أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان سوداح - لمَاذا نُريد عَلاقات عربية وأُردنية صِينية عَميقة؟














المزيد.....

لمَاذا نُريد عَلاقات عربية وأُردنية صِينية عَميقة؟


مروان سوداح

الحوار المتمدن-العدد: 6292 - 2019 / 7 / 16 - 03:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يَجب الاعتراف بحقيقة وإن كانت غير مُحبّبة لنا، ألا وهي أن الغرب بمجمله سبق الصين الى الاردن والبلدان العربية في العصر الحديث، وإن كانت الصين قد سَبقت كل الغرب الى كل بلدان الضاد، وبضمنها بلاد الشام برمتها، وذلك منذ أُلفيات عديدة من السنين، حين كانت الصين هي الأشهر على كل لسان عربي من الماء الى الماء خلال عهد طويل لطريق الحرير الصيني - العربي القديم، الذي عَمّر العلاقات بين العالمين العربي والصيني، وبضمنها المُصاهرة العربية الصينية، بدخول العرب الى الصين بدايةً من غربها، ومن ثم تطور المد العربي في تلك البلاد إلى شرقها حيث المخارج المائية الصينية الى العالم..

العرب القدماء يُسموّنهم في الصين بـِ"سكان الجبال"، لكونهم سكنو أعاليها. هؤلاء رغبوا في غابر العهود معرفة الصين، كل الصين، مِن عليٍّ. أنذاك، كان العرب كثيرون حين وفدوا الى غرب الصين، وكذلك تقدّموا الى منطقة نينغشيا ذاتية الحكم وذات الطابع الاسلامي، فاختلطت الثقافتين العربية والصينية في زواجات شاملة بين جميع العرب وجميع المواطنين الصينيين. لذلك، نرى كيف أن "سكان الجبال" قد اكتسبوا خلال أُلوف السنين ملامح صينية، واستساغ جميعهم العادات والتقاليد الصينية، التي امتزجت مع العربية - الإسلامية، لتُشكّل قومية ثنائية (عرب – "هان")، وعرب – قوميات أخرى، وهي حالة فريدة في التاريخين الصيني والعربي، يجب سَبرها ودراستها بعمق، وإعادة إحياء سُبُلِها، لَعَلَّ العالمين العربي والصيني يعودان إليها ويستنشقان أريجها، ويعملان من أجل تعزيز هذه التشكيلة الفريدة في العصر الراهن، إذ ستعمل هذه الحالة القديمة – الجديدة على تعزيز اللحُمة العربية الصينية بصور أوسع وأعمق، وستظهر فيها إبداعات جديدة لكيفية إعلاء وترسيخ مفهوم التحالف الإنساني بكل مفاهيمه، وليس الصداقة فحسب.

في هذا المجال، أرى بأن "التحالف الإنساني"، الذي يدعو إليه "إتحادنا الدولي" بين العرب والصينيين، هو مهمة هذا العصر وأحد ملامحه الرئيسية، التي ستفضي خطوة بعد أخرى حال الشروع بها واعتمادها في الدبلوماسية الشعبية والدبلوماسيات الاقتصادية والثقافية، الى فتح عالم جديد، يوصل الى عملية إنتاجية واسعة في مختلف الفضاءات، مما سيُتيح لسوادِ العرب التقاط العُنصر الأهم في صِلاتنا مع عالم الصينيين، وهو ما سوف يُفضي بالتدريج وبصورة طبيعية وتلقائية، الى فسح المجال لِنهل العلوم الصينية التقدمية، وفتح مجالات الإبداع والتشغيل الأوسع للعرب، وتطوير وقائع الأحوال العربية التي تتطلع اليوم في كل بلد عربي، إلى مَن يمد إليها يد المساعدة وطوق النجاة من الرأسمالية الدولية الاحتكارية، التي تُناهِض المرتكزات الصينية ذات الأهمية الإنسانية، والتي تتلخص في معادلة (رابح - رابح) لجميع الأُمم والشعوب والقوميات كبيرها وصغيرها.

