أمن الدولة تقتل المعتقلين بالأمراض داخل السجون !

عماد فواز

الحوار المتمدن-العدد: 1543 - 2006 / 5 / 7 - 11:46
المحور: حقوق الانسان
    

ما هي درجة الرعاية الصحية التي تقدمها وزراة الداخلية للمعتقلين في السجون ؟! ، هل تقوم بنقلهم إلى العيادات والمستشفيات لعلاجهم أم تقدم هذه الخدمة داخل المعتقل ؟! وهل هناك حالات مرضية ؟! أظن أن هذا السؤال يبدو في غاية السذاجة والغباء ، لأن الاعتقال يعني تعذيباً ، سحلاً وضرباً وصعقاً بالكهرباء ، وغيرها مما يترك أثاره على جسد وصحة المعتقل ، وفي قاموس أمن الدولة والداخلية بشكل عام ، يعد المرض أداة من أدوات التعذيب ، حيث يتم ترك المعتقل يعاني من الألم بهدف التأديب والتهذيب ، مع سذاجة السؤال الذي طرحناه ، وبحثنا حوله ، وتبين لنا أن اغلب المعتقلين ، كانوا قبل اعتقالهم في صحة جيدة ، وبعد اعتقالهم بشهور أصيبوا بأمراض عدة ، على رأسها الأمراض الجلدية مثل الجرب والجدري ، وبعضهم أصيب بالسكر وبضغط الدم ، كما أتضح أيضاً اصابة العديد من المعتقلين بأمراض أخرى مثل الفيروسات ، وانزلاق الغضروف ، والفشل الكلوي ، وغيرها من الأمراض الخطيرة ، وهذه الأمراض أصيبوا بها بعد اعتقالهم بفترة ، البعض من أسر المعتقلين أعاد هذه الأمراض إلى الإهمال وعدم الرعاية داخل المعتقل ، مما يساعد على انتشار الأمراض ، والبعض الآخر أرجع الأمراض إلى الاحساس بالظلم وسوء المعاملة ، وبسؤالنا عن الخدمات الصحية المتوفرة ، أتضح أنها تتلخص في عيادة ، يجلس فيها طبيب شاب حديث التخرج ، أو تخرج ومارس سنوات عمل جميعها داخل السجن بعيداً عن الخبرة والدراسة ، وأن الطبيب هذا إما يقوم بتحويل المعتقل إلى أحد المستشفيات ، أو يصرف بعض المسكنات له ، وبغض النظر مازال السؤال قائماً .. هل هناك حالات مرضية ؟! وهل أصيبوا بهذه الأمراض داخل السجن أم دخلوا مرضى ؟!
الواقع يؤكد أن هناك العديد ، من حيث العدد ، فهم بالآلاف ، دخلوا المعتقلات أصحاء ، وبعد فترة من الحبس والتعذيب أصيبوا بالأمراض ، وطبيب السجن أحال بعضهم للعلاج في المستشفيات الحكومية ، والبعض الآخر صرف لهم بعض المسكنات .. من هؤلاء :
المعتقل محمد محمود محمد ذكي 30 سنة " مبلط قيشاني " اعتقل في 14 أكتوبر 1999 ، كان يقيم في في 22 شارع عمر بن الخطاب وادي عنتر – مصر القديمة ، بعد اعتقاله بعام واحد أصيب بانزلاق غضروفي وأمراض جلدية تم تشخيصها " جرب وجدري " وهذا مثبت في التقرير الصادر من مستشفى معتقل وادي النطرون .
المعتقل سامي علي كامل أحمد 37 سنة " عامل " فيصل – الجيزة ، اعتقل بتاريخ 15 مارس 2004 مصاب بانفصال الشبكية بالعين اليمنى ، وآلام حادة بالظهر ، اضافة إلى الأمراض الجلدية .
المعتقل يسري عبد العليم فرج برعي 38 سنة " سائق " متزوج ويعول 6 أولاد ، اعتقل بتاريخ 17 مارس 2003 يعاني من آلام بالظهر وضعف عام .. يعالج منه في مستشفى المنيل " عنبر المعتقلين " ، بجلسات كهربائية على ظهره .
والمعتقل السيد أحمد ضيف الله 50 سنة " مدرس " من الفيوم مركز ابشواي " متزوج " ويعول 4 أولاد تم اعتقاله في أول أبريل 1991 ، ويعاني من فيروس كبدي وبائي ، وتضخم بالكبد وارتفاع في نسبة السكر بالدم ، وارتفاع في الضغط .
المعتقل عبد المنعم محمد محمد السروجي 40 سنة " محام " من القلج مركز الخانكة بمحافظة القليوبية " متزوج " ويعول اعتقل عام 1993 وأصيب داخل المعتقل بارتفاع نسبة السكر بالدم ، وارتفاع نسبة الضغط ، اضافة إلى الأمراض الجلدية المنتشرة بسجن وادي النطرون ، وهي الجدري والجرب .
والمعتقل رجب عبد اللطيف سالم 45 سنة " سائق " عزبة الشين العلوية ابشواي ، متزوج ويعول ثلاثة أفراد ، اعتقل في 5 أبريل 1996 ، يعاني من آلام بالظهر والمفاصل .
والمعتقل عشري لملوم عبد الكريم 35 سنة " تاجر " متزوج ويعول أربعة أفراد ، كان يقيم بعزبة توفيق مسعود مركز ابشواي الفيوم ، اعتقل بتاريخ 22 مايو 1995 ، يعاني من أمراض الكلى والروماتيزم .
والمعتقل رمضان صلاح عبد الباقي 35 سنة " متزوج " ويعول طفلين ، مقيم بعزبة توفيق مسعود مركز ابشواي الفيوم ، اعتقل بتاريخ 21 مايو 1995 ، ويعاني من حساسية بالصدر وجرب وجدري .
والمعتقل عادل ادريس عبد الباقي 26 سنة " موظف " مقيم في عزبة توفيق مسعود العلوية مركز ابشواي – الفيوم ، أعزب ، اعتقل بتاريخ 12 مايو 1995 ، أصيب بأمراض ارتفاع ضغط الدم وحساسية الصدر .
المعتقل مصطفى بشير عليش 46 سنة " تاجر " معتقل سنة 1992 ، " متزوج " ويعول أربعة أفراد ، مقيم بالطاحون – الفيوم ، أصيب باضطرابات في القلب وآلام بالظهر خلال جولته على المعتقلات التي بدأت بأبي زعبل ، ثم طره ، ثم وادي النطرون الجديد ، وأخيراً معتقل وادي النطرون .
المعتقل محمد إسماعيل محمود 54 سنة " مدرس " متزوج ويعول ستة أفراد ، مقيم في الترابيع – فيصل جيزة ، اعتقل بتاريخ 16 مارس 2002 ، وأصيب بآلام الظهر والغضروف والروماتيزم ، قضى فترة الاعتقال بين " ليمان أبو زعبل ، وطره ، ثم وادي النطرون .
المعتقل مدحت حمدي عبد الرحمن حسن " مهندس " 43 سنة " متزوج " ويعول ثلاثة أفراد ، ومقيم 13 شارع اسماعيل معروف المتفرع من شارع الشركات الزاوية الحمراء القاهرة ، اعتقل بتاريخ 12 أبريل 2002 ، ويعاني من قصور في الركبة اليسرى أدى إلى توقفها عن أداء وظائفها نتيجة التهاب في الأوتار وخشونة في الركبتين .
هذه بعض الحالات ، وكما هو واضح أنهم كانوا بصحة جيدة قبل اعتقالهم ، وبعد فترة من الاعتقال ربما سنة أو أقل أصيبوا بهذه الأمراض ، والحقيقة أن أغلب هؤلاء المرضى لا يجدون الرعاية الكافية داخل المعتقل ، وأن طبيب السجن ، في أغلب الأوقات يقوم بصرف بعض المسكنات لهم ، وأن بعضهم يتردد على مستشفى السجن للعلاج ، وأهالي هؤلاء المعتقلين تقدموا بالعديد من التظلمات لوزير الداخلية ولمدير جهاز أمن الدولة ، وإلى رئيس الجمهورية ، لكي يتم الإفراج عنهم صحياً ، مما يمكنهم من الذهاب إلى المستشفيات للعلاج ، خاصة وأن بعضهم يعاني من أمراض خطيرة .
وللأسف لم يستمع إليهم أحد .

#عماد_فواز (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل