 2019 / 8 / 25 - 04:10
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


ليس اليوم كالبارحة أبدا و لن يعود كذلك على هذا الكوكب البائس. إن ما حصل من تدمير للأهم المناطق الحيوية على الأرض ليس له مثيل. إحتراق غابات الأمازون في القارة المأساة أميركيا الجنوبية. يوم مشؤوم, لطفلتي التي أدركت أنها ستعيش في عالم تسود فيه الفوضى البيئية التي ستأثر عليها و على كل من يولد بعدها الى أخر الدهر. ربما يكون تعبير (رئتي الأرض) تعبيرا مجازيا, بعيدا عن الواقع الذي نعيشه اليوم إلا أن غابات الأمازون هي المسؤولة الأولى و التي تاكد الوحيدة الفعالة لضبط النشاط البيئي الكوني. فمع إرتفاع معدلات الحرارة على الكوكب خلال العقدين الأخيرين تم الإعتماد و بشكل كلي على هذه المنطقة لإحداث التوازن المنشود لدرء كارثة كبرى. هذه الغاباتهي الأكثر كثافة على الأرض ما يعني أنها و خلال فترة تكونها حولت ملايين الأطنان من مكون ثاني اكسيد الكربون الى سكر مطلقة الأكسيجين كمادة غير مرغوب بها من قبلها. تلك المادة التي تحفظ التوازن لنا نحن البشر و ضمن لنا الحياة. ستتحول الهند و شبه الجزيرة العربية و مناطق خط الإستواء الى أماكن غير قابلة للعيش تماما. فإرتفاع درجات الحرارة سيؤدي الى الجفاف و الحرائق و تبخر المياه, ما يعني نسبة رطوبة عالية و حرائق و إنهيار للمنظومة البيئية التي تعاني من النشاط البشري المخيف. سجل شهر يوليو- تموز أعلى درجات حرارة على الأطلاق منذرا بأن نقطة الا عودة قد تم الوصول إليها. إن حجم الكارثة صعب التصور, إن مساحة الغابات تعادل مساحة أوروبا الشرقية كاملة و حجم ما تحتويه من ثاني اكسيد الكربون الذي حصدته من سماء الكوكب لا يمكن تصوره لبناء الغطاء الشجري الضخم الذي يكونها و يجعل منها المأوى الوحيد لملايين الكائنات الحية. عبر إحتراق الغابات يحصل تفاعل عكسي. يتم امتصاص الأكسجين من الغلاف الجوي بكميات كبيرة لإنتاج الحرارة اللازمة لتفعيل الإحتراق و يتم ضخ كل ما حصدته الغابات من ثاني اكسيد الكربون الى الغلاف الجوي المثقل أصلا بهذه المادة. إختلال بيئي فجاءي غير محمود العواقب ما ينبئ بإرتفاع متطرد لدرجات الحرارة على الكوكب بشكل عام. لا تعود الغابات الى سابق عهدها أبدا. إن تكوين غابات الأمازون معقد و متدرج, و نادرا ما تحترق لأسباب طبيعية لها علاقة بتجديد الحياة. تقوم الحكومة اليمينية المتطرفة في البرازيل بعمليات الإحراق الممنهجة لانتاج تربة زراعية و مساحات رعي للأبقار متذرعة بضعف الإقتصاد الذي يثقل كاهل البلاد منذ أكثر من ثلاثين عاما. ما أن تحترق الغابة, حتى تنشأ تربة و بيئة جديدة لا تتوائم مع طبيعة الغابات الكثيفة. حتى زرع غابات جديدة لن يحل المشكلة, لان التركيبة الحيوانية – البيولوجية و المكروبية غاية في التعقيد. يصعب على الإنسان تفعيلها في المخابر فما بالك ببيئة مدمرة بفعل فاعل. لطالما أحرقت البرازيل الغابات و هذه ليست المرة الأولى. ما يختلف هذه المرة أن الحكومة تتعمد إذابة المنطقة الجشرية بشكل كامل و نهائي. فبرنامجها اليميني الذي يعد الشعب بغد أفضل وعد بتنفيذه بأي طريقة و مهما كان الثمن. يسود إعتقاد ثابت أن غابات الأمازون تم استكشافها. هذا خطأ حاد. تعبتر الغابات من أكثر الأماكن غموضا على الكوكب, تتشكل فيها أنماط حياتية متنوعة و سريعة التطور تشكل صمام أمام للتنوع البيولوجي على الكوكب. مع إحتراق الغابة تختفي أنواع و أنماط حياة لم يتم
اكتشافها بعد و هذا ما يجعل من مهمة حساب الخسائر صعبة أمام الباحثين. يعزز بولسونارو الرئيس الحالي للدولة الموقف القائل بأنه من غير المجدي أن تنصح القوى الأجنبية البرازيل بشأن ما ينبغي أن تفعله بغاباتها المطيرة. يريد بولسونارو زيادة الإنتاج الزراعي ويبدو أنه مستعد للتضحية بالغابات المطيرة من بين أمور أخرى لتلبية هذا التطلع و يترك أمور كثيرة مثل الجريمة المنظمة, تجارة المخدرات, المستوى التعليمي المتدني في أخر درجات من سلم الأولوليات للحكومة المتطرفة التى صعدت عبر سرد شعارات مستحيلة التحقيق عن غد أفضل للبرازيليين بسرعة و ثبات. قطعت النرويج وألمانيا بالفعل دعمهما لصندوق الأمازون الحكومي البرازيلي ، قائلة إن قيادة البلاد لا تحاول حتى الحد من حرائق الغابات. استجاب بولسونارو للمخاوف والإجراءات بشكل رئيسي من خلال اطلاق درجات متفاوتة من الإهانة. في كل هذا يطرح سؤال جوهري عن دور المجتمع الدولي أولا و مدى تأثيره ثانية على أزمة تودي بالكوكب بشكل كامل. هل هناك من جهة تستطيع التأثير على الحكومة أو الشعب للعدول عن هذا المخطط الجنوني بسرعة و جدية؟ نعم هناك من يقدر لكنه فضل الصمت على أكبر كارثة بيئية تعادل في فداحتها أقسى الإنفجارات النووية. الشعب البرازيلي متحد بالدين: في عام 2000 ، كان 73٪ منهم من أتباع الكنيسة الكاثوليكية، والبرازيل بها أكبر عدد من الكاثوليك في العالم كمان أن البرازيل أكبر دولة كاثوليكية في العالم. يعتبر البابا القائد الأعلى للحركة الدينية سياسيا و روحانيا ما يطرح سؤالا حول موقف الفاتيكان القادر على قلب الموازيين في الحكومة المتعنتة بالدين أصلا. يستغرب الكثيرون صمت الفاتيكان و عدم تدخله لصالح رعاياه, رعايا الكنيسة الذين لا يقدسون شيئا أكثر من الكرسي البابوي إلا إذا إستثنينا كرة القدم. تلتزم المؤسسة الدينية الصمت و تبتعد عن إحداث الفرق بينما تحاول دول عدة التأثير على الرئيس و حكومته لإقناعه بمدى فداحة ما يجري في بلاده. ستذوب الثلوج في القطبين و يرتفع مستوى المياه و تشتد قوة الأعاصير و الأمواج. أمما عربيا فزيادة دراجات الحرارة سوف تؤدي للجفاف ما يضرب المحاصيل و الثروة الحيوانية. كما ستتأثر مستوى المياه الجوفية لتبقى مناطق شاسعة بآبار جافة. ما يجعل الحياة في عدة دول شاقة على سكانها. لنصلي, عسى أن تحدث معجزة من السماء.



