دراسة أولية لمعا لجة أزمة السكن في العرا ق

كامل الشطري

الحوار المتمدن-العدد: 1548 - 2006 / 5 / 12 - 10:07
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

المباني الكونكريتية الجاهزة متعددة الطوابق هي الحل الامثل

السكن من اهم الهياكل الاساسية لبناء الدولة و المجتمع ويرتبط ارتباطآ جدليآ وثيقآ بالتحضر والتمدن وبعملية تطورالمجتمعات بمختلف تشكيلاتها الاقتصادية والاجتماعية على مر العصور وان مفهوم التمدن في عالمنا المعاصر يحتم على الدولة العراقية والحكومة توفير السكن المناسب و المريح للمواطن العراقي و با سعار رمزية مدعومة تتناسب مع دخله وعدد افراد اسرته و هذا حق يضمنه القانون و يتضمنه الدستور وهو من واجبات و اولويات الحكومة العراقية، فللمواطن الحق في الحصول على السكن الملائم الذي يحفظ آدميتة كمواطن بغض النظرعن امكانياتة المادية و مستواة الدراسي وموقعه الوظيفي و انحدارة الاجتماعي وهي مسوءولية الدولة التكافلية بكل تشكيلاتها الموءسساتية الحكومية والسياسية و المدنية و تقع المسوءولية على الجميع و بنسب تتفاوت و حجم المسوءولية و الامكانيات المتوفرة و الممكن استخدامها فالجميع يتحمل قسطآ من هذة المسوءولية و من لايملك بيتآ يأوية يعتبر بنظر القانون مواطن ( متشرد ) تتحمل الدولة مسوءولية وضعه اللآ انساني .

يعيش العراق اليوم ازمة سكن خانقة تشمل جميع المحافظات والاقضية و النواحي و اطراف المدن و القرى دون استثناء و قد صرٌح السيد وزير الاعمار والاسكان بتاريخ 28- 3-2006 بان حاجة العراق الفعلية من الوحدات السكنية تتجاور ثلاثة ملايين و حدة سكنية كمرحلة ضرورية لمعالجة ازمة السكن في العراق ووضع الحلول اللازمة لها .


أن التصريحات الاعلامية و الدعائية مهما كانت اسبابها لايمكن لها حل الازمات الخانقة اذا لم تكن هناك ارادة صادقة وحلول عملية و واقعية تأخذ الجدية في التنفيذ و توفير الاموال اللازمة لتغطية تكاليف تلك المشاريع العملاقة والطموحة خصوصآ في مجال قطاع الانشاءات لحيويته فهذا العمل يتطلب دراسات هندسية مستفيضة و مسح شامل وتحديدالمواقع الضرورية للبناء مع اهمية توفير الخدمات اللازمة لتلك المشاريع العملاقة وتوفير الكادر الهندسي المحلي و الاجنبي القادر على تحديد المواصفات التكنولوجية اللازمة في التصميم و التنفيذ و توفير مواد البناء العالية الجودة كمادة الاسمنت و الحديد و بمواصفات عالمية عالية الجودة من اجل ادامة هذه المباني و مقاومتها للظروف البيئية و الطبيعية و مواصفات التربة وهذا يتطلب القيام بعمليات انشائية متكاملة تبدأ بتحديد الاماكن و المسح الموقعي وتحليل التربة ثم عملية التخطيط و التصميم المعماري و الانشائي و بعدها تبدأ عمليات التنفيذ و الاشراف و توفير العمالة الضرورية وبمواصفات مختلفة.وايجاد الطرق الضرورية لتوفير الاموال اللازمة لتغطية تكاليف تلك المشاريع وكذلك مواد البناء و بمواصفات الجودة العالمية و تحديد الشركات القادرة على ادارة تلك المشاريع الكبيرة و استيعاب العمالة العراقية من اجل تشغيلها و التخفيف من ازمة البطالة و بالتالي تحسين دخل المواطن العراقي وهذا كلة ينعكس ايجابآ على اداء و انعاش الاقتصاد العراقي بصورة عامة.


