أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوليت ابو شنب - التحديات في المنطقة العربية....جوليت أبو شنب















المزيد.....

التحديات في المنطقة العربية....جوليت أبو شنب


جوليت ابو شنب

الحوار المتمدن-العدد: 6278 - 2019 / 7 / 2 - 02:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المتابع المشهد السياسي والثقافي والإقتصادي، للمنطقة العربية في هذه المرحلة من التاريخ، يلاحظ عُمق القضايا والأزمات التي تتراكم دون حل،
و من الممكن جدا أن تتحول إلى خطر وجودي حقيقي

المتامل في التاريخ ، يجد بان زوال وإضمحلال ، الأمم والشعوب والإمبراطوريات والدول، ينتج عن عوامل إقتصادية وإجتماعية وسياسية ،
من الامثلة الحية على حالة درامية، لهذا الإنحسار التاريخي لأمة ، ما حصل في أمريكا، مع الهنود " السكان الأصليون "، الذين تعرضوا على مدى خمسمائة عام للإبادة المنهجية والفتك، وإقتلاعهم من جذورهم وأرضهم، وتغييبهم من الذاكرة الإنسانية وبالملايين (بعض المراجع تتحدث عن 110 مليون) ، وتم استبدالهم بشعب آخر، لغة أخرى، وبدأ هناك تاريخ جديد ، لأمة جديدة تكونت مع الزمن.
شعوب قارة بأكملها ، أكثر من أربعمائة قبيلة كبيرة (أو شعب)، تم إبادتها بوسائل وحشية ، لم يتبقى منهم سوى عدد قليل، كشاهد حي على هذه الإبادة الممنهجة.
منذ فجر التاريخ، كان صراع الطبقات التي تقود الشعوب والأمم والحروب، دوافعها إقتصادية بحتة ودينية إلغائية وثقافية عنصرية. ودفعت الشعوب ثمن هذه الصراعات .
وفي ظل غياب الإرادة الإنسانية الحقيقية، وعجزها - ولأسباب مختلفة - عن وضع حد لهذه السياسات العدوانية ، وإيجاد صيغة إنسانية سامية ، للتعايش والتسامح، وتحقيق الحرية والعدالة، يجب النظر( وللأسف) بواقعية شديدة ، لديناميكيات الحركة التاريخية الإنسانية، أو التدافع الإنساني، وأخذ التحديات على محمل الجد، وإيجاد روافع دفاعية للتصدي لها، والتعامل معها، خصوصا في حالة الضعف والتراجع الحضاري ، وغياب القوة الرادعة، الكفيلة بحماية الوجود الحضاري الإنساني.
تقف منطقتنا العربية ، أمام تحديات هي الأكبر في تاريخها، يمكن الإشارة إليها بشكل مختصر:
أولا: ما زال العالم العربي، لم يتخلص من الإستعمار الكلاسيكي، ولا تبعاته وإرتباطاته، ولم يُنجز دولته القومية الحديثة، التي يجب أن تقوم على مباديء الحرية والعدالة الإجتماعية، ويكون عُمقها ورسالتها إنسانية. وأغلب الأنظمة الحاكمة لا يمكن أن تقفز فوق ظلها ، وتقدم إصلاحات أو تنمية حقيقية، وإلا فقدت سُلطتها ومصالحها ومبررات وجودها.
ثانيا: ما زالت مفاهيم السيادة الوطنية والإستقلال، غائبة عن واقع العالم العربي بشكل عام، وما زالت فكرة " الإستعمار الداخلي " هي من يحكم هذا الواقع.
وهي فكرة من موروثات الإدارة الإستعمارية البريطانية، أبدعها " توماس مكولاي" وتبناها المؤتمر الإمبراطوري في عام 1913 ، ثم 1923 ، وتقوم على إيجاد طبقة من الوكلاء المحليين، يقومون بتحقيق مصالح الإمبراطورية، دون الحاجة لإستخدام القوة العسكرية المباشرة ، ومورست في كثير من المستعمرات البريطانية، منها الهند مثلا.
ويشهد عالمنا العربي منذ سنوات طويلة حركة نشطة تُنتج هذه الطبقة ، من السياسيين، رجال الأعمال، المثقفين ، الإعلاميين ، وحتى رجال الدين. وهو ما يسمى في الأدبيات السياسية " وكلاء الإستعمار" و " حاشية الحاكم والسلطان".
ثالثا: إز دياد حالة الإغتراب بين مكونات شعوب المنطقة ، في ظل غياب هوية قومية سياسية وثقافية جامعة
لكن تنامت الدعوات للطائفية والإقليمية والعرقية، ، نحن نعش أزمة هوية وإنتماء، وفقدان للأمل والثقة بالحكومات، وهاجر آلاف من الكفاءات الشابة قصريا او بفعل الحروب والصراعات.
وفي ظل غياب سياسة تعليمية متطورة لإعداد الطفل، من المرشح أن تتعمق هذه الأزمة. فالإنسان هو الثروة الحقيقية لأي تنمية أو تقدم.
رابعا: تتعمق الأزمات الإقتصادية والصعوبات المعيشية، والتفاوت الطبقي، منذ سنوات وبشكل غير مسبوق، وتتعاظم النقمة الشعبية على السُلطة والحُكم، في معظم الدول العربية، ولم تعد سياسات الإستبداد، أو الإحتواء، أو الإلتفاف عليها مقبولة من أحد، لا سيما أن هناك من يغذيها ويستفيد منها.
