بروف تاور لا يمثل النوبة !

إسماعيل هيجانه

الحوار المتمدن-العدد: 6327 - 2019 / 8 / 21 - 21:47
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

بروف تاور لا يمثل النوبة!

نعم بروف صديق تاور لا يمثل النوية فقط! نعم لا يمثلهم فقط!!! لانه يمثل السودان اجمع فاجمعوا عليه. لانه يمثل الوجدان الجمعي لكل الذين يؤمنون بالحرية والعدالة والسلام. نعم انه يمثل الروح السودانية السمحة التي في جوهرها القيم النبيلة. فإذا كان السودان جسداً فانه قلبه النابض حباً يسع الناس جميعا. لذا لا تختزل الامة السودانية بروعة تنوعها وتعددها ولا تختزل كل جمال السودان الذي اختار ان يكون بروف صديق تاور رمزا وطنيا يعبر عن إرادة الجماهير المحبة للخير والسلام تقزمه وتحشره حشرا في جحر القبلية الضعيق. رجاءاً لا تقتله ولا تحشره في فضاء أضيق منه اذ انه لا يسعه فغادر بروف تاور محطة الانتماءات المحدودة الى رحاب الوطن الأوسع فكان فكان المهيب فصار له ارحب. بروف صديق تاور رجل أمة يحمل حلما للسودان والسودانيين اجمع غذي افئدة مؤمنة بالمستقبل. عانى وهو يحمل مشاعل التغيير جمرا يحرقه كل ثانية الف مرة ومرة، فكلما اشتد عليه الوجع تغني للدنيا انا سوداني.
بروف صديق تاور اليوم هو السودان بكل ألوان طيفه البهيج فدافع عنه الرجال، النساء والأطفال طواعياً ليكون رمزا وطنيا مميزا معبرا عن تطلعاتهم وإشواقهم في الحرية والسلام والعدالة. لذا لم يعد يمثل فقط النوبة! لا! انه تجاوز كل المحطات الى رحاب البلد الكبير. شد رحاله من شطر الانتماء المحدود الى الانتماء اللامحدود الى بحر الحياة ليتنفسه الوطن. ما كان يتسول موائد الخراب وهو يموت جوعاً للشمس فتحرقه الأمنيات، لك، وللثكالى والأرامل، والجوعى. تسكنه المواجع كلها ويقتله انين الريف، وضيق ذات يد الحضر المسكون بالملايين التي عرفته مناضالا منافحا مكافحا بلا ملل او كلل. كلما ترجل فارس هب وامسك برايته التي لم ولن تسقط ونادى ان حيا على الحياة وحيا على الجمال رغم البؤس المفروض عليه كان دائما قصراً يبتسم .
فكلما كان يقيده سجن انتمائه يكسر قيده حب الانعتاق والانفتاح نحو الوطن.
بروف صديق تاور لا يمثل النوبة فقط!!! اذ يمثل الجبال بكل شموخها، البحر بكل عنفوانه، النيل بكل كبريائه الصحراء بكل اتساعها، النخيل بكل ابائه،الأبنوس بكل صلابته، الكنائس ، الكجور، التُقابة، والمآذن وشعب النوبة العظيم، كل اهل الشرق وكل اهل الجنوب وكل اهل دارفور وكل اهل الشمال والوسط وحتى حينما يصدح الوطن باسمه مناديا فلا ينام والناس يحصدهم تجار الموت بالسم الزعاف وتجارب الحرب بالرصاص. فينهض يلملم أشلائه جسده المتهالك بفعل إرهاقه المضني والمخطط له ينهض لسد الطريق بجسده العاري الا من الإيمان في قضايا الحرب والسلام والبيئة والسيانيد فينتصر لذاته فتنتصر له الامة.
بروف صديق تاور كلما فاض به الحنين توضأ بصمته وصبره ودخل محراب الوطن ليغتسل من وسن القبلية ويطوف في بيوت السودانيين مبشرا بالغد ويحمل على كتفه كفنه ووعلى يده حلم المستقبل، (يهز جزع الخوف فيتساقط الموت ليمضي وحده يبشر الناس بالسلام، ما ان نادى منادي الأوطان الا ولبى النداء جريا ويسابق نفسه حافي القدمين يرتل أنشودة الوحدة والحرية والسلام.
أقول لكل الجاهلون بحقيقة التاريخ والإنسان لا تنحروا المستقبل بالإنكفاء في محراب القبيلة والجهوية والعنصرية البغيضة فبذلك يتفكك الوطن وتتقطع أوصاله ونتفرق أيدي سبأ وسنبكي على وطن لم نحافظ عليه رجالا ونساء. اصحوا وأفيقوا من ثباتكم العميق الامم تتقدم بالوحدة نحو الأهداف والانتماء وصدق التوجه نحو المجد. تعالوا لنكمل المشوار معاً ولا ندع احد ورائنا.
يا أيها العاطلون عن الموهبة والتفكير مهلاً علينا فكلما أوقدنا جذوةً للحب والحلم والأمل بغد أفضل جهلكم يطفئها، مهلا لا تسرفوا فرحتنا نحن الكادحين نحن الملايين على امتداد الوطن العريض نقول لكم تاور منا نحن ابناء الشمس نحن من نسل الضؤ ابناء هذا الشعب العظيم لا ننتمي الى الظلام أبداً فاخرجوا من كهوف الرجعية الى رحاب الامل لنبني معاً وطن شامخا يشبه أمنياتنا جميعاً.
بروف تاور لا يمثل النوبة فقط لانه حينما عشق الوطن بكل جمالياته سما بنفسه من الوعي الخراب الذي لا يريد لنا الانعتاق الى فساحة الحب البكر لارض السمر.
فاليكن ما يكن فقط اتركوا لنا هذا الشاب الابنوسي الفذ يتحفنا بعلمه وخبراته وتجاربه في الحياة لينتشلنا جميعا من مستنقع التخلف والرجعية الى رحاب الوطن الواحد. امن بقضايا السودان فأمنت به حد الترف كل أمنياته. كلما جذع الناس نبذ الخوف ثم اشهر هتافه في وجه الطغاة فربح معركة الكرامة والحياة.
بروف صديق تاور لا يمثل النوبة فقط اذ انه كلما ضاق عليه الأرض اتسعت رحابة الفكرة فيه فوسعت كل شيء. ف(البطن الجابتك والله ما بتندم).

#إسماعيل_هيجانه (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات