اتحاد ادباء ديالى - بريد الجبوري في ديالى

عبد الحكيم داوود

الحوار المتمدن-العدد: 6270 - 2019 / 6 / 24 - 16:23
المحور: الادب والفن
    

في امسية متميزةمتفردة بموضوعها قدم بالامس الكاتب والباحث عبد الحكيم بحثا عن الشاعر العراقي الدنماركي اسعد الجبوري يتحدث به عن كتابه الموسوعي المدهش ( بريد السماء الافتراضي ) دعوني اخبركم عن هذا العمل الكبير كتاب ليس كبقية الكتب حيث الشغف والمتعة التي تصاحب قراءته .ليس كل كتابة تحمل صفة الابداع لكن ماوجدته في هذا الكتاب امر يثير الحواس والحيرة نظرا لسعته حيث فوجئت بمعلوماته وغرائبيته وتناوله لامر لم يسبقه احد من الكتاب والشعراء بطرقه . الباحث عبد الحكيم سبر غور ذلك الكتاب واطلعت على جزء منه وادهشني بطرحه وحلاوة معلوماته . هذه مااشار اليه مقدم الجلسة الاستاذ ثامر احمد كلاز . الذي اشار الى بالبدأ . موضوع كبير كانني امام لوحة تشكيلية بانورامية موزعة بعبقرية بالوانها المنسجمة تتداخل فيها وتتشابك الرؤى . رايته عملا هائلا جبارا بجهده حقا ان الشاعر يبغي من ورائه حفر اسمه في صفحات التار يخ لايقل شانا عن دانتي حين يدخلك عنوة الى عوالمه المغرية انت امام عمل متقن بمهارة فائقة تخلب العقل حيث يذهب ذلك العقل باتجاه واحد لايخلى من التوجس والخوف المحتمل حيث عوالمه الغريبة . وانت تتهيا وتنبه كل حواسك ان تتسلح باليقظة والفضول لتشاهد امام عينيك بعد ان ترى المشاهد السينمائية وانت تصاحب ذلك المخرج العبقري وفريق العمل المصاحب له . حين يوقظ عمالقة ممثلين مسرح الحياة انذاك واليوم يبزهم في ملكوتهم وهم يرقدون يضعهم امام حوار جدي لايتنصلون منه بل هم راغبين به . . بعد ان عرفت جلسائي من الحاضرين عن الشاعر اسعد الجبوري والذي ساقتني الصدفة ان عرفته من بعض النصوص حيث تتناوله بعض المواقع والصفحات الالكترونية ومجلة الناقد العراقي التي اطالعها جذبني ذلك العنوان( بريد السماء الافتراضي) واذابي امام عمل جبار يدفعني لمتابعته والوقوف على ماهيته والى اي جنس او لون ادبي يصنف ، تتبعت وبهمة ونشاط ذلك العمل وازحت عني كل القراءات اليومية لاواصل ركائز هذا الابداع في عمل الاستاذ الجبوري .شغفي به جعلني اواصل واتابع كل صغيرة وكبيرة تقال عنه . واتنقل افتش في غوغل عن كل مايقع عليه بصري يخص الاستاذ الجبوري وبريده السماوي . حيث ادخلني الى عالم يشبه السحر وشعرت حينها بمتعة لاتضاهيها متعة . هذا الشاعر الذي يستدعي هؤلاء الذين رحلوا عن عالمنا من شعراء وفلاسفة مقتحما عالمهم الجديد واسراره وانتم تعرفون اكثر مايثير البشر في كل هذه الدنيا هو ذلك العالم المحير لنا ومنذ الازل يحاور عمالقة شعراء الدنيا يتنقل بين ازمنتهم وامكنتهم يستدرجهم للاعتراف بالخافي والمستور في حياتهم هنا وهناك. عالم يضج بالخيال ملهم في ابداعه حين نستعرض حياة شاعر او مفكر تسأله اليوم كيف يقيم في هذا العالم الغرائبي ولليوم لن تختفي صفة العبقرية عنهم.وجئنا لهم عبر هذا البرزخ لنسألهم وندخل مع المخرح الجبوري وفريقه المصاحب نتوارى خلفه لنرى ذلك المشهد الدرامي الذي سيحدثه ذلك اللقاء . انه امر يثير التسآل والاستغراب فيك . تخرج بعد هذا وتحمل مكتبة سينمائية بعد الذي شاهدته في تلك العوالم المدججة بحلاوة الحوارات والمعرفة والافكار والفنتازيا اتقنت فيها جمال وطراوة اللغات وحيويتها وشعريتها . هذا الرجل الذي استصحبك معه باجنحة الصقر الاسطوري جاء من نبة عراقية خالصة غرست في حدائق غناء واينعت اخيرا . سالنا الجبوري قدنا لبعضهم فاجابنا وهو منشرح واشار اولا هذا هو المتنبي كان يجلس منتشيا تحت ساعة عملاقة وعلى قبضة يده صقرا يتامل اسراب الطيور يحيطه جمهرة من البشر وبعض المخلوقات الغريبة . هذا الذي شغل الدنيا وقفنا امامه وتوالت الاسئلة . بعدها اخذنا الى شاعر الامة محمد مهدي الجواهري الذي كان يرتدي لباسا رياضيا يمارس الرياضة ويلعب بمضرب الكرة. دعوني العب الكرة التي حرمت منها هناك هكذا بادرنا بالقول. وايضا توالت عليه الاسئلة وهو يجيب بلا تردد او ممانعة . قال الجبوري ساخذكم الى الفيلسوف المعري لتطرحوا ماشاؤون عليه وله نفس طويل . زرناه كان مضطجعا على اريكة من الاستبرق وفوق راسه امراة تحمل مروحا لاستجلاب الهواء جسده ملفوف بقطعة من حرير . لم نعرف اهو نائم ام متامل . تسابق الجميع لسؤاله وتزاحمت الاسئلة . واستمرت رحلتنا وراينا الكثيرن منهم . ايلوار الفرنسى ومحمود درويش والماغووط وبوشكين الروسى هوميروس .فروغ فرخزاد وانا اخماتوفا وشكسبير والقائمة تطول . وبعد هذه الرحلة الطويلة عدنا حيث ننتظر موعدنا القادم في رحلتنا معهم . دعوتي للجبوري ان يزور ويضمخ انفاسه بعبير قداحنا وعبق بساتيننا قبل ان تشيخ ونشيخ.

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات