أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناجح شاهين - صفقة القرن أو المحطة الأخيرة لأسلو















المزيد.....

صفقة القرن أو المحطة الأخيرة لأسلو


ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 6270 - 2019 / 6 / 24 - 11:00
المحور: القضية الفلسطينية
    


صفقة القرن
أو
المحطة الأخيرة لقطار "أوسلو"
ناجح شاهين
بحسب معلومات جروزالم بوست (22/6/19)، فإن مسؤولاً سعودياً كبيراً قد قال إن "التاريخ والله قد وفرا الفرصة الحقيقية" لإنهاء الوضع الدموي الطويل المتصل بالصراع مع إسرائيل. وأضاف الرجل أن الفلسطينيين الذين يرفضون صفقة القرن يفتقرون للمسؤولية. وأن السعودية والخليج ومصر والأردن يعلمون حق العلم أن زمن الذهاب إلى الحرب ضد إسرائيل قد ولى إلى غير رجعة. من ناحية ثانية يرى الرجل أن من العار أن الساسة الفلسطينيين يريدون حرمان شعبهم من 50 مليار دولار ستجلبها لهم صفقة القرن. كذلك أوضح الرجل أن أصعب القضايا تصبح قابلة للحل عندما يفكر الفلسطيني بمعدة مليئة وبيت جميل مزود بوسائل الراحة.
من جهة العرب أنفسهم يرى المسؤول السعودي أن فوائد العلاقات الطيبة مع إسرائيل لا تعد ولا تحصى. ومن ضمن ذلك الاستفادة الهائلة التي سيحصل عليها العرب من تقدم التكنولوجيا الإسرائيلية!
لكن لماذا نستغرب مثل هذا التفكير؟ لقد حدث ما حدث في سيرورة سياسية خططت لها إسرائيل في سياق ُموات تجسده محاور ثلاث واضحة المعالم حاسمة التأثير:
1. عزل القضية الفلسطينية عن عمقها العربي. وذلك أمر شاركت فيه قيادة الشعب الفلسطيني التاريخية ممثلة بمنظمة التحرير وقائدها الرمز ياسر عرفات، التي حلمت طوال الوقت مثلما عملت، من أجل إبعاد العرب عن التدخل في الشأن الفلسطيني. وقد كانت سوريا أبرز العرب الذين تم إقصاؤهم عن التدخل في الملف الفلسطيني.
2. تكريس التوجهات الإقليمية تماما التي أصبحت "مشروعة" بعد اتفاقية "أوسلو" بحيث اصبح من حق دول "سايكس بيكو" أن تدعي لنفسها صفة الأمة لتنتشر شعارات علنية ترفع عالياً في المطارات ومداخل المدن والموانئ، من قبيل "الأردن أولاً" أو "لبنان أولاً" أو "الإمارات أولاً" ...الخ. هكذا تم تمهيد التربة السياسية/النفسية لكي يمارس كل بلد سياسته بمنأى عن "الأمم" الأخرى، بما فيها "الأمة" الفلسطينية الحالمة بدولتها المستقلة.
3. شرذمة المؤسسة السياسية الفلسطينية ذاتها، وإقحامها في مصالح اقتصادية وسياسية تشل قدرتها على الفعل المبادر، وتصل بها إلى حالة شبيهة بما صرح به المسؤول السعودي من ناحية النضال المسلح ضد إسرائيل. وقد توصل رئيس السلطة الفلسطينية المؤسس ياسر عرفات إلى الإقرار بهذه "الحقيقة"، ثم تلاه خليفته محمود عباس الذي كان أكثر وضوحاً في هذا المجال. وقد مثل ذلك على ما يبدو بالنسبة لإسرائيل بداية الاستسلام الفلسطيني التام الذي يمهد الطريق دون عقبات تذكر للتقدم نحو تحقيق الهدف الاستراتيجي لإسرائيل.
يبدو لنا أن إسرائيل قد فكرت في ذلك الهدف منذ 1967 بغرض إصلاح "الخطأ" الذي وقع في العام 1948، والمتمثل في "الفشل" في تفريغ فلسطين كلياً من سكانها. لذلك بدأت السياسة الإسرائيلية التي رسمها بعد حرب حزيران حزب العمل الذي قاد مؤسسوه حرب "الاستقلال" سنة 48 في خلق الوقائع على أرض الضفة الغربية، بغية ابتلاعها التدريجي. كانت فكرة ضم الضفة فورا –مثلما حدث مع القدس مثلا- فكرة غير واردة بالنظر إلى المعارضة الشديدة التي كانت ستواجهها إسرائيل من قبل العرب و "المجتمع الدولي" على السواء. لذلك تمت عملية صبورة بعيدة المدى تم فيها استيطان الأراضي ببطء وثبات طوال السبعينيات والثمانينيات من القرن المنصرم. بالطبع تسارعت هذه العملية بشكل مذهل بعد اتفاقية أوسلو ثم تلقت دفعة أكبر بعد الربيع العربي الذي فتح الباب على مصراعيه للتحالف الإسرائيلي العلني والسري مع العديد من الدول العربية، خصوصاً وأن حضور القضية الفلسطينية قد تقزم كثيراً في وعي المواطن العربي وفي أروقة السياسة الدولية على السواء.
عند تفحص "الوقائع على الأرض" يظهر لنا أن أراض كثيرة في الضفة الغربية قد أصبحت بالفعل في حوزة المستوطنات الإسرائيلية التي ارتفع عدد سكانها إلى ما يزيد على 700 ألف نسمة. ويبدو أن الأحزمة العسكرية أصبحت تبتلع ما يربو على 36 في المئة من أرض الضفة، بينما تركت "أوسلو" مساحة تقترب من ثلثي الضفة في سياق أراضي "ج" الخاضعة للسيادة الإسرائيلية التامة.
الآن يبدو بحسب السفير ديفد فريدمان وغيره من الساسة الأمريكيين أن الوقائع على الأرض لا تسمح بقيام دولة فلسطينية، وأن الضم التام لأراضي المنطقة "ج" أو أراضي الضفة كلها هو الخيار "العملي" الوحيد.
لكن موقف فريدمان هو الجزء الصغير البارز من جبل الجليد، ولا بد أنه يشير إلى "نضج" الفكرة لتصبح واقعا بالنسبة لإسرائيل والولايات المتحدة وعدد من الأصدقاء العرب والأوروبيين. ومن ناحية أخرى هناك بنيامين نتانياهو الذي سيذهب إلى انتخابات جديدة في أيلول، وهو في وضع صعب تماما لم يشهد له مثيلا منذ عقد من الزمان. إن "ملك" إسرائيل الداهية يعاني من تحديات فعلية، من بينها هبوط نسبي في شعبيته، ومطاردة من القضاء قد تطيح به تماماً. بالطبع نحن لا ندعي أبداً أن السياسة الإسرائيلية خاضعة للاعتبارات الحزبية أو الانتخابية حتى في حال تعارضها مع مصلحة إسرائيل. لكن تلك الاعتبارات يمكن أن تسرع قرارا مثل ضم الضفة الذي لا يعترض عليه "جدياً" أي لون من ألوان الطيف السياسي في إسرائيل.
من هذا المنطلق نتوقع أن يقوم نتنياهو بإعلان ضم المناطق "ج" إلى إسرائيل، ونستبعد في هذه المرحلة أن يضم المنطقة "أ" ذات الكثافة السكانية العالية.
سوف تشرع إسرائيل بعد ذلك، مع المحافظة الشكلية على "أوسلو" والسلطة التي تحكم باسم أوسلو، في دفع سكان مناطق "ج" إلى مغادرتها إلى الدول العربية أو الأجنبية، وإن كان ذلك غير ممكن في الحالات كلها، فلا بد من دفع الناس إلى مناطق "أ". سيأتي الزمن الملائم مثلما يتصور قادة إسرائيل الذي سيتناقص فيه سكان مناطق "أ" ذاتها إلى حد أن ابتلاعها هي أيضاً لن يكون أمراً ممتنعاً. ولا بد أن ذلك الزمن سيكون قد أسس لقبول إسرائيل بما فيه الكفاية في "الشرق الأوسط" بحيث تصبح مناطق "أ" قضية تافهة لا تثير اهتمام أحد من المحيط إلى الخليج.
هذا هو الطريق الذي قادتنا إليه "أوسلو" حتى اللحظة. ولا بد أن قلب اتجاه حركة القطار في هذه اللحظة ليس بالأمر السهل على الإطلاق. وقد لا نبالغ إذا قلنا إن حرباً كبيرة قد تكون ضرورية في هذه اللحظة التاريخية من أجل كبح جماح الحركة المتسارعة باتجاه القضاء التام على أي وجود عربي على أرض فلسطين. لكن هذا يتطلب أن ينهض الفلسطيني أولاً، وينفض عن نفسه غبار "أوسلو" وكل ما يتصل بها، ويحاول بالتحالف مع حزب الله وسوريا "اختراع" خلطة الترياق المناسبة لإحداث هزة عميقة في الشروط السياسية القائمة بما يردع سائق القاطرة السياسية الأمريكية وركابها من عرب الخليج وغيرهم.



#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النزام الدكتاتوري ومقتل مرسي
- صفقة القرن والخيارات الممكنة
- فلسطين قبل عشر سنوات
- ألمانيا والتفوق النووي الإسرائيلي
- مازق الاعتدال الفلسطيني
- في تقريظ التبرج العربي/الفلسطيني
- معنى التفكير بالنسبة للاهالي والمدارس
- آمنستي وأوهام العدالة الدولية
- حزب الله وأمينه العام والسياق العربي المريب
- الأجهزة الذكية والتربية الغبية
- ماذا بعد الانتخابات الإسرائيلية؟
- روسيا والصراع العربي/الفلسطيني ضد الصهيونية
- تسارع الهجوم الصهيوني ونهاية أوهام السلام
- المراة المستعملة والرجل الطازج أبدا
- تقرير البنك الدولي حول التعليم في منطقة مينا
- إنليل ومعتقلات التلقين الكريهة
- صفقة القرن بين كوشنر ولافروف
- قراءة في خطاب ترامب -حالة الاتحاد-
- أبومازن يطمئن الشبان الإسرائيليين
- أما تزال قطر عدو إسرائيل الأخطر؟


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناجح شاهين - صفقة القرن أو المحطة الأخيرة لأسلو