أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن خليل - لبنان - الشعوب العربية ومتطلبات المواجهة















المزيد.....

الشعوب العربية ومتطلبات المواجهة


حسن خليل - لبنان

الحوار المتمدن-العدد: 6272 - 2019 / 6 / 26 - 22:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الشعوب العربية ومتطلبات المواجهة

لقاء الأحزاب الشيوعية العربية – الجلسة الثانية


تشهد منطقتنا العربية حالة مواجهة مفتوحة في غير ساحة ضد الهجمة الإمبريالية للهيمنة عليها وعلى شعوبها، وهي تتخذ أشكالاً وأساليب متعددة ومتنوعة؛ من انتفاضات وحراكات شعبية سلمية وصولاً إلى المقاومة المسلحة ضدها مباشرة وضد مشروعها الشرق الأوسطي، وأدواتها من أنظمة رجعية عربية وقواها، وكيان صهيوني مغتصب... من فلسطين إلى لبنان والعراق وسوريا واليمن والسودان والجزائر... مواجهة تترافق مع دخول مباشر لكل الدول المؤثرة، الدولية منها والإقليمية، ليتبدى في هذه المرحلة بأن ثمة مؤشرات لها دلالاتها، تنم عن تغيير في موازين القوى لغير مصلحة المشروع الأميركي، ما سينعكس تأجيجاً للصراع على مستقبل المنطقة ومستقبل شعوبها.

فالمشروع الغربي، بزعامة الولايات المتحدة الأميركية، لم يستطع حسم المعركة لمصلحته رغم كل الضغوط السياسية والعسكرية والعقوبات الاقتصادية، لكنه لم يُهزم أيضاً؛ حيث يستمر في العمل على تنفيذ صفقة القرن وإطلاق عملية التطبيع "كمؤتمر البحرين" وغيره من الفعاليات التطبيعية المتنقلة من بلد إلى آخر، وفي عرقلة الحلول السياسية لأزمات المنطقة وإدخالها في حرب استنزاف طويلة الأمد، مع استخدام كل أشكال الضغط الممكنة. وما الساحات السورية والفلسطينية والعراقية واللبنانية وغيرها وتكثيف زيارات المسؤولين الأميركيين إلى المنطقة، إلّا مؤشر حقيقي على ما يمكن أن تكون عليه نتائج تلك المواجهة المفتوحة التي بانت ملامحها جيداً، ولو طالت نهايتها بعض الشيء، إذ لا يمكن "للبلطجة الأميركية"، المتمادية في عدوانها، التسليم بعجزها عن الحسم من دون المكابرة أو تعظيم كلفتها، ما سوف يفرض عليها في النهاية الرضوخ واللجوء للتفاوض، لكن ليس من موقع الآمر الناهي بشؤون المنطقة كما كان يحصل سابقاً.

إنّ مواجهة السياسات الإمبريالية في المنطقة، معطوفة عليها السياسات الاقتصادية النيوليبرالية، والتي بأكثريتها تستجيب لإملاءات صناديق النقد والتجارة والديون المرتبطة بشروط رأس المال، لا يمكن أن تكون إلّا من خلال نظم سياسية تقوم أساساً على منطق المواجهة المزدوجة: بين متطلبات الداخل وموجبات تحدي مشاريع الخارج؛ فمحدودية المواجهة أو تجزئتها واقتصارها على قضايا محددة وساحات منفردة، سوف يضعفها، ويجعل من التشرذم عنواناً دائماً لها، ما سيؤثر في مآلات الأمور وتطورها. من هنا، كان الأجدى أن تأخذ شعوبنا العربية، المبادرة للمواجهة، كي تقودها وعلى حدود ثلاثة: الداخل، من خلال إقامة نظم سياسية لمصلحة الأكثرية الشعبية وتطلعاتها في سبيل بناء دول وطنية ديمقراطية، والخارج، من خلال ضرب ذلك المشروع الذي يهدف إلى السيطرة، ومن الموقع النقيض الذي يقوم على التحرر الوطني الرافض لكل أنواع الاستتباع والهيمنة، والوحدة، من خلال تجميع كل موارد القوة، كي تصبح المواجهة واحدة وشاملة تضم كل الساحات والقضايا من خلال التكامل بين السياسي والاقتصادي. وعلى هذا الأساس، تصبح المقاومة-المواجهة خياراً سياسياً واقتصادياً وعسكرياً لشعوبنا العربية وبإمكانياتها الذاتية وآفاقها؛ فكلّية المواجهة، وتشابك القضايا والساحات، تجعل إمكانية الانتصار فيها متوافرة ما يُعيد إلى الأذهان مقولة بأن للشعوب حقوقاً في المقاومة والتحرر والتحرير، وهو مفهوم، لطالما جرى العمل على طمس معالمه، ليس لسبب إلّا لتثبيت ثقافة اليأس وتعميمها كقدر لا خلاص منه.

إن تنفيذ صفقة القرن المطروحة، تستوجب المزيد من الفوضى والضعف العربي وتشرذم القوى لتصفية القضية الفلسطينية، وما صدر مؤخراً عن الإرهابي "ديفيد فريدمان"حول ضم الضفة لا يمكن فصله عمّا سبقه حول القدس والجولان المحتلين؛ فإرهاصات تلك الصفقة بانت معالمها، تسريباً وتلميحاً وتنفيذاً. صحيح أنه حتى الآن ليس هناك غطاء فلسطيني لها، إلّا أن هذا الواقع لا يكفي، بل يتطلب تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية على أساس تغليب خيار المقاومة ووضع خيار السلطة في خدمته. ولنا في نضال الشعب الفلسطيني وأسراه، وفي مسيرات العودة المستمرة والعمليات البطولية للمقاومة الفلسطينية بكل فصائلها في الضفة وغزة، والتصدي للاعتداءات الصهيونية أمثلة عن القدرات والإمكانيات المتوافرة لدى الشعب الفلسطيني في الصمود بوجه الاحتلال ومنعه من تحقيق أهدافه. وهذه المواجهة توضح الترابط العضوي بين شكلَيْ النضال: الشعبي عبر الحراك المتواصل في الشارع والعسكري عبر التصدي المباشر للعدوان.

