أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - خالد بهلوي - الثقافة ملك للجميع














المزيد.....

الثقافة ملك للجميع


خالد بهلوي

الحوار المتمدن-العدد: 1543 - 2006 / 5 / 7 - 12:22
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


تعتبر الثقافة محصلة تراكمية للأدب والفكر والعلوم والمعرفة التي توصلت إليه كل شعب من خلال تعاقب الأجيال والحضارات والوعي المعرفي والخبرة الحياتية
ويعتبر الأعلام أكثر تأثيرا وأهمية على الواقع من خلال التأثير على نمط وتفكير الناس وخاص بعد ثورة المعلوماتية ودخول العالم دنيا الانترنيت والفضائيات التي تتسابق على صناعة الخبر لهذا يمكن الحديث عن سباق الثقافة والمعلومة بدلاً من سباق التسلح الذي انتهى دوره مع غياب الاتحاد السوفيتي وأعلامها الموجه والملتزم لقضية الشعوب المظلومة والتي خلقت آنذاك حالة من التوازن الثقافي والإعلامي مع الأعلام الغربي ذات الطابع الاستغلالي الذي يهدف بكل ثقله الإعلامي لخدمة إغراضه ومصالح الاقتصادية العسكرية ويرصد لذلك مليارات الدولارات لقد بين لينين: الدور التخريبي لصحافة البرجوازية بإفقاد الناس القدرة على تقويم الواقع وحذر من الصحافة الصفراء بإمكانية صناعة الخبر بالصور والوثائق إلى درجة يصعب على المرء التمييز بين صحة هذا الخبر أو ذاك وهذا نسميه الإمبراطورية الإعلامية لكل ذلك أصبح للثقافة وللكلمة الدور البارز في إعادة ترتيب العالم ولكن للأسف أصبحت الثقافة والمثقفين سلعة رخيصه تصدر عبر القنوات الإعلامية وهذا ما فعله بعض الحكام المستبدين الذين استطاعوا تسخير الأعلام والكتاب والصحف حتى في دول أخرى لتمرير ثقافتهم المستنده على نهب شعوبهم واستغلال خيرات بلادهم في تقوية مراكزهم وتوسيع منافذ امتيازا تهم

إلى جانب نشر ثقافة الخوف من الحاكم ومن الآخر وأصبح المثقف والثقافة رهن لرغبات وأهواء صاحب السلطة وكل من تجرأ مخالفة ذلك انتهى به الأمر إما إلى السجن أو إلى المهجر باحثا عن لقمة عيشه على موائد وفضلات غيره من الشعوب

وهذا يؤكد أن في الشرق الأوسط لا يوجد سوى ثقافة السلطة في ظل غياب الديموقراطية والأعلام الحر وهذا أدى إلى تقلص عدد المثقفين الثوريين وزيادة جيش المثقفين المزيفين

ففي حين ترى في اميركا 500 قناة تلفزيوينة0 وتعمل لصالح المنظمات الصهيونية أكثر من 1500 صحيفة و 11 قناة تلفزيون و5000 مجلة ومطبوعة لإدخال الوعي المزيف إلى عقول العالم

نجد في بعض الدول العربية قناة تلفزيونية واحدة موجه وخاضعة للرقابة من قبل أعلام السلطة التي تضع الماكياج والديكور لشكل النظام سواء أكان دينيا أم علمانيا ملكيا أم جمهوريا وأكثرها تتم تحت سقف الأحكام العرفية وحالة الطوارئ المعلنة والتي تتجدد باستمرار لخنق أي محاولة أو نشاط ثقافي أو فكري يحاول مجرد تفكير في خرق عالم ومجال المجموعة الحاكمة التي تتوارث الحكم منذ مئات السنين

وتضع القيود على الثقافة والأعلام القادمين0 من الخارج واتهامها بالتبعية والذيلية مع اعترافنا بان الثقافة لم يعد لها حدود وحواجز مثل الأرض التي تستقبل المطر شاءت الأرض أم أبت ستصل مياه الأمطار النازلة من السماء إلى الأرض

