أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رضا عبد الرحمن على - مصر بين يوسف (الصديق) وصحابة الفتوحات ..!!















المزيد.....

مصر بين يوسف (الصديق) وصحابة الفتوحات ..!!


رضا عبد الرحمن على

الحوار المتمدن-العدد: 6241 - 2019 / 5 / 26 - 21:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مصر بين يوسف (الصديق) وصحابة الفتوحات ..!!

تمهيد:

أولا :لابد من التأكيد على حقيقة قرآنية هامة وهي أن ربنا جل وعلا أرسل جميع الأنبياء والرسل لدعوة الناس في كل زمان ومكان أن يؤمنوا أنه (لا إله إلا الله) وأن يعبدوا الله الذي لا إله غيره ، قالها نوح عليه السلام (لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) الأعراف: 59 ، وتكررت كثيرا في القرآن مع انبياء آخرين مثل هود عليه السلام (وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ) الأعراف : 65 ، وتعددت مرات ذكرها بنفس المعنى دعوة كل نبي قومه إلى عبادة الله الواحد الأحد في الآيات (الأعراف : 73 ، 85 ) ، ( هــود : 50 ، 61 ، 84 ) ، ( المؤمنون : 23 ، 32 ) ، ( محمد : 19) ، كذلك ورد في القرآن الكريم التحذير من الشرك بالله جل وعلا إلها أخر وأن هذا الشرك هو الذنب الوحيد الذي لا يغفره الله لأي عبد من عباده (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً) النساء : 48 ، وتكرر نفس المعنى تقريبا في الآية 116 من نفس السورة ، وكذلك في أخر سورة الكهف (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) ، ليس هذا فحسب بل إن جميع الأنبياء والرسل بما فيهم خاتم النبيين عليهم جميعا السلام مأمورون بالاعتراف أنهم يعبدون الله وأنهم يدعون لـ ( لا إله إلا الله) جل وعلا وحده ولا يشركون به شيئا كما في قوله تعالى (قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ) الرعد 36 ، (لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً) الكهف : 38 ، (قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً)الجن: 20

ثانيا : أرسل الله جميع الأنبياء والرسل برسالة واحدة ودين واحد باسم واحد هو الإسلام الذي اكتمل باعتراف قرآني على لسان خاتم النبيين عليهم السلام في قوله تعالى (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً فَمَنْ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)المائدة : 3، يقول تعالى (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ) آل عمران : 85 ، وهناك تحذير واضح وصريح لكل البشر الذين يفترون على الله الكذب حين يدعوهم أي نبي أو داعية إلى الإسلام دين الله (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الإِسْلامِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) الصف :7 ، إذن الدين عند الله هو الإسلام لمن أراد أن يتبع دين الله المُنزل على أنبيائه ورسله (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) آل عمران :19

ثالثا : منهج الدعوة لدين الله جل وعلا تم تلخيصه لخاتم النبيين في آيات بسيطة واضحة الدلالة والمفهوم ، وهي أمر لكل داعية يأت بعد خاتم النبيين عليهم السلام يقول تعالى لخاتم النبيين قدوتنا ومعلمنا (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) النحل : 125 ، (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) آل عمران : 159 ، ونزلت أوامر واضحة لخاتم النبيين تؤكد على حرية الدين والمعتقد وأنه لا إكراه في الدين ، وانه ليس من حق خاتم النبيين نفسه أن يكره أحدا على أن يؤمن بالله جل وعلا ، فإذا كان هذا هو الحال مع خاتم النبيين وهو صاحب الرسالة والمسئول الأول عن تبليغها للناس (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) يونس :99 ، هذا هو دين الله الإسلام وهذا هو منهج الدعوة حسب أوامر الله جل وعلا التي أمر بها رسله وأنبيائه وجميع الناس من بعدهم.

