أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى الدروبي - رداً على زياد ماجد عن -الإسلاميين والعسكر ومقولة وجهَيّ العملة الواحدة-















المزيد.....

رداً على زياد ماجد عن -الإسلاميين والعسكر ومقولة وجهَيّ العملة الواحدة-


مصطفى الدروبي

الحوار المتمدن-العدد: 6298 - 2019 / 7 / 22 - 06:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رداً على زياد ماجد عن "الإسلاميين والعسكر ومقولة وجهَيّ العملة الواحدة"

طرح الكاتب والأكاديمي الصديق زياد ماجد عبر مقاله المنشور في القدس العربي والموضوع تحت عنوان " عن الإسلاميين والعسكر ومقولة وجهَي العملة الواحدة" عديد الأسئلة وذلك بعد وفاة الرئيس المنتخب محمد مرسي في محبسه يوم الاثنين 17 يونيو/حزيران الجاري قضية المقاربة التي يراها البعض من اليساريين والليبراليين العرب بين الإسلاميين والعسكر وأن كلاهما وجهان لعملة واحدة " وأنهما يتساويان عداءً للديمقراطية، ولا حاجة بالتالي لموقف قد يبدو تأييداً لواحدهما".
حيث يرى ماجد مستغرباً قضية الحياد التي أعلنها البعض من هؤلاء ومتسائلاً عن " عن ثقافة الديمقراطية ذاتها وعن فلسفة حقوق الإنسان ومفهوم العدالة لدى مُعتنقيها"!!
نحن نرى في هذا المقام ضرورة الفصل بين الموقف من رئيس منتخب (في أجواء من الحرية وليس الديمقراطية ..فالديمقراطية حتى تتجذر في الحياة السياسية تحتاج لعشرات السنوات) مثّل ذات يوم شرعية شعب ثائر أدلى بصوته عبر صناديق الانتخابات في بلد لم يعرف الديمقراطية يوماً وحجم التعاطف مع شخصه ونهاية حياته التراجيدية كإنسان بعد أن تعرض للظلم والعسف الكبيرين من قبل العسكر ودولتهم العميقة والذين جاروا كثيراً على الرجل وأهملوا صحته بشكل متقصّد وعادوا ليحتلوا المشهد من جديد بهمجيتهم المعهودة عبر انقلاب عسكري غادر منقلبين على أحلام المصريين وأمانيهم (بحجة حماية الوطن من خطر الأسلمة والأخونة) وبين البنية الفكرية للإخوان وأجندتهم الشمولية وكذلك ضرورة الإشارة إلى المشتركات بينهم وبين العسكر في بلد شهد ولادة حالتهم في ثلاثينيات القرن العشرين عبر تنظيمهم الصارم والحديدي (وبالأخص جناحه العسكري) والأقرب في بنيته الصلبة لقيادة هيئة أركان عسكرية حيث تصدت هذه الجماعة و منذ ولادتها لإرهاصات مشروع النهضة العربي الداعي للحداثة والالتحاق بالعصرعصر التنوير والاستنارة وما قام به الإخوان من دور كجدار صد لتقدم هذا المشروع الطامح نحو المستقبل حينها أضف إلى ذلك موقفهم الملتبس من الحداثة والديمقراطية والدولة المدنية والاعتراف بالآخر ونظرتهم للإسلام كدين ودولة حيث مملكة الله على النقيض من مملكة الإنسان وفق ما طرحه سيد قطب عبر مفهومه للحاكمية !!.
إن أغلب الإسلاميين يشتركون مع العسكر بانتمائهم للطبقة الوسطى وكلاهما يمتلكان النزعة الانقلابية في التغيير والوصول للحكم وهذا ما تؤكده حوادث التاريخ حيث كان أغلب الضباط الذين قاموا بانقلاب 23 تموز 1952على الملك فاروق هم من الإخوان المسلمين..بما فيهم عبد الناصر والذي كان منتمياً إليهم عند مطلع صباه وحين خرج عليهم كما نعلم جميعاً ولم يستجب لأجندتهم دخل الطرفان بصراع دموي ثقيل الكلفة مازالت تداعياته مستمرة لحد الآن.
وحين غيّب الموت الرجل انتقلوا بتحالفهم مع أنور السادات والذي أطلقوا عليه صفة الرئيس المؤمن واستخدمهم كذراع ضاربة للقوى اليسارية والديمقراطية في مصر قبل أن ينقلب عليهم لاحقاً وفي عهد مبارك جسّروا العلاقة مع نظامه حيث كانت الساحة خالية من القوى الأخرى من يسارية وليبرالية بسبب التضييق عليها وملاحقتها.