الحلول العملية لازمة السكن الحالية في العراق تتفرع الى عدة اتجاهات ومن اجل معالجتها جذريآ يمكن الاستفادة من تجارب الدول و الشعوب التي تعرضت لنفس الازمة الحالية في العراق اثناء الحرب العالمية الثانية التي تعرضت الى دمار شامل في بنيتها التحتية والعمرانية و الانشائية مع الاختلاف في المكان و الزمان الذي ينعكس بالتأكيدعلى طبيعة العملية الانشائية في مجال الطقس و تطور مواد البناء من حيث الجودة و النوعية و وسائل التنفيذ و كفاءة العمالة الحالية مستفيدة من القفزة النوعية التي طرأت على قطاع الانشاءات بصورة عامة نتيجة التطور التكنولوجي الهائل و الفرصة الان متاحة للعراق للقيام بهذا المشروع الكبير والحد من ازمة السكن الحالية من خلال مساهمة الدول المانحة و الاستفادة من مشاريع اعادة اعمار العراق لتوفير الاموال الأزمة لتلك المشاريع و اشراك القطاع الخاص وتذليل العقبات التي تواجة المستثمرين و السماح لهم بقروض ميسرة من البنوك الاستثمارية وبفوائد تشجيعية و ذلك باصدار قوانين جديدة لتنظيم عمل القطاع الخاص و القطاع المختلط و الشركات الاجنبية العاملة في العراق و تنظيم القوانين الادارية و الضربية مع مايتناسب و ظروف العراق الحالية من اجل النهوض بالاقتصاد الوطني والمساهمة الفعالة في بناء العراق الجديد .


ان الحلول الجذية لهذة الازمة و التي اصبحت مشكلة مستعصية يصعب حلها بقرارات و نوايا طيبة او مبادرات فردية من هنا وهناك ا والاعتماد على تصريحات غير مسوءولة و دعائية لاسباب و اغراض اخرى في الوقت الذي يعيش فية الشعب العراقي ازمة سكن حادة تهدد وحدتة الاسرية و نسيجه الاجتماعي ويصبح عرضة للتشرد و الضياع ومعاناة يومية لانهاية لها من الصعب تجاوزها وكذلك يعيش اشكاليات غير انسانية و طارئة على الشعب العراقي بين الموءجر و المستأجرتهدد المواطن العراقي يوميآ وتنكد و تنغص علية حياتة كل يوم تحت التهديد بالطرد من سكنة في ظل ظروف معيشية و امنية قاسية في دوامة الفوضى وانعدام القانون و انتشار الاسلحة والولاءات السياسية و الاجتماعية والاستهانة بحياة الناس ومقدساتها .


ان المجمعات السكنية العملاقة متعددة الطوابق الجاهزة التركيب والتي يستعمل فيها الحديد السابق الجهد و الهياكل الخرسانية المسلحة السابقة الصنع هي الحل الامثل والانجح لازمة السكن الحالية التي تعصف بالانسان العراقي و تجعل منة ضحية للجشع و الاستغلال وذلك لسرعة التنفيذ مما يخففازمة السكن بسرعة قياسية مقارنة بانواع الابنية الكونكريتية الاخرى ولاستيعاب اكبر عدد ممكن من العوائل التي لاتملك سكنآ وذلك لاحتواء هذة المجمعات السكنية على عدد كبير من الوحدات السكنية الجاهزة ( الشقق السكنية ) ونتيجة لبنائها العمودي فيمكن الاستفادة من المساحات المتوفرة في الموقع لأنشاء دوائر خدمية و اسواق و رياض اطفال و مدارس ابتدائية و ملاعب رياضية و اماكن تسلية للاطفال و حدائق و كراجات لسيارات ساكني الوحدات السكنية ويجب ان لانهمل الحلول المساعدة الاخرى التي لها دور مباشر لحل ازمة السكن في العراق وذلك باشراك المواطنين مباشرة بعملية البناء من خلال توزيع الاراضي السكنية على المواطنين من قبل الدولة مجانآ أو باسعار رمزية وتشجيع الاقراض من البنوك و بفوائد تشجيعية من اجل البناء و الترميم و التوسيع .

