أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - الفرفار العياشي - ساخبر الله بكل شئ !














المزيد.....

ساخبر الله بكل شئ !


الفرفار العياشي
كاتب و استاذ علم الاجتماع جامعة ابن زهر اكادير المغرب

(Elfarfar Elayachi)


الحوار المتمدن-العدد: 6256 - 2019 / 6 / 10 - 03:53
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


قديما قال الفيلسف اليوناني هراقليطس : الحرب تلد كل الاشياء الجميلة ؟؟؟
رغم حكمة فيلسوف الصيرورة والتغير هراقليطس والذي انتصر للعقل و للنظام حين اعتبر ان الحكمة تعني شيئا واحدا هي الخضوع لصوت العقل بان يسود العقل و ينتصر ؟؟
لكن كيف يسود العقل و ينتصر في زمن الحرب و الدمار و الدم و الدموع , ما يقع بسوريا العربية درس في الالم الجماعي وفي وجع الذي لا ينتهي .
بعيدا عن دروس التاريخ و عن النظريات السياسية وعن الاسباب والخلفيات و الدوافع لحرب لا تتوقف حيت الحرق الشامل و القتل
الشامل و الدم العربي اصبح رخيصا و ملايين المشردين و اللاجئين , و العربي الاخ الشقيق يغلق الباب و النصراني الكافر يفتح الحدود و ياوي الايتام … ,
ما يقع بسوريا مفزع حيت سوريا تدمر بايدي عربية و بدعم عربي وبصمت عربي و الكل يتحدث عن مؤامرة صهيونية امريكية روسية تركية فارسية ؟ ولم يتحدثوا عن جبن وصمت عربي .
امام ماساة تبعثرت امامها كل الاوراق و اختلطت الالوان ,؟ لم يعد غير لون الاحمر يلون جغرافية سوريا في مشهد عبثي مؤلم .
المفكر العربي ابراهيم نصر الله و في روايته الرائعة زمن الخيول البيضاء , يتساءل امام بشاعة الوضع و ماساويته يلزمنا قلوب اكبر لكي تتسع لكل هذا الاسى و لكل هذه الاوجاع والاحزان ؟
للماساة الف وجه والف حكاية و الف عنوان و الكثير من الخراب , و الاسوا انه خراب بايدي عربية و بثمن عربي وبرصاص عربي و بتواطؤ عربي , بقيادة حكومات البترو دولار .
قصة من هذا الوجع , حكاية بعمق حكمة يونانية قالها طفل سوري , و هو يلفظ انفاسه الاخيرة بعد ان اصابته قديفة من يد عربي يصيح باعلى صوته الله اكبر الله اكبر في مشهد سريالي يجعل العاقل مجنونا , فالقاتل يردد الله اكبر و المقتول يردد الله اكبر , انه الدرس العربي الذي جعل الله مع القاتل ومع المقتول ؟؟ صرخ الطفل في وجه الجميع ساخبر الله بكل شئ ….
انها عبارة كثيفة وبليغة وحكيمة طفل فهم ان الانسان العربي و الحاكم العربي و المقاتل العربي لا يصبح شجاعا الا في وجه اخيه , انها صرخة تعكس حالة اللاثقة في كل الانظمة و في كل الموجودين و في عالم سفلي وسيبقى سفليا يعيش كل اشكال الاندحار و الانحدار , مادام لا يستطيع حماية طفل من موت عبثي بايدي عربية وبتمويل عربي , انه انظمة لصناعة الموت , وليس لصناعة الحياة والامن و الحب والسلام .
طفل حمل معه حزنه الى عالم اكثر عدلا و واكثر رحمة حيت مكان الاطفال الجنة , كما قال ذلك الروائي دوستويفسكي في روايته الشهير ة الاخوة كارامازوف حين خاطب الام التي فقدت ابنها ان مكانه الجنة فلا داعي من البكاء .
مؤسف هذا الواقع المتردي , حتى اطفالنا فقدوا الثقة في كل شئ حتى في البوح باحزانهم لم يعد لهم اب ولا اخ ولا ام و لا ارض غير الله و لا شئ غير الله, انهم اطفال يرفضون البوح و الحكي و يحملمون معهم اسرارهم الى عالمهم المتعالي عن قذارة واقع سياسي ملوث بجبن عربي .
قد يكون الطفل اكثر حكمة من الكبار لانه رفض ان يحكي عن قاتل يتكلم لغته و يصلي صلاته ويعلن في كل لحظة للتذكير انه ينتمي لخير امة اخرجت للناس و انه الجنس الانقى و الجنس الاتقى …
مات الطفل السوري وحمل معه احزانه واسراره , لتستمر ماساة انسان عربي يجيد الانتظار حتى راكم الصدأ اجسادنا و لم نعد نحس ولا نفكر و لانتحرك و لا نفعل ولا ننفعل , و حتى ان انفعلنا حملنا السيوف و البنادق في وجه بعصنا البعض , الامر ليس عيبا فنحن ننتمي الى ثقافة ملوك الطوائف , و نتلذذ باستعادة الفتنة الكبرى و حرب المئة عام من اجل سباق ناقة ؟؟؟



#الفرفار_العياشي (هاشتاغ)       Elfarfar_Elayachi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زواج الكونترا : التجارة الممنوعة !
- الحق : مقاربة فلسفية
- مفهوم المجتمع المدني : بين هيجل وماركس
- الشباب و الهوية السائلة
- الطريق الى السعادة ! رؤية من داخل الفكر الاسلامي .
- الحقيقة ! ماذا يخفي هذا المفهوم ؟
- السياسة و الحجاب .
- الصفقة مع الشيطان
- واقعة جمعة اسحيم: عنف العنف ؟
- الانا و الاخر : مسارات الائتلاف و الاختلاف .
- منازل نظيفة و شوارع متسخة : مفارقة بين ما نملك و ما لا نملك ...
- ضابط و مواطن: حكاية في زمن الحكرة !
- الصفير لا يليق بك ؟
- داعش : الهة النار الجدد
- جاك بيرك : من اجل فك العزلة عن الاسلام
- الهوية الافتراضية و الاقامة خارج الذات
- عودة المقدس : التدين في زمن العولمة
- التدين الشعبي و بناء الهوية الدينية


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - الفرفار العياشي - ساخبر الله بكل شئ !