أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - إشكاليات التاريخ كردياً -الجزء السادس















المزيد.....

إشكاليات التاريخ كردياً -الجزء السادس


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 6311 - 2019 / 8 / 5 - 09:43
المحور: القضية الكردية
    



وكما نوهنا سابقا، فهذا التاريخ العميق والغني بالحوادث، المثبتة بالوثائق والمصادر، للعشائر الكردية في الجزيرة والتي حرفت بمهنية عالية، هي التي يجب أن يقف عليها الباحث الكردي التائه بين صفحات شوهها البعض من الكتاب العروبيين، الذين حصروا تاريخ منطقتنا في حدث أو حدثين جريا في الثلاثينات من القرن الماضي، وضمن جغرافية مساحتها لا تتجاوز الخمسون كيلومتر مربع، متناسين أن تاريخ كردستان الجنوبية الغربية تمتد على مسافة ما بين البحر إلى ديركا حمكو، وهذا التجاهل سمح للأخرين سهولة الطعن في ماضينا وحاضرنا، وخاصة في هذه المرحلة الحساسة، إلى درجة أنه ظهر تجمع عروبي تحت ما يسمى بالـ (التجمع الوطني العربي) في منطقة الحسكة، فعقدوا مؤتمرا وبأمر من السلطة في قرية جرمز بريف قامشلو، وأصدروا بيانا أقل ما يمكن القول فيه سافر وتشويه لتاريخ القبائل العربية ورحلاتهم ما بين حائل والجزيرة، وثورتهم ضد أل السعود والبريطانيين، قبل أن يكون تعتيم وتحريف للتاريخ الكردي، هاجموا فيه بيان (المجلس الوطني الكردي في سوريا، بل ومن خلالهم كل المجتمع الكردي) لتسميتهم الحسكة وقامشلو وتربه سبيه وعاموا بالمدن الكردية، مدعين عروبتها. ببيانهم ذاك أعادوا مسيرة العقود الطويلة من حقد السلطات العروبية والكراهية والعنصرية ضد الشعب الكردي على أرضه، من خلال شريحة متلاعبة بمفاهيمها من القبائل العربية الأصيلة.
ومن جهة أخرى ظهر كتاب انتهازيون يرتزقون من جهات مشبوهة، أمثال (صبحي الحديدي) وتحت عباءة الوطنية السورية، مدعين أنها مدن سورية وليست كردية، ولو اكتفوا، على أنها سورية لما كانت هناك إشكالية، لأنها حتى ولو كانت دولة سياسية لقيطة، لكن معترفة بها في الأوساط العالمية، إلا أن دعاة الوطنية دفعوا بمفهومهم الوطني هذا نحو العدم، ليس في نفيهم لكرديتها بل بالتغاضي عما ينشره العروبيون عن عروبة هذه المدن. فهو وأمثاله من الكتاب المعروفين، المأمول منهم الإنصاف، يتناسون تحت عباءة الوطنية، أن سوريا بجغرافيتها الحالية ظهرت على مصالح سياسية، ومن الغريب أنهم حتى قبل سنوات لم يكن يشعرون بها كوطن وبعضهم لم يكن يعترفون بها، وبرزت هذه الغيرة المشكوكة في أمرها فجأة عندما حصل الكرد على بعض المكتسبات، وهم أعلم من الكثيرين أنها من ضمن الدول اللقيطة المصنوعة من قبل فرنسا وبريطانيا، وجزء كبير من هذه الجغرافية المسماة بالوطن السوري، متكونة على حساب الجغرافية الكردستانية المحتضنة للمدن المعنية.
وبالمناسبة، أين كان هؤلاء يوم كانت أعضاء من الحركة الكردية تقبع في السجون على خلفية مطالبتها جعل سوريا وطن للجميع؟ والمحير أنهم يتغاضون، بتصريحاتهم الوطنية هذه، عن بيان فلول داعش والبعثيين والمسمى بالتجمع الوطني العربي، المنتهكين حرمة الوطن أرضا وعرضا، مركزين فقط على الجانب الكردي. أليست هذه من دلالات الانتهازية الفاضحة، يحافظون بها على مصادر الارتزاق؟
ولهشاشة أعلام حراكنا الكردي، وخاصة إعلام المجلس الوطني الكردي، والإدارة الذاتية، والأحزاب المدعية أنه لها إعلام، والتهائهم بالصراعات التخوينية الداخلية، وتحشيدهم للعديد من الكتاب ضمن خلافاتهم، تنفتح الأبواب على مصراعيها للقوى والكتاب المتربصين بالكرد بتحريف تاريخنا كما يريدون ودون رادع.
فإشكاليات التحريف للتاريخ، ومحاولات خلق الشكوك حول كردستانية الجزيرة، وتصغير دور العشائر الكردية فيها وتحديث تاريخ وجودهم، وتقزيم تاريخ الأمة في حدث أو شخص، أو خلق الرواية عن الخوة والمتممة للجزية الإسلامية، جميعها قضايا يبحث عنها المتربصين بالكرد للطعن ليس فقط في بعض العشائر الكردستانية أو عشائر منطقة معينة، بل في تاريخ الأمة الكردية، خاصة عندما يضعف الإحساس بأهمية مجريات الأحداث المنسوخة من قبل الأعداء، وتفضيل الانتماء إلى العائلة أو العشيرة أو الحزب على الانتماء إلى الوطن، المقتسم بين السلطات الناهبة لخيراتنا، والفارضة علينا الخوة تحت اسم حضاري وهي (الضرائب) كضريبة الدخل، وضريبة الأرض وهي ارض كردستان، وضريبة تسجيلنا كمواطنين عرب سوريين، وغيرها.
