أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد موجاني - رحلة البحث عن المعنى (2)














المزيد.....

رحلة البحث عن المعنى (2)


محمد موجاني

الحوار المتمدن-العدد: 6303 - 2019 / 7 / 27 - 02:37
المحور: سيرة ذاتية
    


في بومالن دادس، وفي الداخلية بالذات، كان واجب علي أن أجد مكانا لي وأنسج علاقات جديدة بتلاميذ جدد أتو من مناطق مختلفة، و جمعتنا نفس الظروف، لكن كان هدفنا واحد هو متابعة الدراسة. ولن أنسى أبدا تلك الضغوط التي كانت تضايقني كلما رغبت أن أغادر أهلي وانتظر أن تعطى لي نقود ، وبما أني لا أملك الجرأة الكافية لأبادر بالطلب ، فمرة هي أمي ومرة هو جدي هم الذين يأخذون المبادرة ويتفهمون الوضعية. لكن كان المبلغ بخيسا بل هو لسد مصاريف التنقل ليس أكثر .
في الداخلية ، حيث كان عدد التلاميذ يفوق أربعمائة تلميذ ، كانت الظروف صعبة ونحتاج إلى وقت للتأقلم مع هذا الوضع. هنالك يعرف تفشي ظواهر سيئة من سرقة، وتدخين وتعاطي المخدرات،.... خاصة وأن الكل في مرحلة المراهقة والكل تخلص من المراقبة من طرف الاباء وتحرر شيء ما من سلطتهم ... ولست أستحي أن أقول اني كنت برء أو كنت استثناء أو أفضل بل كنت اختار لنفسي مكان وأسجل حضوري وسط المجموعة مع كل هفوة.
بالنسبة للتحصيل الدراسي، في هذه المرحلة ، أصبح لأباس به بل هو في تراجع ملحوظ وذلك راجع إلى تغيير الوسط وتغير الظروف ، وصراحة كان المسار الذي أسلكه عشوائيا ولست من الذين يقولون أني أحلم بأن أكون.....مسار كله مجرد خطوات عشوائية....وليس إلا رحلة تجاه المجهول دون بداية ولا نهاية .
في سباق ضد عقارب الساعة، كنت أسعى من جهة أن أرد الجميل وأرضي والدي قدر المستطاع ، ومن جهة أخرى، أريد ألا أفارق زملائي ، ولو سألني أي أحد في تلك اللحظة عن الهدف من متابعتي للدراسة ﻷ---جبته لأني نجحت ولا أرى نفسي في أي مكان آخر غير هذا، أو لأن الذين لم تتح لهم نفس الفرصة كثيرا ما يتحصرون ويشعرون بالندم ولا أريد أن أكون منهم في قادم الأيام .
في السنة الختامية لم تكن الأمور على ما يرام بل فشلت في اجتياز البكالوريا بنجاح، ربما الحظ سئم من التواجد بجانبي هذه المرة ، وكنت مصرا على إعادة المحاولة لأني لم أكن الواحد الذي تعطل ، بل كنا مجموعة من الأصدقاء، وهكذا لم يكن التأثير بليغ وكما يقال " إذا عمت هانت " و لأنه في جميع الأحوال ليس عيبا أن نخسر أحيانا لكن علينا ألا ننهزم .
في السنة التانية، وربما في الإعادة إفادة، كنت على يقين أنني سأجتاز هذه المرة بنجاح، وهذا ما حصل بالفعل . وانا حاصل على شهادة البكالوريا التي هي بمثابة تأشيرة للهروب، كنت أجد نفسي أمام طرق شائكة وغير معبدة، كثيرة هي الهموم التي توقد شرارة بداخلي ، أسئلة تؤرقني وتنبش من لحمي، خليط من الأحاسيس تندر بعثمة وخوف من مستقبل مجهول : ما المآل؟ وما الوجهة؟
بعد تفكير وتردد لمدة صيف كامل ، قررت ألا أفارق زملائي، وأن أستأنف المغامرة، فلتحقنا بالجامعة، وكل واحد منا سجل بالتخصص الذي يراه يناسبه ويتمشى مع طموحاته. أما أنا ، فقررت أن أسجل بالدراسات الفرنسية لأني كنت أعشق هذه اللغة رغم أنها تكرهني وتنفر مني! . ربما لأنها كانت تشك في نقص عشقي لها وتحتاج لبعض الوقت لتكتسب ثقتي ، وفي الاخير، بعد إسرار وعزم من جهتي ، قررت أن تبادلني نفس الاحساس ونفس الحب ، وهكذا بدأت علاقة عشق بدون حدود ، ومن طبيعة الحال أينما يوجد العشق والحب يمكن العثور على كل شيء. هكذا بدأت أتخدت قرارات مصيرية في حياتي وأعرف نفسي شيء فشىء دون أن أحتاج إلى آراء الآخرين ، لتقليدهم والسير على خطاهم ، لأن الحياة كالحلم ، وحده المعني يعرف أدق التفاصيل والخيار الذي يناسب ممكناته ، بل يكفي أحيانا أن يعرف الإنسان نفسه حق المعرفة ليقل للشيء كن فيكون !











#محمد_موجاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلة البحث عن المعنى (1)
- خطب الجمعة، ما يقال ليس سهلا!
- أنا أمازيغي ولكن...
- الدين الطبيعي أو أرجوك لا تتخدني عدوا
- مسلم اليوم وتوهم امتلاك اليقين التام


المزيد.....




- السعودية.. وزارة الداخلية تعدم شخصا تعزيرا وتعلن عن اسمه وما ...
- الدفاع الروسية: العدو خسر 400 جندي على محور كورسك خلال يوم
- في ذكرى حرب 6 أكتوبر.. علاء مبارك يذكر بدور العرب في دعم مصر ...
- وزير النفط الإيراني -غير قلق- وسط التهديدات الإسرائيلية
- محمد بن سلمان وكوشنير: دعم مالي كبير يستثمره صهر ترامب في إس ...
- فيضانات موسمية في تايلاند: غرق أفيال واختفاء العشرات وعمال ا ...
- تقرير إعلامي يكشف معلومات عن مصير -خليفة- نصرالله
- مراسلتنا: الدفاعات الجوية السورية تتصدى لأهداف معادية في أجو ...
- الجعفري يؤكد تقديم سوريا طلب انضمام إلى مجموعة -بريكس-
- سجل العملية العسكرية الخاصة: تحرير بلدة جديدة في دونيتسك وإص ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد موجاني - رحلة البحث عن المعنى (2)