المجمعات السكنية الكونكريتية متعددة الطوابق الجاهزة الصنع المشيدة من الهياكل والقطع الكونكريتية المسلحة لها فوائد وسلبيات تنعكس على المواطن العراقي مباشرة لانة يتعامل معها يوميآ ومن اجل طمأنة الساكن وتعزيز قناعاتة لابد من ذكر السلبيات و الايجابيات لهذا النوع من السكن.

ان من اهم ايجابيات هذا النوع من البناء يتلخص في ما يلي :

* من الناحية الهندسية يتميز البناء الجاهز بسرعة تنفيذ قياسية عالية مقارنة بالبناء الكونكريتي الموقعي العادي مما يسهل عملية التسليم في الوقت المحدد وحسب الخطط و البرامج التنفيذية المعدة سلفآ للمشروع.

* ان اعمال الادامة و الصيانة للابنية الكونكريتية الجاهزة غير مكلفة و سهلة التركيب في حال تعرض المبنى لحوادث طبيعية توءدي الى تدمير جزئي اواعمال ترميم و تجديد وصيانة.

الاستفادة من المواد الاولية المتوفرة في العراق و التي تدخل في صناعة الاسمنت لتوسيع قاعدة معامل الاسمنت لتغطي جميع المحافظات وبالتالي ينعكس هذا كلة على توسيع مشاريع الابنية الجاهزة و انتشارها لسد النقص الكبير بفترة قصيرة.

* من الناحية الاقتصادية الكلفة الكلية للمباني الكونكريتية السابقة الصب ( الجاهزة ) اقل بكثير من تكاليف البناء الكونكريتي الموقعي العادي لنفس المشاريع بمعني آخر ان قيمة التكلفة لمشاريع البناء الكونكريتي الجاهز معقولة اي غير مكلفة مقارنة بتكاليف البناء الكونكريتي العادي .

* سهولة ايصال الخدمات الضرورية من اسواق و مدارس وطبابة وخطوط المواصلات و الاتصالات العامة نتيجة للكثافة السكانية والحد من تكليف النقل من حيث التسوق و الخدمات العامة.

ولابد من الاشارة الى اهم السلبيات لهذا النوع من المباني:

* من حيث القوة والمتانة و مقاومة الظواهر الطبيعية كالزلازل و الهزات الارضية البناء الخاهز ليس بمستوى البناء الكونكريتي الموقعي العادي نتيجة لضعف ربط وتماسك القطع و الهياكل الخرسانية الجاهزة مقارنة بقوة التماسك في بناء الصب الموقعي ولكن في ظروف العراق الجيولوجية والمناخية ليس هناك خطرآ لعدم تعرض العراق لمثل تلك الكوارث الطبيعية التي تحدث في بلدان اخرى كاليابان على سبيل المثال

* في حالة نشوب حريق في احد المباني السكنية ستكون الخسائر المادية و البشرية كبيرة نتيجة للكثافة السكانية العالية و لكن يمكن تجاوز هذة الحوادث و التخفيف منها بالالتزام بقوانين السلامة العامة والتقيد بالتعليمات والارشادات الضرورية لمنع نشوبها و الوقاية منها .

كيفية تجاوز عقية عادات وتقاليد المجتمع العراقي كونة مجتمع محافظ لايميل للاختلاط في مجمعات سكنية كبيرة قد توءدي الى اشكاليات اجتماعية نتيجة للتواجد السكاني الكثيف و لكن للضرورة احكام ولابد من التعايش و مواكبة العصر.

الخلاصة :

* لا بد من القول ان من يريد تحمل مسوءولية التغلب على ازمة السكن في العراق لا بد ان يعمل على بناء وتوسيع مصانع الاسمنت لتشمل جميع المحافظات لانها المادة الرئيسية التي تدخل في تركيب مواد البناء للمشاريع الانشائية .

* العمل على انشاء و توسيع مصانع انتاج القطع و الهياكل الخرسانية المسلحة السابقة الصب ( مصانع الابنية الجاهزة ) لتجهيز و امداد المشاريع الانشائية بما تحتاجه من القطع و الهياكل الخرسانية المسلحة و توسيع قاعدة ورش الحديد سابق الجهد لتجهيز مصانع الابنية الجاهزة بالكميات اللازمة من هذا النوع من الحديد.

#كامل_الشطري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات