أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - الريكات عبد الغفور - إضاءات حول تاريخ مغيب: قبائل الرحامنة














المزيد.....

إضاءات حول تاريخ مغيب: قبائل الرحامنة


الريكات عبد الغفور

الحوار المتمدن-العدد: 6327 - 2019 / 8 / 21 - 16:38
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


إن تاريخ قبائل الرحامنة المعقلية الصحراوية، هو تاريخ تمرد على السلطة السياسية (السعدية و العلوية)، و رغم كل المحاولات لتغييب جزء مهم من تاريخ هذه القبائل إلا أن مؤرخي البلاط أنفسهم اعترفوا بقوة هذه القبائل الممتدة بين مراكش و آسفي و متاخمة لقبائل منها قبيلة بني مسكين و التي يفصلها عنها واد أم الربيع.
ومنهم الحسن الوزان في كتابه " وصف افريقيا"، والذي سرد فيه جغرافية المنطقة من الجبل الاخضر الى هسكورة (سكورة)، و لعل قساوة الظروف الطبيعية انعكست على قساوة الرحماني.
لطالما كانت قبائل الرحامنة في صراع حتمي و دائم مع الدولة العلوية، فيذكر الناصري في الاستقصا " في 1872 لم يستطع الحسن الأول دخول الرحامنة لاخماد تمردهم على وزيره باحماد ... " بل إن هذا الاستعصاء انتقل لابنه عبد العزيز و الذي رفضت هذه القبائل بيعته، و حسب ما أوردته الكتابات التاريخية المخزنية فوباء الطاعون الذي عرفته المنطقة أواخر القرن 19 هو الذي قلص منسوب التمرد بها.
إن الكتابات التاريخية الرسمية اتجهت معظمها في مسار طمس تاريخ القبائل الثائرة و اعتقال الثوار منهم مبارك بن الطاهر بالرحامنة و الجيلالي الزرهوني بالشرق، بل و تقتصر تاريخ قبائل عريقة في معركة سيدي بوعثمان سنة 1912، و التي لم يكن للانسان الرحماني البسيط أي علاقة بها؛ طالما أن علاقة القبائل بالمخزن منذ نكسته في تطوان سنة 1860 هي علاقة اقتصادية (دفع الضرائب ) و التي كثيرا ما امتنعت قبائل الرحامنة عن دفعها.
و بعد سنة 1912 اعتمدت الامبريالية الفرنسية على القياد في صراعها مع القبائل، لقد كانت المقاومة قبلية بامتياز، فكل قبيلة تواجه مصيرها بنفسها مع المخزن المغربي و الفرنسيس، لقد كان سائدا أنذاك مفهوم المواطنة القبلية.
و كما هو معروف عند دارسي التاريخ و السوسيولوجيا ففي المغرب الكولونيالي سادت ثلاثة مفاهيم مركزية: المخزن / الزاوية / القبيلة.
فبعض ان ارتمت البورجوازية الصغرى بالحواضر في أحضان الامبريالية لضمان امتيازاتها، فقد استفادت في البوادي السلطة الدينية في شخوص الزاويا (الفقهاء/ شيوخ الزوايا..)
و كذا القياد من الامتيازات نظير الخدمات التي قدموها للمخزن و الفرنسيس على حد سواء، فتحولوا الى كبار الاقطاعيين.
و أما الكادحين و المهمشين بقبائل الرحامنة فواصلوا تمردهم في زمن تعدد جبهات الصراع ، ضد المخزن و خدامه من جهة و ضد الامبريالية الفرنسية من جهة ثانية.
فكان القايد خلال تلك الفترة يلهث وراء الامتيازات فكان ميوله ليس سياسيا وإنما نفعيا أي مع الجهة المنتصرة، و من الاشياء التي تثير الاشمئزاز أن أحد أبرز القياد ولاء للامبريالية الفرنسية في زمن احتلالها الرسمي للمغرب، سيحضر لمفاوضات ايكس ليبان سنة 1955مدافعا عن المخزن ، من هنا وجب على المثقفين العضويين بالدرجة الاولى أن يعيدوا النظر في مفهوم الوطنية و مفهوم الخيانة و التي تمت لبرلتها
فقبائل الرحامنة كانت و مازالت تدفع ثمن تمردها، فطالها التهميش و الإقصاء من أي مشروع تنموي اقتصادي أو اجتماعي، و هذه الضريبة ستبقى ملازمة لقبائل الرحامنة طالما أن المخزن لن ينسى من وقف سدا منيعا أمام ساديته و وحشيته.



#الريكات_عبد_الغفور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في فاجعة إقليم الحوز بالمغرب.
- الجنس في دول العالم الثالث: المغرب نموذجا
- الماركسية و العمل النقابي
- الماركسية اللينينية بالسودان


المزيد.....




- Xiaomi تروّج لساعتها الجديدة
- خبير مصري يفجر مفاجأة عن حصة مصر المحجوزة في سد النهضة بعد ت ...
- رئيس مجلس النواب الليبي يرحب بتجديد مهمة البعثة الأممية ويشد ...
- مصر.. حقيقة إلغاء شرط الحج لمن سبق له أداء الفريضة
- عبد الملك الحوثي يعلق على -خطة الجنرالات- الإسرائيلية في غزة ...
- وزير الخارجية الأوكراني يكشف ما طلبه الغرب من زيلينسكي قبل ب ...
- مخاطر تقلبات الضغط الجوي
- -حزب الله- اللبناني ينشر ملخصا ميدانيا وتفصيلا دقيقا للوضع ف ...
- محكمة تونسية تقضي بالسجن أربع سنوات ونصف على صانعة محتوى بته ...
- -شبهات فساد وتهرب ضريبي وعسكرة-.. النفط العراقي تحت هيمنة ا ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - الريكات عبد الغفور - إضاءات حول تاريخ مغيب: قبائل الرحامنة