أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميساء المصري - الأردن : تهجير شعب ..بلا حرب ..














المزيد.....

الأردن : تهجير شعب ..بلا حرب ..


ميساء المصري
(Mayssa Almasri)


الحوار المتمدن-العدد: 6319 - 2019 / 8 / 13 - 15:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقول الساسة ان الخطر ليس في ان نروي الحقيقة, بل الأخطر ان نروي نصفها , وفي المقابل في علم الإقتصاد يقال يجب ان تتسلح بسوء الظن لا بحسن النية .

في آخر استطلاع لمركز الدراسات الإستراتيجيه في الجامعة الأردنية وجد أن 45% اي ما يقارب نصف الشعب الأردني يريد الهجرة ولو حالا. بسبب سياسات الإفقار الإقتصادي والتفكيك المجتمعي و مشاكل الفقر وتراجع خدمات التعليم والصحة والضمانات الإجتماعية المختلفة وإزدياد الفجوة بين الغني الفاحش والفقر المدقع , وعدم عدالة التوزيع (إنتاجا وإستهلاكا) بإقتصاد مقسم الى قسمين 15 % أباطرة المال والإنتاج والقرار يقابلهم 85% متخمي الديون منزوعي دسم الإنتاج والقرار .مع تقلّص فرص العمل والعمالة المستقرّة ومشاكل البيئة المعقدة.

ليقع الأردن بين فكين أحدهما إقتصادي والآخر سياسي . بوجود النيوليبرالية الجديدة وأصحاب الياقات البيضاء في الدولة والإقتصاد, وما وصلنا اليه من المحاصصة في السياسة و وصلنا اليه من الخصخصة في الاقتصاد لأن الأساس المشترك للقضية واضح ..

وبعد سنوات أخيرة عجاف، أضحت النتائج واضحة للعيان الشعارات جميلة رنانة لكن النتائج الملموسة بشعة جدا . غوغاء وفوضى وأجندات ومشاريع متضاربة , من جهة نجد هجرة العقول والموارد البشرية الأردنية التي فاقت المليون مغترب طواعية بحثا عن لقمة العيش ولغياب الأمن الاقتصادي.ومن جهة أخرى نجد المتعثرين ماليا والذين وصل عددهم مع أسرهم الى أكثر من مليون نسمة داخل البلد يبحثون عن مخرج او مهرب غير ملموس ويتمنون الهجرة لاي بلد كان , ناهيك عن من هاجروا الى مصر وتركيا وليبيا وجورجيا وقبرص وأمريكا ودول اخرى ويقدر عددهم بمئات الالاف وهؤلاء يدخلون ضمن حسابات هدم المعنوية والمناعة الذاتية وقتل الإنتماء والوطنية لديهم لأنهم أصبحوا مواطنين مع وقف التنفيذ .

حال الجيل الجديد لشباب الاردن مقلق و خطير، حيث تشير عدة إحصاءات ان ما يقرب من نصف حملة الشهادات الجامعية منه يسعون للهجرة. لان البطالة تجاوزت النسب المسموح بها بل لم نعد نلمس شفافية أرقامها المعلنة , ولا یمكن معالجتها عن طریق إطلاق الوعود للناس بتوظیفھم في القطاع العام. وهو اسلوب معالجة لم ينجح في السابق. وان تم توظیف العشرات الیوم، فماذا عن باقي الناس الذین سیطالبون بالمعاملة بالمثل؟ ان نسبة البطالة في الأردن الیوم كفیلة لأن تسقط اي حكومة في العدید من دول العالم، و لكنھا تذكر كإحصائیة لدى الحكومات الاردنية و تمر مرور الكرام.