إعادة كتابة هذا التاريخ، بحذر وإدراك، من ضرورات المرحلة، وبعضها أوجهها تحتاج إلى مختصين، لتحليل التفاصيل وبدقائقها، والبحث في كل حدث بمهنية، وتوثيق وقائعها، لنخرج باستنتاجات لحاضرنا ومستقبلنا، ولكن شريطة ألا تكون على حساب تاريخ الأمة، لا أن يتم تسخير خدمات الشعب الكردي لترقية فرد، فيستغلها الأعداء للطعن في كرامة الأمة وتاريخها.
وعليه فالأسئلة التالية المؤلمة تفرض ذاتها علينا وعلى الإخوة الكتاب الكرد الطاعنين في كرامة البعض من العشائر الكردية، أو لنقل وبشكل غير مباشر في تاريخ جزء من الشعب الكردي.
1- حاضرا، أليست، جريمة، الدخول في سجالات عقيمة على عفرين فيما إذا كانت محتلة حاضرا أم ماضيا، وتصعيد خلافاتنا البيزنطية في الوقت الذي يتم فيه نهب الشعب، وتدمر ليس البنية التحتية فقط بل الفكرية أيضا، ويحاولون طمر بعدها الكردي والكردستاني؟
2- أليست جهالة وجريمة، عدم إزالة المطبات لفتح الحوارات بين بعضنا، في الوقت الذي تقف فيها تركيا والسلطة السورية والمعارضة على أطراف جغرافية شرقي الفرات لاجتياحها بأية لحظة، والقضاء على البقية الباقية من ديمغرافيتنا؟
3- أليست جهالة وجريمة تاريخية، ترويج البعض من كردنا مقولة: أن عشائر من الكرد في منطقة الآشيتا كانوا يدفعون (الخوة!) فهل هذا تدوين لتاريخ الشعب الكردي أم طعن فيه وتصغير لمكانة الأمة؟
4- هل القبائل العربية في الجزيرة الكردستانية، مهاجرون، واستولوا على أراضينا وسلطاتهم فرضوا الجزية؟ أم أن العشائر الكردية هل التي هاجرت إلى منطقة الجزيرة ودفعت الخوة صاغرين شاكرين من ضعف، وإحساس بأنهم ضيوف وعليهم دفع الجزية؟
5- متى تغيرت المعادلة، من كوننا أمة كردستانية محتلة بكل قبائلنا وأدياننا وكنا ندفع الجزية للسلطات الإسلامية العربية وليست الخوة للعشائر، والأن ندفع الضريبة، ليس فقط للعرب بل للفرس والترك، ولا زلنا؟ إلى أمة قوية وقبائل مستقلة رفضت دفع الجزية والضرائب لتلك السلطات؟ فهل هناك من يستطيع أن يفتخر على أنه لم يدفع الجزية ولا الضريبة؟
6- أين المذمة وأين الافتخار؟ أية عشيرة أو منظمة أو شخصية لها أن تفتخر وأية منها يجب أن تذم؟ أم أن الأمة الكردية هي كلها واحدة، مذمة ما دمنا محتلين، وتفرض السلطات الشمولية إملاءاتها وشروطها علينا متى ما تشاء، وطرف كردي واحد يشمل الكل؟ ووصف قسم من الحراك أو عشيرة على حساب الأمة سذاجة ومذمة في عمقها، فيما إذا كان الإحساس بالوطن حاضرا في الوجدان. فتعظيم شخص أو حزب أو عشيرة على حساب الشعب والأمة انتقاص وتصغير وطعن في ماهيتهما. فعلينا أن ندرك وننطلق من أن الكل الكردستاني كانت ولاتزال مستعمرة، تدفع من روحها ودمائها، وتسلب كرامتها وأموالها وثقافتها، وبدون توافق لن ننتصر ونتحرر.
7- أليست جهالتنا هي التي تؤدي بنا إلى الاستمرار في مستنقع التشتت والضياع والتبعية ذاتها، وسذاجة نشر مثل هذه الأقوال؟
8- ألم نزل شعب نبدد إمكانياتنا الهائلة ونعاني الويلات، ونحن بديمغرافية لا تقل عن معظم الدول الكبرى في أوروبا، وبجغرافية هي لنا جدلا، تتجاوز مساحتها العديد من الدول العظمى في العالم، محتلة ومقتسمه بين أنظمة شمولية دكتاتورية، لا سلطان لنا عليها؟
9- أليست تأويلاتنا المشوهة وتحليلاتنا الساذجة هي التي تعمي بصيرتنا وبصيرة مجتمعنا، وتضعف الأمل برؤية القادم الذي نحلم به، وهي التي تدفع بنا لنفضل الذات والعائلة والحزب على الوطن، والعشيرة على القومية، وهي التي تحفزنا لنخلق طوطما من صلب العائلة أو العشيرة أو الحزب، ونكون حول هذا الطوطم تاريخ، ونحن نرزخ تحت الاحتلال، مع ذلك نكتب عنه ونبدع فيه، بل والأبشع شريحة واسعة من حراكنا ومجتمعنا، يمجدون طوطما مخلوق بإرادة خارجية ويركزون عليه بكل ما يملكون من الإمكانيات الفكرية والمادية، ويتناسون في حضوره مادة أو روحا، تاريخ أمتنا وحاضر مجتمعنا ومستقبل وطننا؟ ...