في الزمن المُنقضي، كان كثيرون منّا يتطلعون الى الجاليات العربية في عددٍ من البلدان الغربية، لتكون فاعلة في التعريف بقضايانا الرئيسية والمصيرية ولتشكل رافعة ضاغطة على صُنّاع القرارات الغربية، وللنهوض بوضعنا العربي.. لكننا اليوم نلمس أن هذه الجاليات، أو لنقُل المجتمعات العربية، لا حول لها ولا قوّة أمام جبروت الاحتكارات الغربية والصهيونية الدولية التي تتحكم بسياسة عواصم كثيرة، تعمل طحناً وهدماً بعالمنا العربي وأهله عن طريق الحروب المباشرة تارة، وتارة أخرى بِحِرابِ الثورات والحروب الإرهابية (غير المباشرة)، التي تجرّنا وللأسف الشديد الى قعر الحضارة الإنسانية لسبب يكمن في رغبة الغرب بالهيمنة الدهرية على الشرق.

لكن الصين، جمهورية الصين الشعبية، بعيدة كل البُعد تاريخياً عن الحضارة الغربية وأساليبها وطبيعتها الفرداوية. فالحضارة الصينية قد تمكّنت من بناء كيانية عقلية وفكرية ونمطية أخرى، آسيوية، إنما آسيوية – صينية، ذات ملامح مُمَيّزة، لا صِلة لها بعالم الاحتكارات والحروب والتآمر السياسي، فمدّت بيجين يد العون الى غالبية الأُمم والقوميات، منذ حقبة الزعيم "ماو"، والى اليوم، وما نزال نذكر بألمٍ، كيف أن أجهزة المخابرات والاستخبارات "الإسرائيلية"، درجت على "اصطياد" الخبراء الاقتصاديين والمتعلمين الصينيين الذين إرسلتهم القيادة الصينية إلى أفريقيا، لمساعدتها في شتى المسارب والقضايا.. فمذ تأسيس الصين الشعبية، ومروراً بحقبة "ماو"، وإلى حقبة الرفيق "شي جين بينغ"، يَتبّدى لنا تلكم الفارق الإنساني والثقافي والفكري والعقلي الهائل ما بين الصين والغرب (الذي حاول استعباد الصين والصينيين وفشل)، في كل الحقول دون استثناء..

واليوم ونحن إذ نلمس يومياً جهود الرفيق "شي" مع بلدان وحكومات وشعوب الدول العربية وأذرعها المجتمعية، ومنها الاردن، لتطوير علاقات الصداقة والتحالف والترابط الإنساني العميق، نتطلع الى مزيدٍ من الفِعل الرئاسي الصيني لمساندتنا في محو آثار الماضي الذي زرعته يد الاستعمار الغربي، ولتثبيت الصين في بلداننا، لنتعرّف عن كثب على سياسة "شي" في الإفادة للجميع دون استثناء، واكتساب الجديد من التقنيات وآليات الأعمال الصينية، ولنا في القيادة الصينية وبخاصة في تطلعات ورؤى الرفيق الحكيم "شي"، وإلى جانبه "سكان الجبال"، و قوميات الصين وأُولها الـ"هان"، سنداً لاستجلاب الجديد الأنفع والمُفيد الى أقطارنا العربية، ورغبةً بوقف انحدارنا الى الدرك الأسفل إنسانياً وثقافياً وفكرياً ومجتمعياً.

_ الأكاديمي مروان سوداح، حائز على أعلى شهادة علمية في روسيا وجوائز الدولة من روسيا والصين، وزميل أكاديمية العلوم الروحية الروسية، وخبير بالشؤون الصينية والروسية منذ نصف قرن، ومؤسس و"رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين".



#مروان_سوداح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصين والاردن في عامهما ال42


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان سوداح - لمَاذا نُريد عَلاقات عربية وأُردنية صِينية عَميقة؟