أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الصادق أحمد عبيدة - مجزرة الأبيض: جنجويد في بلاد شيكان.














المزيد.....

مجزرة الأبيض: جنجويد في بلاد شيكان.


الصادق أحمد عبيدة

الحوار المتمدن-العدد: 6308 - 2019 / 8 / 2 - 06:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بمناسبة المجزرة البشعة التي راح ضحيتها خمسة من طلاب المدارس الثانوية وجرح العشرات بمدينة الأبيض في ولاية كردفان بغرب السودان يجب ان لا ننسى شيئين:
أولا: علينا ان لا ننسى ان مدينة الأبيض كانت ولا زالت حاضنة لكتائب أحمد هارون البائد التي كونها من الجنجويد ووفر لها التمويل من أموال الشعب ليتمكن من إحكام قبضته على المدينة الاستراتيجية وقد كان له ذلك . ولكن معلوم أيضا ان أنشطة القتل والتشريد التي ارتكبتها هذه المليشيات التي تأتمر بأمره جعلت منه مطلوبا للعدالة الدولية كرئيسه المخلوع عمر البشير.
في العام 2003 وجهت له العدالة الدولية الاتهام بتشريد نحو 20 ألف شخص من سكان دارفور من منازلهم بقرى منطقة قودوم والمناطق المحيطة بها.
كما أصدرت المحكمة الجنائية الدولية في العام 2007 مذكرة اعتقال بحقه تضمنت 20 اتهاما بارتكاب جرائم ضد الإنسانية ، و22 اتهام بارتكاب جرائم حرب.
وعندما ضاقت الدائرة على الرئيس المخلوع عمر البشير اثناء الاحتجاجات التي اندلعت في ديسمبر2018 مطالبة بتنحيه عن سدة الحكم، وبعد أن بدأت سوأته وبات يخشى على نفسه من غدر أعضاء الحركة الإسلامية، لجأ لإحاطة نفسه بالمخلصين له وكان أحمد هارون على رأس هؤلاء المقربين الذين يثق بهم إذ تنازل له البشير عن رئاسة حزب المؤتمر الوطني وعينه في ذات الوقت نائبا لرئيس الجمهورية.
لذلك سرعان ما تحركت كتائب هارون من مدينة الأبيض نحو العاصمة الخرطوم، وقد إلتقط الثوار بهواتفهم النقالة صورا لحافلات سفرية تنقل مجموعات من هذه الكتائب نحو منطقة الاعتصام أمام القيادة للجيش.
ثانيا يجب ان لا ننسى الصراع الكبير والكراهية الدفينة بين قوات احمد هارون وجنجويد حميدتي للدرجة التي ظهرت للعلن في مقابلة تلفزيونية شهيرة عبر قناة سودانية 24 كال فيها حميدتي السباب جهارا نهارا لهارون قائلا “ان احمد هارون مكانه السجن ولا يصلح ان يكون واليا لولاية كردفان”.
زبدة القول ان مجزرة الأبيض التي جاءت بعد يومين من إعلان نتيجة التحقيق في مجزرة فض الإعتصام من أمام القيادة العامة ، والتي جاءت بدورها عقب التوقيع على اتفاق أديس أبابا ،مصحوبا بالإعلانات السمجة والمتكررة عن المحاولات الانقلابية، وسط قطوعات الكهرباء والماء عن المواطنين والزج بهم في غياهب الظلمات عمدا، كل ذلك ما هو الا حلقات من سيناريو طويل محكم الإعداد تلعب فيه اذيال الحركة الإسلامية ادوارا موزعة بإحكام ، غير عابئة بروح الشباب والأطفال وقلوب الأمهات. يتصارعون على مكاسب ومناصب الدولة وتقسيم البلاد لمناطق نفوذ، كل منهم يريد ان يحكم سيطرته على أكبر مساحة من أقاليم السودان الغنية. يفعلون ذلك وضميرهم مرتاح، لا ترمش لهم عين فهم في طغيانهم يجدون أنفسهم اعلى وأسمى من ان ينظروا الى عيون ضحاياهم ..
استبدلوا المصحف بكتاب (الأمير) لمكيافيللي وحفظوا صفحاته عن ظهر قلب، واستبدلوا آيات الرحمة والعدل والإحسان بأفكار ميكيافيلي التي تحث الحاكم على "أن يسفك الدماء بكثرة مرة واحدة في بداية حكمه وذلك أفضل من أن يكون سفكه للدماء على مراحل متقطعة وذلك حتى يأمنه شعبه".
للخروج من هذا الكابوس الفظيع يتوجب على ممثلي الشعب من قوى الحرية والتغيير وتجمع المهنيين عدم الزج بالأطفال في مهالك أخرى، وكذلك حماية مواكبهم لأننا لا نستطيع منعهم من الخروج للاحتجاج ضد الظلم والقتل الذي لحق بأصحابهم الشباب.
يجب الضغط على المجلس العسكري بواسائل ثورية أخرى كالاعتصامات ومحاصرته داخليا وخارجيا. وضرورة الإسراع في تعيين حكومة مدنية مؤقتة من 15 وزيرا ونحو، لتسيير الأمور العاجلة وفرضها كأمر واقع. فالدول العظمى تدار بواسطة عدد محدود من الكفاءات. في فرنسا مثلا بعد وصول ماكرون الى السلطة في العام 2017 تم تعيين 18 وزيرا نصفهم من النساء وجاء اختيارهم من اليسار واليمين والوسط والمجتمع المدني.
وفي تونس التي تعتبر نموذج شبيه بالحالة السودانية، حدث فراغ دستوري مرتين على التوالي منذ العام 2011 - هروب بن علي و وفاة الباجي قائد السبسي- ومع ذلك لم تنم تونس ليلة واحدة بدون رئيس!! فإذا توفرت الإرادة وخلصت النوايا، وتسامى الجميع فوق الأطماع الشخصية، وأصبحت ارواح الشهداء ودمائهم ذات قيمة عزيزة، اصبح السودان حينها شيئا مذكورا.
تحية كبيرة لشباب وشابات مدينة الأبيض، البواسل على وقفتهم الصلبة أمام الرصاص في مشاهد بطولية تذكر بأجدادهم الذين هزموا جيش هكس باشا Hicks Pach في العام 1883 في معركة الأبيض الشهيرة بمعركة شيكان.