يتبع...
د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
3-12-2018م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشكاليات التاريخ كردياً- الجزء الخامس
- إشكاليات التاريخ كردياً-الجزء الرابع
- مصير العلاقات التركية الأمريكية
- إشكاليات التاريخ كردياً -الجزء الثالث
- إشكاليات التاريخ كردياً- الجزء الثاني
- كيف تنهب المحاصيل المتبقية في غربي كردستان؟ 2/2
- كيف تنهب المحاصيل المتبقية في غربي كردستان؟ 1/2
- الكردي بين التدخل والجهالة- الجزء الخامس
- أنا ورواية البحث عن الزمن المفقود
- الكردي بين التدخل والجهالة - الجزء الرابع
- الكرد والوعي الصحيح 2/2
- الكرد والوعي الصحيح- 1/2
- من بشاعات سلطة بشار الأسد الأخيرة
- خسرنا إسلامياً وفشلنا علمانياً - الجزء الثاني
- خسرنا إسلامياً وفشلنا علمانياً - الجزء الأول
- إسقاطات الصراع الأمريكي-الإيراني على الكرد
- رسالة وزير الدفاع الأمريكي تشمل الكرد
- حصة الكرد من الضغوطات الأمريكية على إيران
- إشكاليات التاريخ كردياً- الجزء الأول
- نحن المسؤولون عن الجاري


المزيد.....




- إجلاء مئات المهاجرين المتحدّرين من جنوب الصحراء من مخيمات في ...
- إجلاء قسري لمئات المهاجرين المتحدّرين من جنوب الصحراء من مخي ...
- وقفة أمام مقر الأمم المتحدة في بيروت
- نائب مصري يحذر من خطورة الضغوط الشديدة على بلاده لإدخال النا ...
- الأمم المتحدة: فرار ألف لاجئ من مخيم إثيوبي لفقدان الأمن
- إجلاء مئات المهاجرين الصحراويين قسرا من مخيمات في العاصمة ال ...
- منظمة حقوقية: 4 صحفيات فلسطينيات معتقلات بينهن أم مرضعة
- السفير الروسي ومبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا المستقيل يبحثان ...
- قرابة 1000 لاجئ سوداني يفرون من مخيم للأمم المتحدة في إثيوبي ...
- جامعة كولومبيا تكشف تفاصيل حول المحتجين المعتقلين بعد اقتحام ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - إشكاليات التاريخ كردياً -الجزء السادس