نداء صادر عن المجلس الوطني للحزب الشيوعي اللبناني
نحو مواجهة قومية شاملة للعدوان الأميركي – الصهيوني
على العراق وفلسطين والأمة العربية
نحو مؤتمر وطني لتعزيز وحدة وصمود لبنان
ان بغداد تحترق تحت نيران الغزاة. ومدن العراق تدمر بصواريخ البرابرة الجدد. وشعب العراق يكتوي بنيران نيرون العصر واعوانه القابعين في واشنطن ولندن ومدريد
عشرات الأسلحة الجديدة الفتاكة يجري اختبارها... كما يجري الحديث عن استخدام الذرة، اضافة الى الأسلحة الكيماوية والجرثومية... وكل ذلك بحجة نزع اسلحة الدمار الشامل المزعومة، وبادعاء تحرير العراق من الدكتاتورية، وهم حماة الدكتاتوريات في العالم كله، وولاة امر انظمة التخلف والظلامية والارهاب.
كلا، ليست الديمقراطية هي خيارهم ولا صدام حسين هو هدفهم، انما السيطرة علىالعراق، وتفتيت وحدته لنهب نفطه وموارده، وللسيطرة على المنطقة باسرها والتحكم بخيراتها ضد مصلحة شعوبها، وضد اوروبا وكل القوى العالمية المنافسة لهم والمعترضة على فرض هيمنتهم المتوحشة على العالم.
في وجه هذه الجريمة الموصوفة تنتصب حملة عالمية لم يسبق لها مثيل باتساعها وشمولها، طارحة امكانية انهاء مرحلة سيطرة القطب الواحد واقامة توازنات عالمية جديدة. والأمر هنا يتوقف على نجاح مقاومة العدوان.
حلقة الضعف الأساسية هي في الموقف الرسمي العربي. بعض الأنظمة يشارك في العدوان، وبعضها يبرر وبعضها يتفرج والبعض يواجه بخجل.
حتى الحركة الشعبية العربية ليست في المستوى المطلوب.
ايها العرب، هبوا لنصرة شعب العراق.
هبوا لمقاومة العدوان مقاومة شاملة، شعبياً وسياسياً واقتصادياً وثقافياً... وعسكرياً. ان التصدي للمحتل الاستعماري هو المهمة الأساسية امام كل وطني، وكل قومي، وكل تقدمي، وكل شيوعي بشكل خاص. انه واجب مقدس والامتناع عن الاضطلاع به يعادل التخلي عن واجب وطني وقومي ذي اولوية مصيرية. ان التصدي اللاحق للاحتلال يصبح اعمق واشمل واكثر اتساعاً واقرب الى النصر بمقدار ما تجري مقاومته اليوم ويجري دعم هذه المقاومة بكل السبل الضرورية. ينبغي ان لا يشعر المحتل بالراحة، ويجب عدم تمكينه من ان يستأنف هجومه ليطال الجبهات الأخرى، بل ان تفرض عليه حالة دفاع تمهد لانكفائه ولتطهير الأرض العربية من رجسه. فلترتفع على امتداد الأرض العربية راية جبهة للمقاومة ضد الاحتلال هدفها تحرير الأرض وتحرير الارادة الشعبية العربية من قيود الاذلال والقمع الرسمي، حتى تلج الشعوب العربية طريق التحرر والتقدم والوحدة.
ونحن في لبنان، شعوراً منا بالمسؤولية حيال المخاطر الخارجية والداخلية، وبخاصة في ظل المخاطر الاسرائيلية التي تشكل جزءاً من الخطة الأميركية، والمتوثبة لمحاولة سحق انتفاضة شعب فلسطين، والمهددة لسوريا ولبنان انتقاماً لموقفهما من الصراع العربي الصهيوني وانتقاماً من الانتصار التاريخي المتمثل بتحرير ارضنا اللبنانية...
وحيال المخاطر المهددة لوحدة لبنان في حال انتصار مشروع تفتيت العراق وتحقيق السيطرة الأميركية الصهيونية على المنطقة...