#وفاء_جابر_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لبنان يدفع بالأزمة البيئية نحو البحر
- البيئة السورية في عهد الاسد, كارثة على كل الاصعدة


المزيد.....




- بتدوينة عن حال العالم العربي.. رغد صدام حسين: رؤية والدي سبق ...
- وزير الخارجية السعودي: الجهود الدولية لوقف إطلاق النار في غز ...
- صواريخ صدام ومسيرات إيران: ما الفرق بين هجمات 1991 و2024 ضد ...
- وزير الطاقة الإسرائيلي من دبي: أثبتت أحداث الأسابيع الماضية ...
- -بعضها مخيف للغاية-.. مسؤول أمريكي: أي تطور جديد بين إسرائيل ...
- السفارة الروسية في باريس: لم نتلق دعوة لحضور الاحتفال بذكرى ...
- أردوغان يحمل نتنياهو المسؤولية عن تصعيد التوتر في الشرق الأو ...
- سلطنة عمان.. مشاهد تحبس الأنفاس لإنقاذ عالقين وسط السيول وار ...
- -سي إن إن-: الولايات المتحدة قد تختلف مع إسرائيل إذا قررت ال ...
- مجلة -نيوزويك- تكشف عن مصير المحتمل لـ-عاصمة أوكرانيا الثاني ...


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - وفاء جابر أحمد - إحتراق غابات الامازون. الأزمة البيئية الأسوء في تاريخ الكوكب