إنّ الحصار الاقتصادي والمالي، على دول المنطقة وشعوبها من خلال العقوبات والحظر بات يشكل الوسيلة الأساسية، التي تضاف إلى تهديداته بشن الحرب والعدوان، وهو إن دلّ على شيء، فإنما يدل على مسألتين رئيستين: أولاهما، هو تعبير واضح عن تفاقم أزمة النظام الرأسمالي، أما الثانية، فهي أن الأنظمة التابعة، تعود بدورها، لتفرض على الشعوب المقهورة، وفق تعليمات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، سياسات الإفقار وفرض الضرائب واتباع نمط اقتصادي ريعي، تتعرض بموجبه هذه الشعوب لاستثمار مزدوج: محلي، من قبل سلطتها الوكيلة للإمبريالية، وخارجي، من الإمبريالية نفسها، وهو ما يعطي أهمية سياسية للحراكات الشعبية التي تقوم بها شعوبنا العربية من السودان إلى الجزائر إلى فلسطين إلى البحرين وصولاً إلى لبنان،والتي بدأت كردة فعل طبيعية على الحالة السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة التي تمر بها بلداننا، وأيضاً كامتداد لمسار نضالات خاضتها شعوبنا بقواها السياسية والنقابية على امتداد العقود المتعاقبة، من معارك الاستقلال وصولاً إلى الحراكات الشعبية التي حصلت منذ العام 2010، والتي لا يجوز أن تتوقف، بل عليها أن تتصاعد،وأن تُستكمل بتثبيت هويتها السياسية ضد السياسات المتبعة، وخارج أي اصطفاف مهما كان نوعه، وبأن الحل هو بالتغيير الشامل وبناء الدولة الوطنية العادلة التي تسودها العدالة الاجتماعية والاقتصاد المنتج.

وما يجري اليوم في السودان وبحق شعبه الثائر والمنتفض من تنكيل وقمع وإجرام من قبل المجلس العسكري-الانقلابي، لهو أبلغ دليل عمّا وصلت إليه حالة التبعية الوظيفية في الدور السياسي للعديد من النظم الرسمية العربية الحاكمة بأمر من ذلك اليانكي المجرم. من هنا، فإن دعم الشعب السوداني وحركته الوطنية والشعبية هي مسؤولية تاريخية أمام كل أحرار العرب والعالم وقواهم الوطنية والتقدمية وفي الطليعة منهم قوى اليسار. وفي هذا المثال أيضاً يتجسد الترابط ما بين نبض الشارع المنتفض على نظامه، ربطاً بسلوكه وتبعيته وسياساته، كمعركته لكسر الاستبداد ومعركته للتحرر الوطني ولرفض التبعية والحفاظ على الثروات والتنمية والحرية والعدالة الاجتماعية ومحاربة الفقر...

من هنا تصبح عملية الربط بين المسألة الوطنية والقومية والتحرر الاجتماعي والاقتصادي، باعتبارهما مساراً واحداً، ضرورة، وكذلك تصبح ملحّةً أكثر فأكثر مسألة صوغ موقف واضح من أحداث المنطقة. ومن هذا المنطلق وبناءً عليه، تصبح مهمة بناء الكتلة السياسية والشعبية الواسعة أمراً ملحّاً وضرورياً،وهذا الأمر يتطلب ضرورة العمل، وبذل الجهود لإنضاج برامج موحّدة تأخذ في الاعتبار مواجهة العدوان والسياسات المرتبطة بتبعيتها السياسية والاقتصادية، والعمل على تمكين القوى الوطنية واليسارية لتأخذ دورها ولتكون قاطرة تمنع الانحراف وتعطّل أي مصادرة، وتحبط أي محاولة، سواء أكانت داخلية أو خارجية، تسعى لتحقيق لذلك، وبذلك فقط تستعيد دورها التاريخي الذي تفتقده اليومفي مقاومة العدوان، في وجه الإمبريالية والصهيونية والأنظمة التابعة لها. فكسر الأساس هو الهدف وكسر الأدوات ضرورة لتحقيقه.

فاليوم، أميركا هي الخطر الذي يهدد البشرية، الرأسمالية هي عدوة الشعوب، المشروع الإمبريالي-الأميركي هو الذي يجب مواجهته، الحلفاء هم كل من يقف في الموقع النقيض من حيث الجوهر والطبيعة والموقع النضالي ومن كل القوى المعنية في كسر الهيمنة الإمبريالية-الأميركية على العالم. هو واقع يستدعي الرد عليه وفي كل الساحات؛ فهذا الإجرام الأميركي الفالت يجب أن يتوقف. من هنا، وعلى هذا الأساس، على كل القوى المعنية، وفي طليعتها قوى اليسار العالمي والعربي، المبادرة لإطلاق أوسع مواجهة ضد تلك العدوانية وبمختلف السبل والوسائل المتاحة والممكنة.



#حسن_خليل_-_لبنان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ... اتحدوا
- الحزب الشيوعي اللبناني: لمهام على مستوى التحديات


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن خليل - لبنان - الشعوب العربية ومتطلبات المواجهة