أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - خالد بهلوي - هل اصبحت الصداقة نادرة














المزيد.....

هل اصبحت الصداقة نادرة


خالد بهلوي

الحوار المتمدن-العدد: 1516 - 2006 / 4 / 10 - 09:04
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


قيل إن الصديق عند الضيق وانه كالقناعة كنز لا يفنى ولكن للأسف أصبحت قطعة نادرة وأثرية وفي طريقها للفناء أو فقدت فعاليتها العملية وبقيت ديكورا أو شكلا فقط مع التطور الاقتصادي والتشكيلات الاقتصادية المتعاقبة حيث تبدلت الكثير من المفاهيم والعادات والتقاليد والأخلاق إلى نمط آخر وشكل آخر يختلف كليا عن سابقتها والمبرر والتعليل عند الكثير بأنها ضريبة الحضارة والتطور الاقتصادي والعلماني لكنها هرولة بشكل جنوني لتراكم الرأسمال وزيادة الرصيد البنكي والعيش حياة مترفة ولو كانت على حساب القيم والمبادئ والمثل العليا
لهذا كان الصدق في التعامل والصداقة أحدى ضحايا هذا النهج أو التفكير الاقتصادي عندما وضع الربح والخسارة في الميزان وأعطي لها الافضليه في الحياة والتعامل بين أفراد الأسرة الواحدة وحتى ضمن العشيرة والمجتمع بشكل عام فمن السهل أن نجد أخ يختلف ويتصارع مع أخيه وأخته من اجل ميراث اوحفنه من الدراهم لان التعامل الأخوي والعطف الأبوي فقدت أهميتها ولم تصمد إمام الطمع والشجع فأصبح ميزان الصداقة والأمانة والإخلاص تقاس بمدى معادلتها بسلعة أو قيمة نقدية
فالإنسان الفقير مالياً يفقد يومياً أصدقائه الذين ينفرون منه خشية إن لا يردوا له ضائقة أو تقديم مساعدة ويتحاشون صداقته لكي لا يخرجون هذا الصديق عن ضيق ذات اليد يوما ما
أما الغني فيكثر أصدقائه ومحبيه والمعجبين بقدراته على جمع الثروة ويبني صداقات مع التجار ورجال الأعمال والمسئولين في الدولة وأصحاب القرار للمنفعة المتبادلة بينهما
حيث الربح والخسارة والثراء الفاحش للطرفين ولكنها منفعة مؤقتة سرعان ما تنتهي هذه الصداقة مع انتهاء العوامل التي أوجدتها أو ساعدت على تكوينها ومن طبيعة الرأسمالي أو رجال الأعمال التضحية بالصداقة والصديق في السوق اوالبورصة إذا توفر له ربح مع صديق آخر أو مع تاجر آخر
لدينا مثل شعبي يقول عند ما يجوع الفقير يتذكر أطعمة الأعراس فنحن أصبحنا نتذكر الأصدقاء المخلصين الذين كانت الصداقة لديهم تعادل الإخوة وتساوي المحبة وتعني الوفاء ولا تقدر بثمن وكم من صديق ساعد صديقه وافرج عنه كربته وقدم له العون دون أن ينتظر مقابل أو هدية أو اعتراف بالعرفان وأكثر من ذلك عندما كان صديقه يتعرض لاعتداء اواهانه لا يتردد في التدخل لنصره صديقه ولم يعرف آنذاك المثل الذي يقول (فخار يكسر بعضه )
قد أجد من المفيد أن اسرد هذه القصة والتي تعبر عن أهمية الصداقة وكيف تصبح هشة ولا تثبت قوتها عند أول امتحان تقول القصة
تعرض احد الأولاد الأغنياء مع أسرته لضائقة مالية فأراد الأب أن يعطي درسا لابنه فطلب منه الذهاب ولاستنجاد بأصدقائه الكثيرين الذين كانوا يترددون يه يومياً ويستغلون ويستحقون بأمواله وجرب جمع الأصدقاء لكنه عاد دون جدوا فأرسله والدة إلى صديقه الوحيد فسرعان ما شاهد الكرم والصدق من صديق والدة الوحيد
فأدرك الولدان الصداقة القديمة كانت مبينة على أسس مفتية قوية أمام أي اختبار بعكس جميع الأصدقاء الحاليين الأنانيين المثاليين الذين يفكرون ملياً ماذا يستفيد من هذا أو ذال قبل القرار بإقامة صداقة
فكل شي في علمنا أجمع له لون وطعم جديد غير الطعم الأصلي وتغير مذاقه ونكهته حتى المواد الغذائية أصبحت محفوظة بالهرمونات والسماد الصناعي
وكذلك الصداقة والوفاء والعلاقات الاجتماعية الصادقة أصبحت مبنية على الغش والأنانية كما يقول ماركس الإنسان مجموعة من العلاقات الاجتماعية يتغير سلوكه وصداقته وعلاقته من خلال المجتمع الذي يعيش فيه ويصبح لكل نمط من العيش
نمط من التفكير والإدراك
ففي أوربا يفقد الصداقة عظمتها لأن الإنسان لا يحتاج إلى هذه الصداقة ولا يعرف الجار جاره الساكن معه في نفس البناء لنهما لا يتقاسمان الأحزان والأفراح وقد لا يحتاجان إلى بعضاهما لأن الدولة تتكفل بكل شي من الضمان الصحي إلى الضان الاجتماعي وصولاً إلى مراكز ودور العجز وحماية الشيخوخة وراتب معيشي يفنيك عن الحاجة أو الطلب من أي صديق
مع ذلك تتكون صداقات من خلال العمل أو الانضمام إلى جمعية أو ناد أو منتدى ثقافي ولكن هذه الصداقة تبقى ضمن البروتوكول المتعارف عليه يفتقر إلى التعامل والشعور الروحي والوجداني والتفاعل الإيجابي والإنساني
أخيراً: الصداقة لم تتبخر ولن تزول لكنها للأسف أصبحت قطعة نادرة وأثرية إذا كانت يبن طبقتين مختلفتين.
يتبين ان الفقراء والمظلومين المطالبين برفع الظلم وتحقيق العدالة أكثر الناس حرصا وصدقاً في الحفاظ على الصداقة وديمومتها