ومع التغيرات التي تجري على النظام العالمي ، وسرعة إنتشار الإنتاج القائم على الثورة الصناعية الرابعة، سيكون حجم التحدي أكبر بكثير مما يُمكن توقعه. ولعل نظرة سريعة على ما تشهده الدول العربية من المحيط للخليج، وتنامي التنافس الإقتصادي على المنطقة، من محيط الخليج العربي ( النفط والغاز)، إلى محيط البحر الاحمر( القواعد العسكرية، طرق التجارة)، وصولا إلى محيط البحر المتوسط ( النفط والغاز)، تؤكد هذا التشخيص.
وليست المنطقة بمنأى عن النشاطات الإقتصادية للإقتصاديات الكبرى، والتحالفات الإقتصادية التي تتبلور بشكل ملحوظ، وسعي المركز ( الأمريكي) لحماية مركزه الإمبراطوري. وفي ظل غياب قاعدة إنتاج إقتصادية قوية، تعانق هذه الدول الريح.
خامسا: ما زال الخطر الوجودي، الذي تُمثله دولة الإحتلال الإسرائيلي، هو من أكبر التحديات، وبالرغم من المقاومة المشروعة، وتنامي قوتها، إلا أن هذا الخطر ما يزال جاثما على قلب المنطقة، ويسعى لتحقيق مكاسب إستراتيجية جديدة، ويُحقق نجاحات دبلوماسية وإقتصادية. وما زال يشكل التهديد الأكبر للشعب العربي الفلسطيني، وللأردن ، ودول الطوق. ولن يتنازل عن فكر " الكنعنة " ، التطهير العرقي، الترحيل الجماعي، وفرض الوجود والتوسع بالقوة العسكرية.
سادسا: يُمثل التنوع الديني والثقافي، وتحديدا اللغة العربية، العمود الفقري للمنطقة، ولكنه يتعرض لحملات من الطمس والتشويه والإستبدال. إن ثورة المعلومات والإتصالات، على أهميتها الحضارية للبشرية، حملت معها أيضا سلبياتها، وهل يمتلك عالمنا العربي، أن يطور آليات للتخفيف من سلبيات الفكر والقيم والثقافة العولمية ، التي تغزو كل يوم عُمق هويتنا وخصوصيتنا ، او ما تبقى منها؟. يجب الإهتمام أكثر بالحفاظ على اللغة العربية!.
ليس المطلوب أن نعيش خارج العصر أو على هامش تطور البشرية ، ولكن أن نعي أن هذه القيم تقدم وهما وتبعية لا محدودة ، تحت شعارات مثل : الحرية والفردية، وفي جوهرها تهدف لأن تتحول الشعوب لمجرد مستهلك عولمي للبضائع، تتغير أولوياته وإحتياجاته ونمط تفكيره وحياته المجتمعية والفردية، حسب منطق السوق، الربح والخساة ، لا أكثر.
سابعا: من أكبر التحديات التي يُمكن أن تهدد كل المجتمعات في عالمنا العربي، هو تراجع دور العائلة، المكون الأساسي لنمط الحياة الشرقية، وللأسف لا يوجد تشريعات أو برامج حقيقية، تدعم الترابط العائلي، وتحافظ عليه، ناهيك عن تأثير البطالة والهم المعيشي.
تقبل مجتماعاتنا العربية منذ سنوات، أن يكون للمرأة دورا إقتصاديا داعما ومكملا للإقتصاد المنزلي، ولكنها لم تفتح المجال بشكل واسع لحضور المرأة في الحياة الثقافية والسياسية، وهي تُهدر طاقة كبيرة في أمس الحاجة إليها.
ليس المطلوب أن تُشكل الروابط الأسرية ، أو العائلية، أو التجمعات العشائرية، البديل عن المواطنة مثلا أو الدور المؤسساتي الخدمي للدولة، ولكنها عوامل قوة لتماسك المجتمعات التي تواجه مثل هذا النوع من التحديات، وما زالت لم تحقق تقدما إقتصاديا وإجتماعيا. إن تفسخ العائلة أو الترابط العشائري، في ظل غياب دور الدولة ومؤسساتها ، يجعل المجتمعات أكثر هشاشة.
ثامنا: بالرغم من التعاطف الكبير ، مع حركات المقاومة، والقضية الفلسطينية، أو مع القوى السياسية والإجتماعية الساعية نحو التغيير، إلا أن حجم الإلتفاف الشعبي النشط على أرض الواقع، ما زال في أضعف حالاته، وما زال نخبويا.
تتحمل السُلطات القائمة المسؤولية في بقاء هذا الخوف من المشاركة السياسية ونتأجها، ولكن التجارب الحزبية بدورها ، ساهمت في وجود هذه الفجوة الكبيرة.
إن التحديات السياسية المستقبلية، تتطلب التنبه لأهمية أوسع مشاركة شعبية وجماهيرية وعلى أسس برامجية مدروسة، كدعائم للمشاريع الوطنية. هل يُعقل أن لا يزيد عدد أعضاء بعض الأحزاب التاريخية، والتي قدمت المئات من الشهداء والمعتقلين ، عن بعض العشرات هنا أو هناك، في أقاليم أو مناطق يوجد فيها عشرات أو مئات الآلاف؟.
تاسعا: ما زالت صراعات المحاور تقسم ظهر المنطقة العربية، بين مشروع تحرري، ومشروع طفيلي وظيفي، يمثل مصالح قلة قليلة



#جوليت_ابو_شنب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صفقة القرن اقصي الإذلال والعار ..


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوليت ابو شنب - التحديات في المنطقة العربية....جوليت أبو شنب