أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر شابي - الجزائر: الإسلاميون يرتمون في أحضان العسكر نكاية في العلمانيين














المزيد.....

الجزائر: الإسلاميون يرتمون في أحضان العسكر نكاية في العلمانيين


عمر شابي

الحوار المتمدن-العدد: 6297 - 2019 / 7 / 21 - 19:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


استغلت سلطة الأمر الواقع في الجزائر ما تعرف أنه انقسامات عميقة بين الجزائريين، ساهمت مخابرها في هندستها و ترسيخها طيلة عقود، تحضيرا للالتفاف على ثورة الحراك الشعبي، التي فاجأتها قبل خمسة أشهر تقريبا، و جرت الإسلاميين إلى حضن المؤسسة العسكرية، موهمة إياهم بالانتقام لهم من خصومهم العلمانيين الذين حرموهم من حكم البلاد في بداية التسعينيات.

الجزائر: عمر شابي

بالمقابل لم يستطع السياسيون من كل الأطياف و التيارات و من أقصى اليمين إلى اليسار المتطرف أن يلحقوا بركب وعي الحراك الشعبي، و بقوا كل أسبوع ينتظرون مسيرات الجمعات المتتالية للتموقع، و إعادة إجترار ما ينطق به الشارع لكي يسوقوا لأنفسهم، و يقتطعوا مكانا لهم في ظل الجزائر الجديدة.

مع مرور الوقت بدأت ملامح التخندقات المتوالية تظهر للعيان، و معها برزت المطامح و المطامع لدى الجميع، و خاصة أنهم يرون الحراك الشعبي "بقرة اليتامى" التي يمكن لأي تاجر أوهام أن يقصد بها السوق مناديا، "هل تباع بقرة اليتامى؟" كما في القصة الشعبية المتوارثة لدى الأجيال التي ترتبت على حكايات الجدات.

تقول القصة أن بائع بقرة اليتامى، ظل يتردد على السوق و في كل مرة يعود إلى زوجته و يخبرها أن كل الناس نصحوه بعد بيع بقرة اليتامى، لأنها مصدر غذائهم و قوتهم الوحيد، و في المرة التالية تخفت زوجة الأب، و قصدت السوق و لما نادى المنادي هل يمكن بيع بقرة اليتامى، ردت عليه "بيع تربح"، فباعها لأجل صوت وحيد في السوق، أشار بغير ما كان يسمعه طيلة أسابيع.

لما حل الصيف الأكثر سخونة سياسيا في جزائر الحراك الشعبي، كانت الأنظار كلها متلهفة لسماع الصوت النشاز ببيع بقرة الحراك في سوق النخاسة السياسية، و زاد من تلهفهم شعورهم بأن الخصوم يتربصون للجلوس على مقعد الحكم و هو المكان الذي هيأته المؤسسة العسكرية، من خلال ترديد رئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح بمناسبة و بدون مناسبة أنه زاهد في تولي المسؤولية السياسية بعد إزاحة من وصفهم بالعصابة، و الزج بخصومه في غياهب السجون.

أتقنت السلطة الفعلية اللعب على حبال الاختلاف و الفرقة، و أخرج الحاوي من تحت ردائه حيات و ثعابين، خيل إلى الجمهور المنبهر من سحر المخابر العميقة أنها تسعى، فهرب منها مرتميا في أحضان الساحر العليم، و هكذا تفرق دم الحراك الشعبي الذي كان يعد بمستقبل جديد للبلاد بين القبائل، و صار حلم صيانة وحدتها و مقدراتها و حفظ مستقبل شبابها محل صراعات حول قضايا لا تكاد تنتهي بداية بالراية الأمازيغية وصولا إلى اللغتين الفرنسية و الإنكليزية و فيما بينها المجلس التأسيسي أو المرحلة الإنتقالية، ثم منتدى الحوار الوطني، مرورا بالنوفمبرية الباديسية و الحرب المزعومة على الهيمنة الفرنسية.

كانت مسيرات ذكرى يوم الإستقلال، باهرة و فيها استعاد الحراك الشعبي قوته و عنفوانه، لكن أصواتا من طرف آخر كان يتربص بالمستقبل، ظلت بعيدة تعتقد أنها أنهت الصفقة مع قيادة الجبش لكي تسلمها مقاليد الحكم بهدوء و عن طواعية، تكفيرا عن ذنب إيقاف المسار الانتخابي في بداية التسعينات.

هي ذاتها الأصوات و القوى التي نكثت عهد الحراك الشعبي منذ أسابيع بدعاوى عدم جدوى التظاهر، بعد تلبيه الجيش للمطالب و سجن رؤوس الفساد و هي ذاتها الأصوات و القوى التي سيكتب التاريخ أنها خانت الجزائريين مرة أخرى، و تخلت عنهم، لكنها تناست أن الحراك زرع البذرة عميقا في النفوس، و سيأتي اليوم الذي يخرج زرعه في أبهى تجلياته، ليغيض الكفار بعظمة إرادة الشعب.

عمر شابي



#عمر_شابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر شابي - الجزائر: الإسلاميون يرتمون في أحضان العسكر نكاية في العلمانيين