أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد عرفات حجازي - الدعاء للميت: مُزايدة على الله؟














المزيد.....

الدعاء للميت: مُزايدة على الله؟


محمد عرفات حجازي
كاتب وباحث أكاديمي ـ رئيس اتحاد الفلاسفة العرب

(Mohamed Arafat Hegazy)


الحوار المتمدن-العدد: 6274 - 2019 / 6 / 28 - 11:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي، في الأيام الماضية، بالحديث عن رحيل الرئيس المصري السابق محمد مرسي، بين مَن يتحسّر على موته، وآخر شامت، وثالث آثر الصمت، لدرجة أصبح معها العقل الجمعي المصري يستدعي مقولة "اذكروا محاسن موتاكم"؛ لمنع الثُكالى والأرامل واليتامى من النحيب والدعاء على مَن تسبّب في قتل ذويهم.
لقد غالى أنصار الرئيس مرسي في رثائهم، فاعتبره البعض شهيدًا، وذهب آخرون إلى إنزاله منزلة الأنبياء والصديقين. وفي مُقابل ذلك، استنكر البعض دعوات الأنصار، مُوضّحين أنّ الدعاء للميّت لن يُغيّر ميزان العدل، وأنّهم بتلك الدعوات يُزايدون على ميزان ربّ العزّة. وقالوا: أنّ الله لا ينتظر دعواتنا بالرحمة لتنفيذها، وهو ما يعني بتعبيرهم: أنّنا في هذه الحال إنّما نُقرّر مصير العباد.
أبعد من ذلك، فقد ذهب العديد من الخصوم، إلى مُطالبة الأنصار بالتأدّب مع الله سبحانه وتعالى والذي من صفاته العدل، مُبرّرين أنّ الله لن يحيده نتائج استطلاع المُترحّمين مُقابل الساخطين، بل وأوضحوا أنّ المُترحّمين، بدعواتهم تلك، قد تفوّقوا على الله في حنانه، وسبقوه في رحمته!
تأسيسًا على ما سبق، ينبثق سؤالنا الرئيس هنا، وهو: هل الترحّم على الميت فيه من انحطاط الأدب مع الله، بل والمُزايدة على الله جلّ شأنه؟
أولًا: تجدر الإشارة إلى أنّ الموت ليس حائلًا دون الخوض في سيرة الجائر بعد رحيله؛ ودليلنا على ذلك إنّما مصدره القرآن نفسه: فلقد توعّد الله سبحانه أبا لهب الذي تطاول على رسولنا الكريم، ومن قبل فرعون الذي طغى وادّعى الألوهية، وقوم لوط وفاحشتهم.. وغير ذلك الكثير، وجعل الله منهم جميعًا آية للعالمين، ولا زلنا نذكر ذلك إلى قيام الساعة.
ثانيًا: فيما يخصّ سؤالنا الرئيس: هل الترحّم على الميت فيه مُزايدة على الله جلّ شأنه؟، فإنّ أفضل مصدر للإجابة إنّما هو القرآن الكريم نفسه. وبالرجوع إليه نجد العديد من أشكال الدعاء للآخر ـ وإن كان مُذنبًا. فقد خاطب الله تعالى رسولنا الكريم، بعدما قصّ عليه ذكر مَن كذّبوا بآيات الله وسخروا من المؤمنين ـ وأمره أن يدعو الله بالمغفرة والرحمة، يقول تعالى: "وقل ربِّ اغفر وارحم وأنت خير الراحمين" (المؤمنون: 118). كذلك، فقد دعا الخليل إبراهيم ـ عليه السلام ـ ربّه ليغفر لأبيه، ولا زلنا نردّد هذا الدعاء إلى يوم الدين، يقول تعالى: "واغفر لأبي إنّه كان من الضّالين" (الشعراء: 86)، وقوله تعالى: "ربنا اغفر لي ولوالديّ وللمؤمنين يوم يقوم الحساب" (إبراهيم: 41).
ختامًا نقول: صحيح أنّه لدينا ضحايا ومُصابين بسبب جماعة الإخوان وعلى رأسهم الرئيس مرسي، لدينا أرامل، ثُكالى، أيتام... ولكن، هذا ليس بمُبرّر أن يتلاعب البعض ـ مِمّن نتوسّم فيهم الحكمة، بالعقل الجمعي، من خلال بثّ خطاب ديني لا يمتّ لصحيح الدين بشيء.
إنّ الدعاء بالمغفرة للميت، قريبًا كان أو غريبًا، مُذنبًا عاصيّا أو حتى ضالًّا مُلحدًا، ليس فيه من التطاول أو المُزايدة على الله تعالى، كما أنّه لا يحتوي على انحطاط أخلاقي مع الله، وليس فيه تفوّق على الله ـ جلّ شأنه ـ في الحنان، ولا سبقٌ في الرحمة..



#محمد_عرفات_حجازي (هاشتاغ)       Mohamed_Arafat_Hegazy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد عرفات حجازي - الدعاء للميت: مُزايدة على الله؟