أيضا نحن أمام حالة غياب الثقافة التي تعبر عن هموم ومصالح الأقليات القومية المتواجدة في الشرق الأوسط لعدم وجود الديموقراطية لها وعدم السماح لها بإقامة مدارس وكتابة تاريخها ومعارفها العلمية والتاريخية بشكل خاص بلغتها الأم فتذوب أدبها وفنونها وتراثها الحضاري والعلمي وخصوصيتها الثقافية وتظهر على السطح بشكل دائم الثقافة الرسمية والتي لا تعبر عن واقع وهموم المثقفين وثقافة هذه الأقليات

فتشكل حالة غربة بين المثقفين الرسميين والمثقفين الآخرين مع فقدان الحوار الهادئ لعدم اعتراف القومية الكبيرة والأقوى بالقوميات الأخرى وخوفها من تجاوز حدود ها المحصنة بالإحكام العرفية والمراقبة الصارمة حتى على المواقع اللاكترونية والتي أصبحت منفذا وحيدا للأقلام الجادة الباحثة عن هويتها وثقافتها القومية خوفا من صهرها مع القومية الحاكمة

لهذا فالخطر على الثقافة الوطنية ليس شعارا بل واقعا إذا لم تتوحد وتتجانس كل الثقافات المتواجدة على ارض واحدة تاريخية وتشكل معا" وحدة وطنية راسخة تتحطم عليها كل غزو ثقافي مستهلك مزيف يخفي وراءه مصالح شركات احتكارية رأسمالية تبدأ بالغزو الثقافي وتنتهي بالهيمنة على مقدرات وخيرات الشعوب وإخفاء معالم حضارتها وثقافتها كما انتهت الثقافة الاشتراكية واختفت الكتب الماركسية التي كانت تعج بها كل المكتبات العربية التي كانت تفضح الأهداف الإمبريالية وأعلامها الاستعماري اللا إنساني ايام التوازن بين المعسكرين بين الحضارة الغربية والحضارة الشرقية أو الاشتراكية خاصة في المرحلة الباردة من الصراع إن اختفاء الكتب اليسارية لا يعني أفضلية الكتب الاستهلاكية الفارغة من كل مضمون إنساني لكنها ثقافة الأقوى اقتصاديا وعسكريا وبالتالي إعلاميا ومعرفيا 0

من المستحيل أو من الصعب أن ينتصر أي أقلية ويحصل على حقوقه المشروعة دون الاعتماد وخوض المعركة الثقافية والمعرفية وضرورة فهم الواقع والتاريخ والاستناد إليها كقاعدة في كل معركة جديدة لإقناع الآخرين وعلى رأسهم المثقفين والباحثين عن الحقيقة بان من حق كل إنسان إن يمتلك لغة وثقافة يكتب ويقرا بلغته ويدافع عن تاريخه وتراثه ويوصل هذا التاريخ إلى الشعوب والحضارات الأخرى لتتقاسم البناء الإنساني للحضارة البشرية والتي هي ملك لكل الشعوب والأديان والقوميات صغيرة كانت أم كبيرة



#خالد_بهلوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطبقة العاملة ومهامها التاريخية
- نظرة طبقية الى حقوق الا قليات
- من مذكرات النقابي ابراهيم بكري
- الحوار العربي الكردي ضرورة وطنية
- هل اصبحت الصداقة نادرة
- تعادلنا يا صديقي راغب حاجي
- رد على جريدة النور
- هل نستطيع الحد من الانحراف الجنسي
- هل انفلونزا الطيور صفقة العصر
- ازمة قارئ ام ازمة كاتب
- مسؤوليات الشباب ودورهم في الحياة
- الطفولة والمجتمع
- الرجل المناسب في المكان المناسب
- المراة والصراع مع تعيقدات الحياة
- هل العولمة لمصلحة الشعوب
- مؤتمرات تحمل الرقم 10
- انتظروا الديموقراطية والاصلاح السياسي قادم
- يالسخرية القدر
- انصروا ضحايا الشرف
- القتل جريمة ولو كان بدواعي الشرف


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - خالد بهلوي - الثقافة ملك للجميع