أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح كنجي - الماغوط في قصيدته الخالدة الوشم














المزيد.....

الماغوط في قصيدته الخالدة الوشم


صباح كنجي

الحوار المتمدن-العدد: 1542 - 2006 / 5 / 6 - 09:51
المحور: الادب والفن
    


الماغوط في قصيدته الخالدة الوشم


من بين الكثير مما كتبه الشاعر والاديب السوري المعروف محمد الماغوط في مجالات الشعر والنثر والمسرح وغيرها من فنون الأدب التي تطغي عليه لغة السخريه المشبعة بالمرارة والالم واللوعة المرافقه للأنكسارات والهزائم المريرة والشنيعة وبعناوين استفزازيه ( سأخون وطني ) كتابه النثري المرموق ، إخترت قصيدته التي تحمل عنوان الوشم لكي اسجل انطباعي عنها فمنذ ان قراتها لأول مرة وانا اعود لها اكرر قراءتها بلا ملل .

في( الوشم) يختزل الماغوط كل اوجاع الشرق وجراحاته العميقة والدفينة اراه فيها يحكي عن جراح الروح التي لا تندمل .

(حيث لاشيء
يفصل جثث الموتى عن احذية المارة
سوى الأسفلت)

اسمعه من خلالها يتحدث عن الشروخ في النفس المعذبة والمطاردة من خلال تساؤله الذي يحمل في طياته اقصى شحنات الأدانة للقمع ورموزه من رجال السلطة.
(من اورثني هذا الهلع
هذا الدم المذعور ؟!)
غير القمع المنفلت الذي يخلف الجثث التي تلامسها اقدام المارة ، ويولد الخوف الذي يسعى لتحطيم النفوس ،ويجعل حاملي الأفكار الحرة من غير المستسلمين للقمع ان يعيشوا وسط الظلام :
( اضحك في الظلام
ابكي في الظلام
اكتب في الظلام)
وهوظلام دامس وطويل يمتد مع سنوات العمر من جيل لآخر مع استمرار حالة القمع وتواتر مفرداته الدامية ، الى الحد الذي بات فيه حاملي الفكر لا يفرقون او يميزون بين .

( حتى لم اعد اميز قلمي من اصابعي)

ويسمعك صرخة الجنين المربوط لحبل المشنقه في رحم امه وانين المعذبين بالسوط.

(المأساة ليست هنا
في السوط او المكتب او صفارات الأنذار
انها هناك
في المهد.. في الرَّحم
فأنا قطعا ً
ما كنت مربوطا ً إلى رحمي بحبل سرّة
بل بحبل مشنقه )

ومع قسوة القصيدة وانتقالاتها تسمع صوت الماغوط يناديك رغم الخوف بأن لا تستسلم ويطالبك بالمقاومة كي تعود السياط من جديد أغصانا ً مورقة ومثمرة.
( ولن انهض
حتى تجمع كل قضبان السجون وإضبارات المشبوهين
في العالم
وتوضع امامي
لألوكها كالجمل على قارعة الطريق..
حتى تفر كل هراوات الشرطة والمتظاهرين
من قبضات اصحابها
وتعود اغصانا ً مزهرة مرة أخرى )

ومع هذا الامل تشعر بنشوة الماغوط وهو الصادق في قوله ومشاعره ، وتأكيده باليقين اللامحدود ان الغد سيكون اجمل واجمل، الماغوط كان شاعرا ً وضميرا ً مطاردا ً من لدن اجهزة مخابرات غبية لا تعرف فك الحروف وفي غفلة من الزمن تربعت على عرش الشام ونشرت فيها الخراب الذي تكثفه قصيدة الوشم في صور شعريه مؤثرة تدفع المرء لذرف الدموع مع كل مقطع فيها.

( ما ان ارى ورقة رسمية على عتبه
او قبعة من فرجة باب
حتى تصطك عظامي ودموعي ببعضها
ويفر دمي مذعورا ً في كل اتجاه
كأن مفرزة ابدية من شرطة السلالات
تطارده من شريان الى شريان)

ولو لم يكتب الماغوط إلا هذه القصيدة لأستحق ان يكون في الصدارة مع غيره من الشعراء الذين حولوا الحرف الى رنين يدوي في كافة العصور والأزمان ، والقصيدة الى معول ومطرقة تهدم اسوار القمع وتزيل ركامه من الوجود .

سينتهي القمع وستبقى قصائد الماغوط هي الخالدة ، وفي قصيدة الوشم استطاع الماغوط ان يوشم جبين القمع ورموزه بالعار الأبدي ،وذلك سر خلودها.




صباح كنجي



#صباح_كنجي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأنحطاط السياسي.. في العراق الجديد !


المزيد.....




- أول فنانة ذكاء اصطناعي توقع عقدًا بملايين الدولارات.. تعرفوا ...
- د. سناء الشّعلان عضو تحكيم في جائزة التّأليف المسرحيّ الموجّ ...
- السينما الكورية الصاعدة.. من يصنع الحلم ومن يُسمح له بعرضه؟ ...
- -ريغريتنغ يو- يتصدّر شباك التذاكر وسط إيرادات ضعيفة في سينما ...
- 6 كتب لفهم أبرز محطات إنشاء إسرائيل على حساب الفلسطينيين
- كفيفات يقدّمن عروضًا موسيقية مميزة في مصر وخارجها
- عميل فيدرالي يضرب رجلًا مثبتًا على الأرض زعم أنه قام بفعل مخ ...
- انقطاع الطمث المبكر يزيد خطر الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائ ...
- إشهار كتاب دم على أوراق الذاكرة
- مثنى طليع يستعرض رؤيته الفنية في معرضه الثاني على قاعة أكد ل ...


المزيد.....

- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح كنجي - الماغوط في قصيدته الخالدة الوشم