أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يوسف صادق - ليلة دامية في غزة.. والقادم أصعب














المزيد.....

ليلة دامية في غزة.. والقادم أصعب


يوسف صادق

الحوار المتمدن-العدد: 1545 - 2006 / 5 / 9 - 06:30
المحور: القضية الفلسطينية
    


عندما يستشهد مواطناً برصاص جنود الاحتلال الإسرائيلي أو بقذائف دباباته، كنا نحتسبه عند الله شهيدا ونزفه إلى الحور العين من خلال آلاف المشيعين ومكبرات الصوت التي تحث المواطنين على التصدي للاحتلال الإسرائيلي الغاصب لأرضنا، بينما سقط فجر اليوم ثلاثة قتلي في اشتباكات بين عناصر حركتي فتح وحماس جنوب قطاع غزة فيما أصيب ثلاثة وعشرين آخرين بجراح مختلفة، والسبب الفعلي هو تحريض قمم الهرمين للحركتين.
فمنذ أن أقصت حماس حركة فتح عند حكم الشارع الفلسطيني، بدأ ما يقلون أنهم قادة في حركة فتح، وهم بالمناسبة لم ينجح أي منهم في الانتخابات التشريعية الأخيرة، بتهييج الشارع الفلسطيني والمراهنة على فشل حركة حماس عبر إطلاق قذائف كلامية غير مسؤولة، وزاد الطين بلة عندما بدأت قيادة حركة حماس بإطلاق صواريخ كلامية ليست اقل من غريمتها فتح، وكان الفضائيات العربية والأجنبية المختلفة تتلقف تلك الصواريخ بشغف وتنشره من أوسع أبوابه، وتستضيف وجوها من الحركتين على اعتبار أنهم قادة هذا الشعب، ليقف المواطن منا أمام كلمات لهذا أو ذاك ويقع في حيرة من أمره، بينما يزداد عناصر الحركتين صلابة وتمسكا بقيادتهم التاريخية، دون أن ينتبه الواحد منهم إلى أن القادة الحقيقيين لهذا الشعب قد اغتالتهم طائرات الاحتلال الإسرائيلية، وما بقي الآن هم أشباه القادة، ويقولون أنهم يسيرون على درب القادة الشهداء، بينما هم يسيرون على درب ونهج رسمه الاحتلال الإسرائيلي بدقة متناهية وراهن عليه منذ عدة سنوات، وهو الاقتتال الداخلي.
حقيقة، أخجل من نفسي وأنا أهاجم هاتان الحركتان التي أكن لهما كل الاحترام والتقدير، لا لسبب الاستفادة من هذه أو تلك، خاصة وان جيوبي بيضاء كقلوب المواطنين، وإنما نحترم كل إنسان قاتل ودافع عن عرضنا وأرضنا من غزو العدو اللدود لنا وللإنسانية جمعاء، ولكن ما حصل فجر اليوم يدفعنا لأن نقول أكثر مما قلناه، في وقت لم يجرأ الواحد من هاتين الحركتين على أن يدفع راتب موظف من بين 160 ألف يعيش وأسرته على هذا الراتب، ومن من هؤلاء يستطيع أن ينقل كرسي بأربع رجلين من غزة إلى الضفة الفلسطينية أو العكس، دون سماح إسرائيل له، ومن منهم يستطيع أن يوقف القذائف المستمرة على شمال قطاع غزة...!!
إذن على ماذا نتقاتل...! على فلسطين..!! لا والله، فقتال الفجر الذي دار بين فتح وحماس وما سيصاحبه من تطورات خطيرة سيشهدها قطاع غزة خلال الأيام المقبلة، ليس لتحرير فلسطين، وإنما هو للتمسك بالكرسي الذي يدر الأرباح الطائلة لجيوب المنتفعين منه. ومن الذي يقاتل.. هل هم الذين يشعلون نار الفتنه؟ نتمنى ذلك، لكن الضحية كالعادة هو الشعب المكلوم والمواطن الذي أنهكته خمسة أعوام من تدمير وقتل إسرائيلي ممنهج، وسنرى اليوم ممن يدعون القيادة على الفضائيات المختلفة يطلبون ضبط النفس من الطرفين، وكأنهم ملائكة الرحمة التي ستنزل من السماء على الشعب الفلسطيني، وهم في حقيقة الأمر ذئاب تنهش لحم الفلسطيني بالتوازي مع كلاب الاحتلال الإسرائيلي. وعلى ماذا نتقاتل..! على النفط أم على مناجم الذهب المنتشر في غزة.
عيب علينا أن نرى الأخ يرفع السلاح في وجه أخيه وهما بالأمس كانا في خندق واحد، فلا الدين الإسلامي يبيح دم المسلم الآخر ولا العرف تسمح بذلك هل نتمنى أن يعود الاحتلال الإسرائيلي لغزة مرة أخرى، حتى تعود اللحمة الوطنية الفلسطينية من جديد...؟! وسنرفع الراية البيضاء لحركة الجهاد الإسلامي التي قرأت الشارع الفلسطيني منذ اشهر وسلكت طريقها قبل الآخرين، ونادت بالاحتلال الإسرائيلي عدو أول وأخير.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قائمة -البديل- بين طموح الديمقراطية وخيال الواقع الفلسطيني


المزيد.....




- هجوم سمكة قرش يُودي بحياة راكب أمواج في سيدني أثناء ممارسته ...
- -مخاوف من شلل سياسي-.. استقالة رئيس الوزراء الياباني بسبب هز ...
- دولتان عربيتان تصدرتا قائمة أعلى طلبات اللجوء بألمانيا بعقد ...
- -ارتكبتم خطأ كبيرا بإعادة فرض العقوبات-.. عراقجي يوجه رسالة ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى والاحتلال يخطر بهدم منشآت في ...
- عاجل | القناة 14 الإسرائيلية: رصد 3 مسيرات أطلقت من اليمن با ...
- مظاهرة في العاصمة الألمانية للمطالبة بوقف الإبادة والتجويع ف ...
- هآرتس: لا شيء أسوأ من رئاسة زيني للشاباك
- مظاهرة بالعاصمة السويدية ستوكهولم تطالب بوقف الإبادة في غزة ...
- هجوم جديد على سفارة روسيا بالسويد بمسيرة ألقت عليها طلاء


المزيد.....

- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يوسف صادق - ليلة دامية في غزة.. والقادم أصعب