قد وصلنا لوضع لا یمكن فیه الاستمرار بوجود عمالة وافدة اكبر من حجم العاطلین عن العمل حيث فاق عددهم ال2 مليون عامل وافد ، والإحتقان الشعبي بات أكبر من ان تستخدم ثقافة العمل ذریعة لعدم تطبیق خطة للإحلال التدریجي للعمالة الأردنیة مكان الوافدة .
اي إصلاح اقتصادي أصبح لا معنى له. المواطن بات هاجسه الخوف من المستقبل على اولاده ومحاولة تأمين حياتهم في ظل غليان سياسي واقتصادي غير مسبوق سيوصل البلاد إلى استعمارجديد من نوع اخر بدأ يبرز بشكل جلي لمسار الحكومة في تعاملها مع الشعب.
ما يحصل هو عملية تهجير للشعب دون الدخول في حرب او ثورات او مناخ سياسي يشبه ما حدث في سوريا والعراق والدول العربية , إذ وصل الامر الى الدخول في متاهة ما يسمى بتهجير قسري غير مباشر للشعب ، عن طريق دفع الناس إلى الرحيل والهجرة، بإستخدام وسائل الضغط والترهيب والإضطهاد. هو يندرج ضمن جرائم الحرب لانه يأتي بمعنى إبحثوا عن وطن آخر يحتويكم ويوفر لكم لقمة العيش .لنصل لمرحلة سياسية , لا يواجه بها أي محتل معارضة او سلاح.
واصبح الشعب يصارع حرب الرواتب وحرب الملاحقة وحرب التذويب وحرب الهوية وحرب فاشلة وحرب مضادة , جميع هذه الحروب داخل أرض واحدة وعناصرها أحادية القطب ضد شعب واحد دون غيره .
هل باتت خيارات الأردن الآن معدومة ؟؟ وما يحصل مجرد تفاصيل وألاعيب وشكليات لا تأثير لها , و تتم السيطرة بطريقة غير مباشرة مع غياب الوزن السياسي او الإقتصادي الفاعل . وغياب الكلفة المادية و البشرية للإصلاح السياسي والإقتصادي والإجتماعي . في ظل بيئة سياسية من السيطرة الغربية والشرقية على العالم العربي والإسلامي خصوصا مع ما يسمى بالإستعمارغير المباشر والتطبيع العلني المباشر . وهو أرخص و أكثر فاعلية لبسط السيطرة و النفوذ و الهيمنة على عدد كبير من الدول والبشر.

وفي ظل هذه الفسيفساء السياسية المتخاذلة للدول العربية والمحيط الإقليمي المتشابك هل ننتظر معركة ( هرمجدّون ) وهي المعركة المذكورة في ( التلمود) اليهودي وهو مرجع أكثر قدسيه عندهم من ( التوراة) ؟. ووفق التلمود ستباد أمم بكاملها في هذه المعركه ؟. ..فنحن نتصور أن السلام هو انتهاء الحرب كما قال انور السادات لكن السلام المزعوم له ثمنه و سيدفعه الشعبين الاردني والفلسطيني .
أنا لا اؤمن أن الوطن مقدس بحد ذاته، لان العقلاء يعلمون جيدا ان قيمة الوطنِ ، تعتمد على معادلة: ما يقدمه الشعب والحكومة للوطن، وبالمقابل ما يعطيه الوطن للشعب. واذكر هنا قول الفيلسوف الفرنسي جان جوزيف غو "إن المجتمع الذي يُهيمن عليه النشاط المصرفي والسياسات المالية لليبرالية الجديدة، أي القرض، يلعب على الوقت والإنتظار، يلعب بالمستقبل كما لو كان ورقة في لعبة قمار" .....



#ميساء_المصري (هاشتاغ)       Mayssa_Almasri#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد إسقاط الطائرة المسيرة الإيرانية ..ترامب و اللعب بذيل الأ ...
- الى السيد حسن نصر الله ...هل سنصلي في القدس ؟؟
- منظومة إس 400..أمريكا تهدد..والناتو يندد...وتركيا تخاطر.
- الأردن : صيغ واضحة ...ونوايا غامضة
- قطر ..بين إيران - ترامب ..وحرب الموانئ
- أزمة الطائرة الأمريكية وإيران ....و -شخص غبي فعلها -.
- صفقة القرن وايران ..بين ترامب والدولة العميقة الأمريكية .
- دردنيل هرمز ..بين إيران وأمريكا
- صفقة القرن والرهان على المقاومة
- الاردن وفقدان البوصلة السياسية
- حرب قادمة ...اسرائيل 2019
- مابين الشك والتأجيل ...صفقة القرن .
- فلسطين ...نحن الخونة
- هل اعتراف ترامب بالجولان عديم الأهمية ؟
- الأردن ....وحالة الحرب .
- الوصاية الهاشمية ....اشحذوا الهمم.
- ما بين الفساد والقرن ....قصة الأردن.


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميساء المصري - الأردن : تهجير شعب ..بلا حرب ..