من خلال قراءة سورة يوسف عليه السلام ، والتفكر فيما فيها من عبر ومواعظ كثيرة ، وجدت أنه من الممكن إجراء مقارنة بين منهجين قام كل منهما بدعوة أهل مصر إلى دين الله جل وعلا ، المنهج الأول البطل فيه نبي الله يوسف عليه السلام ، والمنهج الثاني البطل فيه هم قادة او صحابة الفتوحات الذين قاموا بغزو مصر في خلافة عمر بن الخطاب بقيادة عمرو بن العاص بهدف دعوة أهل مصر لدين الإسلام كما زعموا ، فماذا فعل يوسف عليه السلام مع المصريين وكيف تعامل مع ثرواتهم وأزماتهم ونسائهم .؟ ، وماذا فعل صحابة الفتوحات مع المصريين وثرواتهم ونسائهم وأطفالهم .؟

من هذه النقطة أستطيع أن أبدأ المقارنة لكي نثبت حقيقة واحدة أن أي شخص يتبع الوحي الإلهى لابد أن يكون طريقه وأسلوبه ومنهجه مختلف تماما عن أي إنسان يتبع الوحي البشري والفكر الديني الذي ألفه البشر ، وهذا ما ستوضحه وتثبته السطور التالية:

سوف أحدد عدة نقاط رئيسية وأساسية لهذه المقارنة

1ــ ما هو المنهج الذي اتبعه يوسف الصديق في نشر دين الله بمصر ، والمنهج الذي اتبعه صحابة الفتوحات لنشر دين الله.؟

2ــ كيف تعامل يوسف الصديق مع نساء مصر ، وكيف تعامل معهن صحابة الفتوحات .؟

3 ــ كيف تعامل يوسف الصديق مع ثروات مصر ، وكيف تعامل مع هذه الثروات صحابة الفتوحات.؟

4ــ كيف حافظ يوسف الصديق على أرواح الناس مستغلا الوحي والعلم الإلهي ، وكيف تعامل صحابة الفتوحات مع أرواح المصريين .؟

5ــ كيف حقق يوسف الصديق العدل في توزيع القمح في سنوات القحط وأخذ من الأثرياء والأغنياء وأعطى الفقراء ليحقق ويقيم العدل بين الناس و ليحافظ على أرواح الجميع في سنوات القحط ، وماذا فعل صحابة الفتوحات من فرضهم الجزية والخراج بحجة حماية المصريين من أي عدو خارجي.؟

هذا ما سأوضحه بالتفصيل في الجزء الثاني من المقال :



#رضا_عبد_الرحمن_على (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرسول برىء من أكاذيب السلفيين .
- كيف تهربون من مَلَك الموت ..؟!
- الإنتاج الفكرى للأقليات الدينية فى مصر .
- حقوق الأقليات في مصر
- ما هي جريمتي ، وما هي خطيئتي ..؟ هل قرآني تعني إرهابي ..؟؟!!
- أوجه الشبه بين الصوفية والسلفية ( القرآن نزل للراشدين)
- البخارى في ميزان العلم والعقل والمنطق
- أيها المدخنون ارحمونا يرحكم الله
- هؤلاء كتبوا عن الأخوان في عام 1954م
- الاخوان بعد ثورتين هل من جديد ..؟! ..1
- فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَه ، وَمَنْ يَع ...
- الخلط البيّن بين (الدين) و (الفن والثقافة والتدين) ..!!
- بعض العلمانيين أكثر تشددا من السلفيين ..!!!
- تناقض البخارى
- خدعوك فقالوا .. إصلاح الفكر الديني ..!!
- لا يمكن إصلاح الفكر الديني ..!!
- حوار بيني وبين الأستاذ / شاهر تونسي
- لقد مات خويلد بن أسد قبل زواج ابنته خديجة من النبي فكيف سقته ...
- استغلال الدين في(البحث عن السلطة وقتل المغيبين والمنافسين) ف ...
- لا يا مشايخ الأزهر


المزيد.....




- إيهود أولمرت: اليهود يقتلون الفلسطينيين يوميا بالضفة
- -المسجد الإبراهيمي بين عراقة التاريخ وتحديات التهويد- انتصا ...
- “متعة جنونية” تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي ...
- ماما جابت بيبي..حدث تردد قناة طيور الجنة بيبي على القمر نايل ...
- الأوقاف الفلسطينية: نبش الاحتلال المقابر في خان يونس انتهاك ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي بجودة رائعة وإ ...
- عندما تتشنج الروح.. صرخة صامتة في وجه الحياة
- سلي أطفالك بأغاني البيبي..ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على ...
- غضب في ريف حمص: العنف الطائفي يتمدّد
- رواية -الهرّاب-.. أزمة الهوية والتعايش والوجود اليهودي في ال ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رضا عبد الرحمن على - مصر بين يوسف (الصديق) وصحابة الفتوحات ..!!