وعندما انطلقت تباشير ثورة 25 يناير كانت قيادة الجماعة ومن خلف ظهور الثوار تفتح أكثر من قناة مع قيادة المجلس العسكري المصري وهذا ليس بمستغرب فالجماعة وقياداتها طلّاب سلطة وشهوة السلطة لديها لا حدود لها فراهن العسكر ودولتهم العميقة على فشلهم بإدارة شؤون الحكم مما جعل المشير الطنطاوي أن يرد بثقة عالية على سائليه : لماذا سلمتم السلطة للإخوان؟ فقال: نحن سلمنا الإخوان للشعب!! مما مهد كل هذا لعودة العسكر من جديد كرأس رمح للثورة المضادة والتي تحكم مصر اليوم بالنار والحديد.
وكذلك سار إخوان السودان على نفس هذا النهج بالتعامل مع العسكر منذ عهد نميري مروراً بعمر البشير وبقايا زمرته بعد عزله حيث لم يعلن الإخوان المسلمين بالسودان مساندتهم لـ (تحالف إعلان الحرية والتغيير، تجمع المهنيين السودانيين) وعملوا على مغازلة المجلس الانقلابي العسكري والذي لم يستجب لهم بسبب ارتباطاته بابن سلمان وابن زايد.
أما وسم موقف القوى التي اشار إليها زياد ماجد "بالحياد التبسيطي" عبر أسئلته المثارة حيث يقول : " من هذه الأسئلة مثلاً ما يرتبط بالموقف من الاعتقال السياسي والتنكيل بالمُعتقل والتسبّب بموته، بمعزل عن أي عامل عقائدي أو هويّة سياسية، وهو ما أدّى حتى الآن إلى “مقتل” العشرات (وإعدام العشرات غيرهم) في السجون والمحاكم المصرية المكتظّة بما يزيد عن الخمسين ألف معتقل." فإننا نرى أن الحياد إن وجد لدى البعض القليل فإنه لا يمثل ضمير الغالبية العظمى من القوى الليبرالية واليسارية ولا موقفها من حكم العسكر خصوصاً أن من هم في معتقلات السيسي اليوم ليسوا هم من الإخوان وحدهم وأن انقلاب العسكر جاء كثورة مضادة لثورة يناير.
إنه لمن الغرابة وبعد كل ما شهدناه من قوى الإسلام السياسي الراديكالي العنفي والمتمثل بداعش والقاعدة وشقيقاتها وما ألحقته بثورات الربيع العربي من اضرار فادحة ومن فشل تيارهم الموصوف بالاعتدال النسبي "الإخوان المسلمين" بإدارة الشأن العام والانفتاح على قوى المجتمع المختلفة أن نجد أكاديمياً ضليعاً ونصيراً لثورات الحرية أن يعتبر أن جماعات الإسلام السياسي أصحاب مشروعية شعبية !! حيث يكتب السيد ماجد " ومن الأسئلة كذلك، أن الإسلاميين المشاركين في الانتخابات والفائزين بها، أصحاب مشروعية شعبية وأحقية تمثيل لا يغيّر فيها الاختلاف (العميق) معهم حول مرجعيّاتهم الفكرية وبرامجهم السياسية وأدواتها. وهم بهذا المعنى، وعلى خلاف العسكر الانقلابيين المستندة مشروعيتهم إلى الدبابات والسجون وأجهزة المخابرات، يملكون مسوّغات المشاركة السياسية كاملة" وهنا نستطيع القول وكأنك يا أبا زيد ماغزيت!
لقد أكد القطاف المر لنتائج أفعال العسكر ولقوى الإسلام السياسي داخل السلطة وخارجها أن لا مسوغ البتة لمناصرة كلا الطرفين ويجب إدانة العسكر ودولتهم العميقة والتي تتآمر على الدوام على أحلام الشعوب وطموحاتها عبر الاستبداد وتجاوز القانون والدوس على حقوق الإنسان مؤكدين في الوقت نفسه أن التنظيمات العقدية خطر على مشروع الدولة الحديثة وإن فتح باب الشرعية للتنظيمات الدينية من إسلامية ومسيحية وسواها لن يحقق حلم شعوبنا بالدولة الوطنية الديمقراطية ..دولة المواطنة وحقوق الإنسان.

الكاتب الصحفي السوري
مصطفى الدروبي
فرنسا - ستراسبورغ



#مصطفى_الدروبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى الدروبي - رداً على زياد ماجد عن -الإسلاميين والعسكر ومقولة وجهَيّ العملة الواحدة-