#خالد_بهلوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعادلنا يا صديقي راغب حاجي
- رد على جريدة النور
- هل نستطيع الحد من الانحراف الجنسي
- هل انفلونزا الطيور صفقة العصر
- ازمة قارئ ام ازمة كاتب
- مسؤوليات الشباب ودورهم في الحياة
- الطفولة والمجتمع
- الرجل المناسب في المكان المناسب
- المراة والصراع مع تعيقدات الحياة
- هل العولمة لمصلحة الشعوب
- مؤتمرات تحمل الرقم 10
- انتظروا الديموقراطية والاصلاح السياسي قادم
- يالسخرية القدر
- انصروا ضحايا الشرف
- القتل جريمة ولو كان بدواعي الشرف
- هل الوطن اصبح مزرعة للفاسدين
- لاتفرقوا بين موتاكم يارفاق
- طلابنا وعطلة الصيف
- دور الكادر في التنظيم
- على درب فرج الله حلو


المزيد.....




- كيف صُنع مضاد سم للأفاعي -لا مثيل له- من دم رجل لُدغ 200 مرة ...
- الأمير هاري بعد خسارة دعوى امتيازاته الأمنية: العمر قصير وأر ...
- ترامب ينشر صورة له أثارت زوبعة: -الرجل الذي خرق الوصايا الـع ...
- مقتل عدة أشخاص في خان يونس والجوع يهدد حياة أطفال غزة
- تركيا .. استخدام القضاء كسلاح ضد الصحفيين
- موقع: فيتسو أجرى تعديلات مفاجئة في جدول أعماله مؤخرا
- الولايات المتحدة.. انقلاب شاحنة محملة بعملات معدنية
- 7 قتلى إثر اصطدام شاحنة بحافلة سياحية في الولايات المتحدة
- الجيش الباكستاني ينفذ تجربة ناجحة لإطلاق صاروخ باليستي
- سوريا.. آثار القصف الإسرائيلي على مدينة إزرع


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - خالد بهلوي - هل اصبحت الصداقة نادرة