#الصادق_أحمد_عبيدة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنترنت حق من حقوق الانسان الأساسية .. وهل في ذلك شك ؟
- قد سئمنا ؟


المزيد.....




- حرب أوكرانيا.. لماذا وضعت -مهلة الـ50 يوما- -صقور روسيا- من ...
- ما هي صواريخ “باتريوت” التي تحتاجها أوكرانيا بشدة لصد الهجما ...
- إسرائيل تعد بوقف الهجمات على الجيش السوري جنوبي البلاد
- مهلة -نهائية- لإيران لإبرام اتفاق نووي.. وتلويح بـ-سناب باك- ...
- إسرائيل تنشئ نقاطا جديدة وتُمهّد لبقاء طويل في غزة
- إسرائيل تفتح تحقيقا في عبور عشرات الدروز الحدود إلى سوريا
- ترامب: شحن الأسلحة إلى أوكرانيا -بدأ بالفعل-
- الطيران الإسرائيلي يستهدف مواقع بالسويداء.. وسقوط قتلى وجرحى ...
- رغم فوضى -إكس- و-غروك-.. ماسك يفوز بعقد قيمته 200 مليون
- -رجال الكرامة-: مقتل وإصابة 50 من عناصرنا في أحداث السويداء ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الصادق أحمد عبيدة - مجزرة الأبيض: جنجويد في بلاد شيكان.