أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حور مانجستو - حائرات














المزيد.....

حائرات


حور مانجستو

الحوار المتمدن-العدد: 6284 - 2019 / 7 / 8 - 01:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كانت واقفةٌ بالمحطة ( محطة الشُهداء ) وهى مُتلفّحة بسواد نقابها فى انتظار القطار ( مترو الأنفاق ). و لكنها كانت تشعُر أن فى انتظارها ستجد شىءً تبحث عنه من زمن.
جاء القطار و ركبت ، و جلست شاردة الفكرِ و النظرِ ، حتى أفاقت من شرودها على نظرات من حولها.
فكان يجلسُ أمامها ثلاثة من النساء. فشرعت فى التعمّق فى نظراتِ كلاً منهُن.
- فالمرأة الأولى : ذات نقابٍ مثلها ـ ترى فى عينيها تحيةً و سلام ، و كأنهن أخوات ـ لا تبعدهُن مسافات. و كأن الانتماءَ حتى و لو كان بالملبس ، ينتج عنه إحساسٌ بالثقة المُتبادلة.
فتعمّقت الأولى فى نظراتها ، ونشأ بينهما تواصلٌ ، لا تحكمُه أى أبجديات و لا مقاييسٍ لُغويّة.
هى فقط تقتصرُ على إنسانية قلبٍ يُبصِر ، و عينٌ تُدرك ، و روحٌ تسّتشعر.
و جاءت المحطةُ المقبّلة ( أحمد عُرابى )، و أقبل معها إحساسٌ بقُرب الوصول للمُبتغى. و بدأت تُحدّث نفسها ـ و كأنّها تحث القطار على الإسراع ، لإيصالها لأملٍ منشود.
و بينما هى كذلك ، وصل نظرها على المرأة الثانية.
- المرأة الثانية :- ذات الحجاب ـ فرأتها ترمُقها بنظرات تعجُّب و عتاب. و كأنّها تلومها على إخفاء وجهاً بهذا السواد ، رُغم أن عينيها تلمعُ و تضحكُ و يشعُ منها بريقاً وهاج. و تارةً أُخرى تنظرُ فترى سؤالاً حائراً على وجاه ذات الحجاب. و كأنّها تقولُ كيف يكونُ وجهُها ساحراً ، و العيونُ ساحرة ، و هى بهذا الجمال ؟؟!!.
فأوّمئت لها بابتسامةً هادئةً من عينيّها ، تشكُرها على هذا الشعور.
و قد همّت المرأة الثانية أن تسألها عن سرِ بريقُ عينيّها ، و ما هو مصدرُ السعادة التى تنبعثُ منها.
و لكن أصابها التحفّظ ، و لازمها الصمتُ ، و قد بادرتها هى بالإجاباتِ ، عن طريق النظرات ، أن فى محطة الوصول تنتظرُها حياةً من جديد.
فبدى الرضا على وجهها ـ و وقفت تستعد للنزول ـ فكلٌ منّا له محطة وصول.
و فيما هى كذلك ، وصل القطار للمحطّة الثالثة ( جمال عبد الناصر ) ـ و راحت تُفكّر و تُفكّر ، فيما كانت شاردةٌ به من البداية. و رجعت تبحث عن إجابات أسئلة ، ترنُ بوجدانها.
شعرت أنها اقتربت منها بتعمّق النظر فى المُحيطين.
و وقع نظرها على المرأة الثالثة؟
- المرأة الثالثة :- هى امرأةٌ متبرّجة ، ينسدلُ شعرها على ظهرها و أكتافها. و كُلّما أسرعت خطوات القطار ، تتطاير خُصلات شعرها مع الهواء المُتسلّل من نافذة القطار.
و تلاقت الأعين ، و لم يتلاقى الوجدان!!.
فقد أحسّت بنفورٍ منها ، رُغم ما تحمله من جمالٍ خارجى.
و لكن يبقى حوار النظرات ..
فالمُتبرّجةُ تنظرُ إليها بنظرات استعلاء ـ و كأنّها تملك ما ظنّت أن الطبيعةَ بخلت به عليها ، و لا تدرى أن وراء نقابها إصرارٌ على إخفاء ما تملكه من جمالٍ ، تحتفظُ به لمن هى مُقبلةٌ على لُقياه.
و ظلت الفكرةُ حائرةٌ بداخلها.
أيهما أفضل ، و أيهن تشعر بالسعادة أكثر؟؟!!.
و هل المظهر الخارجى يُعطى السعادة ؟.
و هل بالمظهر الخارجى يُبرهن الحبيب عن الحُب و الوفاء؟.
و لكن للأسف .. وصل القطارلمحطة الوصول ( السادات ) .
فنزلت مهرولةً مُسرعةٌ للُقياه ، لعلّه يرحمها من ويل التفكير و المعاناة.
و تركت المحطة .. و تركت ورائها كثيراً من الحائراتِ المُنتظرات للمجهول...



#حور_مانجستو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بُستانى


المزيد.....




- تركيا تلاحق صحفيين رسما صورة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم
- تركيا: أمر باعتقال صحافيين في قضية نشر رسم كاريكاتوري يصور ا ...
- رحيم صفوي: سيتبلور شرق أوسط كبير محوره الثورة الإسلامية وجبه ...
- صحف إسرائيلية: الوكالات الأمنية فقدت السيطرة على المتطرفين ا ...
- آخر 4 بقوا بالمدينة.. جورج قسطنطين يسعى لإعادة الحياة للمجتم ...
- مفتي القاعدة السابق: أميركا حاولت اختطاف بن لادن والتنظيم سع ...
- الاحتلال يحول المسجد الأقصى إلى قاعة احتفالات استعمارية بإقا ...
- سموتريتش: إذا قدمنا تنازلات مقابل الأسرى سيضع ذلك اليهود في ...
- فوز زهران ممداني يكشف الوجه القبيح لمعاداة الإسلام في الولاي ...
- -الأعباء ثقيلة ولكننا لا ننحني إلا الله-.. السيسي يوجه خطابا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حور مانجستو - حائرات