واستمراراً وتطويراً للمناخات الايجابية التي تسود اليوم الساحة السياسية اللبنانية بديلاً عن الأجواء التي تسببت بها الممارسات الرسمية الرافضة للحوار والمصرة على القمع والاستئثار وفرض السيطرة الفئوية، ونتيجة المبادرات السياسية والأمنية السورية ونتيجة المواقف المسؤولة والواعية التي قوبلت بها من مختلف الأطراف...
نتيجة لكل ذلك فإننا ندعو الى وحدة حقيقية مبنية على الحوار والاحترام المتبادل، لصون وحدة لبنان، والحذر من كل محاولات المساس بها، على قاعدة مغادرة كل رهان على الخارج، وخصوصاً على نتائج العدوان الأميركي على العراق. يجب المباشرة بالحوار والعمل من اجل تعزيز مناخات المصالحة الوطنية والوحدة سبيلاً لمواجهة المخاطر، وسعياً لتصحيح وتعزيز وتطوير العلاقات اللبنانية السورية خدمة لوحدة المعركة ووحدة المصير في مواجهة العدوان الأميركي – الصهيوني وتداعياته.
ان الحزب الشيوعي اللبناني يدعو السلطة للاستفادة من المناخات الايجابية الراهنة، وعدم تفويت الفرصة، والدعوة الى مؤتمر للحوار الوطني يعزز صمود لبنان واتفاق قواه الاساسية على القواسم المشتركة للصمود في وجه العاصفة وللخروج من الأزمات التي يعانيها. والحزب سيبادر الى اتخاذ سلسلة مواقف تعبر عن ارادة اللبنانيين بهذا الاتجاه، وهو سيكون جزءاً من القوى الوطنية والديمقراطية التي يجب ان تلعب دورها كاملاً في مسيرة الصمود والوفاق الوطني الحقيقي.
ان التصدي للعدوان الأميركي – الصهيوني على العراق، ولتداعياته المحتملة على ساحة فلسطين وسوريا ولبنان، هو اليوم المهمة الأساسية. ونجاح هذه المهمة يتطلب وقفاً لهذه المقابلات المذلة مع السفير الأميركي كما تستوجب الرد على الطلب الأميركي باقفال السفارات العراقية في العالم بالعمل على اقفال السفارات الأميركية في البلدان العربية على الأقل وطرد الجواسيس الموجودين فيها، كما يجب رفض الدعوات التي تبرر العدوان وتجد له الاعذار وتحرف المسؤولية وتسعى لتحميلها الى الجانب العراقي، كما ينبغي التصدي لدعاة "الديمقراطية" الأميركية المزيفة التي يقدم العدوان الأميركي نموذجاً عنها.
ان الحزب الشيوعي اللبناني يدعو جميع هيئاته ونشطائه واعضائه واصدقائه، الى المساهمة النشطة في كل التحركات والمسيرات الشعبية في بيروت والمناطق شجباً للعدوان وللمواقف العربية الرسمية المتواطئة معه. كما يدعو كوادره ومقاتليه الأبطال ذوي الخبرة في مقاومة الاحتلال في اطار جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، وكذلك كل اعضائه وكوادره في الجنوب والبقاع الغربي، للبقاء على اعلى درجات الاستعداد واليقظة لمواجهة احتمالات العدوان الاسرائيلي بالتنسيق الكامل مع المقاومة الاسلامية ومع كافة القوى العاملة على التصدي للعدوان وافشال اهدافه.
وقد بادر المكتب السياسي للحزب الى الاتصال باصدقائنا الكثر في مختلف بلدان العالم ولا سيما بالاحزاب الشيوعية والتقدمية العربية لتنسيق المواقف من العدوان الغاشم والقيام بما يمكن من اعمال مشتركة في مواجهة الهمجية الاميركية وتطوير التحرك الجماهيري الرافض للحرب وللعدوان.
ان كل هيئات الحزب تعتبر نفسها في حالة طوارئ لتنظيم ومتابعة كل النشاطات الداخلية والخارجية للمساهمة في التصدي الناجح للعدوان الأميركي – الصهيوني ولتداعياته المحتملة.
في 22 آذار 2003
المجلس الوطني
للحزب الشيوعي اللبناني